. (2018). العلاقات العامة في شرکة نفط الکويت :دراسة حالة. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 3(3), 320-339. doi: 10.21608/mktc.2018.114686
. "العلاقات العامة في شرکة نفط الکويت :دراسة حالة". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 3, 3, 2018, 320-339. doi: 10.21608/mktc.2018.114686
. (2018). 'العلاقات العامة في شرکة نفط الکويت :دراسة حالة', المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 3(3), pp. 320-339. doi: 10.21608/mktc.2018.114686
. العلاقات العامة في شرکة نفط الکويت :دراسة حالة. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 2018; 3(3): 320-339. doi: 10.21608/mktc.2018.114686
تؤدي العلاقات العامة دورًا محوريًا في عصرنا الحديث حيث لا تستطيع مؤسسة أو شرکة عامة أو وزارة في دولة الکويت أو في العالم بأسره أن تستغني عن دور العلاقات العامة في معاملاتها فهي الوجه الظاهر للشرکة أو المؤسسة أو الهيئة, وعن طريقها تستطيع الشرکة أو المؤسسة أو الهيئة تخليص جميع معاملاتها ولا نبالغ إذا قلنا أنَّ نجاح الشرکات أو الهيئات وخسارتها يتوقف في المقام الأول على العلاقات العامة والدور الذي تقوم به في مجال الإدارة ؛ وذلک لأن العلاقات العامة تعتبر جزءً من الخطة التسويقية لمؤسسة ما فهي تکمل وتعزز برامج الإعلان وحملات البريد المباشر ومواد الدعاية ومنشورات الشرکة بالإضافة إلى هوية المؤسسة بشکل عام . فقد أصبحت العلاقات العامة ضرورية في کافة المؤسسات والمنظمات والهيئات على اختلاف أنواعها ونشاطاتها، بحيث لا يمکن الاستغناء عنها في أي مؤسسة أو منظمة کانت، وهذا نظرًا لأهميتها الکبيرة في تحقيق أهداف المؤسسة، وتلعب العلاقات العامة دورًا هامًا في تحسين صورة المؤسسة وسمعتها أمام الرأي العام، وکذا تمتين العلاقة بينها وبين جمهورها الداخلي والخارجي على أساس الثقة والتفاهم والود من خلال الاتصال الدائم والمستمر معه لکسب تعاطفه وتأييده، مما يعزز القدرة التنافسية للمؤسسة ويُحقق نجاحها. فالعلاقات العامة من الوظائف الحيوية في المنظمة الحديثة، فهي تُسهل الاتصال بين المنظمة وجماهيرها وتُحقق الفهم المتبادل بين الطرفين ويرجع الکثير من المشاکل التي تواجهها المنظمة في تعاملها مع جماهيرها الداخلية والخارجية إلى الفشل في الاتصال بين المنظمة وجماهيرها ومن ثَم فشل الدور الذى تقوم به العلاقات العامة. کما تساهم العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية العامة للمنظمة أمام جمهورها وتعمل على زيادة الثقة فيها وفيما تقدمه من خدمات مما ينعکس بدوره على زيادة الطلب على خدماتها وزيادة الثقة فيما تقدمه من خدمات ودورها البارز في المجتمع .ويتناول الباحث هذا الموضوع من خلال ثلاثة مباحث.
نقاط رئيسية
· تطور دور ممارسی العلاقات العامة فی المنظمات المختلفة، حیث تطور إدراک ممارسی العلاقات العامة لطبیعة أدوارهم من کونهم موظفین یعملون فقط لخدمة أهداف منظماتهم، إلى کونهم شرکاء فی خدمة وتنمیة المجتمع الذى یعملون فیه.
· زیادة التنافس بین الشرکات فی المجتمع، ومن ثم سعت کل شرکة، عبر أجهزة العلاقات العامة بها، إلى إثبات أنها مواطن صالح فی المجتمع، یسعى دائمًا إلى دعم هذا المجتمع وتطویره باستمرار.
· تطور أسالیب ممارسة العلاقات العامة وثبوت نجاحها فی خدمة قضایا التنمیة فی المجتمعات المتقدمة، ومن ثم أصبحت الدول الطامحة للنمو تسعى هی الأخرى إلى توظیف مفاهیم وأسالیب ممارسة العلاقات العامة لخدمة قضایاها التنمویة.
· زیادة قوة وسائل الإعلام فی إحداث التغییر، حیث توظف العلاقات العامة التنمویة وسائل الإعلام على نطاق واسع فی خدمة أهداف وموضوعات التنمیة، کما یتم توجیه الرسائل إلى صانعی السیاسات policy makers انطلاقًا من قدرة وسائل الإعلام على التأثیر فیهم وإحداث التغییر الاجتماعی ودفع عجلة التنمیة .
· تزاید دور الدولة فی خلق رأی عام محابٍ لعملیة التنمیة، ومن ثم تزاید دور العلاقات العامة الحکومیة کأحد الأدوات المرکزیة التی یمکن أن توظفها الدولة فی خلق رأی عام یدعم خطة التنمیة القومیة ویساعد فی نشر قیم وثقافة التنمیة .
العولمة وتشابک المصالح الاقتصادیة على مستوى العالم، ومن ثم بدأت مفاهیم العلاقات العامة تظهر بقوة لمساعدة الدول ومنظمات الأعمال على التطویر والوجود على المستوى الدولی والنهوض الاقتصادی، حتى لا تتخلف عن رکب التنمیة التی وصلت إلیها دول ومنظمات العالم، مع ملاحظة أن العولمة أفرزت تکنولوجیا جدیدة وعامة فی النقل والصناعة والاتصالات، هذه التکنولوجیا تساعد فی عملیة التنمیة ولکن بشرط مراعاة ظروف المجتمع المحلی وثقافته ([1]).
(1) Friedman, T. L., (2002) "The Lexus and the Olive Tree", Understanding Globalization", New York: Anchor, p. 20.
بحث تم تلخیصة من رسالة مقدمة لنیل درجة الماجستیر فی الإعلام (علاقات عامة)
من کلیة الآداب جامعة جنوب الوادى بقنا
إعـداد :عبد العزیز ناصر سعد ناصر السهلی
تمهید:
تؤدی العلاقات العامة دورًا محوریًا فی عصرنا الحدیث حیث لا تستطیع مؤسسة أو شرکة عامة أو وزارة فی دولة الکویت أو فی العالم بأسره أن تستغنی عن دور العلاقات العامة فی معاملاتها فهی الوجه الظاهر للشرکة أو المؤسسة أو الهیئة, وعن طریقها تستطیع الشرکة أو المؤسسة أو الهیئة تخلیص جمیع معاملاتها ولا نبالغ إذا قلنا أنَّ نجاح الشرکات أو الهیئات وخسارتها یتوقف فی المقام الأول على العلاقات العامة والدور الذی تقوم به فی مجال الإدارة ؛ وذلک لأن العلاقات العامة تعتبر جزءً من الخطة التسویقیة لمؤسسة ما فهی تکمل وتعزز برامج الإعلان وحملات البرید المباشر ومواد الدعایة ومنشورات الشرکة بالإضافة إلى هویة المؤسسة بشکل عام .
فقد أصبحت العلاقات العامة ضروریة فی کافة المؤسسات والمنظمات والهیئات على اختلاف أنواعها ونشاطاتها، بحیث لا یمکن الاستغناء عنها فی أی مؤسسة أو منظمة کانت، وهذا نظرًا لأهمیتها الکبیرة فی تحقیق أهداف المؤسسة، وتلعب العلاقات العامة دورًا هامًا فی تحسین صورة المؤسسة وسمعتها أمام الرأی العام، وکذا تمتین العلاقة بینها وبین جمهورها الداخلی والخارجی على أساس الثقة والتفاهم والود من خلال الاتصال الدائم والمستمر معه لکسب تعاطفه وتأییده، مما یعزز القدرة التنافسیة للمؤسسة ویُحقق نجاحها.
فالعلاقات العامة من الوظائف الحیویة فی المنظمة الحدیثة، فهی تُسهل الاتصال بین المنظمة وجماهیرها وتُحقق الفهم المتبادل بین الطرفین ویرجع الکثیر من المشاکل التی تواجهها المنظمة فی تعاملها مع جماهیرها الداخلیة والخارجیة إلى الفشل فی الاتصال بین المنظمة وجماهیرها ومن ثَم فشل الدور الذى تقوم به العلاقات العامة.
کما تساهم العلاقات العامة فی تحسین الصورة الذهنیة العامة للمنظمة أمام جمهورها وتعمل على زیادة الثقة فیها وفیما تقدمه من خدمات مما ینعکس بدوره على زیادة الطلب على خدماتها وزیادة الثقة فیما تقدمه من خدمات ودورها البارز فی المجتمع .ویتناول الباحث هذا الموضوع من خلال ثلاثة مباحث.
المبحث الأول:
أهمیة العلاقات العامة فی المنظمات الحکومیة الکویتیة
أولا: مفهوم العلاقات العامة :
العلاقات العامة هی الصلات العامة الناتجة عن التفاهم والمخاطبة وإرسال الرسائل وتقبلها من جهات مختلفة , هذا الإرسال من جهة وهذا الاستقبال من جهة أخرى ومضمون الرسالة ومدى تقبل هذه الرسالة أو عدم تقبلها هو الذی یُشکل عملیة التخاطب والتواصل والتفاهم الذی تطمح إلیه العلاقات العامة والذی یُشکل الدینامیکیة التی تعمل الفئات الاجتماعیة والشرکات والمؤسسات العامة الحکومیة من خلالها .
