معالجة البرامج الحوارية بالقنوات التليفزيونية الحکومية والخاصة لإنتخابات الرئاسة المصرية خلال الدورتين 2014 م ، 2018 م "دراسة تحليلية مقارنة"

معالجة البرامج الحواریة بالقنوات التلیفزیونیة الحکومیة والخاصة لإنتخابات الرئاسة

المصریة خلال الدورتین 2014 م ، 2018 م "دراسة تحلیلیة مقارنة"

 

د. إمام شکری القطان^(*)

مقدمة:

شهدت مصر ثورة 30 یونیو 2013 التی تُعد بمثابة إحدى أکبر الثورات فى العالم ، وکانت بمثابة ثورة تصحیح لمسار ثورة 25 ینایر 2011 ، وذلک من خلال البیان الذى أعلنته القیادة العامة للقوات المسلحة بالتعاون مع القوى السیاسیة المختلفة لیوضح خارطة طریق المستقبل التى تضمنت تسعة قرارات أهمها تعطیل العمل بدستور 2012 بشکل مؤقت ، وتعیین رئیس المحکمة الدستوریة العلیا رئیساً للبلاد ، وإجراء انتخابات رئاسیة مبکرة ، وتشکیل حکومة توافق وطنى قویة .

وقد إحتلت الإنتخابات الرئاسیة المبکرة باعتبارها السبب والمطلب الرئیسى لثورة 30 یونیو مساحة کبیرة فى الخریطة البرامجیة للعدید من القنوات التلیفزیونیة ، فضلاً عن أنها أحد الوسائل السلمیة لحل الصراعات السیاسیة والاجتماعیة داخل المجتمع ، وخاصة بعد المواجهات والاشتباکات الدامیة التی وقعت بین قوات الأمن وبعض المواطنین فی مواقع عدیدة أشهرها فض إعتصام رابعة ، والتی سقط على إثرها العدید من الضحایا.

وفى هذا الصدد تقوم وسائل الإعلام والتى من بینها التلیفزیون بمساعدة الأفراد على إداراک الموضوعات السیاسیة ، ومن ثم زیادة الوعى السیاسى لدیهم من خلال کم ونوعیة المعلومات التى تقدمها لهم ، وقیامها بتعدیل الاتجاهات والقیم السلبیة تجاه عملیة المشارکة فى رسم وتحدید الأهداف العامة للمجتمع بصفة عامة والمشارکة فى الحیاة السیاسیة بصفة خاصة .

وتمثل البرامج الحواریة واحدة من أهم الأشکال البرامجیة التى تعتمد علیها القنوات التلیفزیونیة فى طرح ومعالجة الموضوعات والقضایا فى الأحداث المختلفة التى تحظى بالاهتمام العام من قبل الجمهور .

وتستمد هذه النوعیة من البرامج موضوعاتها من الأحداث الجاریة وقضایا المجتمع التى تقدم فیه سواء کانت هذه القضایا سیاسیة أو اجتماعیة ، أو اقتصادیة ، أو ثقافیة ، أو دینیة .... إلخ ، والتی عادة ما تفرض نفسها، وتکون موضع جدل ، واختلاف فى وجهات النظر بین الأفراد والجماعات وتکون مثار إنشغال الناس ، وحدیث مجالسهم ، أو تکون ضمن اهتمام بعض الفئات النخبویة فى المجتمع (1).

وترجع أهمیة هذه البرامج إلى کونها واحدة من أهم الأدوات التى تسهم فى اکساب أو تصحیح الأفکار والمفاهیم والمعلومات المتعلقة بمعظم الأحداث والقضایا المختلفة ، لتکوین رأى عام مستنیر لدى الجمهور من خلال استضافة الشخصیات المؤثرة ، وذات الرأى والتجربة المفیدة لمناقشة تلک القضایا وإمداد الجمهور بالأخبار والآراء التى تمکنه من تکوین مواقف واتجاهات حیالها واتخاذ سلوک بشأنها .

وانطلاقا من ذلک تتضح أهمیة الدراسة الراهنة فى محاولتها لمعرفة الطریقة التى تتعامل بها البرامج الحواریة فى القنوات الحکومیة والخاصة مع المعلومات والبیانات التى تطرحها بشأن الانتخابات الرئاسیة ، وکذلک أیضا معرفة أهم الموضوعات والقضایا التى تم طرحها ، وأیها تم الترکیز علیه بما یؤدى إلى تحقیق الأهداف المرجوة ، وعقد مقارنة بین معالجة البرامج الحواریة بالقنوات التلیفزیونیة الحکومیة والخاصة لإنتخابات الرئاسة المصریة خلال الفترة من 2014 : 2018 م .

مشکلة الدراسة:

تُمثل الإنتخابات الرئاسیة حدثاً سیاسیاً مصیریاً وهاماً لغالبیة أفراد الشعب المصری لکونها من أهم الوسائل التی یترتب علیها الکثیر من النتائج والتغییرات فی کافة المجالات والأنظمة وخاصة النظام السیاسی والاقتصادی ، الأمر الذی یجعلها محل اهتمام الکثیر من الباحثین والمتخصصین والإعلامیین.

وفی إطار إهتمام وسائل الاعلام محلیا وعربیا ودولیا لهذا الحدث السیاسی الهام وتنافسها فی تقدیم معالجة إعلامیة له هو ما یکسبها – أی المعالجة- أهمیة خاصة نظرا للدور والتأثیر البالغ الذی یقوم به الإعلام فی تغییر الأفکار والآراء والاتجاهات إزاء العملیة الانتخابیة.

وبإعتبار أن البرامج الحواریة واحدة من أنجح ما یقدمه التلیفزیون ، لأنها تشبع احتیاجات المشاهدین وتحقق رغباتهم عن طریق معالجتها للموضوعات والقضایا والمشکلات التی تواجه المجتمع من خلال طرحها للمحاورة والنقاش أمام المسئولین والمواطنین للتوصل لأنسب الحلول لتلک القضایا والمشکلات ، کما أنها تساعد الفرد والمجتمع عل معرفة کافة آراء ووجهات نظر النخبة المتخصصین والقیادات والمواطنین أیضا بشأن القضایا المطروحة لتکوین اتجاهات رشیدة ورأی عام صحیح .

ومن هنا طرح السؤال البحثی نفسه عن ما طبیعة التناول الإعلامی فی البرامج الحواریة المقدمة بالقنوات التلیفزیونیة الحکومیة والخاصة لإنتخابات الرئاسة المصریة خلال الفترة من 2014 : 2018 م ؟

أهمیة الدراسة:

تنبثق أهمیة هذه الدراسة من النقاط التالیة:

1-   أهمیة الانتخابات الرئاسیة المصریة بإعتبارها أحد وأبرز حدث سیاسی على المستوى العالمی بشکل عام ومستوى الوطن العربی بشکل خاص لما له من تأثیرات کبیرة فی مقدرات الشعب المصری ومجریات الأحداث فی المنطقة العربیة ، وخاصة بعد التحولات الدیمقراطیة التی شهدتها مصر بعد ثورة 25 ینایر 2011م .

2-   تُعد الانتخابات الرئاسیة من الموضوعات ذات الطبیعة الجماهیریة من ناحیة والأکادیمیة من ناحیة أخرى ، وخاصة بعد ثورات الربیع العربی التی شهدها العالم والتی غیرت الکثیر من معالم الحیاةالسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة.

3-   تُمثل الإنتخابات الرئاسیة أهم وأقوى مظاهر التعبیر عن المشارکة السیاسیة من جانب المواطن ، وأحد أشکال التعبیر عن الرأی ، وتأتی أهمیة هذه الدراسة من خصوصیة هذه الانتخابات التی دعا إلیها معظم أفراد الشعب والقوى الوطنیة فی وقت مبکر عن موعدها المحدد لها ، والتی مثلت الشرارة الأولى لثورة 30 یونیو 2013 التی أطاحت بالرئیس المعزول محمد مرسی ونظام الإخوان المسلمین.

4-   وتأتی أهمیة هذه الدراسة أیضاً من کونها ترکز على أحد أهم القضایا المرتبطة بخطوات الاصلاح السیاسی والاقتصادی والاجتماعی من خلال إختیار الشعب لرئیس الجمهوریة بالانتخاب الحر والمباشر.

5-   أهمیة وخطورة الدور الذی تقوم به البرامج الحواریة فی إمداد الجمهور بالمعلومات والآراء والاتجاهات المتعلقة بالقضایا والموضوعات المختلفة بما یمکنه من تکوین رأی عام واتخاذ مواقف إزاء هذه القضایا ، وبالتالی کان من الأهمیة التعرف على معالجة هذه البرامج للإنتخابات الرئاسیة المصریة.

6-   محاولة الدراسة التعرف على أکثر من رؤیة وأکثر من بعد للقضیة الواحدة ، وذلک عن طریق إلقاء الضؤ على توجهین مختلفین وهما التوجه الرسمی للقنوات الحکومیة وتوجه القنوات الخاصة أثناء معالجتهما لحدث الإنتخابات الرئاسیة المصریة خلال الدورتین 2014 م ، 2018 م.

أهداف الدراسة :

1-     التعرف على أهم القوالب التى تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة".

2-     الکشف عن أهم الأشکال الفنیة التى تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة".

3-     رصد أهم وسائل الایضاح والتشویق المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة".

4-     التعرف على المستوى اللغوى المستخدم فى تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة".

5-      تحدید أسالیب طرح الآراء فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

6-      الکشف عن اتجاه مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" نحو الانتخابات الرئاسیة.

7-     تحدید الموضوعات المرتبطةبالانتخاباتالرئاسیة التى رکزت علیها البرامج الحواریة "عینة الدراسة".

8-     التعرف على المدة الزمنیة للموضوعات التی تم تناولها بالبرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

9-     الکشف عن الأنشطة السیاسیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

10-                       رصد أهم الأسالیب الاقناعیة المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة" فى تقدیمها لملف الانتخابات الرئاسیة .

11- التعرف على مصادر مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

12-                      تحدید الأطر المرجعیة المستخدمة فی تغطیة الانتخابات الرئاسیة .

13-                      معرفة أهم أسالیب تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

تساؤلات الدراسة :

1-     ما أهم القوالب الفنیة التى تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

2-     ما أهم الأشکال الفنیة التى تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

3-     ما أهم وسائل الایضاح والتشویق المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

4-      ما المستوى اللغوى المستخدم فى تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

5-      ما أسالیب طرح الآراء فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

6-      ما اتجاه مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" نحو الانتخابات الرئاسیة ؟

7-     ما الموضوعات المرتبطةبالانتخاباتالرئاسیة التى رکزت علیها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

8-     ما المدة الزمنیة للموضوعات التی تم تناولها بالبرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

9-     ما أهم الأنشطة السیاسیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

10-                       ما أهم الأسالیب الاقناعیة المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة" فى تقدیمها لملف الانتخابات الرئاسیة ؟

11-                      ما مصادر مقدم مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

12-                      ما الأطر المرجعیة المستخدمة فی تغطیة الانتخابات الرئاسیة ؟

13-                      ما أهم أسالیب تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ؟

الدراسات السابقة :

قام الباحث بتقسیم الدراسات السابقة التى تتصل بموضوع الدراسة إلى محورین على النحو التالى :

- المحور الأول : الدراسات الخاصة بالبرامج الحواریة :

1- دراسة سارة نصر محمد عبد الباقی (2018)(2) ، والتی استهدفت التعرف على کیفیة عرض ومعالجة قضایا مؤسسة الرئاسة المصریة فی البرامج الحواریة بالقنوات الفضائیة محل الدراسة ( النیل الإخباریة – الجزیرة – Arabia Sky News – On Tv ) وتأثیر تعرض الجمهور لتلک البرامج على اتجاهه نحو أداء مؤسسة الرئاسة الجزئی والعام ، وأشارت أهم النتائج إلى إرتفاع حجم الاهتمام بقضایا مؤسسة الرئاسة المصریة فی البرامج غیر المصریة ، وانعکس ذلک الاهتمام أیضاً فی ترتیب القضایا المعروضة عنها حیث أن مایزید عن 75% من عینة القضایا جاء ترتیبها فی بدایة ووسط تلک البرامج وجاء عرضها فی حلقة کاملة حوالى 15% ، وفیما یخص الاتجاه الغالب نحو قضایا مؤسسة الرئاسة اتضح ارتفاع الاتجاه المؤید بنسبة 80,9% .

2- دراسة مروة أمبارک حسین (2016)⁽³⁾،والتی استهدفت التعرف على الخطاب السیاسی بالبرامج الحواریة وانعکاسه على الوعی السیاسی للشباب الجامعی ، وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها : جاء اعتماد البرامج الحواریة على الفقرات الحواریة فی عرض القضایا السیاسیة المثارة على الساحة المصریة فی المقدمة بنسبة 55,7 % یلیها الفقرات الإخباریة فی المرتبة الثانیة بنسبة 44,3 % من إجمالی الفقرات البرامجیة التی قدمت القضایا السیاسیة ، وکذلک أثبتت الدراسة أنه توجد علاقة ارتباط دالة احصائیاً بین تأثیر التعرض للبرامج الحواریة بشکل منتظم ومتکرر واتجاهات الشباب نحو القضایا السیاسیة عند مستوى دلالة 0,001 .

