. (2017). "سيميائية الرموز في إخراج الأفلام السينمائية المصرية نحو قضية الإرهاب". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 1(1), 123-135. doi: 10.21608/mktc.2017.112791
. ""سيميائية الرموز في إخراج الأفلام السينمائية المصرية نحو قضية الإرهاب"". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 1, 1, 2017, 123-135. doi: 10.21608/mktc.2017.112791
. (2017). '"سيميائية الرموز في إخراج الأفلام السينمائية المصرية نحو قضية الإرهاب"', المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 1(1), pp. 123-135. doi: 10.21608/mktc.2017.112791
. "سيميائية الرموز في إخراج الأفلام السينمائية المصرية نحو قضية الإرهاب". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 2017; 1(1): 123-135. doi: 10.21608/mktc.2017.112791
"سيميائية الرموز في إخراج الأفلام السينمائية المصرية نحو قضية الإرهاب"
تعد السينما وسيط بصرى کونها لغة إتصال وتواصل بمشاهديها من خلال الصورة المؤثرة, التى أصبحت أقوى أشکال الإتصال حيث تتعدد وظائفها فى کونها آلية تعبير عن لغة التخاطب الخاصة بها والتى من شأنها ان تؤثر فى انطباعاتنا البصرية وإدراکنا الذاتى والبصرى بالبيئة المحيطة بل وتنفذ إلى أعماق النفس البشرية لتشکل إما اتجاه نحو قضية ما بمع أو ضد أو انها تکون ردود أفعال عند المتفرجين,کما أصبحت السينما وسيلة للدفاع عن المقهورين کما تناهض الاحتلال بکل صوره والفساد بکافة أنواعه[i],کالإحتلال الإرهابى للنفس البشرية.
وبما ان الإخراج السينمائى هو فن الجماليات السنيمائية الذى يعتمد بشکل أساسى على علم الجمال فان الجمالية هى المبدع وثقافته وتراثه وحضارته وفنونه وآدابه وأحاسيسه[ii], لذا على المخرج ان تتوفر فيه العديد من الصفات والثقافات وملکات الخيال والإبداع مستخدم فى ذلک ما أحدثته الثورة التکنولوجية فى عالم الإخراج لتخرج رؤيته الى حيز الوجود معبرة عن الهدف الدرامى من العمل السينمائى ,هذا العلم الذى يعکس کيفية تعبيره الرمزى عن الأفکار المقدمة له لتوصيل دلالاتها إلى الجمهور عبر الرموز المنبثقة من المجال الإبداعى للفن السينمائى فهو وسيلة يخطر إستخدامها نظرا لتأثيرها الفاعل على المشاهدين کونها وسيلة إعلامية تتمتع بتکنيک مختلف عن باقى وسائل الإعلام الجماهيرى الأخرى, فيقول "محمود سليمان[iii] " عند مواجهتنا لقضية مثل الإرهاب علينا محاربته من جذوره من خلال السينما التى تعکس وجهات النظر المختلفة نحو هذا الموضوع فلا تقتصر محاربته على السلاح فقط کونه فعل خارج عن القانون فإننا إما نحاربه بالقانون او بالثقافة فى آداة قوية التأثير هى السينما.
[i] سلوى على ابراهيم الجيار(2014), السينما والسياسة: نشأة الفيلم السياسى ومعالجته لأهم القضايا السياسية ,ط1( القاهرة,المکتب العربى للمعارف)ص7
[ii] مدکور ثابت(2007) ,النظرية والإبداع في سيناريو وإخراج الفيلم السينمائى ,(القاهرة,الهيئة المصرية العامة للکتاب ), ص 36
[iii] مخرج الفيلم الروائى التسجيلى "أبدا لم نکن أطفال" الفيلم الذى يتناول کافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية خلال الثلاثة عشرة عاما الماضية لمصر . لقاؤه التلفزيونى مع المذيعة "إنجى على "ضمن فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بالأقصر في دورته الخامسة ,2016.