یتضح التعریفات التى قدمت لمفهوم العلاقات العامة أن :
· العلاقات العامة تُـراعی الصالح العام بمعنى أنَّ نشاطات العلاقات العامة تعود بالفائدة على
المنظمة وعلى الجماهیر المتعاملة معها.
· العلاقات العامة تعتبر وظیفة إداریة ونشاط تمارسه کل منظمة([1]).
· العلاقات العامة عملیة اتصالیة دائمة ومستمرة بین طرفین هما المؤسسات وجماهیرها الداخلیة والخارجیة، وکل منهما یؤثر فی الآخر ویتأثر به([2]) .
· العلاقات العامة علم وفن، علم لأنهّا تستعین بالأسلوب العلمی فی أداء مهامها من تخطیطوتنظیم وتنسیق وغیره، وفن لأنهّا تعتمد على مهارات معینة لتتعامل مع الأفراد.
ارتباط مفهوم العلاقات العامة بقضایا التنمیة:
ارتبطت مفاهیم العلاقات العامة منذ عام 1980 بنشر المعلومات InformationDisseminating، ثم تطور هذا المفهوم لیتحول من مجرد نشر المعلومات إلى تبادل المعلومات بین المنظمة وجماهیرها InformationSharing، وفى هذه الفترة تعاظم اهتمام بحوث العلاقات العامة بالنظریة البنیویة الوظیفیة Structural Functional Theory، إلى أن أثبتت الممارسات التطبیقیة أهمیة العلاقات العامة فی مجال الإدارة ، والاتصال التنظیمی، والتخطیط الاستراتیجی, وفى الفترة الأخیرة برزت مفاهیم العلاقات العامة فی خدمة القضایا الاجتماعیة بشکل عام وقضایا التنمیة بشکل خاص ([3]).
ومن ثم تجاوز مفهوم العلاقات العامة تلک الوظیفة الإداریة التی تخدم الشرکات ومنظمات الأعمال فی علاقتها بجماهیرها المختلفة، وإنما أصبح المفهوم متعدد الأبعاد الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة وکذلک البیئیة. وهذا ما جعل العدید من الباحثین ینظر إلى العلاقات العامة کأحد فنون الاتصال التی یُـمکن لها أن تُسهم بدور فعال فی خدمة قضایا التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة بحکم أن قضایا التنمیة متشابکة ومتداخلة الأبعاد هی الأخرى.
وفى هذا السیاق أکد کل من Cheney&Christensen على ضرورة الاهتمام بمفاهیم العلاقات العامة التنمویة ، حیث لاحظ الباحثان أن العدید من نظریات العلاقات العامة والبحوث الإمبیریقیة تحیز لصالح الشرکات على حساب المجتمعات([4]).
وهذا ما أشار إلیه أیضًاPerrayaHanpongpondhفی دراسته عندما وجد أن النظریات والمداخل الحدیثة التی تعتمد على فکرة التکامل Modernist Integration Themes مثل الاتصالات التسویقیة المتکاملة IMC ، والعلاقات العامة التسویقیة MPR، والعلاقات العامة المتکاملة IPR، لم تهتم اهتماما کافیًا بالسیاقات الاجتماعیة والبیئیة والثقافیة التی تعمل فیها المنظمة، حیث عظَّمت من دور هذه الأدوات الاتصالیة فی خدمة الشرکات، ومن ثم ارتبطت دوافع تنفیذها بعوامل فردیة تجاریة أهملت الجوانب الأخلاقیة والروحیة والمجتمعیة للعلاقات العامة وغیرها من الأدوات ([5]).
ولذلکیؤکد قاموس Oxfordعلى أهمیة المجتمع فی تعریفالعلاقات العامة على أنها " ذلک الفن القائم على أسس علمیة لبحث أنسب الطرق للتعامل بین المؤسسة وجمهورها، وذلک بخلق
توازن بین أهدافها وقیم ومعاییر المجتمع والقوانین والأخلاق العامة " ([6]).
ومن ثم نلاحظ أن التعریف الذى قدمه قاموس Oxford یقر بأنه لکى تنجح أی مؤسسةفی التواصل الفعال مع جماهیرها النوعیة المختلفة ، یجب أن تحقق التوازن المطلوب بین أهدافها وقیم ومعاییر المجتمع ، لیس هذا فقط ولکن أیضًا مراعاة القوانین والاخلاق العامة ، وهکذا أشار تعریف قاموس Oxford إلى البعد المجتمعی والأخلاقی للعلاقات العامة .
وقد أثبتت العلاقات العامة نجاحها على مستوى المهنة فی منظمات الأعمال والشرکات المختلفة ، وکذلک على مستوى الأجهزة الحکومیة فی العدید من بلدان العالم، والآن شهد مفهوم العلاقات العامة تحولاً ملحوظاً لیتجه إلى تدعیم الأدوار الاجتماعیة، ومن ثم بدأ العدید من الباحثین فی الاهتمام بتطبیقات العلاقات العامة من قبل المنظمات غیر الربحیة التی تهدف إلى تنمیة المجتمع والنهوض به، ومن ثم تحول مفهوم العلاقات العامة وظهرت قیمتها الحقیقیة فی مجال جدید یُعرف بالعلاقات العامة من أجل التنمیةPublic Relations for Development (PRD)([7]).
وقد أثبتت العلاقات العامة فاعلیتها کمهنة ووظیفة، ومن ثم کان لتناول العلاقات العامة فی إطار المدخل الوظیفی أهمیة کبیرة على مستوى الممارسة الفعلیة، والآن تشهد العلاقات العامة مداخل جدیدة أکثر تطوراً تربطها بالمجتمع بشکل عام.
وفى الواقع فإن ظهور مفهوم " اتصالات التنمیة"Development Communication (DC) کان له دور کبیر فی تطور مفهوم العلاقات العامة واتجاهه إلى خدمة قضایا التنمیة ، وقد ارتبط ذلک بشکل عام بإدراک الممارسین والمهتمین بقضایا التنمیة بأن التنمیة الحقیقیة لا یمکن أن تقتصر فقط على نقل التکنولوجیا وتنمیة رأس المال، ولکن جوهر التنمیة الحقیقیة یکمن فی نقل وتبادل المعارف والأفکار والمهارات من خلال التعلیم والتدریب، بمعنى آخر الاهتمام بالعنصر البشرى بشکل کبیر وهنا یبرز دور الاتصال والعلاقات العامة ([8]).
ولکن فی نفس الوقت یؤکد العدید من الباحثین أمثال Servaes على أن عنصر الاتصال فی حد ذاته لا یعد کافیًا ، ومن ثم فإن "العلاقات العامة التنمویة " هی التی تعتمد على اتصالات ذی طابع اجتماعی وتهدف بالأساس إلى تحسین الظروف المعیشیة للمجتمع، بمعنى آخر لابد للعلاقات العامة التنمویة أن تقوم بالتخطیط لأنشطة اجتماعیة تهدف إلى تنمیة المجتمع فی کل القطاعات، ثم تأتى الاتصالات لتعبر عن هذه الأنشطة ([9]).
وتؤکد العلاقات العامة التنمویة على ضرورة إحداث تغییرات فی هیاکل وبنى المجتمع بالتوازی مع تغییر اتجاهات ومعتقدات وسلوکیات الأفراد، وتشیر الهیاکل هنا إلى شبکة المؤسسات العاملة فی الدولة بحیث لا تقدم امتیازات لسکان محددین وتهمش السکان الآخرین، کما یجب أن تسعى کل مؤسسة إلى الانخراط فی عملیة التنمیة ([10]).
وقد بدأت العلاقات العامة التنمویة تتجه إلى مفهوم الاتصال الذى یدعو إلى المشارکة فی التنمیة Participatory Communication Development، وهنا یبرز دور العلاقات العامة فی عملیات البحث وجمع المعلومات، والتخطیط، وتنفیذ البرامج الاتصالیة وکذلک تقییم دورها فی خدمة المجتمع، ومن ثم لا یمکن النظر إلى الجماهیر کمتلقین سلبیین، وإنما کشرکاء وفاعلین فی دفع عجلة التنمیة ([11]).
وقد لعبت العدید من العوامل دورًا واضحًا فی تطور مفهوم العلاقات العامة واتجاهه إلى قضایا مجتمعیة وتنمویة، ومن أبرز هذه العوامل ([12]):
· تطور دور ممارسی العلاقات العامة فی المنظمات المختلفة، حیث تطور إدراک ممارسی العلاقات العامة لطبیعة أدوارهم من کونهم موظفین یعملون فقط لخدمة أهداف منظماتهم، إلى کونهم شرکاء فی خدمة وتنمیة المجتمع الذى یعملون فیه.
· زیادة التنافس بین الشرکات فی المجتمع، ومن ثم سعت کل شرکة، عبر أجهزة العلاقات العامة بها، إلى إثبات أنها مواطن صالح فی المجتمع، یسعى دائمًا إلى دعم هذا المجتمع وتطویره باستمرار.