3- دراسة میرال مصطفى عبد الفتاح (2012) (4) ، والتی استهدفت تطبیق نظریة تحلیل الأطر الإخباریة للتعرف على الإطار الأیدیولوجى الذى تعبر عنه القنوات الفضائیة محل الدراسة فى تناولها الملف أحداث ماسبیرو والتعرف على مدى التشابه والاختلاف بین هذه القنوات ، وأظهرت النتائج عدم التوازن فى عرض الآراء ووجهات النظر فى القناتین فى عرضهما لملف أحداث ماسبیرو حیث طرحت قناة النیل للأخبار وجهة نظر واحدة بنسبة 100% وهى وجهة نظر الحکومة الرسمیة ، کما عرضت قناة On Tv وجهة نظر واحدة بنسبة 71.5% وهى وجهة نظر المتظاهرین الأقباط ، کما أوضحت النتائج استخدام قناة النیل للأخبار و On Tv للاستمالات العاطفیة بشکل کبیر فى مخاطبتها للجمهور حیث تم استخدام الاستمالات العاطفیة بنسبة 66.6% فى قناة النیل للأخبار وبنسبة 75.5% فى قناة On Tv وإن اختلفت القناتان فى طبیعة الاستمالات العاطفیة المستخدمة ، واتفقت قناتى الدراسة فى تبنى إطار نسب المسئولیة کإطار رئیسى فى تناول ملف أحداث ماسبیرو ، فجاء هذا الإطار بنسبة 66.7% فى قناة النیل للأخبار ورکز هذا الاطار على وجود أیدى خارجیة تعمل على زعزعة الاستقرار ، بینما جاء هذا الإطار بنسبة 53.5% فى قناة On Tv ورکز على تراخى الحکومة فى اتخاذ القرار کما ألقى المسئولیة على أفراد الشرطة وتعاملهم العنیف مع المتظاهرین .

4- دراسة رباب عبد الرحمن هاشم (2012) (5) ، والتی استهدفت تقییم أبعاد المسئولیة المهنیة والاخلاقیة فى تغطیة برامج الحوار الجماهیریة التلیفزیونیة المقدمة بالقنوات الحکومیة والخاصة للانتخابات الرئاسیة المصریة لعام 2012، وخلصت الدراسة إلى سیطرة الخبر على الأشکال الفنیة المستخدمة فى برامج الحوار الجماهیریة "عینة الدراسة " فى تغطیة انتخابات الرئاسة ، یلیه الحوار ثم المناقشة ، وأوضحت أیضاً سیطرة موضوع تطورات العملیة الانتخابیة ، یلیه تقییم شخصیات المرشحین وإبراز تجاوزات العملیة الانتخابیة على موضوعات تغطیة انتخابات الرئاسة المصریة فى برامج الحوار التى خضعت للدراسة ، کما أشارت النتائج إلى وجود اختلافات دالة احصائیا على مستوى الأداء المهنى فى تغطیة انتخابات الرئاسة بین برنامجى الدراسة على مستوى الإعداد والتقدیم والإخراج لصالح برنامج الحیاة الیوم .

5- دراسة مجیب أحمد حازم الشمری (2011)(6)، والتی استهدفت التعرف على طبیعة العلاقة بین التعرض لبرامج الرأی فی القنوات الإخباریة العربیة وتأثیرها على المشارکة السیاسیة لدى الشباب الجامعی الیمنی ، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود أدوار هامة تقوم بها برامج الرأی فی القنوات الإخباریة العربیة فی معالجة مفاهیم ومجالات المشارکة السیاسیة ، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیه ایجابیة بین التعرض لبرامج الرأی فی القنوات الإخباریة العربیة ومستویات المشارکة السیاسیة , کما کشفت أهمیة برامج الرأی فی زیادة المعرفة السیاسیة والاهتمام السیاسی وتکوین الاتجاهات السیاسیة التی تعد متغیرات وسیطة فی العلاقة بین الاعتماد على برامج الرأی وسلوک المشارکة السیاسیة لدى شباب الجامعات فی الیمن ، وغلبة استخدام الأسالیب الإقناعیة المنطقیة أکثر من الأسالیب الإقناعیة العاطفیة فی کل البرامج وهو ما یتفق مع طبیعة هذه البرامج .

- المحور الثانی : الدراسات الخاصة بالإنتخابات الرئاسیة المصریة :

1- دراسة لبنى عبد العزیز الجابرى (2018) ⁽⁷⁾ ، والتی استهدفت التعرف على مدى اعتماد الجمهور المصرى على التلیفزیون والإنترنت فى الحصول على المعلومات حول الانتخابات الرئاسیة فى مصر ، وتوصلت الدراسة إلى أن "فیس بوک" جاء فى المرتبة الأولى من بین الوسائل التى اعتمد علیها الشباب فى الحصول على المعلومات بنسبة 51.5% ، یلیها البرامج التلیفزیونیة على المرتبة الأولى بنسبة 41.5% ، وجاء الإنترنت فى المرتبة الأولى من بین الوسائل المختلفة التى یصدقها الشباب یلیه فى المرتبة الثانیة رأى الأصدقاء ثم القنوات العربیة ، وتتصدر الإنترنت مصادر المعلومات التى سوف یعتمد علیها أفراد العینة أثناء الانتخابات الرئاسیة المستقبلیة بنسبة (38.99٪)، وکشفت الدراسة أن 76.8٪ من عینة الدراسة یوافقون على إجراء الانتخابات الرئاسیة المستقبلیة إلکترونیا بینما 23.3٪ من عینة الدراسة لا توافق على إجراء الانتخابات إلکترونیا.

2- دراسة مروة سید سلام (2017) ⁽⁸⁾، والتی استهدفت الوقوف على قدرة صفحات مرشحی الانتخابات الرئاسیة المصریة لعام 2014 على الفیس بوک وتویتر على التواصل والتأثیر على جمهور الناخبین والترویج للمرشحین وحملاتهم ، وأظهرت النتائج أن القضایا السیاسیة احتلت المرتبة الأولى من بین القضایا التی رکزت علیها کلتا الحملتین وذلک على موقعی الفیس بوک ، وتویتر وذلک بنسبة 24.7 % للسیسى على الفیس بوک ، بینما جاءت بنسبة 24.2 % لحمدین صباحی ، فی حین أن القضایا السیاسیة بلغت نسبتها18.8 % للسیسى على تویتر، وجاءت بنسبة 29.3 % لحمدین صباحی ، جاء حجم تفاعلیة الجمهور سواء بالتعلیقات أو مشارکة المنشورات أو الاعجابات على صفحات حملة السیسى على الفیس بوک وتویتر أعلى من حجم التفاعلیة على صفحات حملة حمدین صباحی، کما جاءت التفاعلیة على صفحات المرشحین على الفیس بوک أعلى من حجم التفاعلیة على صفحاتهم على تویتر ، کما أکدت النتائج استخدام کلتا الحملتن اللغة التی تجمع بین الفصحى والعامیة أو ما یمکن توصیفها باللغة الصحفیة فی تقدیم مادتها الإعلامیة .

3- دراسة سلوى سلیمان الجندی ، إیناس عبد الحمید الخریبى (2015)⁽⁹⁾، والتی استهدفت تحلیل الاسراتیجیات الاتصالیة المستخدمة فى الدعایة الانتخابیة لمرشحی الرئاسة المصریة على موقع الفیس بوک ، بالإضافة إلى إجراء دراسة میدانیة طبقت على الشباب الجامعی المصری للتعرف على تقییمه لصفحات المرشحین وتأثیرهما على قرارهم الانتخابی ، وأشارت النتائج إلى أن تقییم المبحوثین للصفحات فی مجمله ایجابی إلا أن نسبة 61.8 % من المبحوثین ترى الصفحة الرسمیة للمرشح الرئاسی عبد الفتاح السیسی لم تعرض برنامجه الانتخابی بصورة واضحة ، کما ترى نصف عینة المبحوثن 50.9 % بأن هناک تضاربا إلى حد ما بین ما تنشره الصفحة الرسمیة للمرشح والمعلومات التی عرضتها وسائل الإعلام الأخرى ، بینما أشار عدد کبیر من المبحوثین بنسبة 52.7 % أن الصفحة الرسمیة للمرشح الرئاسی حمدین صباحی عرضت برنامجه الانتخابی بصورة واضحة.

4- دراسة أحمد الهلالی الشربینی (2013)⁽¹⁰⁾، والتی استهدفت رصد کیفیة توظیف شبکات التواصل الاجتماعی فی مجال التسویق السیاسی لمرشحی الحملات السیاسیة ، وذلک من خلال تحلیل صفحتی کل من المرشح/ محمد مرسی ، المرشح/ أحمد شفیق على الفیس بوک ، والوقوف على اتجاهات الشباب الجامعی نحو هذه الحملات التسویقیة ، وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات التخصصات النظریة والعلمیة فی اتجاهات الشباب الجامعی نحو استخدام مواقع التواصل الاجتماعی فی التوعیة ببرامج المرشحین لصالح التخصصات العلمیة ، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات الذکور والإناث فی اتجاهات الشباب نحو استخدام مواقع التواصل الاجتماعی فی التوعیة ببرامج المرشحین لصالح الذکور، وأن اتجاه الشباب الجامعی نحو الحملات الانتخابیة الرئاسیة کان مرتفعاً.

5- دراسة محمد فؤاد محمد (2013) ⁽¹¹⁾،وهدفت إلى التعرف على مدى فاعلیة وسائل وأسالیب الدعایة الانتخابیة التی تم استخدامها من قبل المرشحین لرئاسة جمهوریة مصر العربیة 2012م ، ومدى تأثیر هذه الوسائل والأسالیب الدعائیة فی السلوک السیاسی للناخبین ، وخلصت الدراسة إلى تصدر التلیفزیون الوسائل التی إعتمد علیها الناخبون لمتابعة الدعایة الانتخابیة لمرشحی رئاسة الجمهوریة 2012م ، کما جاءت قناة الحیاة فی مقدمة القنوات التی إعتمد علیها الناخبون خلال الحملات الانتخابیة للتعرف على المرشحین وبرامجهم الانتخابیة ، کما جاءت البرامج الحواریة فی صدارة البرامج التی حرصت عینة الدراسة على مشاهدتها للتعرف على المرشحین وبرامجهم الانتخابیة.

6- دراسة نشوى سلیمان عقل (2013) ⁽¹²⁾،وهدفت إلى تحلیل أطر الخطاب الإعلامی لأبرز مرشحی الرئاسة المصریة ، وکذلک أسس الإستراتیجیات الإقناعیة التی تبنوها للوصول إلى ذلک المنصب ، وأظهرت النتائج إرتباط الأطر المرجعیة فی خطاب المرشح الرئاسی/ محمد مرسی بطبیعة القضایا التی تعرض لها ، کما کشفت عن توظیف الإطار البصری والخطابی المشحون بالطابع الشعبی فی حدیث المرشح الرئاسی/ حمدین صباحی ، أما فی حدیث المرشح الرئاسی/ أحمد شفیق فلوحظ فی حدیثه الترکیز على مفهوم الجودة والإدارة ، والقدرة على السیطرة على زمام الأمور.

7- دراسة محمدأحمدهاشم،حسننیازىالصیفی (2012) ⁽¹³⁾ ، والتی استهدفت الوقوف على حقیقة وحجم الدور الذی تلعبه الإنترنت فی تشکیل اتجاهات وسلوکیات الشباب الجامعی نحو مرشحی انتخابات الرئاسة المصریة 2012 ومدى اعتماد الشباب الجامعی على الإنترنت فی الحصول على المعلومات عن العملیة الانتخابیة ومرشحیها ، وقد توصلت الدراسة إلى ارتفاع نسبة استخدام الشباب الجامعی للإنترنت لمتابعة انتخابات الرئاسة المصریة 2012 ، حیث بلغت 97 % من عینه الدراسة ، وجاء الإنترنت فی مقدمة المصادر التی یعتمد علیها الشباب الجامعی للحصول على المعلومات المتعلقة بمرشحی إنتخابات الرئاسة المصریة والعملیة الانتخابیة بنسبة 22.8 % ، وجاء موقع الفیس بوک ویلیه تویتر فی مقدمة المواقع التی اعتمد الشباب الجامعی علیها لمتابعة مرشحی الانتخابات الرئاسیة والعملیة الانتخابیة من خلالها بنسبة 22.8 % للفیس بوک ونسبة 17.5 % لتویتر.

التعقیب على الدارسات السابقة وأوجه الاستفادة منها :

• أن غالبیة الدراسات السابقة التی تناولت الإنتخابات الرئاسیة بعد ثورتی 25 ینایر 2011 ، 30 یونیو 2013 کانت میدانیة ، الأمر الذی یقضی بضرورة إجراء الدراسات التحلیلة لمعرفة المضمون المقدم فی الوسائل الاعلامیة والذی بدوره یشکل أراء وإتجاهات الجمهور نحو القضایا المختلفة ، وهو ما قامت به الدراسة الحالیة ، حیثُ أنها تسعى فی المقام الأول إلى معرفة الطریقة والأسلوب الذی تناولت به القنوات التلیفزیونیة الحکومیة والخاصة لأحداث الانتخابات الرئاسیة والوقوف المستمر على نقاط القوة ونقاط الضعف لهذه المعالجة.
• اتفقت الدراسة الحالیة مع دراسة عمرو أحمد مجدى عبد الفتاح (2016) فی التأکید على أن وسائل الإعلام تعمل على تحفیز المواطنین علىالمشارکةفىالإنتخابات الرئاسیة ، وکذلک التأکید على أن الحیادیة کانت الاتجاه السائد فى تقدیم الأخبار والمعلومات عن أحداث الإنتخابات الرئاسیة.
• وبالنظر للدراسات التحلیلیة التی تناولت الإنتخابات الرئاسیة نلاحظ أنها اهتمت بتحلیل أطر الخطاب الإعلامی للمرشحین ، أو التعرف على أسالیب الدعایة الإنتخابیة المستخدمة فی حملاتهم ، مما یوضح القصور فی التناول البحثی للمعالجة التلیفزیونیة لتغطیة أحداث الإنتخابات الرئاسیة وعقد مقارنة بین تناول القنوات التلیفزیونیة الحکومیة والخاصة لإنتخابات 2014 ، 2018م .
• اهتمام الکثیر من الباحثین السابقین بدراسة ملف الإنتخابات الرئاسیة من خلال وسائل التواصل الاجتماعی ، الأمر الذی یشیر إلى نقطتین الأولى : قصور وسائل الاعلام الأخرى فی تناول ملف الانتخابات الرئاسیة ، الثانیة: عدم إقبال الباحثین على دراسة الوسائل الاعلامیة الأخرى ، وهو أمر غیر مقبول فی الحالتین ویستحق النظر إلیه بعین الإعتبار للوقوف على مکانة هذه الوسائل فی ظل التقدم التکنولوجی الذی نعاصره الآن.
• أن معظم الدراسات السابقة إستخدمت المنهج الوصفی أو المسحی ، کما استعانت بالأدوات البحثیة إما تحلیل المضمون أو الاستبیان أو الجمع بین الأداتین ، فی حین أن الدراسة الراهنة اعتمدت على إعتمدت على المنهج الوصفی لأنه الأنسب لمعالجة المشکلة والاجابة عن تساؤلاتها ، وکذلک استخدمت أداة تحلیل المضمون لجمع البیانات والمعلومات وتحلیلها والخروج منها بأهم النتائج .
• تنوعت العینات التی اعتمدت علیها الدراسات التحلیلیة السابقة ما بین البرامج الحواریة العامة أو نشرات الأخبار أو صفحات الفیس بوک ، إلا أن الملاحظة الجدیرة بالاهتمام هی عدم وجود دراسة واحدة – فی حدود علم الباحث – قامت بدراسة البرامج الحواریة التی خصصتها القنوات التلیفزیونیة لمعالجة الانتخابات الرئاسیة لدرجة أنها أطلقت علیها أسماء تشیر إلى هذا الحدث السیاسی الکبیر فالقناة الأولى أطلقت برنامج "مصر تنتظر الرئیس" وقناة Cbc extra أطلقت برنامج "مصر تنتخب الرئیس" وقناة On live أطلقت برنامج "الطریق إلى الإتحادیة" ، الأمر الذی دفع الباحث لدراسة هذه البرامج وتحلیل مضمونها للوقوف على معالجتها للإنتخابات الرئاسیة المصریة 2014 ، 2018م.