نقاط رئيسية
تمثل الفنون البصریة والصوتیة مجالا مؤثرا بالنسبة للمتلقى لأنها تصل إلیها وتلمسه من الداخل لتنفذ إلى أعماق فکره ووجدانه مشکلة لرأیه وإتجاهاته نحو قضیة ما بفکرة ما , کما أنها تستخدم من قبل القائمین على إخراجها بعنایة فائقة لتصل لمبتغاها من خلال التأثیرات التى ترتد على المشاهد وتشکل رجع صداه لإستنباط ماوراء التقنیة المستخدمة من دلالة فکریة ورمزیة بالمعنى ,کما یحقق تحلیل الأفلام السینمائیة وظیفة إعلامیة فى معرفة لغة التواصل بین السینمائیین والمشاهدین من خلال الفیلم کوسیط إتصالى وما بهذا الفیلم من رموزا تشکل آداة إخباریة تعبر عن مضمون العمل المرئى والصوتى,کما تمثل قضیة الإرهاب قضیة شائکة تستدعى تناولها على الوضع الراهن,وعلیه تتمثل مشکلة الدراسة فى سیمیائیة الرموز فى إخراج الأفلام السینمائیة المصریة نحو قضیة الإرهاب
المعیدة بقسم الإذاعة والتلفزیون کلیة الإعلام وتکنولوجیا الاتصال –جامعة جنوب الوادى
2017م
المقدمة
تعد السینما وسیط بصرى کونها لغة إتصال وتواصل بمشاهدیها من خلال الصورة المؤثرة, التى أصبحت أقوى أشکال الإتصال حیث تتعدد وظائفها فى کونها آلیة تعبیر عن لغة التخاطب الخاصة بها والتى من شأنها ان تؤثر فى انطباعاتنا البصریة وإدراکنا الذاتى والبصرى بالبیئة المحیطة بل وتنفذ إلى أعماق النفس البشریة لتشکل إما اتجاه نحو قضیة ما بمع أو ضد أو انها تکون ردود أفعال عند المتفرجین,کما أصبحت السینما وسیلة للدفاع عن المقهورین کما تناهض الاحتلال بکل صوره والفساد بکافة أنواعه[i],کالإحتلال الإرهابى للنفس البشریة.
وبما ان الإخراج السینمائى هو فن الجمالیات السنیمائیة الذى یعتمد بشکل أساسى على علم الجمال فان الجمالیة هى المبدع وثقافته وتراثه وحضارته وفنونه وآدابه وأحاسیسه[ii], لذا على المخرج ان تتوفر فیه العدید من الصفات والثقافات وملکات الخیال والإبداع مستخدم فى ذلک ما أحدثته الثورة التکنولوجیة فى عالم الإخراج لتخرج رؤیته الى حیز الوجود معبرة عن الهدف الدرامى من العمل السینمائى ,هذا العلم الذى یعکس کیفیة تعبیره الرمزى عن الأفکار المقدمة له لتوصیل دلالاتها إلى الجمهور عبر الرموز المنبثقة من المجال الإبداعى للفن السینمائى فهو وسیلة یخطر إستخدامها نظرا لتأثیرها الفاعل على المشاهدین کونها وسیلة إعلامیة تتمتع بتکنیک مختلف عن باقى وسائل الإعلام الجماهیرى الأخرى, فیقول "محمود سلیمان[iii] " عند مواجهتنا لقضیة مثل الإرهاب علینا محاربته من جذوره من خلال السینما التى تعکس وجهات النظر المختلفة نحو هذا الموضوع فلا تقتصر محاربته على السلاح فقط کونه فعل خارج عن القانون فإننا إما نحاربه بالقانون او بالثقافة فى آداة قویة التأثیر هى السینما.
الدراساتالسابقة
1-دراسة Monisa Qadri(2016)[iv] بعنوان السینما والدین من خلال فیلم أمیر خان:
فى کل عام تنتج السینما الهندیة أکبر عدد من الأفلام فى العالم والدلیل على ذلک أنها تحتل أعلى أرقام فى بیع التذاکر وعلى الرغم من هذا النجاح الباهر إلا انه لا یجعل المجتمع متسامحاً مع ما تقدمه من قضایا مختلفة,وبهذه الدراسة یتم تقدیم قراءة لفیلم أمیر خان حیث الکومیدیا الساخرة من الدیانات الموجودة بالثقافة الهندیة وتحدى الخرافات بها کونها موطناً لأدیان متعددة ونسیج ثقافى متنوع وتتعرض لقضایا الدین والإیمان والمعتقدات والطقوس الدینیة,وتوصلت الدراسة إلى ان اهم القضایا المطروحة هى " قضیة رجال الألهة" واللذین یقومون بتوجیه أتباعهم للرموز الدینیة وتنفیذ کل ماتطلبه الألهة أیاً کان حتى مع تناقضه للعقل والمعرفة العلمیة وتم عرض الجماعات الهندوسیة والتى تتبع الألهة الهندوسیة فى شرح العالم الحقیقى والظاهرى من خلال الفیلم مما جعله أکثر اهتماماً فى تصور الدین وذلک باستخدام روایات قویة وتمثیلات بصریة للتعامل مع قضیة الإیمان مما یدعم الصورة السینمائیة,کما عُرِضَ الفیلم فى توقیت یتزامن مع الجو السائد فى الهند حیث التعصب الدینى ولهذا شرح الفیلم سلسلة من الاحداث فیما یتعلق بالدین فى المجتمع الهندى وعلیه أثار حرکتین متضادتین بالمجتمع الهندى هما إتجاه مع"مؤید"للفیلم واتجاه ضد"معارض" له محتج علیه ومهاجمه.