· تطور أسالیب ممارسة العلاقات العامة وثبوت نجاحها فی خدمة قضایا التنمیة فی المجتمعات المتقدمة، ومن ثم أصبحت الدول الطامحة للنمو تسعى هی الأخرى إلى توظیف مفاهیم وأسالیب ممارسة العلاقات العامة لخدمة قضایاها التنمویة.
· زیادة قوة وسائل الإعلام فی إحداث التغییر، حیث توظف العلاقات العامة التنمویة وسائل الإعلام على نطاق واسع فی خدمة أهداف وموضوعات التنمیة، کما یتم توجیه الرسائل إلى صانعی السیاسات policy makers انطلاقًا من قدرة وسائل الإعلام على التأثیر فیهم وإحداث التغییر الاجتماعی ودفع عجلة التنمیة .
· تزاید دور الدولة فی خلق رأی عام محابٍ لعملیة التنمیة، ومن ثم تزاید دور العلاقات العامة الحکومیة کأحد الأدوات المرکزیة التی یمکن أن توظفها الدولة فی خلق رأی عام یدعم خطة التنمیة القومیة ویساعد فی نشر قیم وثقافة التنمیة .
· العولمة وتشابک المصالح الاقتصادیة على مستوى العالم، ومن ثم بدأت مفاهیم العلاقات العامة تظهر بقوة لمساعدة الدول ومنظمات الأعمال على التطویر والوجود على المستوى الدولی والنهوض الاقتصادی، حتى لا تتخلف عن رکب التنمیة التی وصلت إلیها دول ومنظمات العالم، مع ملاحظة أن العولمة أفرزت تکنولوجیا جدیدة وعامة فی النقل والصناعة والاتصالات، هذه التکنولوجیا تساعد فی عملیة التنمیة ولکن بشرط مراعاة ظروف المجتمع المحلی وثقافته ([13]).
ثانیا: الأهمیة المهنیة للعلاقات العامة:
لا شکأنَّ الوعی بأهمیة العلاقات العامة یُــعد عنصرًا أساسیًا أو شرطًا أولیًا لتقدیر هذه الدور فی عمل المؤسسات والمنظمات, وبما أنَّ العصر الحدیث یتمیز بالتغیرات السریعة والأحداث المتلاحقة مما یجعل العلاقات العامة مهنة ضروریة, ولم یعد من الممکن أن تُـترک الأمور للصدفة فی ظل المواقف الاجتماعیة المعقدة التی تحتاج إلى دراسة مستمرة وبحث دقیق ([14]), ولا تقتصر ضرورة مهنة العلاقات العامة على المنظمات فحسب, بل تقترن هذه الضرورة بحیاة المجتمع بدءً بالفرد وانتهاءً بالدولة, وکلما زاد حجم الجماعة ازدادت مهام المهنة کمًا وتعقیدًا وازدادت أهمیتها فی حیاة المجتمع, وبعد الحرب العالمیة الثانیة ازدادت أهمیة العلاقات العامة بصورة ملحوظة فباتت تلعب دورًا کبیرًا فی المجتمعات العصریة, وکان للتقدم العلمی والتکنولوجی وتنوع وسائل الاتصال والإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلیفزیون, تأثیر کبیر فی زیادة أهمیة وفعالیة العلاقات العامة([15]) .
وتعرف العلاقات العامة فی إطارها المهنی بأنها: " تلک المهنة التی تعنی بتکوین سمعة المؤسسة من خلال الجهد المخطط الذی یسعى إلى بناء العلاقات المستمرة مع الجماهیر , وکسب تأییدها لأعمال المؤسسة , والتأثیر فی آراء وسلوکیات الجماهیر لتحقیق الفهم المشترک بین المؤسسة والجماهیر" ([16]) .
ولقد اتضحت الحاجة إلى برامج العلاقات العامة على أثر التغیر الکبیر الذی حدث فی المجتمعات الحدیثة , فقد تمیز المجتمع الحدیث بتغیرات واسعة فی شکله وتکوینه وطبیعته من النواحی السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة , ولعل أهم التغیرات التی طرأت علیه تبدو فیما یلی:
1) ازدیاد کبیر فی قوة ونفوذ الرأی العام وخاصة فی المجتمعات الدیمقراطیة .
2) کبر حجم المؤسسات الصناعیة والتجاریة وازدیاد التنافس بینهما .
3) ظهور قوى مختلفة تحاول کل منها جذب الرأی العام نحوها([17]).
کما تتضح أهمیة ممارسة العلاقات العامة فی إطارها المهنی السلیم من إدراک ضرورة لجوء المؤسسات المختلفة إلى استخدام استراتیجیات الإقناع فی التعامل مع الجمهور ؛ ذلک أنه غالبًا ما یتکون لدى جماهیر المؤسسة نوع من الشک فی أعمالها وسیاساتها , ومن هنا فقد أصبح الوجود السلیم للإدارة المسؤولة عن ممارسة مهام العلاقات العامة داخل التنظیم الإداری للمؤسسة وتطبیقها بالمفهوم المهنی الصحیح یُعدُّ أحد مؤشرات النجاح للمؤسسة ([18]) .
وترجع أهمیة العلاقات العامة إلى دورها الفعال فی مهمتها المتبادلة التی تتضمن شقین الأول: توصیل رسالة المنظمة إلى جماهیرها الداخلیة والخارجیة من خلال تبصیر الجماهیر بسیاسة الإدارة والعمل على إقناعهم بوجهة نظر المنظمة للحصول على رضا الجماهیر ومساندتها , والشق الثانی هو دراسة میول واتجاهات الرأی العام وتبصیر المنظمة بالمتطلبات والاحتیاجات التی تشبع رغبات وتلبی احتیاجات جماهیرها ([19]) .
ویمکن توضیح أهمیة العلاقات العامة للمجتمع والمؤسسات فی النواحی التالیة:-
1) دراسة سلوک الأفراد والجماعات للتعرف على اتجاهاتهم ورغباتهم والعوامل المؤثرة فی هذا السلوک .
2) توجیه سیاسات ونشاطات المنظمة بما ینسجم مع رغبات وتطلعات الجمهور الداخلی والجمهور الخارجی للمنظمة ([20]) .
3) تهیئة الرأی العام لتقبل أفکار وآراء جدیدة , وإیجاد جمهور یؤید ویساند هذه الهیئات والتنظیمـــات والمؤسســـات , بمــا یقوی اـلروابــط بین هــذه الهیئات والجماهیر , ویــوفر تعاونًا
بینها یساعد على تماسک المجتمع .
4) توضیح الاتجاهات الحقیقیة للجماهیر , وکذلک رغباتهم واحتیاجاتهم , مما یساعد المؤسسات على إحداث تعدیلات مناسبة فی سیاستها وخطط عملها , بما یتماشى مع رغبات الجماهیر ویحقق النفع لهم وللمؤسسات معًا .
5) تحقق برامج العلاقات العامة التکیف الإنسانی اللازم بین الأجهزة والمؤسسات وبین الجمــــاهیر , وهذا التکیـــف الإنسانی أصبـــح من ضـــــروریات مجتمعاتنا الحدیثة المعقدة , وبدونه لا یمکنها أن تصل إلى أهدافها المنشودة ([21]) .
وقد أصبح من الضروری لنجاح أی مؤسسة أن تکون لها صورة ذهنیة محابیةFavourableImageلدى الجماهیر , مما یوضح أهمیة مهنة العلاقات العامة التی تضطلع بتکوین هذه الصورة, ویرى الدکتور/ عجوة([22]) أنَّ الصورة الذهنیة هی: " الناتج النهائی للانطباعات الذاتیة التی تتکون عند الأفراد أو الجماعات إزاء شخص معین, أو نظام ما, او شعب أو جنس بعینه, أو منشأة أو مؤسسة محلیة أو دولیة, أو مهنة معینة, أو أی شیء آخر یمکن له تأثیر على حیاة الإنسان, وتتکون هذه الانطباعات من خلال التجارب المباشرة وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم وعقائدهم, وبغض النظر عن صحة المعلومات التی تتضمنها خلاصة هذه التجارب, فهی تمثل بالنسبة لأصحابها واقعًا صادقًا ینظرون من خلاله إلى ما حولهم ویفهمونه أو یقدرونه على أساسها " .
ومن هنا فإنَّ العلاقات العامة تبرز کنشاط مهم تحرص علیه المؤسسات التی تعنی بتکوین صورة مشرقة لها فی المجتمع, وبما أنَّ مهنة العلاقات العامة تسعى فی جوهرها إلى خلق الصورة الذهنیة الطیبة فی نفوس أفراد المجتمع, فإن رضا العاملین بهذه المهنة وسلوکهم فی المجتمع یؤثر تأثیرًا قریًا على إرساء الصورة الإیجابیة فی أذهان الجماهیر .
وإذا کانت الأهمیة المهنیة للعلاقات العامة تنبع من قدرة ممارسیها على بناء صورة المؤسسة التی ینتمون إلیها فی أذهان الجماهیر, فإنه من الأهمیة بمکان محاولة دراسة الصورة الذهنیة التی یکونها ممارس مهنة العلاقات العامة عن مهنته والتعرف على ملامح إدراکه لدوره المهنی ومدى علاقة هذه الصورة بمستوى أداء العاملین بالعلاقات العامة لمتطلباتهم المهنیة والتعرف کذلک على الخصائص الدیموغرافیة من جنس وعمر ومستوى تعلیمی وتدریبی لممارسی مهمة العلاقات العامة .