وهنا تجدر الاشارة إلى أن الاستفادة التی حصل علیها الباحث من استعراض الدراسات السابقة تکمن فی التعرف على جوانب التغطیات التلیفزیونیة التی خضعت للتحلیل والدراسة تفادیاً لعدم التکرار ، واستکمال الجهود التی بذلها الباحثین السابقین ، حیثُ اتضح عدم الاهتمام الکافی بإجراء دراسات تحلیلیة على مضمون البرامج الحواریة المخصصة للانتخابات الرئاسیة 2014 بشکل عام وانتخابات 2018 بشکل خاص ‘ الأمر الذی دفع الباحث لإجراء الدراسة الحالیة للوقوف على معالجة هذه البرامج للانتخابات الرئاسیة فی ضوء عقد مقارنة بین انتخابات 2014 وانتخابات 2018 ، وإبراز التوجه الرسمی والخاص لهذه المعالجة.

وبشکل عام تمثلت أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة فی تحدید مشکلة الدراسة وصیاغة أهدافها وتساؤلاتها وتحدید الاجراءات المنهجیة تحدیداً دقیقاً.

إجراءات الدراسة:

یصف هذا الجزء الطریقة والإجراءات التی استخدمها الباحث فی هذه الدراسة ، والتی توضح مفاهیم الدراسة ، حدود الدراسة ، متغیرات الدراسة ، تطبیق الدراسة ، مجتمع الدراسة، وعینتها، وأدواتها.

مفاهیم الدراسة:

-     المعالجة التلیفزیونیة إجرائیاً: هی السمات البارزة لأسلوب التناول الإعلامی الذی تعتمد علیه البرامج الحواریة التلیفزیونیة فی عرضها للأحداث والموضوعات المرتبطة بالإنتخابات الرئاسیة ، بدایة بمدى الاهتمام بها من خلال المدى الزمنی لها وترتیب وتکرار عرضها ووصولاً إلى توجهات البرنامج نحو موضوع الإنتخابات الرئاسیة ، کما تشمل أیضاً القضایا والموضوعات والأحداث التی تم طرحها للعرض والنقاش وإختیارات الضیوف لتحلیل وتفسیر موضوعات الإنتخابات الرئاسیة بحیادیة وتوازن فی عرض الأراء ، بما یساهم فی خلق إطار عام نحو موضوع الإنتخابات الرئاسیة والذی بدوره یتفق مع سیاسات القناة .

-     البرامج الحواریة: هی "شکلفنییشغلمساحةزمنیةمحددةولهاسمثابت،ویقدمفیمواعیدمحددة،وثابتةیومیًا،أوأسبوعیًا،أوکلأسبوعین،أوشهریًالیعرضمادةمنالموادالفنیة ،أوالثقافیة ،أوالعلمیة...إلخ،مستخدمًافیذلککلأوبعضالفنونالإذاعیةمنسرد،وتعلیق،وحوار،وندوات،ومقابلات" ⁽¹⁴⁾.

-     الإنتخابات: هی إختیار الفرد لأحد المرشحین خلال فترة زمنیة محددة ، وهی حق من حقوق الإنسان للتعبیر عن رأیه ، وهی الصیغة الأساسیة الملائمة للمشارکة السیاسیة من جانب الشعب بإعتباره یمثل أهم سبل الاتصال السیاسی ، وتحظى الإنتخابات بأهمیة کبیرة فی کافة النظم السیاسیة بإعتبار أنها البوابة الشرعیة لتشکیل الحکومات وتولی مقالید الحکم (15).

حدود الدراسة:

أ- الحدود الموضوعیة:

تنسحب نتائج الدراسة على البرامج الحواریة بالقنوات الأولى ، Cbc extra ، On live دون غیرها من المواد الإعلامیة الأخرى، لمعرفة معالجتها للإنتخابات الرئاسیة المصریة خلال الدورتین 2014 م ، 2018 م

ب- الحدود الزمنیة:

طبقت الدراسة على ثلاث برامج الأول: برنامج " مصر تنتظر الرئیس " المقدم فی القناة الأولى ، الثانی: برنامج " مصر تنتخب الرئیس " المقدم فی قناة Cbc extra ، الثالث: برنامج " الطریق إلى الإتحادیة " المقدم فی قناة On live ، حیث تم تحلیل مضمون البرنامج الأول خلال فترة بثهوالتی بدأت من 3/5/2014 حتى 28/5/2014 ، تم تحلیل مضمون البرنامج الثانی خلال فترة بثه والتی بدأت من 3/5/2014 حتى 28/5/2014 ، وکذلک تم تحلیل مضمون البرنامج الثالث خلال فترة بثه والتی بدأت من 1/2/2018 حتى 25/3/2018 .

- مجتمع الدراسة:

ویشمل جمیع البرامج الحواریة المقدمة على القناة الأولى الحکومیة والقناتین Cbc extra ، On live الخاصتین بالتلیفزیون المصری.

- عینة الدراسة:

قام الباحث بإجراء الدراسة على عینة من البرامج الحواریة المقدمة بقنوات الدراسة (الأولى ، Cbc extra ، On live) بالتلیفزیون المصری، وتمثلت هذه العینة فی ثلاث برامج الأول: الأول: برنامج " مصر تنتظر الرئیس " المقدم فی القناة الأولى ، الثانی: برنامج " مصر تنتخب الرئیس " المقدم فی قناة Cbc extra ، الثالث: برنامج " الطریق إلى الإتحادیة " المقدم فی قناة On live ، حیث تم تحلیل مضمون البرنامج الأول خلال فترة بثه والتی بدأت من 3/5/2014 حتى 28/5/2014 ، وذلک بما یعادل 20 حلقة ، تم تحلیل مضمون البرنامج الثانی خلال فترة بثه والتی بدأت من 3/5/2014 حتى 28/5/2014 ، وذلک بما یعادل 26 حلقة ، وکذلک تم تحلیل مضمون البرنامج الثالث خلال فترة بثه والتی بدأت من 1/2/2018 حتى 25/3/2018 ، وذلک بما یعادل 53 حلقة.

* مبررات إختیار العینة:

* أن البرمج الحواریة التی تم اختیارها خُصصت لتغطیة ومتابعة الأحداث والأخبار المتعلقة بالإنتخابات الرئاسیة المصریة ، وکذلک العمل على تحلیلها وتفسیرها.

* محاولة إبراز التوجه الرسمی والخاص(نمط الملکیة والسیاسة الإعلامیة) لقنوات الدراسة فی التناول الإعلامی للإنتخابات الرئاسیة المصریة.

* تقدم هذه البرامج فی أوقات الذروة فتحظى بنسبة مشاهدة عالیة ، وخاصة أنها تتناول قضیة مصیریة هامة وحیویة لمسقبل الوطن والشعب المصری بکافة طوائفه وفئاته.

ویوضح الجدول التالی السمات العامة للبرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

جدول رقم (1)

السمات العامة للبرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن هناک إختلاف بین برامج الدراسة فى دوریة البث الأمر الذى انعکس على المدة الزمنیة للبرامج "عنیة الدراسة" وکذلک عدد الحلقات المسجلة وذلک لصالح برنامجی مصر تنتخب الرئیس والطریق إلى الإتحادیه ، ویمکن إرجاع ذلک إلى أن القناتین Cbc extra  و On live یُحتسبین من القنوات ذات الطابع الحواری ، وبالتالى فردت کل قناة مساحة زمنیة کبیرة من الخریطة البرامجیة لتناول ملف الانتخابات الرئاسیة .

وبصفة عامة نلاحظ أن المدة الزمنیة المستغرقة فى عرض حلقات برامج الدراسة کانت طویلة حیث کانت تزید الفترة الزمنیة للحلقة عن 60 دقیقة وبحد أقصى 231 دقیقة ، وهذا ما تیفق مع طبیعة تناول الموضوعات السیاسیة التی تحتاج إلى التفسیر والشرح وطرح العدید من الآراء ووجهات النظر والاقتراحات ، کما أن سبب طول زمن هذه البرامج أنها برامج تعتمد على أسلوب البث المباشر والذی بطبیعته یفرض طول مدة البرنامج .

ونلاحظ أیضا أنه تم اختیار الفترة المسائیة کفترة أساسیة لبث برامج الدراسة ، وهذا إختیار موفق لأن هذه الفترة تمثل أکثر الفترات مشاهدة من قبل الجمهور بصفة عامة – کما أوضحت معظم الدراسات السابقة– وبالتالی من الطبیعی أن تحرص هذه القنوات على بث برامجها الأکثر جاذبیة للجمهور فی هذه الفترة ، إضافة إلى ملائمة الفترات المسائیة لطبیعة المضمون السیاسی الذی یتطلب نوع خاص من المتابعة والانتباه والترکیز.

وجاء الفرق بین کل من إجمالى المدة الزمنیة للبرامج وإجمالى المدة الزمنیة للموضوعات التى تم تحلیلها نتیجة عدم حساب المدة الزمنیة للتقاریر العامة والاغانى الوطنیة والاعلانات ، وذلک لأنها لاترتبط بالموضوع الرئیسی للدراسة وهو الانتخابات الرئاسیة ، وکذلک لم یتم حساب المادة الفیلیمة المصاحبة لأنها کانت تعرض بالتزامن على جانب شاشة التلفزیون أثناء عرض البرنامج .

- أداة الدراسة:

اعتمد الباحث فی جمع بیانات الدراسة على أداة تحلیل المضمون ، حیثُ قام الباحث بتصمیم استمارة تحلیل محتوى محددة بفئات واضحة لوصف المضمون الظاهر والصریح للبرامج الحواریة "عینة الدراسة" وتحلیله تحلیلاً موضوعیاً وکمیاً وکیفیاً لفهم المعانی والسلوک الظاهر والصریح المتبع فی تغطیة الموضوعات والأحداث المرتبطة بالإنتخابات الرئاسیة خلال الفترة الزمنیة موضع الدراسة بما یخدم أهداف الدراسة ویجیب عن تساؤلاتها ، وفی ضوء ذلک حدد الباحث وحدات التحلیل وفئاته کما یلی:

أ - وحدة الموضوع: وهی من أکثر وأفضل الوحدات استخداماً فی بحوث تحلیل المضمون ، حیث یتم الحصول على الموضوعات والأفکار من العبارات المختلفة فی مضمون البرامج ، وذلک باعتبار أن کل فقرة فی البرامج الحواریة تمثل موضوعاً أو قضیة تمس الموضوع الرئیسی للدراسة وهو الإنتخابات الرئاسیة المصریة ، وفی النهایة یتم حساب التکرارات العددیة لهذه الموضوعات.

ب- وحدة قیاس الزمن: وتحددت وحدة الزمن فی هذه الدراسة بالدقیقة وأجزائها ، وذلک بحساب إجمالی المدة الزمنیة للبرامج الحواریة التی خضعت للدراسة، وکذلک متوسط المدة الزمنیة للموضوعات التی تم تحلیلها ، وذلک لمعرفة مدى اهتمام البرامج الحواریة بکل موضوع من موضوعات الإنتخابات الرئاسیة المصریة.

- إختبارات الصدق والثبات:

اعتمد الباحث فی قیاس صدق استمارة تحلیل المضمون على أسلوب الصدق الظاهری Face Validity ، وذلک عن طریق عرضها على عدد من السادة أساتذة الاعلام والخبراء والمتخصصین فی مجال مناهج البحث والإعلام وذلک للحکم على صلاحیة الاستمارة لقیاس متغیرات الدراسة ^(*) وأُخذ بملاحظاتهم فی التعدیل والحذف والإضافة.  وإختُبِر ثبات التحلیل باستخدام معادلة هولستی ، وذلک بالاستعانة بباحثین أخرین ^(*) لتحلیل مضمون عینة فرعیة قدرها (10%) من إجمالی عینة الدراسة ، وقد تبین أن درجة الثبات بین الباحثین بلغت (0.88) ، وهی نسبة ثبات مرتفعة بحسب ما جاء برأی المختصین فی الإحصاء ومناهج البحث العلمی ، وتؤکد صلاحیة الاستمارة للتطبیق.