2-دراسة John Matheo(2015)[v] بعنوان:التفسیر الثقافى للفیلم من خلال ثلاثیة سینمائیة کدراسة حالة:
هدفت الدراسة إلى وضع إطار نظرى فى البحوث الأنثروبولوجیا للنظر فى السینما بعتبارها من المعطیات الثقافیة باستخدام سلسلة ثلاثیة من الأفلام الهندیة الکندیة کدراسة حالة وهى فیلم"النار"1991,وفیلم"الأرض" 1998,وفیلم"المیاه"2005,لاستخلاص منهجیة فى رصد وتفسیر المعلومات الإثنوغرافیة کجزأ لا یتجزأ من عالم الفیلم وسیتم مقارنة وانتقاد النتائج الخاصة بالبیانات الإثنوغرافیة الناتجة عن الافلام من خلال ملاحظة المشارکین الفعلیین وبین النتائج الفعلیة التى تم جمعها من المیدان لاختبار مصداقیة الصورة التى یخرجها صناع السینما للثقافة,وقد شملت البحوث المیدانیة ملاحظة المشارکین,والسیاق الفیلمى واجراء المقابلات الإثنوغرافیة والتى جرت بالهند ومن أهمها أجرى الباحث مقابلة مع Deepa Mehtaالکاتب والمخرج للثلاثة أفلام عینة الدراسة,ومن أجل تطویر منهجیة التفسیر الثقافى للفیلم اقترح الباحث منهجیتین اعتمد علیهما من الدراسات السینمائیة هى نقد السیاق الفیلمى وسیتم الإعتماد على أسالیب فى مجال النقد اللاهوتى للفیلم حیث القراءة الدینیة والتعرض للتصورات الثقافیة للدین والآلهة فى سیاق معین من خلال الأفلام الثلاثة عینة الدراسة.
3-دراسة Hulya Onal(2014)[vi]بعنوان تطور الدوافع الدینیة بالسینما الترکیة:
تجد السینما مکاناً فى الدراسات الثقافیة والعلوم الإجتماعیة کونها شکل فنى ومنهج أکادیمى وآداة فکریة تؤثر بالجمهور نحو قضیة ما مستخدمة الفیلم کشکل إعلامى یتناول محتوى ما لظاهرة ما فى المجتمع حیث یلعب الفیلم دوراً هاماً فى خلق الثقافة وانعکاسها بالمجتمعات, ومن خلال الأفلام التى یتم انتاجها فى إطار العلاقة بین السینما والدین فى السیاق الترکى حیث أن السخریة الدینیة أصبحت خطاب أیدیولوجى یتناقض مع الموقف الإسلامى فى وصف البشریة,وتسعى هذه الدراسة إلى شرح القوالب النمطیة والدینیة والعلمانیة فى السینما الترکیة عن طریق الدراسة النقدیة الأیدیولوجیة والإجتماعیة لبعضٍ من الأفلام عینة الدراسة.