العلاقات العامة فی دولة الکویت:
ظهرت فی الکویتالحاجة إلى القیام ببعض وظائف العلاقات العامة فی القطاعین الحکومی والخاص منذ بدایة الخمسینیات من القرن الماضی , ویبدو أنَّ هذه الحاجة نشأت مع حرکة النمو الاقتصادی التی بدأت بسبب عوائد النفط, فقد کثرت المشاریع وجاء رجال الأعمال والتجار والعمال من شتى الأقطار, ومن هنا نشأت حاجات الإعلان عن المشاریع التی ترغب الدوائر الحکومیة القیام بها , ولم یکن من وسائل اتصال متطورة آنذاک , وکانت وسائل الإعلام أیضًا من بدایتها من تلیفزیون وصحف وإذاعة , مما دعا بعض الموظفین للاستعانة بالوسائل البسیطة للإعلان عن مشاریع الحکومة , ویُشیر الشهابی وآخرون إلى أنَّ رجال الأعمال کانوا یتوجهون بأنفسهم إلى الدوائر الحکومیة لیسألوها عن احتیاجاتها , وکانت بعض الدوائر والوزارات تُعلن عن تلک الاحتیاجات بواسطة إعلانات خطیة یتم تعلیقها على جدران الدوائر أو الوزارات, إلى أن صدرت جریدة رسمیة فی سبتمبر من العام 1954م لتتوالى نشر إعلانات دوائر الحکومة الکویتیة فیما یخص حاجاتها من اللوازم والخدمات وبعض قراراتها, لکن إعلانات الحکومة لم تکن کافیة, فما کانت من أسرة التحریر إلا أن ملأت الصفحات المتبقیة ببعض المقطوعات الأدبیة, کما أدخلت الجریدة فیما بعد أبوابًا أخرى فی صفحاتها, منها: (الکویت فی صحف العالم) وغیرها .
وکانت الجریدة توزع على نطاق محدود, خاصة لرجال الأعمال وشرکات المقاولات وهی أسبوعیة الصدور, وقد لاقت تطورًا وزیادة فی أعداد الصفحات تمشیًا مع زیادة المناقصات والقرارات الحکومیة, وإدخال أبواب جدیدة کأسماء الوفیات وفقدان البطاقات الشخصیة وجمیع ما یتعلق بالعلاقة بین أجهزة الدولة والمواطن([23]),وبهذه الخطوة یتبین أنَّ بعض الکویتیین بدؤوا یتنبهون لأهمیة وظائف العلاقات العامة بالنسبة لحاجات الدوائر الحکومیة, لذلک کان التفکیر فی إصدار الجریدة الرسمیة لتکون حلقة وصل مع الجمهور الخارجی, وخصوصًا رجال الأعمال والتجار الذین یوفرون لتلک الدوائر الکثیر من احتیاجاتها, وقد أصبحت هذه المهمة کما هو معروف من أهم وظائف العلاقات العامة نحو الجمهور الخارجی .
ظلت العلاقات العامة فی الکویت حتى أواخر السبعینیات من القرن العشرین الماضی دون الاهتمام المطلوب لا فی الإدارات الحکومیة ولا فی مستوى الدراسات, بل قد تعتمد على مبادرات بعض الموظفین أو بعض المثقفین والصحفیین, بدافع الحاجة المُلحة أکثر من دواعی التخطیط والتأهیل .
ومنذ أواخر الثمانینیات من القرن الماضی بدأت الحکومة الکویتیة تدخل دوائر العلاقات العامة إلى وزاراتها وهیئاتها, لکنها تأخرت فی الاعتراف بجمعیة ممارسی العلاقات العامة حتى العام 2006م, وهذا الاعتراف المتأخر یعنی أنَّ الحکومة بدأت تتفهم الأهمیة الکبیرة لهذه المهنة (موقع جمعیة العلاقات العامة الکویتیة , 2010), وقبل ذلک بدأت الحکومة الکویتیة باستحداث دوائر للعلاقات العامة فی أغلب وزاراتها ومؤسساتها .
وکان من مظاهر هذا الاهتمام أن تبوأ الشیخ خالد العبد الله الصباح الرئاسة الفخریة لجمعیة العلاقات العامة الکویتیة, وقد أشاد بجهود الجمعیة فی إعادة الحیاة لمهنة العلاقات العامة, لیُصبح عنصرًا فاعلًا فی المجتمع, وله دوره فی الکویت وفی المنطقة کلها (جریدة النهار الالکترونیة , 2012م) .
وقد عقدت جمعیة العلاقات العامة الکویتیة مؤتمرها الأول تحت شعار " دعم الکویت کمرکز مالی واقتصادی" فی الفترة من 12 – 13 إبریل 2012م, وأوضح رئیس جمعیة العلاقات العامة الکویتیة بدر عبد الله المدیرس أنَّ الجمعیة قامت بهدف خدمة المجتمع وتوعیة أفراده, وأنها سعت لإقامة هذا المؤتمر من منطلق مسؤولیتها کجمعیة نفع عام تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعیة والعمل, وینبغی أن یکون للجمعیة دور رئیسی فی المشارکة الفعالة لوضع التصورات والاحتیاجات التی تقع فی مجال تخصصها, وکان من بین توصیات المؤتمر ضرورة قیام المؤسسات والشرکات الکویتیة الکبرى بإصدار مدونات أخلاقیة تکون مرشدًا وموجهًا لقرارات المدیرین وسلوک العاملین فی العلاقات العامة فی مجال عمل هذه الشرکات ؛ بما یضمن الکفاءة والأخلاقیات ومصالح الأطراف المختلفة, هذا إلى جانب العمل المشترک مع جمعیات العلاقات العامة من أجل إصدار مدونات أخلاقیة لأخلاقیات الإعلام والعلاقات العامة (جمعیة العلاقات العامة الکویتیة , 2012) .
کذلک استضافت جمعیة العلاقات العامة الکویتیة الملتقى الخلیجی السادس لممارسی العلاقات العامة فی الفترة من 5/6 – 9/6/2012م وقدمت جمعیة العلاقات العامة الکویتیة فی الملتقى اقتراحًا بإنشاء اتحاد خلیجی لجمعیات العلاقات العامة یکون مقره الکویت, کذلک عُرِض فی المؤتمر إصدار میثاق شرف للعاملین فی مجال العلاقات العامة وأوراق بحثیة وورش عمل تهدف إلى تطویر عمل أجهزة العلاقات العامة فی دول مجلس التعاون الخلیجی سواء فی القطاع العام أم الخاص .(وکالة کونا , 2012م) .
یُذکر أن ممارس العلاقات العامة فی الکویت لا یشترط فیه أن یکون خریجًا أکادیمیًا بهذا التخصص أو تخصص الإعلام, بل إن ممارسی العلاقات العامة جاؤوا من مختلف التخصصات الأکادیمیة وبعضهم لم یکمل تعلیمه الجامعی فی أی مجال دراسی, وقد بینت دراسة میدانیة قام بها (حسین , 1996م) على عدد من الوزارات والمؤسسات والدوائر الحکومیة والشرکات وجمعیات تعاونیة ومؤسسات صحفیة ما یلی عن العلاقات العامة فی دولة الکویت.
1) إن 93.4% من الجهات التی أُجریت علیها الدراسة توجد بها أجهزة متفرغة للعلاقات العامة على الرغم من اختلاف المسمیات الوظیفیة لهذه الأجهزة , بینما 6.6% من تلک الجهات لا توجد بها أجهزة متفرغة لممارسة العلاقات العامة .
2) تستخدم الوزارات والشرکات والجمعیات وغیرها مسمیات عدیدة للعلاقات العامة هی: العلاقات العامة بنسبة 53.3% , العلاقات العامة والإعلام بنسبة 31.2% , مکتب الإعلام 2.5% , أما مسمیات العلاقات العامة والمتابعة , والعلاقات العامة والأمن والتوجیه المعنوی والعلاقات العامة , فقد استخدمت بنسب دون 2% من المسمیات الأخرى .
3) بخصوص المستوى الإداری لجهاز العلاقات العامة, فقد تبین أن 59% من إدارة العلاقات العامة ترتبط بالإدارة العلیا للمنشآت , مقابل حوالی 15% ذات ارتباط بمستوى إداری متوسط غیر ذات صلة بالعلاقات العامة , ثم إدارة تنفیذیة أو وسطى غیر ذات صلة بالعلاقات العامة بنسبة حوالی 15% أیضًا فی حین أن ما نسبته حوالی 5% کانت على ارتباط بالإدارة التنفیذیة أو الوسطى ذات الصلة بنشاط العلاقات العامة.