منهجیة الدراسة:یصف هذا الجزء نوع ومنهج الدراسة کما یلی :

- نوع الدراسة:

تعد الدراسة من الدراسات الوصفیة المسحیة التحلیلیة التفسیریة ؛ لمناسبتها للأهداف التی تسعى إلى تحقیقها ، حیثُ یتیح الشق الوصفی التحلیلی الإجابة على التساؤلات المتعلقة بمضمون البرامج الحواریة الخاضعة للتحلیل لوصف المحتوى الظاهر لها ، أما الشق التفسیری فیقدم تحلیلاً وتقییماً دقیقاً للمحتوى للکشف عن المعانی الکامنة والأبعاد المختلفة لهذه البرامج وکذلک متغیرات الدراسة.

- منهجالدراسة:

منأجلتحقیقأهدافالدراسةقامالباحثبإستخدام المنهجالوصفیالتحلیلیالذییحاولمن خلالهوصفالظاهرةموضوعالدراسة،وتحلیلبیاناتها،والعلاقةبینمکوناتهاوالآراءالتیتُطرح حولهاوالعملیاتالتیتتضمنهاوالآثارالتیتحدثها.

الإطار المعرفی :

مفهوم البرامجالحواریة:

تعرفالبرامجالحواریةبأنها"شکلفنییشغلمساحةزمنیةمحددةولهاسمثابت،ویقدمفیمواعیدمحددة،وثابتةیومیًا،أوأسبوعیًا ،أوکلأسبوعین ،أوشهریًالیعرضمادةمنالموادالفنیة ،أوالثقافیة ،أوالعلمیة...إلخ،مستخدمًافیذلککلأوبعضالفنونالإذاعیةمنسرد،وتعلیق،وحوار،وندوات،ومقابلات" ⁽¹⁶⁾.

ویمکنتعریفالبرنامجالحواریعلىأنه:لقاءذوأهدافمحددةبینالمذیع ،والضیفحولموضوعمعینیهمشریحةمحددةمنالجمهورالمستهدف،یقومعلىأساسالتفاعلالمتبادلالذیلایقتصرعلىمجردتوجیهالأسئلة،والحصولعلىالإجابةفقط ،بلیشتملعلىکلأدواتالتواصلبینالمقدم والضیف،سواءکانتهذهالأدواتالمستخدمةفیإطاراللغةاللفظیة ،أواللغةغیراللفظیةوفقمعاییرإعلامیةتلفزیونیةمعینة⁽¹⁷⁾.

وهناک من عرفهابأنها:البرامجالتییلتقیفیهاشخصانأوأکثرلبحثموضوعمعین،ویتناولونهمن کافة الجوانب ،سواءاتفقتأراءالمشارکین،ووجهاتنظرهمتجاهالقضیةالمطروحة،أواختلفوافیمابینهم ، وقد لاینتهیالحوارإلىحلواحد،أواستنتاجأخیر،بلیمکنترکالموضوعمفتوحاً للمشاهدینکیینتهوا إلى آرائهمالخاصةعلىأساسالحقائق ،والآراءالتیتعرضأثناءالمناقشة⁽¹⁸⁾.

وأیضا یمکن تعریفها بأنها: هی ذلک الشکل الحیوی من البرامج التی تعمل على تدفق المعلومات عن الموضوعات الحالیة والأحداث الجاریة لیس بغرض عرض ما یحدث فقط ولکن عرض ما یقوله الناس عما یحدث أیضاً⁽¹⁹⁾.

وتعدهذهالبرامجمنأنجحمایقدمهالتلفزیون؛لأنهاتشبعاحتیاجاتالمشاهدینوتحققرغباتهم ،وتهدف إلىإثارةفکرالمشاهدولیسالتسلیة،والإمتاعفقط ، ومنهنااکتسبتالبرامجالحواریةأهمیةًبالغةًلدىجمهوروسائلالإعلامعامةً ،وجمهور البرامجالتلفزیونیة خاصة.

أهدافالبرامجالحواریة:

تهدفالبرامج الحواریةإلىتحقیقالأمورالآتیة:

-1 إیصالالحقائقوالمعلوماتإلىالجماهیربطریقةسلِسةوسهلةقریبةإلىنفوسهم.

-2 محاولةالوصولإلىتقدیمحلللموضوعالمختلفعلیه،وذلکبعرضوجهاتنظرمختلفةفعنطریقالتحاوریظهرلناأنوجهاتنظرقدفازتعلىغیرهافتقدمهیبعدّهاالحلالصحیحللمشکلةالمطروحة.

3- تُحثالبرامجالحواریةالآخرینعلىالمزیدمنالتفکیرفیالموضوع الذیعالجتهفهیأنأکتفتبالتنبیه إلىأهمیتهومناقشةجوانبهالمتعددةومایحیطبهمنوجهاتنظرمختلفةولکنهالمتنتهإلىحقائقمعینةبلترکتالبابمفتوحاًأمامالمتلقین.

4- التعریفبشخصیةمانتیجةعملقامتبهأولطرافتهاوبمایضفیهوجودهافیالأستودیومن إشاعةالمرحوالتسلیةللمشاهدین⁽²⁰⁾.

5- خلق رأی عام لجمهور على درایة بما یدور حوله من أحداث ، وذلک عن طریق توعیة المواطن بکبریات المشاکل والقضایا التی تهم المجتمع المحلی والعالمی⁽²¹⁾.

6- کشف الستار عن العدید من الجوانب غیر الواضحة أو الغامضة حول قضیة أو موضوع أو شخصیة ، وذلک تأسیساً على أن الهدف من البرامج لیس مجرد غرساً لأوعیة معرفیة ولکن لتنمیة مهارات أخرى کالقدرة على مواصلة التعلیم والتصرف بمسئولیة تجاه الآخرین⁽²²⁾.

متطلباتنجاحالبرامجالحواریة:

یرى الباحث أن نجاحالبرامجالحواریة یتوقف على مجموعة من المتطلبات أهمها :

1-     ضرورة إختیار فکرة ذو طابع جماهیری .

2-     أن یکون مقدم البرنامج شخصیة إعلامیة بارزة .

3-      الإلتزام بمواثیق العمل الإعلامی وأخلاقیات الحوار .

4-      الاستعانة بالضیوف المتخصصینوالخبراءفیمناقشة القضایاالمطروحة .

5-      أن یتناسبمضمون البرامجمعکافة الفئات العمریة باختلاف توجهاتهم واهتماماتهم وتخصصاتهمفیالوقتنفسه.

6-      الاعتماد على الأسالیب التوضیحیة المشوقة والجذابة .

7-      اختیار التوقیت المناسب للبث .

التحلیل الکیفی للمعالجة التلیفزیونیة للإنتخابات الرئاسیة خلال الدورتین 2014 ، 2018م :

حظیت إنتخابات الرئاسة المصریة لعام 2014 م باهتمام کبیر من وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها سواء الرسمیة أو غیر الرسمیة ، المؤیدة أو المعارضة ؛ نظراً لطبیعة وأهمیة المرحلة الانتقالیة التی جاءت فی أعقاب ثورة 30 یونیو 2013 م ، وهو الأمر الذی لم نراه فی إنتخابات الرئاسة المصریة لعام 2018 م .

ولتوضیح الفرق بین المعالجة التلیفزیونیة لإنتخابات الرئاسة المصریة خلال الدورتین ( 2014 : 2018 م ) ، قام الباحث بعقد مقارنة بین الدورتین من حیث الخریطة البرامجیة ، کما یلی :

أ‌-       دورة الانتخابات الرئاسیة لعام 2014 م :

لقد خصصت القنوات التلیفزیونیة ( الحکومیة – الخاصة ) مساحة زمنیة کبیرة على الخریطة البرامجیة لتناول وتغطیة أحداث وفعالیات الإنتخابات الرئاسیة المنعقدة فی عام 2014 م ، فقد تم إعداد برامج کثیرة ومتخصصة لمعالجة وتغطیة الحملات الانتخابیة للمرشحان حینذاک وهما السید/ عبد الفتاح السیسی والسید/ حمدین صباحی ، فالقنوات الحکومیة ممثلة فی القناة الأولى کانت تبث برنامج مصر تنتظر الرئیس ، والقنوات الخاصة ممثلة فی قناة Cbc extra کانت تبث برنامج مصر تنتخب الرئیس ، وقناة On live کانت تبث برنامج الطریق إلى الإتحادیه.

ویمکن إرجاع هذا الاهتمام الإعلامی بالانتخابات الرئاسیة لعام 2014 م إلى العوامل التالیة:

1-   طبیعة المرحلة الإنتقالیة: والتی تمثلت فی قیام ثورة 30 یونیو 2013 م إمتداداً لمسیرة النضال الوطنی ، نتیجة لإنهیار الإقتصاد المصری وضعف البنیة التحتیة ، وتردی الأوضاع الاجتماعیة وتفاقم المشکلات والأزمات السیاسیة ، وأسفر عن هذه الثورة الشعبیة العظیمة مجموعة من الملامح الهامة فی تاریخ مصر الحدیث أهمها التخلص من حکم الإخوان المسلمین والإنتقال إلى مرحلة دیمقراطیة جدیدة ، وصدور دستور 2014 م.

2-   قوة وثقل المرشحین: فکلا المرشحان السید/ عبد الفتاح السیسی والسید/ حمدین صباحی معروفان لدى الشعب المصری ، بالاضافة إلى التواجد الکبیر والملحوظ للحملات الإنتخابیة لکل مرشح فی الشارع المصری.

3-   تباین أرارء الشعب المصری: تمیزت الإنتخابات الرئاسیة لعام 2014 م بوجود تباین قوی فی توجهات وأراء أفراد الشعب المصری نحو المرشحان فالغالبیة العظمى کانت مؤیدة للمرشح الرئاسی السید/ عبد الفتاح السیسی لدوره الوطنی فی إنقاذ الوطن من قبضة الإخوان المسلمین وحمایة ثورة 25 ینایر 2011 م ، وإستکمال تحقیق أهدافها ( العیش بکرامة – الحریة – العدالة الإجتماعیة ).

ب‌-    دورة الانتخابات الرئاسیة لعام 2018 م :

لم تهتم القنوات التلیفزیونیة ( الحکومیة – الخاصة ) بالقدر الکافی بالإنتخابات الرئاسیة ، حیثُ أن القنوات الحکومیة لم تخصص برامج لمعالجة الإنتخابات الرئاسیة مثلما فعلت فی دورة 2014 م ، بل کانت تتناولها فی نشرات الأخبار کأی موضوع أو حدث یقع فی المجتمع ، کما أنها کانت ترکز على الأغانی الوطنیة وأخبار الرئیس/ عبد الفتاح السیسی بصفته رئیساً ؛ من لقاءات واجتماعات ومؤتمرات محلیة أو دولیة وأهم القرارات التی یصدرها ومتابعته للمشاریع القومیة ... وغیرها. ولم تهتم بتناول الأخبار أو الحملات الإنتخابیة للمرشحان للرئاسة المصریة.

فی حین أن القنوات الخاصة ممثلة فی قناة On live قامت ببث برنامج الطریق إلى الإتحادیة لیستعرض أحداث وموضوعات وفعالیات الحملات الإنتخابیة ، أما عن بقیة القنوات الخاصة فلم تهتم بتخصیص برامج معینة لتتناول ملف الإنتخابات الرئاسیة ، بل کان الأمر مقتصراً على عرض بعض الأخبار البسیطة عن المرشحان فی البرامج المختلفة.

ویمکن إرجاع عدم اهتمام القنوات التلیفزیونیة بالانتخابات الرئاسیة لعام 2018 م إلى العوامل التالیة:

1-   قوة وثقل أحد المرشحان عن الأخر: بالنظر للمرشحان نلاحظ أن المرشح السید/ عبد الفتاح السیسی صاحب خلفیة تاریخیة وطنیة وسیاسیة واجتماعیة واقتصادیة ، والتی ترکت أثاراً إیجابیة وکبیرة فی نفوس الشعب المصری ، فتمیز عهده بإستقرار الأوضاع الأمنیة وتحسین الأوضاع الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة والعلاقات الدولیة ، بالاضافة لدوره الهام فی محاربة الإرهاب على المستوى الوطنی. الأمر الذی جعل له ظهیر شعبی کبیر جداً ، فی حین أن المرشح الأخر السید/ موسى مصطفى موسى کان غائباً عن الساحة الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة بل عن الساحة الشعبیة فلم یعرفه أحد إلا عندما ترشح لخوض الانتخابات ؛ لدرجة أن المواطنین لم یتذکروا اسمه وهم فی طریقهم للتصویت باللجان الانتخابیة.

2-   عدم تباین أرارء الشعب المصری: تمیزت الإنتخابات الرئاسیة لعام 2018 م بعدم وجود إختلاف فی توجهات وأراء أفراد الشعب المصری نحو المرشحان فالأغلبیة الساحقة من القوى الشعبیة والأحزاب السیاسیة والهیئات والمؤسسات والمنظمات والقطاعات المختلفة کانت مؤیدة للمرشح السید/ عبد الفتاح السیسی ، وخیر دلیل على ذلک هو ما أسفرت عنه نتیجة الانتخابات الرئاسیة لعام 2018 م ، حیثُ أعلنت الهیئة الوطنیة للانتخابات المصریة فی یوم 2 أبریل 2018 أن المرشح السید/ عبد الفتاح السیسی تمکن من الفوز فی الانتخابات ، بعدما حصد 21 ملیون و835 ألف و837 صوتاً أی بنسبة 97.08% من الأصوات الصحیحة البالغة نحو 22 ملیونًا و 491 ألف و 921 صوتاً ناخب ، فیما حصل المرشح السید/ موسى مصطفى موسى على 665 ألف و 534 صوتاً بنسبة 2.92% (23).

3-     شدة الإرتباط بأحد المرشحان عن الأخر: نجد أن الشعب المصری کان ومازال شدید الارتباط والتمسک بالمرشح الرئاسی/ عبد الفتاح السیسی ، وهو الأمر الذی یراه الباحث أنه أفضل من أی حملة إنتخابیة تقدم للمواطن المصری ،فکانت الانتخابات أحادیة الاتجاه بالإرادة الشعبیة.