4-دراسة یى رن هاوYiren Hao (2011م)[vii] بعنوان " تحلیل المحتوى والتحلیل السیمیائی لبعض الأفلام الصینیة المعاصرة"
استهدفت الدراسة البحث فی الموضوعات المعروضة للأدوار النسائیة فی عینة من الأفلام الصینیة المعاصرة فی الفترة من 1949م-2010 م باستخدام تحلیل المحتوى والتحلیل السیمیائی ، ولقد تم توظیف تحلیل المحتوى لدراسة الکیفیة التی تم بها تصویر النساء فی الأفلام ، مع الترکیز بشکل أساسی على ثلاثة أنواع من الأدوار النسائیة بما فی تلک الأدوار التقلیدیة ، والأدوار الحدیثة ، والأدوار المثالیة,کما تم استخدام التحلیل السیمیائی فی هذه الدراسة لقدرته على تحدید المعانی التلمیحیة من الشخصیات النسائیة فضلا عن القیم الثقافیة الضمنیة والرسائل من الجنسین المتضمنة فی الأفلام,وتشیر نتائج تحلیل المحتوى إلى أنه خلال هذه الفترة الطویلة من الزمن، کان هناک تحول فی التمثیلات وأدوار المرأة فی الأفلام حیث تحولت من تعزیز المساواة بین الجنسین ، وتقلیص ومحو الفرق بین الجنسین، وأخیراً تراجعت إلى اقتصار أدوارهم على الأدوار التقلیدیة مع الترکیز على القیم والتوقعات النسائیة التقلیدیة، وکشفت نتائج التحلیل السیمیائی أن الموضوعات المعروضة عن دور المرأة فی الأفلام، والتی تتأثر بالتغیرات السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة، ظلت مرتبطة بالأنماط التقلیدیة النسائیة والقیم والتوقعات.
مشکلة الدراسة
تمثل الفنون البصریة والصوتیة مجالا مؤثرا بالنسبة للمتلقى لأنها تصل إلیها وتلمسه من الداخل لتنفذ إلى أعماق فکره ووجدانه مشکلة لرأیه وإتجاهاته نحو قضیة ما بفکرة ما , کما أنها تستخدم من قبل القائمین على إخراجها بعنایة فائقة لتصل لمبتغاها من خلال التأثیرات التى ترتد على المشاهد وتشکل رجع صداه لإستنباط ماوراء التقنیة المستخدمة من دلالة فکریة ورمزیة بالمعنى ,کما یحقق تحلیل الأفلام السینمائیة وظیفة إعلامیة فى معرفة لغة التواصل بین السینمائیین والمشاهدین من خلال الفیلم کوسیط إتصالى وما بهذا الفیلم من رموزا تشکل آداة إخباریة تعبر عن مضمون العمل المرئى والصوتى,کما تمثل قضیة الإرهاب قضیة شائکة تستدعى تناولها على الوضع الراهن,وعلیه تتمثل مشکلة الدراسة فى سیمیائیة الرموز فى إخراج الأفلام السینمائیة المصریة نحو قضیة الإرهاب.
أهمیة الدراسة
تهتم الدراسة بالرموز التى اعتمد علیها المخرج فى إیصال المعلومة للمُشاهِد ودلالاتها التى تنعکس علیه.
أهداف الدراسة
1- تهدف الدراسة الى تحلیل العناصر الإخراجیة للأفلام السینمائیة المصریة حیث اللقطات , زوایا التصویر,حرکات الکامیرا,الإضاءة والدیکور .
2- کما تهدف الدراسة إلى إکتشاف الرموز المنبثقة من تکنیکات العمل الإبداعى ودلالاتها المختلفة فى التعبیر عن قضیة الإرهاب .
تساؤلات الدراسة:
1- ما دلالة اللقطات المستخدمة بالفیلم عینة الدراسة؟
2-ما دلالة زوایا التصویر المستخدمة بالفیلم ؟
3-ما دلالة حرکات الکامیرا المستخدمة بالفیلم ؟
4-ما دلالة أنواع الإضاءة المستخدمة بالفیلم؟
نوع الدراسة ومنهجها
تنتنمى للدراسات الوصفیة حیث وصف وتحلیل وتفسیر الظواهر لاستخلاص دلالاتها کما تعتمد الدراسة على منهج المسح حیث یعد من أنسب المناهج العلمیة ملائمة للدراسة.
عینة الدراسة
عینة عمدیة من السینما المصریة التى تناولت قضیة الإرهاب وهى فیلم "الإرهاب".
أدوات الدراسة
آداة التحلیل الدلالى: وهو من أنسب الأدوات المنهجیة فى الدراسات الکیفیة,حیث یعتمد التحلیل الدلالى على تحلیل السلوک الرمزى بکافة أنواعه وإکتشاف دلالاته,کمایوضح العلاقة بین الرموز ومعانیها وطرق بناء الأفکار فى توصیل الرسالة الإعلامیة[viii], وسوف یستخدم بهذه الدراسة للتعرف على کیفیة بناء الرمز من خلال العناصر الإخراجیة ودلالة ما یرمز له کونه آداة اتصالیة فى غایة الأهمیة, نحو قضیة الإرهاب بالسینما المصریة.