مسمیات العلاقات العامة فی الوزارات الحکومیة الکویتیة:
تعددت مسمیات دوائر وممارسی العلاقات العامة فی الوزارات الحکومیة , وقد قام (العلاطی , 2011م) باستقصاء هذه المسمیات وحصرها فکانت کما فی الجدول (1) التالی:
اسم الوزارة
مسمى العلاقات العامة فیها
وزارة المالیة
إدارة الضیافة المؤتمرات
وزارة الشؤون الاجتماعیة
إدارة العلاقات العامة
وزارة الصناعة والتجارة
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة العدل
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة التعلیم العالی
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة التربیة
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة النفط
إدارة الإعلام الدولی والعلاقات العامة
وزارة الأشغال
إدارة العلاقات العامة
وزارة الکهرباء والماء
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة الداخلیة
إدارة العلاقات العامة والتوجیه المعنوی
وزارة المواصلات
إدارة العلاقات العامة
اسم الوزارة
مسمى العلاقات العامة فیها
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة
إدارة العلاقات العامة
وزارة البلدیة
إدارة العلاقات العامة
وزارة الخارجیة
قسم الخدمة العامة
وزارة الإعلام
إدارة العلاقات العامة
وزارة الدفاع
إدارة التوجیه المعنوی والعلاقات العامة
وزارة الصحة
إدارة العلاقات العامة والإعلام
یلاحظ من الجدول أعلاه أن معظم الوزارات الکویتیة تستخدم مسمى العلاقات العامة باستثناء قلیل منها مثل وزارة المالیة التی اعتمدت مسمى " إدارة الضیافة المؤتمرات" ووزارة الخارجیة التی استخدمت "قسم الخدمة العامة", فیما أضافت وزارتا الداخلیة والدفاع فرعًا للتوجیه المعنوی لخصوصیة المهمات الملقاة على عاتق هاتین الوزارتین, أما الشرکات والمؤسسات الخاصة فإن معظمها یفضل مسمى العلاقات العامة, أو العلاقات العامة والاتصال, أو أحیانًا یستخدم مفهوم "الاستقبال" حینما لا تکون دائرة للعلاقات العامة ولا توجد لها حاجة, خصوصًا فی المؤسسات والشرکات الصغیرة, إذ یُستعاض عن ذلک ببعض الموظفین الذین یقومون بأدوار استقبال المراجعین والزبائن والضیوف, ویقومون بإرشادهم ومرافقتهم أو تقدیم بعض الخدمات لهم .
العنصر البشری فی مهنة العلاقات العامة:
تُعد القوى العاَملة باعتبارها رأس المال البشری من أهم الموارد التی یُـقاس بها تقدم المجتمعات على مختلف الأصعدة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة. فهی تعتبر الدعامة الرئیسیة فی تحقیق استراتیجیات التنمیة والتحدیث سواء من حیث بنیتها أو ترکیبها أو من حیث قدرتها ومؤهلاتها ومهاراتها([24]).
1) أهمیة العنصر البشری فی العلاقات العامة:
أثبتت التجارب أن نجاح الجهاز التنظیمی فی تحقیق أهداف المؤسسة یعتمد على الموارد البشریة المناسبة لشغل الوظائف المختلفة، وذلک باختیار العاملین الملائمین وتعیینهم فی الوظائف التی تناسب استعداداتهم وصفاتهم الشخصیة والقیام بتدریبهم لتحقیق تفهمهم للأعمال المسندة لیشعر العامل بالرضا النفسی عن العمل الذی یقوم به والذی ینعکس على کفاءته الإنتاجیة([25]).
ولقد اکتسب میدان القوة البشریة أهمیة کبیرة اشتقاقًا من أهمیة الدور الذی تلعبه هذه القوة فی المؤسسات، فالعنصر البشری فی أیة منظمة أیًا کانت أهدافها وأیًا کان مجال نشاطها هو الذی یحرک أداءها, وهو المحدد لفعالیة استخدام عناصر الإنتاج بها([26]).
ویتوقف نجاح التنظیم فی العلاقات العامة وفی أی عمل مؤسسی آخر على کفاءة العنصر البشری. ولاتوجد فائدة من إنشاء تنظیم على أسس وقواعد علمیة دون توافر الکادر البشری المؤهل للقیام بالواجبات التی یحددها التنظیم.کما ترتبط المهنة دائمًا بأشخاص یؤدونها، وبذلک فإنَّ نجاح المهنة ما هو إلا محصل لنجاح هؤلاء الأشخاص فی أداء مهامهم الوظیفیة، ذلک أنَّ جهاز العلاقات العامة لا یعد مجرد تجمع بشری غیر هادف ولکنه حشد لإمکانات بشریة ومادیة وفنیة من نوعیات خاصة ومنظمة بطریقة هادفة لتحقیق وظائف محددة, ویتطلب تطور مهنة العلاقات العامة وجود کوادر بشریة لدیها الاستعداد وتملک الخبرة والعلم اللازمین لممارسة أنشطة هذه المهنة علی أکمل وجه وبأعلى کفاءة ممکنة([27]).
ویتضح من هنا أهمیة العنایة بوظیفة العلاقات العامة وضرورة إعطائها الموقع المناسب فی الهیکل التنظیمی للمؤسسة وأهمیة إسناد هذه الوظیفة لأشخاص مؤهلین ومتخصصین فی تنفیذ أنشطتها وذلک لرفع مستوى أدائها.
ولما کانت النتیجة النهائیة للاختیار الدقیق للعاملین فی مهنة العلاقات العامة هی تحسین مستوى أداء العمل، وزیادة کفاءة الخدمات، ووضع الفرد المناسب فی مکانه المناسب الذی یتلاءم مع مؤهلاته وقدراته واستعداداته ومیوله، فینبغی على القائمین بالاختیار اتباع الأسلوب العلمی لتحقیق التوافق بین قدرات الأفراد المتقدمین للعمل وبین مستلزمات مهنة العلاقات العامة .
ویتوقف النجاح فی اختیار العاملین فی أجهزة العلاقات العامة على الفهم الواضح لما تتوقعه المؤسسة من هذه الأجهزة ومن العاملین فیها, ویمثل هذا التوقع الهدف الذی یجب أن یؤخذ بعین الاعتبار عند إعداد الخطط والبرامج الخاصة بإمدادأجهزة العلاقات العامة بالممارسین ذوی الکفاءة والمقدرة.
وعلی ذلک فإن التطبیق السلیم لمفاهیم العلاقات العامة یرتکز على وجود جهاز ذی خصائص ومواصفات معنیة تمکنه من أداء دوره, ویتوقف نجاح هذا الدور على مدى اقتناع الإدارة العلیا بأهمیة هذا الدور، وکذلک على إدراک المشتغلین بالعلاقات العامة لأهمیة دورهم([28]).
واستنادا إلى أن المجتمع الحدیث هو مجتمع المنظمات وأن أهم میزة للتنظیم هی أن یقوم على کفاءة العاملین به تطلعًا إلى أکبر قدر من الإنجاز وتحقیق أعلى مستویات الأداء، فإن دراسة العاملین فی مجال العلاقات العامة فی المؤسسات الکویتیة بأنماط ملکیتها المختلفة یُعد أمرًا فی غایة الأهمیة ذلک أن طبیعة الأفراد وممیزاتهم واتجاهاتهم تحدد طبیعة أداء المؤسسة، ومن هنا تتضح أهمیة دراسة الجوانب الخاصة بأداء ممارسی العلاقات العامة وتصوراتهم عن المهنة التی یعملون بها لما لذلک من تأثیر واضح على عمل المؤسسة ونجاحها.
2) متطلبات العمل فی مهنة العلاقات العامة:
تتنوع المعاییر والمتطلبات فی مهنة العلاقات العامة وتستعرضها هذا کما جاءت فی العدید من المراجع التی اطلع علیها الباحث, ومن ذلک أهمیة توافر سمات خاصة لدى ممارسی المهنة, حیث یتطلب أداء کل عمل من الأعمال استخدام بعض القدرات والاستعدادات الخاصة، ذلک أن الأفراد یختلفون فیما بینهم اختلافًا واضحًا فی السمات العضویة والذهنیة، وفی المیول والاتجاهات أیضًا([29]).
وتتعامل مهنة العلاقات العامة مع الحقائق وتخدم الجماهیر المتنوعة، ومن ثم فلیس کل إنسان قادر على أن یمارسها، بل یجب على من یعمل فی هذا المجال أن یقدر نتائج عمله ویعرف مدى تأثیر هذا العمل على عقول الأفراد.
وترتبط المتطلبات التی یجب توافرها فیمن یمارس العلاقات العامة بطبیعة المهام والوظائف التی یجب علیه القیام بها, ویعنی هذا وجود علاقة وثیقة بین قیم المهنة وطبیعة النشاط المنوط بها من ناحیة وبین السمات الشخصیة والمهارات العملیة والمؤهلات التعلیمیة التی تتوافر لدى ممارسیها من ناحیة أخرى, وتتمثل أهمیة الشروط الواجب توافرها فی المشتغلین بالعلاقات العامة فی أنها تضمن لهم نجاحًا وفعالیة فی أداء أعمالهم وتؤهلهم للارتقاء بمهنة العلاقات العامة ذاتها إلى مرحلة الاقتناع بها وبدورها المعاصر والبعد بها عن مخاطر التجاهل والنسیان([30]).