کل هذه العوامل السابقة أدت إلى غیاب التنافس فی الإنتخابات الرئاسیة 2018م فی إطار غیاب المرشح السید/ موسى مصطفى موسى عن الساحة الشعبیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة. مما إستدعى وسائل الإعلام إلى تبنی ما نسمیه بالتخاذل أو التکاسل الإعلامی فی تقدیم الحملة الإنتخابیة کما ینبغی.

نتائج الدراسة ومناقشتها

1-    القوالب الفنیة التی تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

جدول رقم (2)

القوالب الفنیة التی تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

تدل بیانات الجدول السابق الخاص بمعرفة القوالب الفنیة التی تقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" على أن قالب (الندوات والمناقشات) هو القالب الأکثر استخداماً بشکل ملحوظ وذلک بنسبة 54.5% ، وهذا یتفق مع طبیعة البرامج الحواریة التی تحتاج إلى مناقشة القضیة أو الموضوع من زوایا عدیدة ووجهات نظر مختلفة مما یتطلب ضرورة استضافة أکثر من شخصیة ، کما أن هذا القالب یوفر مناخا مناسبا لاکساب المعلومات والمعارف والخبرات المختلفة.

وجاءت فئة (أکثر من قالب) فی الترتیب الثانی من حیث استخدامها فی تقدیم البرامج الحواریة وذلک بنسبة 28.4% ، وجاء قالب (التحلیل الإخباری) فی الترتیب الثالث بنسبة13.1% ، وجاء قالب (المقابلة) فی الترتیب الرابع والأخیر بنسبة 4.1% .

وبالنظر لقالب (المقابلة) نجد أنه الأقل استخداماً فی برامج الدراسة حیث استخدمه برنامج " مصر تنتظر الرئیس " بنسبة 5% بواقع حلقة واحدة وهی حلقة إستضافة المرشح الرئاسی حمدین صباحی فی حین أن برنامج " مصر تنتخب الرئیس " استخدمه بنسبة 11.5% بواقع ثلاثة حلقات (حلقتین لاستضافة المرشح الرئاسی عبد الفتاح السیسی ، حلقة لاستضافة المرشح الرئاسی حمدین صباحی) ، فی حین لم یستخدمه برنامج الطریق إلى الإتحادیة على اعتبار أن المنافسة بین المرشحان محسومة لصالح المرشح / عبد الفتاح السیسی نظراً للتأیید الشعبی له ولما قام به من إنجازات فی جمیع المیادین والمجالات خلال فترة رئاسته الأولى ، بالاضافة إلى غیاب المرشح / موسى مصطفى موسى عن الساحة الشعبیة والسیاسیة والاقتصادیة.

2-    الشکل المقدم به البرامج الحواریة "عینة الدراسة "

جدول رقم (3)

الشکل المقدم به البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

تشیر بیانات الجدول السابق إلى أن أکثر الأشکال المقدم بها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" هی شکل (مذیع وضیوف مع تقاریر معدة خارج الاستدیو) بنسبة 44.4% من إجمالی نسبة الأسالیب المستخدمة ، یلیه فی الترتیب الثانی شکل (مذیع وضیوف واتصال مع ضیف آخر عبر الهاتف أو الأقمار الصناعیة مع عرض مادة مصورة) بنسبة 31.3% ، یلیه فی الترتیب الثالث شکل (مذیع وضیوف ومادة مصورة) بنسبة 24.2% .

ویمکن القول أن التنوع فی الأشکال المقدم بها برنامجی الدراسة یضفى على مضمونها الواقعیة والمصداقیة من خلال المادة المصورة المصاحبة للتعلیقات والتحلیلات والآراء التی یقدمها ضیوف البرنامج ، کما أن التنوع یحقق فرصة عمل لقاءات وحوارات عبر الأقمار الصناعیة بشخصیات یکون لها علاقة بالحدث السیاسی الجاری أو محللین سیاسیین أو شهود عیان عن الحدث الذی وقع وذلک بهدف توضیح الموقف الراهن ومتابعة تطوراته.

3-    وسائل الإیضاح والتشویق المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (4)

وسائل الإیضاح والتشویق المستخدمة فى البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

 

تشیر بیانات الجدول السابق إلى أن وسائل الإیضاح والتشویق الأکثر إستخداماً فى برامج الدراسة هى العناوین المکتوبة على الشاشة ، حیثُ جاءت فی الترتیب الأول بنسبة 32.3% یلیها المادة الفیلمیة المصاحبة فی الترتیب الثانی بنسبة 14.9% ثم المادة الفیلمیة المستقلة فی الترتیب الثالث بنسبة 10.8%ثم التقاریر العامة  فی الترتیب الرابع بنسبة 10.2% . کما أوضحت بیانات الجدول أن وسائل الإیضاح والتشویق الأقل إستخداماً فی البرامج الحواریة تمثلت فی أغانی المرشحین بنسبة 0.5% والفواصل الموسیقیة بنسبة 0.4% .

ویمکن تفسیر النتائج الواردة بالجدول کما یلى :

-          یرجع إحتلال وسیلة العناوین المکتوبة على الشاشة المرتبة الاولى فى برنامجى الدراسة إلى أنها أسهل الوسائل استخداما ولا تحتاج إلى جهد وعناء من محرر الفیدیو تکست .

-          یعود تقدم برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra  عن برنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى فى استخدامه للمادة الفیلمیة المستقلة إلى تخصیص القناة له مدة زمنیة طویلة ساعدت فریق الإعداد والإخراج فى الاستعانة بالفدیوهات المستقلة بالاضافة الى دوریة بثه کانت شبه یومیة .

-          استعانة برنامج مصر تنتخب الرئیس فى حلقات لقاءات المرشحان – ثلاث حلقات – بمترجم لذوى الاحتیاجات الخاصة  لترجمة البرنامج إلى لغة الاشارة یرجع هذا إلى رغبة قناة cbc extra فى الانتشار والوصول إلى کافة فئات الجمهور حتى فئة الصم والبکم وخاصة فى معالجتها لملف الانتخابات الرئاسیة الذى یهم الشعب المصری بکافة قطاعاته وفئاته ، هذا بالاضافة إلى توفیر میزانیة ضخمة للبرنامج ، وهذا ما لم یتحقق فی البرنامجین الطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live الخاصة ومصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى الخاضعة للتمویل الحکومى .

-          توجد فروق واضحة بین البرامج الثلاثة من حیث تقدیمهم للتقاریر الخاصة بالمرشحون للرئاسة ، فنجد أن البرنامجین مصر تنتظر الرئیس ومصر تنتخب الرئیس قدما تقاریر شخصیة عن المرشحان عبد الفتاح السیسی وحمدین صباحی فی الانتخابات الرئاسیة لعام 2014 م ، فی حین أن برنامج الطریق إلى الإتحادیة لم یقدم أی تقاریر عن المرشحان عبد الفتاح السیسی وموسى مصطفى موسى فی الانتخابات الرئاسیة لعام 2018 م.

-          تمیز برنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى عن البرنامجین مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra والطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live بتقدیم وسائل تشویقیة ممثلة فى الأغانى الخاصة بالمرشحان ، وذلک یرجع إلى تخصیص فقرة فى نهایة کل حلقة من حلقات البرنامج تتناول نشاط الحملات الإنتخابیة فى مواقع التواصل الإجتماعى کما أنها ترصد أخبار صفحتی المرشحان سواء على الفیس بوک أو تویتر أو الیوتیوب .

-          إهتم برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra  بعض الشیء بالفواصل الموسیقیة ، فی حین لم یستعن بها البرنامجین مصر تنتظر الرئیس والطریق إلى الإتحادیة بهذه الوسیلة خلال فترة الدراسة ، ویمکن إرجاع ذلک إلى المساحة الزمنیة للبرنامج الأول التى تسمح بالتنوع فى إستخدام وسائل التوضیح والتشویق المختلفة .

-          جاءت نسبة التقاریر عن المرشح الرئاسى السیسى فى برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra  کبیرة عن نسبة التقاریر عن نفس المرشح فى برنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى حیث بلغت 4.3% مقابل 1.2% على التوالى ، وهذا یرجع إلى أن حملة المرشح السیسى لم تستجیب لنداء فریق إعداد برنامج مصر تنتظر الرئیس لعمل لقاء معه حتى یکون هناک توازن وحیادیة فى عرض وجهات نظر المرشحان ، وهذا ما أکد علیه مقدم البرنامج أ/ خالد حبیب أکثر من مرة أثناء فترة البرنامج

-          تمثلت فئة (أخرى) فی برنامج مصر تنتظر الرئیس فی ( الاعلانات) ، بینما تمثلت فی برنامج مصر تنتخب الرئیس فی ( الاعلانات – الاستعانة بمترجم لذوى الاحتیاجات الخاصة لترجمة البرنامج إلى لغة الاشارة ) ، فی حین جاءت فی برنامج الطریق إلى الإتحادیة لتشمل الفواصل الإعلانیة.

وقد کشف التحلیل الکیفیى لبرنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى أنه خصص تقریر شبه دائم طوال فترة الدراسة تحت عنوان ( حدوته مصریة ) لعرض قصة أو مشکلة أحد المواطنین أو فئة من فئات المجتمع مثل العمال والصیادین والمزارعین ، کما تمیزت الاعلانات التى یقدمها بالطابع التحفیزى للمشارکة فى التصویت أثناء الانتخابات الرئاسیة ، وهذا بالاضافة إلى قیام البرنامج بتخصیص فقرة فى نهایة کل حلقة من حلقاته تتناول نشاط الحملات الانتخابیة فى مواقع التواصل الاجتماعی کما أنها ترصد أخبار المرشحان من خلال صفحاتهما على الفیس بوک أو تویتر أو الیوتیوب ، وتبرز ماتنشره المواقع الإلکترونیة الإخباریة عن الانتخابات الرئاسیة . وهذا یُحسب للبرنامج فى ضوء التأثیر الذى یلعبه العالم الافتراضى فى العالم الواقعی بکافة جوانبه السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والدینیة فى مجتمعنا والمجتمعات الأخرى.

 أما على مستوى البرنامجین مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra والطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live فقد کشف التحلیل الکیفى أن معظم الاعلانات المقدمة من خلالهما تمیزت بالطابع التجاری وهذا ما یتفق مع سیاسة القنوات الخاصة التى تهدف إلى الربح فى المقام الأول ، کما کشف التحلیل الکیفى أن البرنامجین لم یعرضا ما نُشر من معلومات وأحداث وأنشطة خاصة بالإنتخابات الرئاسیة على مواقع التواصل الاجتماعی .

4-    اللغة المقدم بها مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة "

 

 

 

 

جدول رقم (5)

اللغة المقدم بها مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة "

 

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن أکثر فئات المستویات اللغویة استخداماً فی تقدیم مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" هی فئة (أکثر من مستوى لغوی) بنسبة (63.6%) من إجمالی المستویات اللغویة المستخدمة ، وهذا یرجع إلى أن هذا المستوى اللغوی هو الأکثر ملائمة للمشاهدین ، حیث أن البرامج الحواریة لا تقدم لفئة بعینها وإنما تقدم لکافة قطاعات وفئات المجتمع بدایة من الفرد الأمی وحتى أرقى المستویات التعلیمیة والمهنیة وکذلک یقدم لجمیع المراحل العمریة من أطفال ومراهقین وشباب وکبار السن ، وهذا یتفق مع طبیعة وأهداف البرامج الحواریة التی تهدف إلى رفع مستوى الوعی بالقضایا والأحداث المختلفة لجمیع فئات المجتمع دون الإقتصار على فئة بعینها، کما أن هذا المستوى اللغوی یعمل على إزالة عقبة اختلاف المفاهیم باختلاف المفردات بین الشعوب وببعضها ، وهذا ما یبرر کثرة الاعتماد على استخدام هذا النوع من المستوى اللغوی.

وجاء المستوى اللغوی (المبسطة "لغة الإعلام") فی الترتیب الثانی من حیث استخدامه فی تقدیم مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" وذلک بنسبة (24.2%) من إجمالی المستویات اللغویة المستخدمة . فی حین جاء المستوى اللغوی (الفصحى المتخصصة) فی الترتیب الثالث بنسبة (12.1%) من إجمالی المستویات اللغویة المستخدمة .

وفی ضوء قیام الباحث بتحلیل اللغة المقدم بها مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" تحلیلاً کیفیاً لاحظ التزام مقدمی البرامج وکذلک الضیوف باستخدام الکلمات والألفاظ والعبارات التی لاتتنافى مع مواثیق الشرف الإعلامیة والآداب العامة أثناء الحوار فی البرنامج ، وهذا عکس ما یحدث فی بعض القنوات الفضائیة التی تستخدم بعض الکلمات والألفاظ والعبارات الخارجة عن الذوق والآداب العامة التی لا یصح استخدامها مثل قناة الجزیرة وقناة الشرق وغیرهما .

5-    تخصصات ضیوف البرامج الحواریة "عینة الدراسة "

جدول رقم (6)

تخصصات ضیوف البرامج الحواریة "عینة الدراسة "

 

یتضح من الجدول السابق أن الخبراء والمحللون یأتون فی مقدمة الضیوف الذین تم الاستعانة بهم فى برامج الدراسة وذلک بنسبة 36.4% ، ویلیهم المسئولین السیاسیین بنسبة 30.3% ثم الکُتاب والمفکرین بنسبة 25.2% ، یلیهم الصحفیون بنسبة 17.2% ثم أساتذة الجامعة بنسبة 16.2% ، فی حین جاء فی الترتیب الرابع عشر والأخیرمسئول فی النظام السابق بنسبة 1%.

وهذه النتیجة لا تتفق مع النتائج التی توصلت إلیها دراسة رباب عبد الرحمن هاشم(24) حیث أشارت إلى أن فئة الکُتاب والمفکرین إحتلت الترتیب الأول ، یلیها المسئولین الحزبیین ، ثم المتحدثون باسم المرشحین.