المفاهیم الإجرائیة
1-الإخراج :هو ترجمة العمل الفنى المکتوب إلى عملا مرئیا وسمعیا من خلال أدوات وتقنیات فنیة بأسلوب مبدع یحمل أفکار قابلة للتنفیذ.
2-الدلالات الرمزیة:هى کل تأثیر درامى دل على رمزه فأصبحت الجسر الذى یربط بین الرمز ومرموزه فى علاقة تشابه بین ما هو مادى متمثل فى الأدوات الإخراجیة وکیفیة إستخدامها بالمشهد وبین ماهو معنوى یقصده المخرج وینعکس على المُشاهِد.
نتائج الدراسة
أولاً:الرموز البصریة التشکیلیة:
فقد اعتمد علیها المخرج لإدراک العلاقات بین محاور اللغة السینمائیة الناشئة عن الترکیب الصورى للقطة , فمن خلال بطىء الإیقاع وسرعته والجمل الحواریة بین الممثلین بالکادر وآدائهم التمثیلى والترتیب المنطقى للأحداث صنعت هذه الخطوات مدلولا بصریا متعلقا بالمنظر, فخلال اللقطة الطویلة جدا والتى اعتمد علیها المخرج لیصنع مسافة بین عمر واللواء رشدى فى أخر لقطات المشهد الأخیر بالفیلم لتوضح لنا أن نهایة عمر لن تکون برصاصات اللواء ولکن من خلال رصاصات عصمت والتى کانت قریبة منه کل القرب,ومنها تفصیلیاً مایلى:
1-اللقطات السینمائیة:
- استخدم المخرج اللقطة القریبة للدلالة على إنفعالات عمر وعصمت تجاه کلا منهما للآخر فى حالة الحب المزیف من قبل عمر والصادق من قبل عصمت کما استخدمت هذه اللقطة للدلالة على حالات الغضب والتى واجهها اللواء رشدى من جراء ارتکاب هذه الجرائم ولم یتم العثور على مرتکبیها فى بدایة الأمر, أو کاللقطة التى تظهر بها ابنة عمر "حبیبة"وهى خائفة من اللواء رشدى وتحتضن جدتها خوفا منه, أو کالتى أظهرت خوف وقلق أم عمر على ابنها فجاءت هذه اللقطة للدلالة على إظهار حیرة أم عمر فى أن تبوح بمکان ابنها أو أن تؤخذ ابنة عمر من قبل رجال أمن الدولة,بینما جاءت اللقطة المتوسطة لتظهر أنصاف الأشخاص وأعدادهم إلى ما فوق منطقة الخصر واستخدمت هذه اللقطة بشکل کبیر عند اجتماع الجماعة الإرهابیة لتنفیذ مهمة ما خلال الفیلم.
-استخدمت اللقطة الطویلةlong هذه اللقطة للدلالة على المسافة ما بین الکامیرا والمنظور فى حالة عرض مجموع من الناس کأفراد رجال أمن الدولة عند محاصرتهم لمکان الجریمة الإرهابیة.
-اللقطة فوق الکتفover shoulderاستخدمها المخرج للدلالة على الحدیث بین شخصین أحدهما لا یظهر منه إلا جزء من رأسه وکتفه بینما یظهر المقابل له للدلالة على الحدیث بینها فى أمر ما واستخدمت هذه اللقطة وبشکل واضح حینما أتى الدکتور"الأستاذ" إلى عمر لیعطه ردا عى اتمام الجریمة الأخیرة وهى تفجیر الطائرة.
- استخدمت اللقطة الطویلة جدا very long للدلالة على زیادة البعد فى المسافة ما بین الکامیرا والمنظور حتى لا نستطیع تحدید المنظور بشکل موضح,کالتى استخدمت فى أخر مشاهد الفیلم حینما أظهر المخرج بعد المسافة ما بین عمر واللواء رشدى حینما طلب عمر سیارة لیهرب بها بأخذه لعصمت کرهینة لهربه, الأمر الذى أکد علیه المخرج من خلال اللقطة الطویلة مع هذه المسافة وبنهایة عمر على ید اللواء رشدى فى دلالة على أن موت عمر لن یکون على یدى اللواء بینما عصمت هى من ستقوم بالأمر.