فممارس العلاقات العامة له موقع مؤثر فی الحیاة الاجتماعیة والرسمیة وعلیه بالحصانة واللیاقة والرصانة والجد فی أحادیثه وأعماله ویتجنب التفاخر والمباهاة وعلیه أن یتفاعل مع الناس على قدم المساواة مجاوزا للفوارق الثقافیة والاجتماعیة، وعلیه أن یتمیز بالتبصر والحرص والأمانة والنزاهة والسمعة الطیبة والهدوء والمرونة وغیرها من السمات الذاتیة([31]).
ویشیر بات جاکسون Pat Jackson الرئیس الأسبق لجمعیة العلاقات العامة الأمریکیة إلی أن ممارس العلاقات العامة یحتاج إلى أن یکون باحثًا ومخططًا استراتیجیًا ومستشارًا وقائمًا بالاتصال ومبدعًا وقادرًا على حل مشکلات العمل. وذلک حتى یُمکنه أداء مهنته بطرق سلیمة وحتى یمکنه أیضًا تحسین صورة المهنة فی المجتمع([32]), کما یتوقف نجاح ممارس العلاقات العامة فی أداء مهنته على مدى ما یتوافر لدیه من قدرات اتصالیة إلى جانب مستواه الفکری والثقافی وحسه الإعلامی بالإضافة إلى وضعه الاجتماعی وسماته ومدرکاته وصورته الذهنیة عن مهنته وعن مستقبله ومرکزه فی النظام الاجتماعی الذی تحققه له هذه المهنة، ذلک أن کل هذه العوامل تؤثر فی السلوک المهنی لممارس العلاقات العامة([33]).
3) دور ممارسی العلاقات العامة فی خدمة قضایا التنمیة:
فی الواقع ترتبط قوة ممارسی العلاقات العامة ودورهم فیأی منظمة أو مجتمع بطبیعة إدراکهم للأدوار التی یمکن أن یقوموا بأدائها داخل المنظمة أو المجتمع, وقد نال هذا الموضوع " صورة ممارسی العلاقات العامة لدى ذواتهم وتأثیرها على طبیعة أدوارهم " اهتمام العدید من الباحثین منذ عام 1987، عندما قام Judd بإجراء دراسته الرائدة التی حاولت التعرف على الصورة التی یرى بها ممارسو العلاقات العامة أنفسهم وتأثیرها على مستوى أدائهم، وقد توصل الباحث إلى أنه کلما کانت الصورة إیجابیة کانت الأدوار أکثر فاعلیة ([34]).
وقد أکد Dozierأن دراسة الأدوار التی یقوم بها العاملون فی أجهزة العلاقات العامة تُعد من الأمور المهمة والضروریة لفهم طبیعة الوظائف التی تقوم بها العلاقات العامة لخدمة المنظمات وکذلک المجتمع الذى تعمل فیه ([35]).
وفى نفس الإطار أکد Plowmanعلى أن استقرار أوضاع ممارسی العلاقات العامة وتقدیر الإدارة العلیا لهم ینعکس بالإیجاب على أدائهم لأدوارهم، کما یدعم مفاهیم خدمة المنظمة والمجتمع لدیهم، الأمر الذى من شأنه أن یدعم مفاهیم المواطنة المجتمعیة لدیهم بشکل کبیر([36]).
کما توصل کل من Dozier & Lauzenإلى أن ممارسی العلاقات العامة یتفاعلون مع البیئة التی یعملون فیها ویتأثرون بالعدید من المتغیرات الخارجیة، وقد توصل الباحثان إلى أن التحدیات البیئیة والمجتمعیة التی تواجه المنظمات فی عالم الیوم تؤثر بشدة على طبیعة الأدوار التی یقوم بها ممارسو العلاقات العامة لتتحول إلى أدوار خدمیة تهدف إلى تقدیم ید العون للمجتمع والتعرف على مشاکله والمشارکة فی تنمیته على المستوى الاقتصادیوالاجتماعیوالبیئی أیضًا([37]).
کما اعتمد العدید من الباحثین على نظریة النظم System Theoryفی إثبات التفاعل المستمر بین المنظمات والعاملین فی العلاقات العامة من جهة، والبیئة أو المجتمع الذى تعمل فیه هذه المنظمات من جهة أخرى، ومن ثم یقوم ممارسو العلاقات العامة بجهود کبیرة فی حمایة البیئة وخدمة قضایا التعلیم والصحة والاقتصاد إیمانًا منهم بأنهم یعملون فی محیط اجتماعی له مکوناته ومدخـــلاته التی تؤثر على طبیعــة أعمـــالهم وأدوارهم، ولا یمکـن بأی حـــال من الأحـــوال تجاهل قضایا المجتمع ([38]).
وقد أکد کل من Liu & Horsley على أنَّ العاملین فی أجهزة العلاقات العامة فی أجهزة الدولة وأجهزتها المختلفة فی حاجة إلى التدریب المستمر على مفاهیم الإدارة الاستراتیجیة والتعامل مع الجماهیر النوعیة ووسائل الإعلام، وذلک لفهم طبیعة القضایا المجتمعیة ودور الحکومات فی تقدیم الحلول لها ([39]).
ویتوافق ذلک مع ما أقرته لجنة الشؤون المالیة والاقتصادیة بخصوص الخطة الإنمائیة الخمسیة لدولة الکویت 2009/2014 والتی أکدت على "ضرورة الانتقال من التنمیة بالنفط إلى التنمیة بالبشر، ومن ثم الاهتمام بالإنسان الکویتی وتقدیم الرعایة له فی کافة المجالات باعتباره غایة التنمیة وهدفها ولیس مجرد وسیلة "([40]).
ولذلک یمکن تحفیز العاملین فی أجهزة العلاقات العامة فی الدولة، وربطهم بخطة التنمیة القومیة من خلال مراعاة ما یلى:
· التعاون بین الأجهزة الحکومیة والقطاعات المسؤولة عن خطة التنمیة القومیة والعاملین فی أجهزة العلاقات العامة عبر دورات تدریبیة وحلقات نقاشیة مستمرة تشرح لممارسی العلاقات العامة أهداف خطة التنمیة القومیة ودورهم فیها بشکل مفصل .
· تهیئة ظروف العمل لممارسی العلاقات العامة بحیث تکون ساعات العمل مناسبة، تصمیم مکان مناسب للعمل یشجع على الابتکار.
· ضمان موارد مالیة لتنفیذ أنشطة العلاقات العامة وخططها الاتصالیة، وفى نفس الوقت تأمین دخل مناسب لممارسی العلاقات العامة یجعلهم یشعرون بالأمان الوظیفی ویدفعهم إلى بذل مزید من الجهد فی العمل .
· وضع الخطط التفصیلیة لدور ومهام العلاقات العامة فی کل إدارة لشرح أهداف خطة التنمیة القومیة، وذلک لأن إنجاز المهام التفصیلیة من أهم عوامل التحفیز، فبلوغ الأهداف وتنفیذها من العوامل الأساسیة فی نجاح مهام العلاقات العامة وتحفیز ممارسیها .
· الاعتراف والتقدیر وتقدیم الشکر والمکافآتلممارسی العلاقات العامة المتمیزین الذین یقدمون حلولاً مبتکرة وجهودًا مستمرة تدعم خطة التنمیة القومیة فی کافة القطاعات الصحیة والتعلیمیة والبیئیة وکذلک التنمیة البشریة.
· الاهتمام الوظیفی، وذلک من خلال رعایة الدولة لأنشطة العلاقات العامة، ودعم الأحداث الخاصة والفعالیات التی تقوم العلاقات العامة بتنفیذها حتى تسهم جهودها فی خلق رأی عام محابٍ للتغییر ومدعم لقضایا التنمیة .
· المسؤولیة، ودعم مدیری العلاقات العامة فی الأجهزة العمومیة وإعطاؤهم صلاحیات تجعلهم یقومون بتنفیذ أنشطة متعددة تسهم فی تدعیم ونشر ثقافة التنمیة لدى المواطنین .
· تعزیز المناقشات المستمرة بین المسؤولین التنفیذیین والعاملین فی أجهزة العلاقات العامة حول أفضل الأفکار والخطط التی یمکن من خلالها دعم خطة التنمیة القومیة وتفعیل الشراکة بین القطاع العام والخاص فی تنفیذ المشروعات التنمویة .
· الاعتراف بالتفوق فی العمل من خلال تقدیم المکافآت لیست فقط المادیة ولکن أیضا المعنویة التی تثنی على جهود المتمیزین من خلال تکریمهم ونشر جهودهم على مستوى الإدارات والقطاعات الأخرى لیکونوا نموذجًا یُحتذى به، مع عرض أعمالهم المتمیزة.
· التحفیز من خلال التغییر، بمعنى آخر حث العاملین فی أجهزة العلاقات العامة على تغییر نظرتهم لما یقومون به خاصة فی شرکات القطاع الخاص، من خلال إعلامهم بالوضع التنموی الراهن وحفز هممهم على تقدیم برامج مسؤولیة اجتماعیة تدعم المجتمع الذى یعملون فیه سیاسیًا واقتصادیًاواجتماعیًا .
وإذا نجحت الدولة فی تحفیز وتدریب العاملین فی أجهزة العلاقات العامة وربطهم بقضایا وخطط التنمیة القومیة، لا شک أن ذلک سیکون له مردود طیب على مستوى أدائهم وأنشطتهم الداعمة للمجتمع, وحینئذ یکون للعلاقات العامة دور محوریفی تحفیز الطاقات الکامنة لدى العمال والمواطنین بشکل کبیر ([41]).