ویمکن إرجاع ذلک إلى طبیعة وخصوصیة الموضوعات المرتبطة بقضیة الإنتخابات الرئاسیة فهی لا تحتاج إلى التنظیر والأسالیب البلاغیة التی یستخدمها الکُتاب والمفکرین ، بل تحتاج إلى المزید من التوضیح والتحلیل للأحداث الجاریة والأخبار المتعلقة بالانتخابات الرئاسیة وإستنتاج مایمکن أن یحدث فی المستقبل ، وکذلک تفسیر وشرح مواقف وأراء ووجهات نظر المرشحون اتجاه القضایا المختلفة ، وتحلیل لغة الجسد للمرشحون أثناء خطاباتهم لما له من دلالات ومعانی توضح شخصیة المرشح لجمهور الناخبین.

وبالنظر إلى کل برنامج على حده نلاحظ أن ترتیب الضیوف مختلف من برنامج لأخر ، فالبنسبة لبرنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى ، فقد جاء ممثلی المرشح ، السیاسیون والخبراء والمحللون فى مقدمة الضیوف الذین تم الاستعانة بهم بنسبة 20% لکل منهم ، یلیهم الکُتاب والمفکرین والصحفیون بنسبة 15% ، یلیهم مسئول إقتصادی وأساتذة الجامعة وفئة أخرى بنسبة 10% وشملت فئة أخرى الدبلوماسیین والحقوقیین .

وعلى مستوى برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra  ، فقد جاء الخبراء والمحللون فى مقدمة الضیوف الذین تم الاستعانة بهم بنسبة 42.3 % ، یلیهم الکُتاب والمفکرین ، السیاسیین ، أساتذة الجامعة ورجال القانون بنسبة متساویة بلغت 34.6 % ، یلیهم ممثل عن المرشح والصحفیون بنسبة 19.2 % .

أما بالنسبة لبرنامج الطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live ، فقد جاء الخبراء والمحللون فى مقدمة الضیوف الذین تم الاستعانة بهم بنسبة 39.6% ، یلیهم السیاسیین بنسبة 32.1% ، یلیهم الکُتاب والمفکرین بنسبة 24.5% ، یلیهم المسئولین الاقتصادیین بنسبة 20.8% .

وکشف التحلیل الکیفی أن کافة البرامج الحواریة "عینة الدراسة" قد خصصت نخبة من الخبراء والمحللون لمناقشة کافة الموضوعات والأحداث المتعلقة بملف الانتخابات الرئاسیة وإبداء الرأی فیها ، ولذلک جاءت هذه الضیوف - الخبراء والمحللون – فى مقدمة الضیوف التی استعان بها البرنامج.

وأظهر التحلیل الکیفی أیضاً للبرنامجین (مصر تنتظر الرئیس ، مصر تنتخب الرئیس) خلال الانتخابات الرئاسیة لعام 2014م تفوق برنامج مصر تنتخب الرئیس فى استضافة المرشحان للرئاسة فى حین أن برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بالقناة الأولى لم یستضف سوى المرشح حمدین صباحى . وفى حقیقة الأمر یجب الاشارة إلى أن مقدم البرنامج أ/ خالد حبیب أکد أکثر من مرة أنه وجه الدعوة إلى المرشح عبد الفتاح السیسى للحضور فى البرنامج إلا أن المسئولون عن الحملة الانتخابیة للمرشح رفضوا هذه الدعوة دون إبداء أیه أسباب .

وتجدر الاشارة هنا إلى أنه تم إجراء الحوار مع المرشح الرئاسى عبد الفتاح السیسى فى برنامج مصر تنتخب الرئیس على جزءین إستغرقوا حلقتین وکان الحوار مسجلاً ، فى حین أنه تم إجراء الحوار مع المرشح الرئاسى حمدین صباحى فى کل من البرنامجین على جزء واحد فى حلقة واحدة ، وکان الحوار على الهواء مباشرة ، وهذا یشیر إلى عدم المساواة فى التعامل مع المرشحان سواء فى المساحة الزمنیة أو طریقة بث الحوار وکذلک من حیث اللهجة والأسلوب ، حیث وجدنا أثناء تحلیل الحوار أن مقدم برنامج مصر تنتخب الرئیسس کان یتحاور مع المرشح عبد الفتاح السیسى بأسلوب راقى ورسمی جداً بعید عن العفویه والتلقائیة ، وهذا مالم یحدث أثناء التحاور مع المرشح الاخر . وکشف التحلیل الکیفى أیضا حرص مقدمى برنامجى الدراسة على إعطاء فرص متساویة للممثلین عن المرشحین فى نفس الحلقة من حیث المساحة الزمنیة ، وتوضیح وجهة نظر المرشحان للرئاسة فى بعض الأحداث والقضایا والملفات الداخلیة أو الخارجیة .

وتبین من التحلیل الکیفی لبرنامج الطریق إلى الإتحادیة خلال الانتخابات الرئاسیة لعام 2018م أنه لم یستضف أی من المرشحین أو ممثلیهم ، ویمکن إرجاع ذلک إلى قوة وثقل أحد المرشحان عن الأخر وعدم تباین أراء الشعب المصری اتجاه المرشحان ، فالرئیس عبد الفتاح السیسی المرشح للفترة الثانیة صاحب خلفیة تاریخیة وطنیة وسیاسیة واقتصادیة واجتماعیة ، کما أن الشعب المصری قد حدد موقفه مسبقاً ، فهو شدید الارتباط والتمسک بالرئیس عبد الفتاح السیسی منذ ثورة 30 یونیو 2013م ، وهو الأمر الذی یراه الباحث أنه أفضل من أی حملة إنتخابیة تقدم للمواطن المصری.

وبشکل عام لوحظ أن البرامج الحواریة تقوم بتقیید نفسها فی أغلب الأحیان بمجموعة ضیقة من الضیوف المألوفین لدى معدی ومقدمی البرامج ، وبذلک یحرمون الجمهور من فرصة الاستماع إلى مجموعة متنوعة من وجهات النظر.

6-    الموضوعات الرئیسیة التی رکزت علیها فقرات البرامج الحواریة" عینة الدراسة "

جدول رقم (7)

الموضوعات الرئیسیة التی رکزت علیها فقرات البرامج الحواریة

أثناء معالجة اللإنتخابات الرئیسیة

 

تشیر بیانات الجدول السابق إلى أن أهم الموضوعات الرئیسیة التى رکزت علیها فقرات البرامج الحواریة أثناء معالجة ملف الانتخابات الرئاسیة جاءت مرتبة کالأتى : إحتل موضوع متابعة سیر العملیة الانتخابیة فى المرتبة الأولى بنسبة 38.6% ، یلیه دعوة وتحفیز المواطن للمشارکة فی التصویت فى المرتبة الثانیة بنسبة 18.3% ، یلیه فئة (أخرى) فی المرتبة الثالثة بنسبة 15.8% ، یلیها موضوع الدعایة الإنتخابیة فی المرتبة الرابعة بنسبة 11.2% ، یلیه موضوع عرض اتجاهات الجمهور نحو الإنتخابات فی المرتبة الخامسة بنسبة 9.9% ، وجاء فی الترتیب الخامس عشر والأخیر موضوع تعریف البرامج الحواریة بالمرشحان بنسبة  0.8% .

وبالنظر إلى کل برنامج على حده نلاحظ أن ترتیب الموضوعات مختلف من برنامج لأخر ، فالبنسبة لبرنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى ، فقد جاء موضوع متابعة سیر العملیة الانتخابیة فى المرتبة الأولى بنسبة 37% ، یلیه الدعایة الانتخابیة فى المرتبة الثانیة بنسبة 27.8% ، یلیه صورة المرشحان فى مواقع التواصل الاجتماعى فى المرتبة الثالثة بنسبة 25.9% ، یلیه دعوة وتحفیز المواطنین للمشارکة فى التصویت بنسبة 20.4% ، وجاء فی الترتیب الأخیر الموضوعین ( تقییم الأداء الإعلامی للحملتین ، رؤیة المرشحان للأزمات الداخلیة والخارجیة ) بنسبة متساویة مقدارها 3.7% لکل منهما.

وفیما یتعلق ببرنامج مصر تنتخب الرئیس ، فقد جاء موضوع متابعة سیر العملیه الانتخابیة فى المرتبة الأولى أیضاً بنسبة 44.3% ، یلیها الموضوعات ( برامج المرشحان – تحلیل لقاءات المرشحان – تحفیز المواطنین للمشارکة فى التصویت - نزاهة الانتخابات ) فى المرتبة الثانیة بنسبة متساویة مقدارها 13.1% لکل منهم ، یلیهم الموضوعین (عرض إتجاهات الجمهور نحو الانتخابات - تجاوزات الحملات الانتخابیة - الدعایة الانتخابیة ) فى المرتبة الثالثة بنسبة متساویة مقدارها 9.8% لکل منهم .

أما بالنسبة لبرنامج الطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live ، فقد جاء موضوع متابعة سیر العملیة الانتخابیة فى المرتبة الأولى بنسبة 36.5% ، یلیه فئة (أخرى) فی الترتیب الثانی بنسبة 24.6% ، یلیها موضوع دعوة وتحفیز المواطن للمشارکة فی التصویت فى الترتیب الثالث بنسبة 19.8% ، وجاء فی الترتیب الأخیر موضوع الرقابة الدولیة على الإنتخابات بنسبة 1.6%.

وجدیر بالذکر أن کل برنامج تناول موضوعات أخرى غیر التى ذکرناها فى الجدول وتمثلت فى فئة أخرى ، وجاءت فى برنامج مصر تنتظر الرئیس بنسیة 7.4% وتضمنت ملف عمالة الاطفال وملف المرأة المصریة ممثل فى تعلیمها والتمثیل النیابى وتعرضها للتحرش وصورتها فى الخطاب الدینى ووسائل الاعلام ، وملف العمال ومستقبلهم فى البرامج الانتخابیة للمرشحان ، بینما جاءت فئة أخرى فى برنامج مصر تنتخب الرئیس بنسبة 4.9% ، وتضمنت ملف مشروع قانون مباشرة الحقوق السیاسیة ، الإخوان بین المشارکة والمقاطعة للإنتخابات ، فی حین جاءت فئة أخرى فى برنامج الطریق إلى الإتحادیة بنسبة 24.6% ، وتضمنت طرح ومناقشة محاور استراتیجیة مصر للتنمیة المستدامة 2030 والوقوف على أهم التطورات والانجازات فی مجالات الصحة ، التعلیم ، الاقتصاد والطاقة التی تحققت من رؤیة مصر 2030، العملیة الشاملة سیناء 2018 ، قضایا الأمن القومی ، الموضوعات الریاضیة ، القضیة الفلسطینیة ، أزمة سد النهضة والقضیة السوریة .

وکشف التحلیل الکیفی عدم تناول برنامج الطریق إلى الإتحادیة المقدم بقناة On live لبعض الموضوعات مثل التعریف بالمرشحان وبرامجهم ، تقییم الأداء الإعلامی للحملتین ، تحلیل لقاءات المرشحان وتجاوزات الحملات الإنتخابیة ؛ ویمکن إرجاع ذلک إلى إقتناع القائمین على البرنامج بأن نتائج الانتخابات محسومة مسبقاً لصالح المرشح الرئاسی/ عبد الفتاح السیسی ، لأنه لا توجد أوجه مقارنه بین المرشحین من حیث القوة وثقل المرکز والتأیید الشعبی ، فالمرشح الرئاسی/ عبد الفتاح السیسی له ظهیر شعبی کبیر جداً منذ ثورة 30 یونیو 2013 ، فی حین أن المرشح الأخر کان غائباً عن الساحة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة بل عن الساحة الشعبیة ، فلم یعرفه أحد إلا عندما ترشح لخوض الانتخابات الرئاسیة.

7-    الزمن المخصص للموضوعات التی تقدمها البرامج الحواریة " عینة الدراسة "

جدول رقم (8)

الزمن المخصص للموضوعات التی تقدمها البرامج الحواریة " عینة الدراسة "

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن إجمالى الزمن بالدقائق لجمیع الموضوعات التى تناولتها البرامج الحواریة " عینة الدراسة " بلغ 8172 دقیقة 32 ثانیة موزع على الموضوعات بالترتیب التالى: جاءت متابعة سیر العملیة الانتخابیة فى الترتیب الأول حیث بلغ زمنها 2022 دقیقة و 14 ثانیة واحدة ، وجاءت فئة ( أخرى ) فی الترتیب الثانی حیث بلغ زمن الموضوعات التی تضمنتها 1194 دقیقة و 16 ثانیة ، وجاءت دعوة وتحفیز المواطنین للمشارکة فی الإنتخابات فى الترتیب الثالث حیث بلغ زمنها 955 دقیقة و 38 ثوانی ، وجاءت الدعایة الإنتخابیة فى الترتیب الرابع حیث بلغ زمنها 271 دقیقة و 11 ثانیة ، وجاءت البرامج الإنتخابیة للمرشحان فى الترتیب الخامس حیث بلغ زمنها 669 دقیقة و43 ثانیة ، وجاءعرض اتجاهات الجمهور نحو الإنتخابات فى الترتیب السادس حیث بلغ زمنها 497 دقیقة و 52 ثانیة ، وجاءت نزاهة الإنتخابات فى الترتیب السابع حیث بلغ زمنها 393 دقیقة و 3 ثانیة ، وجاءت صورة المرشحان فی مواقع التواصل الإجتماعی فی الترتیب الأخیر والخامس عشر حیث بلغ زمنها 121 دقیقة و 21 ثانیة .