-کما استخدمت اللقطة القریبة جدا Very Close Up لتقترب من تفاصیل الأشیاء الدقیقة بالوجه کاللقطات التى تظهر الضجر والضیق ,أو الخوف والقلق الشدید کاللقطة التى تناولت بها عصمت "البطارخ" حیث القنبلة بداخلها.
2-زوایا التصویر:
-استخدمت الزاویة فى مستوى النظر وهى زاویة نمطیة فى مستوى النظر الطبیعى والتى لا تحمل دلالات قویة فى تشکیل اتجاهات الجمهور ومداعبة عواطفهم
- وجاءت الزاویة من أسفل لأعلى وهى زاویة مؤثرة تعبر عن الکثیر من الدلالات ومنها الدلالة على القوة ومنها الزاویة المصاحبة لظهور اللواء رشدى لتظهر مدى قوته وعظمته ,وهذه الزاویة هى التى تصاحب مثل هذه الشخصیات البولیسیة,کما ظهر بها عمر حینما اتخذ من عصمت رهینة للدلالة على قدرته وعدم خوفه حتى أمام کل هذه القوات الأمنیة.
-بینما استخدمت الزاویة من أعلى لأسفل للکشف عن تعداد من الناس فى الأسفل وعرض المنظر بشکل کلى من الاعلى,کمشهد مقتل عمر استخدمت هذه الزاویة لتوضح الإحاطة الکاملة من قبل رجال أمن الدولة بعمر ثم للدلالة على نهایة عمر من جمیع الإتجاهات التى وزعت علیها هذه القوات من أعلى المبنى.
3-حرکات الکامیرا:
-جاءت حرکة الکامیرا Dolly In للدلالة على الإقتراب من الحدث وتکبیره لعین الرائى والتى من شأنها التقلیل فى حجم الکادر بالنسبة للقطة لأنها تخرج عناصر کثیرة من الکادروفقا لدرجة الإقتراب ,کاستخدام هذه الحرکة للإقتراب من جثمان عمر الملقى على الأرض.
-وجاءت حرکة الکامیرا Travelling للدلالة على تتبع العناصر المتحرکة فى الکادر, وتم التعبیر عنها عندما تتبع المخرج الطائرة وکأن عین عمر هى التى تسافر معها فى السماء,أو کتتبع سیارات أمن الدولة وهى فى قدومها لمحاصرة أهالى قریة عمر,کما استخدمت هذه الحرکة لتتبع عصمت وهى ترصد بکامیرتها الخاصة الضحایا الملقون على الأرض فى حادثة مقتل الوزیر.
-کما جاءت حرکة الکامیراDolly Out للدلالة على الإبتعاد من المنظور,وبالتالى تعمل على زیادة حجم اللقطة لتدخل بالکادر عناصر أخرى محیطة بالمنظور کاللقطة التى ظهر بهاعمر وهو یحتسى الشاى وبحرکة Dolly Out تتراجع الکامیرا للخلف حتى یظهر بالکادر صدیقه فتحى .
-جاءت حرکتى Pan Left وPan Right للدلالة على عرض وجوه الأشخاص وهم بصف واحد فاستخدمت هاتین الحرکتین فى عرض أهالى قریة عمر أثناء مرور الکامیرا فى اتجاهها للیمین والیسار حیث یأتى اللواء رشدى ویمر علیهم واحدا تلو الآخر , کما أن حرکةTilt Up استخدمت بنفس المشهد فعند قدوم اللواء رشدى وقف الجمع من الأهالى بعد وضعیة الجلوس على الأرض فى دلالة على رهبتهم من الشخص القادم إلیهم ,کما استخدمت هذه الحرکة حینما وقفت عصمت من المقعد الأمامى للسیارة وبابها مفتوح للدلالة على إنهاء مهمتها فى القضاء على عمر وقتله,کما استخدمها المخرج فى جریمة تفجیر الجناح الدولى من عملیة المعرض فى عرض عمود بجدار الجناح وقد لطخ بدماء الأبریاء من أسفل لأعلى.
- ان حرکة الکامیراTilt Down استخدمها المخرج فى أخر مشاهد الفیلم بلقطة سقوط أحد أفراد الأمن وقد أصابه عمر بطلق نارى فسقط من الأعلى للدلالة على موته وعدم صموده.