ویبرز دور ممارسی العلاقات العامة فی القطاع المصرفی ، فقد وجد کل من Petersen &Martinفی دراستهما الاستکشافیة التی تم تطبیقها على کبار المدیرین التنفیذیین ، للتعرف على نظرتهم لمهام للعلاقات العامة فی البنوک الحکومیة، أن العلاقات العامة یمکنها القیام بالعدید من المهام المتعلقة بإدارة العلاقة مع المستثمرین، وتدعیم صورة وسمعة البنوک لدیهم ، ومن ثم حثهم على مزید من الاستثماراتالتی تخدم البلاد ([42]).
المبحث الثانی:
وظائف وأهداف العلاقات العامة فی المنظمات الحکومیة:
نظرًا للطبیعة السکانیة فی دولة الکویت والتی تتکون من "مواطنین ومقیمین " فإن ذلک یساهم فی صعوبة عملیة التفاهم وبث الثقة بین المؤسسات الحکومیة والشرکات العامة ونسیج المجتمع الکویتی مما یلقی بعبء کبیر على هذه الشرکات ویجعلها فی حالة دائمة من الجهد المتواصل من أجل تحقیق الثقة المتواصلة بینها وبین جماهیرها ذو النسیج المختلف ویجعلها فی اهتمام دائم بالدور الذی تقوم به إدارة العلاقات العامة بها.
وتهتم حکومة الکویت بکل وزاراتها وهیئاتها ومؤسساتها بالعلاقات العامة باعتبارها وظیفة الإدارة المستمرة والمخططة والتی تسعى لکسب تفاهم وتعاطف وتأیید جماهیر المجتمع الکویتی, فلا توجد وزارة أو هیئة أو دیوان أو مؤسسة أو شرکة عامة أو حکومیة إلا ویوجد بها جهاز للعلاقات العامة لا یقل دوره فی الأهمیة عن وظائف الإنتاج أو التمویل أو الخدمات أو التسویق أو إدارة الأفراد أو غیرها من الوظائف الهامة والأساسیة للمشروعات والمؤسسات وتمثل العلاقات العامة جانبًا هامًا من جوانب الإدارةفی المنظمات الحکومیة خاصة, وتمارس الحکومة أعباء ضخمة وعلیها مسئولیات عدیدة تجاه أفراد المجتمع الکویتی ومن هنا کانت أهمیة العلاقات العامة بین المنظمات الحکومیة واکتسابها الصفة الإنسانیة والأخلاقیة بین المنظمات الحکومیة وبین أبناء المجتمع وبما یکفل دعم ثقة الجمهور فیها عن طریق اطلاعه على الحقائق والمعلومات عن أهداف المنظمة وسیاساتها وبرامجها وخططها وانجازاتها وإقناع الجماهیر بأهمیة الجهود التی تبذلها المنظمات الحکومیة على اختلافها لخدمة المواطنین والمقیمین ([43]).
والحقیقة أن الجماهیر فی المجتمع الکویتی المخاطب من قبل الشرکات والمؤسسات الحکومیة تختلف فی نسیجها الاجتماعی بین مواطنین ومقیمین وهذا بدوره یصعب على المؤسسات الحکومیة والشرکات العامة التعامل مع هذه الأنسجة لاختلاف الطبیعة المزاجیة واختلاف ما یهم الرأی العام بها وهذا بدوره یلقى بمزید من العبء فی عملیة التواصل مع الجماهیر على هذه الشرکات والمؤسسات العامة, ودور العاملین فی هذا المجال وإعلام الجمهور بالمشکلات التی تواجهها فی أداء دورها ورسالتها وشرح ما یصدر عنها من قوانین وقرارات وزیادة وعى المتعاملین معها من خلال توضیح وتبسیط المعلومات وبما یُساعد الجماهیر على فهم إدراک السیاسات والتصرفات التی تقوم بها المنظمات والهیئات الحکومیة وهکذا أصبحت العلاقات العامة من الوظائف الحیویة فی المؤسسات الحکومیة فی الکویت لتؤدی دورها الهام فی مجال تسهیل الاتصال بین المؤسسات الحکومیة وجماهیرها الداخلیة والخارجیة ولتحقیق مهمتها الکبرى فی التوفیق بین عناصر المجتمع الکویتی بکل فئاته ومؤسساته والتنسیق بین مصالحه المختلفة([44]) .
ویذهب الخبراء إلى ترکیز الأنشطة والأعمال اللازمة لتحقیق الأهداف المخططة للعلاقات العامة فی الجوانب الإعلامیة والاتصالیة باعتبارها النشاط الرئیسی للعلاقات العامة وذلک على النحو التالی:-
· القیام بدور المرکز الإعلامی الرئیسی للمنشأة وقناة الاتصال الرسمیة بین المنشأة وجماهیرها.
· تزوید الجمهور والرأی العام - من خلال الوسائل الإعلامیة المناسبة بالحقائق والآراء ذات الدلالة والتفسیرات التی تجعل الرأی العام على درایة ومعرفة بسیاسات المنشأة وتصرفاتها.
· التنسیق بین الأنشطة التی تؤثر فی علاقة المنشأة بالجماهیر العامة أو الخاصة.
· جمع المعلومات عن مدى التغیر فی الاتجاهات لدى فئات الجماهیر ذات الصلة الوثیقة بالمنشأة وتحلیلها.
· تخطیط وإدارة البرامج الإعلامیة التی تصمم لتحقیق الأهداف الإعلامیة للمنشأة تحقیقا فعالا([45]).
ومما سبق یتضح أن وظائف العلاقات العامة فی المؤسسات الحکومیة هی أعم وأشمل کما أن المهام الملقاة على عاتقإدارة العلاقات العامة فی المؤسسات الحکومیة تمثل عبئا کبیرًا، وذلک لزیادة تنوع جمهور المجتمع المخاطب ومن ثم تعدد أنواع الرأی العام الذی تحاول العلاقات العامة التعامل معه والتأثیر علیه وکسب ثقته.
فی حین أن الرأی العام للشرکات العادیة یعد محدودًا بطبیعته ومن ثم فإن أهدافه ومتطلباته تکون محدودة أیضًا بینما متطلبات الجمهور والرأی العام المخاطب من قبل المؤسسات الحکومیة أوسع مما یرهق العلاقات العامة التابعة لهذه المؤسسات العامة ویلقی علیهم الکثیر من الواجبات مما یتطلب بذل مزیدًا من الجهد والوقت وهذا ما یقلل من قدرة العلاقات العامة فی المؤسسات العامة الحکومیة على تحقیق کامل أهدافها مثل العلاقات العامة فی المؤسسات والمنشآت الخاصة التی لا تتمتع بصفة العمومیة.
واستقراء الواقع الفعلی للعلاقات العامة وطبیعة الممارسات الحالیة لأنشطتها، وما یعترض هذا الواقع من مشکلات تحول دون استخدامها للمعلومات کما یدل على ذلک المفهوم العلمی الذى سبق أن أشرنا إلیه یعد المدخل الرئیسی لتعرف الدور المفقود للمعلومات فی هذا المجال الذى یحتاج إلى طفرة کبیرة حتى یواکب فی عمله مقتضیات العصر، ویحقق أهدافه فی الاتصال بالجمهور اتصالًا حقیقیًا مبنى على معرفة الجمهور معرفة صحیحة، وعلى اختیار الوسیلة والوقت المناسبین لإیصال الرسالة التی یریدها عن المؤسسة التی یتبعها([46]).
فنتائج البحوث والدراسات التی أجریت حول أوضاع العلاقات العامة فی المنطقة العربیة عمومًا والخلیجیة خصوصًا تُـشیر إلى مجموعة من الحقائق یُجملها الباحثون فیما یلى:
1) تبتعد الأهداف الموضوعیة للعلاقات العامة فی المؤسسات الحکومیة عن الأهداف الحقیقیة التی تبنى على أساس علمی یجعل من العلاقات العامة منتجا للمعلومات ومستهلکا لها فی نطاق عملیتی الإعلام والاتصال.
2) لا تأخذ العلاقات العامة وضعها الطبیعی کجهاز إشرافی مستقل فی الهیکل التنظیمی للمؤسسة التی تتبعها، وإنما توضع فی نطاق وحدات تنظیمیة کالشئون المالیة والإداریة.
3) العلاقات التنظیمیة بین العلاقات العامة والمؤسسة التی تتبعها علاقة غیر واضحة، وقد ترتب على عدم وضوح العلاقات التنظیمیة عدم تحدید للأنشطة التی تمارسها العلاقات العامة والتی تنحصر أحیانا فی تنظیم اللقاءات والزیارات وإقامة المعارض والحفلات واستقبال وتودیع الوفود وترتیب السفر للمغادرین من کبار موظفین المؤسسة([47]).
ویرى (Fraser P. Seitel) أن الجمیع یمارسون نشاط العلاقات العامة یومیًا بطریقة أو بأخرى، وبالنسبة إلى المنشأة فإن کل محادثة تلفونیة وکل رسالة مکتوبة وکل مقابلة شخصیة تعتبر ممارسة لعملیة العلاقات العامة.