وکشف التحلیل الکیفی أن ترتیب تکرار بعض الموضوعات قد لا یتفق مع ترتیب الموضوعات نفسها من حیث المدة الزمنیة ، وقد یرجع ذلک إلى إستنتاج هام جداً ؛ وهو أن تکرار تناول الموضوع لیس بالضرورة أن یعکس أهمیته بل المدة الزمنیة للموضوع هی التی یعکس أهمیته ، فقد یتکرر تناول الموضوع کثیراً ولکن المدة الزمنیة لتناوله تکون قصیرة ، وهذا ما اتضح فی الجدولین السابقین ، فعلى سبیل المثال جاء تکرار موضوع تعریف البرامج الحواریة بالمرشحان فی الترتیب الأخیر والخامس عشر بنسبة  0.8% ، بینما احتل الموضوع نفسه من حیث المدة الزمنیة الترتیب الثانی عشر حیث بلغت المدة الزمنیة له 164 دقیقة و 43 ثانیة .

وکذلک أیضاً جاء تکرار موضوع صورة المرشحان فی مواقع التواصل الإجتماعی فی الترتیب العاشر، بینما احتل الموضوع نفسه من حیث المدة الزمنیة الترتیب الخامس عشر حیث بلغت المدة الزمنیة له 121 دقیقة و 21 ثانیة .

8-    الأنشطة السیاسیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (9)

الأنشطة السیاسیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

 

 

تشیر بیانات الجدول إلى مجموعة من النتائج أهمها :

أ‌-        بالنسبة لأنشطة المشارکة السیاسیة الرسمیة :

یتضح من بیانات الجدول السابق أن نشاط (التصویت) جاء فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 75.7% من إجمالی أنشطة المشارکة السیاسیة الرسمیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وجاء نشاطی (المشارکة فی المناقشات السیاسیة) فی الترتیب الثانی وذلک بنسبة 30.4% ، وجاء نشاط (حضور المؤتمرات السیاسیة) فی الترتیب الثالث وذلک بنسبة 6.5% ، وأظهرت المقارنة بین برامج الدراسة بشأن تدعیم هذا النشاط أن برنامج مصر تنتخب الرئیس هو الذی دعم هذا النشاط وذلک بنسبة 11.5% فی حین أن برنامجی مصر تنتظر الرئیس والطریق إلى الإتحادیة لم یدعما هذا النشاط طوال فترة الدراسة.

ب‌-      بالنسبة لأنشطة المشارکة السیاسیة غیر الرسمیة :

یتضح من بیانات الجدول السابق أن نشاط (الاتصال أثناء البرنامج) فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 48.5% من إجمالی أنشطة المشارکة السیاسیة غیر الرسمیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وجاء نشاط (المظاهرات والاعتصامات) فی الترتیب الثانی بنسبة 7.1% ، وأظهرت المقارنة بین برامج الدراسة بشأن تدعیم نشاط (المظاهرات والاعتصامات) أن برنامجی مصر تنتظر الرئیس ومصر تنتخب الرئیس قاما بتدعیم هذا النشاط ، فی حین أن برنامج الطریق إلى الإتحادیة لم یدعم هذا النشاط ، ویمکن إرجاع ذلک إلى طبیعة المرحلة التی کانت تمر بها البلاد حیثُ تم التخلص من حکم الإخوان المسلمین سابقاً (الجماعة الإرهابیة حالیاً) فکانت وسائل الاعلام تعمل على حشد أفراد الشعب للتصدی لکل المحاولات التی تسعى لإرجاع حکم الإخوان المسلمین سابقاً.

ومن خلال العرض السابق یتضح أن البرامج الحواریة"عینة الدراسة" کانت أکثر میلا لتدعیم الأنشطة السیاسیة الرسمیة، وذلک حرصاً منها على المحافظة على أمن وإستقرار البلاد خاصة فی تلک المرحلة الإنتقالیة العصیبة.

9-    اتجاهات مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (10)

اتجاهات مضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن الاتجاه (المحاید) لمضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" جاء فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 81.8% ، وهذه النتیجة کان یتوقعها الباحث نتیجة لسببین الأول: طبیعة القضیة التی تتناولها البرامج الحواریة وهی قضیة الانتخابات الرئاسیة فهی لیست قضیة قومیة أو عربیة فقط بل هی قضیة عالمیة تهم کافة الدول لأن مصر هی العمود الفقری للشرق الأوسط وبالتالی کانت معظم دول العالم تتابع بشغف واهتمام الانتخابات الرئاسیة لمعرفة الرئیس الجدید والذی یتوقف علیه الکثیر من الأمور أهمها العلاقات والسیاسات الخارجیة من ناحیة والأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة من ناحیة أخرى، والثانی: وجود لجنة متابعة الأداء الإعلامی والإعلانی لتغطیة القنوات التلیفزیونیة للإنتخابات الرئاسیة الأمر الذی جعل القنوات التلیفزیونیة المقدم بها البرامج الحواریة تلتزم بالحیادیة والموضوعیة فی معالجة الانتخابات الرئاسیة حتى تحافظ على مصداقیتها لدى مشاهدیها وبقاءها بین القنوات التلیفزیونیة فی ظل التنافس الشدید من أجل البقاء.

وجاء الاتجاه (المؤید) لمضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" فی الترتیب الثانی وذلک بنسبة 18.2% ، وأظهرت المقارنة بین برامج الدراسة بشأن تبنی هذا الاتجاه أن برنامج مصر تنتظر الرئیس أید ودعم أحد المرشحان بنسبة 5% ، وتمثل هذا فی دعوة مقدمة إحدى التقاریر لانتخاب المرشح الرئاسی عبد الفتاح السیسی وإرتدائها ( تی شرت ) مطبوع علیه صورة السیسی ، وکذلک برنامجالطریق إلى الإتحادیة أید ودعم أحد المرشحان بنسبة 32.1% ، وظهر التأیید فی الفقرات الخاصة بمناقشة محاور استراتیجیة مصر للتنمیة المستدامة 2030 والاجراءات التی اتخذتها الحکومة لمواجهة الإرهاب ، وکذلک تأیید المرشح الرئاسی عبد الفتاح السیسی عن طریق عرض إنجازاته واللافتات الموجودة بالشوارع والترکیز علیها فی البرنامج ، بینما لم یؤید أو یدعم برنامج مصر تنتخب الرئیس أحد المرشحان خلال فترة الدراسة .

وبصفة عامة نلاحظ أن برامج الدراسة لم تستخدم فئة (غیر واضح) وهذا یدل على حرص الثلاث قنوات ( الأولى ، Cbc extra  ، On live) على أبداء رأیها بشأن المضمون الذی تطرحه عبر برامجها الحواریة سواء کان هذا الرأی مؤیداً أم معارضاً أم محایداً.

10-         أسلوب طرح الآراء فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (11)

أسلوب طرح الآراء فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

یتضح من بیانات الجدول السابق الخاص بمعرفة أسلوب طرح الآراء فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" أن أسلوب عرض وجهتی نظر جاء فی الترتیب الأول بنسبة 84.9% ، یلیه أسلوب عرض وجهة نظر واحدة بنسبة 15.1% ، وتعد هذه النتیجة طبیعیة فی ضوء إعتماد برامج الدراسة على قالب الندوات والمناقشات فی مناقشة ملف الانتخابات الرئاسیة الذی یسمح بعرض وجهتی نظر أو أکثر أثناء تناول القضیة أو المشکلة التی یعالجها البرنامج.

11-            مدى التوازن فی عرض الآراء المطروحة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (12)

مدى التوازن فی عرض الآراء المطروحة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

 

یتضح من بیانات الجدول السابق الخاص بمعرفة مدى التوازن فی عرض الآراء المطروحة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" أن الغالبیة العظمى من البرامج الحواریة "عینة الدراسة" کانت متوازنة فی عرضها للآراء ووجهات النظر وذلک بنسبة 76.9% وتعد هذه النتیجة طبیعیة فی ضوء محاولة القناتین إرتداء زی الموضوعیة والتوازن فی طرح الآراء وذلک من أجل إقناع المشاهد الذی أصبح أکثر خبرة ووعیاً فی إطار مشاهدته للکم الهائل من الفضائیات الحواریة ، وأظهرت المقارنة بین برامج الدراسة بشأن التوازن فی عرض الآراء المطروحة أن برنامج مصر تنتخب الرئیس جاء فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 88.5% ، بینما جاء برنامج مصر تنتظر الرئیس فی الترتیب الثانی بنسبة 80% ، فی حین جاء برنامج الطریق إلى الإتحادیة فی الترتیب الثالث بنسبة 69.8% ، ویمکن ارجاع ذلک إلى نمط الملکیة فقناة cbc extra  المقدم بها برنامج مصر تنتخب الرئیس تعد قناة خاصة لا تعبر عن سیاسة الحکومة وتوجهها بل تسعى إلى التعبیر عن الرأی والرأی الأخر، بالاضافة إلى قدرة مقدمی البرنامج على إدارة الحوار وتوزیع الوقت توزیعا عادلا على الضیوف.

وکانت البرامج الحواریة "عینة الدراسة" متوازنة إلى حد ما فی عرض الآراء بنسبة 19.1% ، فی حین أنها کانت غیر متوازنة فی عرض الآراء بشأن ملف الانتخابات الرئاسیة وذلک بنسبة 4% وهذه نتیجة طبیعیة نظراً لصعوبة الإلتزام بالوقت المخصص لکل ضیف سواء من جانب الضیف أو المذیع .

12-         الأسالیب الإقناعیة المستخدمة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (13)

الأسالیب الإقناعیة المستخدمة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة

 

یتضح من بیانات الجدول السابق الخاص بمعرفة الأسالیب الإقناعیة المستخدمة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" أن فئة (یجمع بین الأسلوبین) جاءت فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 70.7% من إجمالی الأسالیب الإقناعیة المستخدمة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وهذه النتیجة طبیعة وملائمة للقضایا المثارة فی البرامج الحواریة خلال فترة الدراسة ، وذلک حرصا من القناتین على الجمع بین أکثر من أسلوب لمحاولة إقناع المشاهد بالأراء ووجهات النظر المطروحة فی البرنامج .

وجاء أسلوب (الاستشهاد بالواقع) فی الترتیب الثانی بنسبة 51.1% من إجمالی الأسالیب الأقناعیة المستخدمة فی البرامج الحواریة "عینة الدراسة"، لأنها خیر دلیل على ما یحدث فی میدان الانتخابات الرئاسیة من مقابلات مع المرشحان للرئاسة ومؤتمرات صحفیة وتصریحات ودعایة انتخابیة .... إلخ. وجاء أسلوب (الاحساس بالمسؤولیة) فی الترتیب الثالث بنسبة 41.4% ، فی حین أن أسلوب (الاحساس بالمخاوف) جاء فی الترتیب السابع والأخیر بنسبة 3% وأقتصر استخدامه فی برنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم بالقناة الأولى.

وبصفة عامة نلاحظ أن البرامج الحواریة اعتمدت على استخدام الأسالیب العقلیة أکثر من الأسالیب العاطفیة فی إقناع المشاهدین بالأراء ووجهات النظر المطروحة ، وکان استخداما موفقا لأنه فی حالة تناول الموضوعات الاستراتیجیة التی تَمُس جمیع فئات الشعب لا مجال للعاطفة إلا فی حدود ضیقة لأن العقل الجماهیری یقیم الواقع وما یطرأ علیه من مستجدات وانجازات وأعمال تطویریة تحسن من الوضع الراهن لرفعة المجتمع وتقدمه ، وهو ما اتفق مع ماتوصلت إلیه دراسة مجیب أحمد حازم الشمری 2011⁽²⁵⁾ ، حیثُ أکدت على غلبة استخدام الأسالیب الإقناعیة المنطقیة أکثر من الأسالیب الإقناعیة العاطفیة فی کل البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، فی حین أنها اختلفت مع دراسة ولید فـرغـلى مهـدى 2018⁽²⁶⁾ ، والتی اعتمدت على الأسالیب العاطفیة لاستمالة الجمهور نحو القضایا والموضوعات المطروحة للنقاش فی اطار وجهات النظر المختلفة التی تفسر وتشرح وتحلل هذه القضایا والموضوعات.

13-         مصادر مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

جدول رقم (14)

مصادر مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

یتضح من بیانات الجدول السابق الخاص بمعرفة مصادر ومراجع مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" أن البرنامجان اعتمدا فی المقام الأول على مصادر القناة ذاتها وذلک بنسبة 89.9% ، وهذه نتیجة طبیعیة لأن أساس نجاح البرنامج الإخباری وتفوقه هو الإعداد الجید له فإذا کان معد البرنامج یعمل بالسلک السیاسی أو خبیر فی مجال السیاسة کلما زادت فرصة نجاح البرنامج لما یتمتع به من خلفیة کبیرة حول الأحداث والقضایا السیاسیة التی تشهدها الساحة السیاسیة ، وهذا ما توافر فی معدو البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

وجاءت کل من المصادر الأجنبیة فی الترتیب الثانی بنسبة 29.3% من إجمالی المصادر التی یعتمد علیها مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة ، وجاءت المصادر العربیة فی الترتیب الثالث بنسبة 28.3% ، وجاء مصدر (الإنترنت) فی الترتیب الرابع بنسبة 21.7% من إجمالی المصادر التی یعتمد علیها مقدم البرامج الحواریة "عینة الدراسة" .

وأظهرت المقارنة بین برامج الدراسة أن برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم فی قناة cbc extra لم یعتمد على المصادر الأجنبیة والإنترنت خلال فترة الدراسة التحلیلیة ، فی حین أن برنامج مصر تنتظر الرئیس المقدم فی القناة الأولى وبرنامجالطریق إلى الإتحادیة اعتمدا على المصادر الأجنبیة والإنترنت .

ومما سبق نلاحظ أن القناة الأولى وقناة On live کانتا أکثر تنوعاً فی استخدامهما لمصادر مقدم البرنامج الإخباری وذلک بعکس قناة cbc extra ، ویمکن إرجاع ذلک إلى إحتواء البرنامجین على فقرتین فی کل حلقة ، ویشیر هذا التنوع إلى سعی القناتین الأولى و On live للحصول على المعلومات من مصادر متعددة للتأکد على صحتها ودقتها.