-وأخیرا حرکة الکامیرا ال Arc وهى حرکة القوس أو النصف دائریة التى رصدت عمر فى دخوله للغرفة حیث المفاجأة من عدم سفر عصمت على متن الطائرة.
4-الإضاءة:
- جاءت إضاءة النهار الخارجى واقترنت بالمقاومة من قبل رجال أمن الدولة للفعل الإرهابى کما تم تنفیذ هذا الفعل أیضا فى ضوء النهارمثل محاولة قتل الوزیر وتفجیر الطائرة, بینما إضاءة النهار الداخلى صاحبت عملیة تفجیر السفارة الأجنبیة من قبل جماعة عمر الإرهابیة لقتل السفیر هذا لأن السفیر لن یکون متواجدا أثناء اللیل فمن الطبیعى القیام بهذا الفعل القبیح فى ضوء النهار الداخلى لمکان عمله ,أما عن إضاءة اللیل الداخلى فقد رافقت هذه الإضاءة عصمت وهى ذاهبة إلى مخبأ عمر وکأن المخرج یعطى لنا دلالة قویة من خلال إضاءة اللیل الداخلى فعصمت تقوم بفعل یلزمه البعد عن أعین الناس وخاصة أنها مراقبة من رجال أمن الدولة , وجاءت إضاءة اللیل الخارجى کالتى تم رصد عصمت بها وهى فى دخولها لمخبأ عمر وفى خروجها منه لتذهب بعیدا عن هذا المکان بسیارتها بعد اکتشاف الحقیقة.
ثانیاً: الرموز الأیقونیة:
-بالنسبة للأزیاء تمثلت فى أزیاء رسمیة دالة على الجهات الأمنیة للدولة فى زى قوات الأمن کما نصت علیها اللوائح والقوانین باللون الأسود ودروع وخوذات رأس کمکملات للزى,وأزیاء غیر رسمیة للإرهابیین بالفیلم تلک الأزیاء مستمدة من فکرة الإرهاب تحت السبب المادى الذى لا یرجع لبعض الأفکار التى تتصل بالزى على خلاف بعضٍ من الأفلام الأخرى عینة الدراسة.
-الدیکور الرئیسى تمثل فى وکر الإرهابیین بالفیلم فى مبنى متهدم لا یحمل أیة معالم تدل علیه وهذا رمزاً دالاً على اللاهویة کحال جمیع الأفلام عینة الدراسة فهم یقومون بالفعل الإرهابى دون الکشف عن المصدر الرئیسى لهم ولا یجمعهم بهذا الفیلم إلا المادة والبحث عن المال من قبل جماعات مجهولة وفقاً للرؤیة السینمائیة بالفیلم.
-عبرت لغة جسد عمر فى المشاهد المختلفة للفیلم عن دلالة السیطرة فى قیادته لأعضاء جماعته الإرهابیة فهو الرئیس المنفذ للعملیات الإرهابیة بمصر وموزع المهام على العناصر الأخرى بالجماعة والآمر الناهى بالموضوعات المطروحة فیما بینهم,کمل الإشارة بیده فى إعطاء التعلیمات والنهى عن تنفیذ بعض الجرائم کتشدیده على درویش فى عدم تنفیذ عملیة المعرض.
-اللون المسیطر على الفیلم هو اللون الأحمر فى دلالة على إسالة دماء الأبریاء.
ثالثاً:الرموز الدرامیة:
وتظهر دلالات هذا النوع من الرموز فى تتر الفیلم الذى ینبأ المشاهد بمجریات الأحداث بالفیلم ویوضح نهایة عمر ومراحل الخداع التى ستمر بها عصمت وملاحقات رجال أمن الدولة للإرهابى عمر من خلال عرض صور ثابتة وأخرى متحرکة على الشاشة,ویظهر فى مشهد الذى قام عمر بضرب عصمت نتیجة لإیقاعه بالفخ وإحباط جریمته الإرهابیة ,فعند ردها على سؤاله "فین البطارخ" قالت فى "أید أمینة" ومن هنا وبدیهیا یعلم المشاهد أن البطارخ فى قبضة رجال أمن الدولة وأنهم فى طریقهم للقبض على عمر,کم جاء وجه أم عمر فى توجیهه للأسفل- عندما تعرضت للتهدید من قبل اللواء رشدى على مکان عمر- باعثا لمدلول درامى لمجریات الأحداث فتفهمنا هذه النظرة منها أنها ستخبر عن مکان ابنها المختبىء وهذا ما حدث بالفعل.
رابعاً:الرموز الأیدولوجیة:
فقد ربط المخرج بین الدم بفکرة الحمرة فى اللون الأحمر مشیراً للدماء وذلک من خلال تتر العمل أیضا والذى ظهر به اسم الفیلم مکتوبا باللون الأحمر على خلفیة سوداء وهذا یدل على إراقة دماء الأبریاء,والذى یبعث فى النفس الغموض والخوف من مجریات الأحداث,کما ربط المخرج بین فکرة المبنى المهجور المتهدم لوکر الجماعة بفکرة الإرهاب کرمز أیدولوجى دالا على أن الإرهاب لا هویة له تمثله عناصر مجهولة وضالة.
مراجع الدراسة
[1] المعیدة بقسم الإذاعة والتلفزیون کلیة الإعلام وتکنولوجیا الاتصال –جامعة جنوب الوادى
[iii] مخرج الفیلم الروائى التسجیلى "أبدا لم نکن أطفال" الفیلم الذى یتناول کافة المجالات السیاسیة والإقتصادیة والإجتماعیة خلال الثلاثة عشرة عاما الماضیة لمصر . لقاؤه التلفزیونى مع المذیعة "إنجى على "ضمن فعالیات مهرجان السینما الإفریقیة بالأقصر فی دورته الخامسة ,2016.
[iv]Monisa Qadri(2016)Films and Religion: An analysis of A amir Khan’s PK, Journal of Religion & Film,Volume 20 Issue 1,Islamic University of Science and Technology, Jammu and Kashmir, India.
[v]John Mtheo(2015) Cultural exegesis of film: The elements trilogy as a case study, Ph.D, Fuller Theological Seminary, School of Intercultural Studies, United States – California.
[vi]Hulya Onal(2014),Evolution of Religious Motives in Turkish Cinema, Article From Clichés to Mysticism, Department of Radio-Cinema & Television, Faculty of Communication, Canakkale Onsekiz Mart University, Terzioglu Campus, Canakkale Turkey
7Yiren Hao(2011). The Ever-changing Roles of Women in Society:A Content Analysis and Semiotic Analysis of some Contemporary Chinese Films.MA.S Thesis,UNIVERSITY of Ottawa,Department of Communication
[viii] دعاء أحمد البنا (2009) ,مفهوم معاجة الوطنیة فى الدراما السیاسیة فى التلفزیون المصرى , رسالة ماجستیر غیر منشورة,( جامعة القاهرة- کلیة الإعلام- قسم الإذاعة والتلفزیون)
[1] مخرج الفیلم الروائى التسجیلى "أبدا لم نکن أطفال" الفیلم الذى یتناول کافة المجالات السیاسیة والإقتصادیة والإجتماعیة خلال الثلاثة عشرة عاما الماضیة لمصر . لقاؤه التلفزیونى مع المذیعة "إنجى على "ضمن فعالیات مهرجان السینما الإفریقیة بالأقصر فی دورته الخامسة ,2016.
[1]Monisa Qadri(2016)Films and Religion: An analysis of A amir Khan’s PK, Journal of Religion & Film,Volume 20 Issue 1,Islamic University of Science and Technology, Jammu and Kashmir, India.
[1]John Mtheo(2015) Cultural exegesis of film: The elements trilogy as a case study, Ph.D, Fuller Theological Seminary, School of Intercultural Studies, United States – California.
[1]Hulya Onal(2014),Evolution of Religious Motives in Turkish Cinema, Article From Clichés to Mysticism, Department of Radio-Cinema & Television, Faculty of Communication, Canakkale Onsekiz Mart University, Terzioglu Campus, Canakkale Turkey
7Yiren Hao(2011). The Ever-changing Roles of Women in Society:A Content Analysis and Semiotic Analysis of some Contemporary Chinese Films.MA.S Thesis,UNIVERSITY of Ottawa,Department of Communication
[1] دعاء أحمد البنا (2009) ,مفهوم معاجة الوطنیة فى الدراما السیاسیة فى التلفزیون المصرى , رسالة ماجستیر غیر منشورة,( جامعة القاهرة- کلیة الإعلام- قسم الإذاعة والتلفزیون)