14-         الأطر المرجعیة المستخدمة فی تغطیة الانتخابات الرئاسیة

جدول رقم ( 15 )

الأطر المرجعیة المستخدمة فی تغطیة الانتخابات الرئاسیة

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن البرامج الحواریة "عینة الدراسة" تعتمد على إطار (الشواهد والأمثلة) کإطار مرجعی لمصادر البرنامج فی المقام الأول وذلک بنسبة 69.7% من إجمالی الأطر المرجعیة المستخدمة فی تناول ملف الانتخابات الرئاسیة بالبرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وفی الحقیقة هذه الأطر هی الأنسب لعرض البرامج الحواریة وذلک لأنها تعد بمثابة الأدلة والبراهین والخلفیة الحقیقیة للأحداث والقضایا المرتبطة بملف الانتخابات الرئاسیة، إضافة إلى أن الشواهد والأمثلة تضفی الواقعیة والمصداقیة على المعلومات المقدمة فی البرنامج الحواری، کما یرجع زیادة نسبة استخدام هذا الإطار إلى أن معظم هذه البرامج تقدم فی شکل "مذیع وضیوف مع تقاریر معدة خارج الاستدیو" الذی یقدم مادة مصورة تتضمن شواهد وأمثلة .

وجاء إطار (التصریحات الرسمیة) فی الترتیب الثانی بنسبة 55.5% من إجمالی الأطر المرجعیة المستخدمة فی تناول ملف الانتخابات الرئاسیة بالبرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وهذا ترتیب منطقی لأن ملف الانتخابات الرئاسیة یمس مصالح الشعب المصری بأکمله وکذلک الدول العربیة بل معظم دول العالم بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة، کما أن التصریحات الرسمیة تکسب المعلومات والمعارف مغزاها ومضمونها الحقیقی .

وجاء الإطار(القانونی) فی الترتیب الثالث بنسبة 40.4% ، یلیه فی الترتیب الرابع الإطار(الاجتماعی والقیمی) بنسبة 28.3% ، یلیه فی الترتیب الخامس الإطار(التاریخی) بنسبة 18.2% .

وجاءت فئة (أطر أخرى) فی الترتیب السادس بنسبة 13.1% وتمثلت فی الاطار الدینی والعسکری والاقتصادی ، جاء اطار (إعترافات موثقة) فی الترتیب السابع بنسبة 8.1% ، وأخیرا جاء اطار (حکم وأمثال) فی الترتیب الثامن والأخیر بنسبة 3% ، وقد أظهرت المقارنة بین برامج الدراسة بشأن الاعتماد على إطار(الحکم والأمثال) کمصدر لمقدمی البرامج أن برنامج مصر تنتظر الرئیس الذی تقدمه القناة الأولى هو الذی استخدم هذا الاطار دون البرنامجین الأخرین وذلک بنسبة 15% .

15-         أسلوب تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

جدول رقم (16)

أسلوب تقدیم البرامج الحواریة "عینة الدراسة"

 

یتضح من بیانات الجدول السابق أن البرامج الحواریة "عینة الدراسة" تعتمد فی المقام الأول على أسلوب (المحاورة وتعدد طرح وجهات نظر) وذلک بنسبة 91.9% من إجمالی أسالیب تقدیم البرامج الحواریة ، وهذا ما یتناسب مع القالب الأکثر استخداماً فی البرامج الحواریة وهو قالب الندوات والمناقشات ، وجاء أسلوب (الاستفهام والاستفسار) فی الترتیب الثانی بنسبة 77.8% ، وهذا یرجع إلى أهمیة هذا الأسلوب فی إثارة المشاهد وشد انتباهه لمتابعة البرنامج حتى النهایة ، وجاء الأسلوبین (الخبری التقریری ، البلاغة والتصویر) فی الترتیب الثالث بنسبة متساویة 26.3% ، وجاء أسلوب (التهکم والسخریة والاستنکار) فی الترتیب الرابع بنسبة 7.1% وأخیراً جاء أسلوب (نقد وفضح العیوب والأخطاء) فی الترتیب الخامس بنسبة 3% .

وبالمقارنة بین برامج الدراسة نجد أن برنامج مصر تنتظر الرئیس کان أکثر حرصاً على التنوع فی استخدام أسالیب تقدیم المحتوى ، فی حین أن برنامج مصر تنتخب الرئیس لم یعتمد على الأسلوبین (الخبری التقریری ، البلاغة والتصویر) ، کما أن برنامج الطریق إلى الإتحادیة لم یستخدم الأسلوبین (نقد وفضح العیوب والأخطاء ، التهکم والسخریة والاستنکار) طوال فترة الدراسة.

ونلاحظ أیضاً أن البرنامجین مصر تنتخب الرئیس والطریق إلى الإتحادیة استخدما أسلوب المحاورة وتعدد طرح وجهات نظر بنسبة 100% ، الأمر الذی یعکس مدى اهتمام البرنامجین بمعرفة الرأی والرأی الأخر.

وجدیر بالذکر أن أسلوب ولهجة مقدمی البرامج الحواریة أثناء الإنتخابات الرئاسیة لعام 2014م قد إختلفا مع المرشحین مما قد یؤثر على توجهات الناخبین والرأی العام إزاء الإنتخابات الرئاسیة.

ولم یکن هناک عدالة فی توجیه الأسئلة للمرشحین أیضاً، حیث تم سؤال المرشح/ حمدین صباحی عن میزانیة حملته ومصادر التمویل ورقم الحساب ، فی حین أنه لم یتم توجیه هذا السؤال على الإطلاق للمرشح / عبد الفتاح السیسی .

النتائج العامة

-     أشارت النتائج إلى أن قالب (الندوات والمناقشات) هو القالب الأکثر استخداماً بشکل ملحوظ وذلک بنسبة 54.5% ، وجاءت فئة (أکثر من قالب) فی الترتیب الثانی من حیث استخدامها فی تقدیم البرامج الحواریة وذلک بنسبة 28.4% ، وجاء قالب (التحلیل الإخباری) فی الترتیب الثالث بنسبة 13.1% ، وجاء قالب (المقابلة) فی الترتیب الرابع والأخیر بنسبة 4.1% .

-          أظهرت النتائج أن العناوین المکتوبة على الشاشة جاءت فی مقدمة وسائل الإیضاح والتشویق المستخدمة فى برامج الدراسة ، حیثُ بلغت نسبتها 32.3% ، یلیها المادة الفیلمیة المصاحبة فی الترتیب الثانی بنسبة 14.9% ثم المادة الفیلمیة المستقلة فی الترتیب الثالث بنسبة 10.8%ثم التقاریر العامة  فی الترتیب الرابع بنسبة 10.2% . کما أوضحت النتائج أن وسائل الإیضاح والتشویق الأقل إستخداماً فی البرامج الحواریة تمثلت فی أغانی المرشحین بنسبة 0.5% والفواصل الموسیقیة بنسبة 0.4% .

-          جاء الخبراء والمحللون فی مقدمة الضیوف الذین تم الاستعانة بهم فى برامج الدراسة وذلک بنسبة 36.4% ، ویلیهم المسئولین السیاسیین بنسبة 30.3% ثم الکُتاب والمفکرین بنسبة 25.2% ، یلیهم الصحفیون بنسبة 17.2% ثم أساتذة الجامعة بنسبة 16.2% ، فی حین جاء فی الترتیب الرابع عشر والأخیرمسئول فی النظام السابق بنسبة 1%.

-          أوضحت النتائج أن أهم الموضوعات الرئیسیة التى رکزت علیها فقرات البرامج الحواریة أثناء معالجة ملف الانتخابات الرئاسیة جاءت مرتبة کالأتى : إحتل موضوع متابعة سیر العملیة الانتخابیة فى المرتبة الأولى بنسبة 38.6% ، یلیه دعوة وتحفیز المواطن للمشارکة فی التصویت فى المرتبة الثانیة بنسبة 18.3% ، یلیه فئة (أخرى) فی المرتبة الثالثة بنسبة 15.8% ، یلیها موضوع الدعایة الإنتخابیة فی المرتبة الرابعة بنسبة 11.2% ، یلیه موضوع عرض اتجاهات الجمهور نحو الإنتخابات فی المرتبة الخامسة بنسبة 9.9% ، وجاء فی الترتیب الخامس عشر والأخیر موضوع تعریف البرامج الحواریة بالمرشحان بنسبة  0.8% .

-         أوضحت النتائج أن البرامج الحواریة"عینة الدراسة" کانت أکثر میلا لتدعیم الأنشطة السیاسیة الرسمیة ، وذلک حرصاً منها على المحافظة على أمن وإستقرار البلاد ، جاء نشاط (التصویت) فی الترتیب الأول بنسبة 75.7% من إجمالی أنشطة المشارکة السیاسیة الرسمیة التی تدعمها البرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وجاء نشاطی (المشارکة فی المناقشات السیاسیة) فی الترتیب الثانی وذلک بنسبة 30.4% ، وجاء نشاط (حضور المؤتمرات السیاسیة) فی الترتیب الثالث وذلک بنسبة 6.5% .

-         أظهرت النتائج أن الاتجاه (المحاید) لمضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" جاء فی الترتیب الأول وذلک بنسبة 81.8% ، فی حین جاء الاتجاه (المؤید) لمضمون البرامج الحواریة "عینة الدراسة" فی الترتیب الثانی وذلک بنسبة 18.2%.

-         أوضحت النتائج أن البرامج الحواریة اعتمدت على استخدام الأسالیب العقلیة أکثر من الأسالیب العاطفیة فی إقناع المشاهدین بالأراء ووجهات النظر المطروحة ، وکان استخداما موفقا لأنه فی حالة تناول الموضوعات الاستراتیجیة التی تَمُس جمیع فئات الشعب مثل الانتخابات الرئاسیة فلا مجال للعاطفة إلا فی حدود ضیقة لأن العقل الجماهیری یقیم الواقع وما یطرأ علیه من مستجدات وانجازات وأعمال تطویریة تحسن من الوضع الراهن لرفعة المجتمع وتقدمه .

-         أن البرامج الحواریة "عینة الدراسة" تعتمد على إطار (الشواهد والأمثلة) کإطار مرجعی لمصادر البرنامج فی المقام الأول وذلک بنسبة 69.7% من إجمالی الأطر المرجعیة المستخدمة فی تناول ملف الانتخابات الرئاسیة بالبرامج الحواریة "عینة الدراسة" ، وجاء إطار (التصریحات الرسمیة) فی الترتیب الثانی بنسبة 55.5% ، وجاء الإطار(القانونی) فی الترتیب الثالث بنسبة 40.4% ، وأخیرا جاء اطار (حکم وأمثال) فی الترتیب الثامن والأخیر بنسبة 3% .

-     کشفت النتائج أن البرامج الحواریة "عینة الدراسة" تعتمد فی المقام الأول على أسلوب (المحاورة وتعدد طرح وجهات نظر) وذلک بنسبة 91.9% من إجمالی أسالیب تقدیم البرامج الحواریة ، وهذا ما یتناسب مع القالب الأکثر استخداماً فی البرامج الحواریة وهو قالب الندوات والمناقشات ، وجاء أسلوب (الاستفهام والاستفسار) فی الترتیب الثانی بنسبة 77.8% ، وجاء الأسلوبین (الخبری التقریری ، البلاغة والتصویر) فی الترتیب الثالث بنسبة متساویة 26.3% ، وأخیراً جاء أسلوب (نقد وفضح العیوب والأخطاء) فی الترتیب الخامس بنسبة 3% .

التوصیات:

1-     ضرورة الابتعاد عن ظاهرة نمطیة ضیوف البرامج الحواریة ، حیثُ یجب التنوع فی الأیدلوجیات والمفاهیم ، فأغلب الضیوف أو خبراء التحلیل الذین ظهروا على الشاشة من رجال الدولة ، ولم یکن هناک بالکاد أی خبراء أو ضیوف یمثلون "الاتجاهات الثوریة" أو الأحزاب والحرکات السیاسیة المختلفة ، کما کان من النادر ظهور سیدات أو أقلیات دینیة کخبراء فی البرامج الحواریة ، أما الأقلیات العرقیة فلم تکد تظهر على الإطلاق.

2-     لا یزال محتوى التغطیة الإخباریة بحاجة إلى تحسن کبیر، الأمر الذی یحتم على القنوات التلیفزیونیة ضرورة توفیر عدد کبیر من المراسلین والمندوبین فی مختلف المحافظات لتزویدها بالمعلومات الکاملة والصحیحة حول الأحداث والقضایا المختلفة.

3-     ضرورة الإکثار من المشارکة الجماهیریة فی البرامج الحواریة سواء باللقاءات الخارجیة أو الداخلیة أو الاتصالات الهاتفیة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعی.

4-     ضرورة الاهتمام بتطویر وتنمیة مهارات مقدمی البرامج الحواریة فی ضوء توفیر البرامج التدریبیة اللازمة لتحقیق معاییر الکفاءة والمهنیة لدى مقدمی هذه البرامج.

5-     یجب تحقیق التوازن والحیادیة فی طرح الاستفهامات والمناقشات مع مرشحی الرئاسة ، وهو الأمر الذی لم یتحقق فی برنامج مصر تنتخب الرئیس المقدم بقناة cbc extra  أثناء انتخابات 2014.

6-     الحرص على استضافة مرشحی الرئاسة لعرض برامجهم الانتخابیة على الرأی العام لمساعدة الجمهور على تکوین الأراء وتشکیل الاتجاهات السلیمة نحو المرشحین لإتخاذ القرار الصحیح قبل التوجه للتصویت على أحد المرشحین ، وهو ما لم یتحقق فی القنوات التلیفزیونیة بصفة عامة والبرامج الحواریة بصفة خاصة والتی تناولت ملف الانتخابات الرئاسیة 2018.

7-     یجب وضع ملخص للحوار والهدف الذی یجرى من أجله ، لضمان حسن متابعة الجمهور للبرنامج.

 

 

المراجع

عدد المشاهدات للمقالة: 223

تنزیل PDF: 388