فالعلاقات العامة هی حلقة الوصل بین المنشأة وبیئتها الخارجیة ولن تستطیع المنشأة القیام بأداء مهامها وأعمالها وبالتالی تحقیق أهدافها إلا إذا کانت هنالک ثقة متبادلة وتفاهم مشترک بینها وبین جماهیرها فکل منشأة تتأثر بالبیئة الخارجیة وتؤثر بها إذ أنها تعیش ضمن نظام مفتوح وفى القرون الماضیة کانت المنظمات صغیرة وتعمل بعدد قلیل من الموظفین ولها أعداد محدودة من العملاء والموردین وقد کان بإمکان صاحب العمل والذى هو غالبا المدیر العام للمنظمة أن یقوم بالاتصال المباشر مع کافة موظفیه أو عملائه أو موردیه([48]).
ویرى الباحث أن أی منظمة أو مؤسسة تهتم بالرأی العام تسعى إلى إیجاد نوع من الثقة بینها وبین الجمهور المتعامل معها، وإیجاد هذه الثقة تُـعد مسئولیة العلاقات العامة فی الأساس وهذه الثقة یمکن تحقیقها من خلال استخدام العلاقات العامة لوسائل التأثیر الإعلامیة ووسائل الإقناع والوسائل العملیة ونقصد بالوسائل العملیة هنا العمل على جودة المنتج المقدم من جانب المؤسسة أو المنشأة حتى تکون إدارة العلاقات العامة قادرة على إرسال رسالتها لأنه إذا کان المنتج من الناحیة العملیة غیر جید فإن قدرة العلاقات العامة على تحقیق الثقة سوف تکون صعبة إن لم تکن مستحیلة.
ویتحقق بناء الثقة الجماهیریة عن طریق السیاسات الجیدة التی تضعها الإدارة العلیا فی المنظمة والتی تحکم کافة التصرفات وفى ضوئها تدار مختلف الأعمال کما یتحقق الفهم المتبادل بین الجمهور والمنظمة عن طریق إمداد الجمهور بکافة الحقائق والبیانات الصحیحة والصادقة التی هو فی حاجة إلیها وذلک على وجه السرعة وبمقدار کافٍ, هذا إلى جانب العمل المستمر على شرح وتفسیر الحقائق والمعلومات والأفکار للجماهیر حتى یمکن اکتساب ثقتها وتأییدها وتقدیرها لأهداف المنظمة وأنشطتها وتحقیق نوع من التکیف الاجتماعی بین الطرفین.
وتمتد السیاسات لتشمل کافة القواعد التی تحکم التصرفات فی مختلف المجالات سواء کان ذلک فی منظمة صناعیة أو تجاریة أو منظمة حکومیة أو اجتماعیة أو نقابة عمالیة أو غیرها من المنظمات أیًّـا کان حجمها حیث تسعى کل منها إلى دعم علاقاتها مع الجمهور الذى یتصل بها ویخدمها.
کذلک یتحقق بناء الثقة الجماهیریة من خلال السلوک الرشید ویمتد هذا السلوک لیشمل سلوک وأداء المنظمة وکذلک سلوک وأداء کل فرد بالمنظمة من أکبر مستوى وظیفی إلى أدنى مستوى وظیفی بها,وهو السلوک الذى یعطى صورة حسنة وسمعة طیبة للمنظمة ، فالعلاقات العامة لیست مجرد عمل تخصصی تقوم به فئة متخصصة فی العلاقات العامة ولکنها وظیفة من وظائف الإدارة وبمعنى آخر فهی جانب حیوی من جوانب الإدارة یقوم على أساس من وضع الخطط والسیاسات الجیدة, وهو عمل تقوم به الإدارة والتنفیذ السلیم لهذه الخطط والسیاسات بما یتفق مع مصالح الجماهیر المتصلة بالمنظمة وهو اختصاص أفراد القوى العاملة بالمنظمة([49]).
ومعنى ذلک أن السیاسات الجیدة فی حد ذاتها لا تعنى شیئا إن لم یصاحبها تنفیذ سلیم لهذه السیاسات فعندما تعلن منظمة تجاریة عن أن سیاستها هی خدمة العمیل وإرضائه وحسن معاملته وتقدیم السلعة إلیه بأرخص الأسعار ثم لا یقوم رجال البیع بالمنظمة بتقدیم خدمات للعمیل الذى یلمس سوء معاملتهم له کما یلمس استغلال المنظمة فهنا تکون السیاسات مجرد شعارات کاذبة تهدف إلى ترویج المبیعات ولکنها لا تتأید بسلوک صادق أمین یتمشى مع سیاسة المنظمة المعلنة ومن ثم لا توجد فی هذه الحالة علاقات عامة جیدة بالمنظمة لأن العلاقات العامة الجیدة هی تلک التی تعتبر وسیلة المنظمة وطریقها للحیاة وتعتمد علیها سمعتها ونجاح أعمالها کما أنها تقوم على الفضائل الأخلاقیة والقیم السویة([50]) .
وهنا نؤکد على أن السیاسات الحقیقة للهیئة أو المنظمة هی الأساس الذى تبنى علیه لیس ثقة الجمهور فحسب بل عمل المؤسسة بصفة عامة لأن عدم إقبال الجمهور على المؤسسة فی حالة ضعف الثقة وفشل أداء العلاقات العامة معناه العام وجود فشل عام فی أداء المؤسسة، کما أن عدم تطبیق بعض المنظمات الحکومیةالتطبیق الصحیح لسیاستها المعلنة للجمهور له آثار سلبیة وعکسیة على أداء المنظمة .
وفى غالب الأحیان یتمثل عمل المنظمات الحکومیة فی تقدیم خدمات غیر ربحیة للجمهور وتهدف إلى تحقیق المصلحة العامة، ولذلک فإنها قلیلة الاهتمام بتطویر علاقاتها بجماهیرها الداخلیة والخارجیة مما یقلل من کفاءة العمل به، وعلى ذلک یجب تطویر وتنمیة إدارة العلاقات العامة بما یحقق کفاءة عالیة فی تقدیم الخدمات ویحقق استجابة کبیرة بالنسبة للجمهور المتلقی, کما یجب أن یکون هناک حافز لإدارة العلاقات العامة هذا الحافز قد یکون مادیًا أو معنویًا یُـسهم فی الاهتمام بالجمهور المتلقی للخدمات([51]).
ویرى الباحث أن الشخصیة الأخلاقیة للمؤسسة والتی یجب على إدارة العلاقات العامة إبرازها هی من أهم وظائف العلاقات العامة فی القطاع الحکومی, وذلک لأن إبراز الشخصیة الأخلاقیة المتمثلة فی الصدق والأمانة والجودة فی المنتج وضمانه لفترة معینة "الکفالة" وضمان صیانة المنتج إذا کان بحاجة إلى صیانة فی المستقبل تُـعد من أهم دعامات بث الثقة بین الجمهور وبین المؤسسة ومن ثم ضمان الاستمراریة والتواصل فی التعامل وضمان وجود حالة ذهنیة إیجابیة لدى الجمهور المتلقی لرسالة العلاقات العامة.
وهذا ما دعا العدید من المنظمات الحکومیة والخاصة إلى وضع ما یسمى بالدستور الأخلاقی الذى یفرض على المؤسسة الالتزام به والسیر علیه ومن أمثلة هذه الدساتیر الأخلاقیة التی تم وضعها من قبل جمعیة العلاقات العامة الأمریکیة (Relations Society of America) والذی یُعد من أهم الدساتیر الأخلاقیة فی العالم([52]) .
وفى عام 1965م وضع الاتحاد الدولی للعلاقات العامة فی أثینا بالیونان دستورًا دولیًا لآداب العلاقات العامة وأشار إلى أن هذه الآداب تعد بمثابة میثاق أخلاقی للعلاقات العامة وأن أی انتهاک لهذا القانون من جانب أی من أعضائها خلال ممارسته المهنة یعتبر خطأ جسیما یستوجب العقاب الکامل([53]) .
ویرى الباحث أن هذه الدساتیر الموضوعة لضمان وجود أخلاقیات یسیر علیها الموظف فی أثناء أداء عمله لا تتمتع بصفة الإلزام مما یقلل من قیمتها من الناحیة التطبیقیة، وأنها إلى الیوم تظل مجرد إرشادات یخیر فیها الموظف بالسیر على اللوائح والقوانین التی تتضمنها أو یمتنع عن القیام بها وتنفیذها، ومن هذا المنطلق نعوِّل على القیم الأخلاقیة الداخلیة لدى الموظف والتی یعتقد الموظف فیها ویعمل على تطبیقها .
الدعائم الأساسیة للعلاقات العامة فی المنظمات الحکومیة الکویتیة:
هناک العدید من الدعائم التی یجب على العلاقات العامة الاستناد إلیها عند التعامل مع الجماهیر المخاطبة لها، والتی تساهم إلى حد کبیر فی تنفیذ خطط واستراتیجیات الشرکة أو المؤسسة الحکومیة هذه الدعائم تتمثل فی ضرورة وجود علاقة بین طرفین ونقصد بهما الجهة المؤثرة والجهة المتأثرة من خلال رابطة هذه العلاقة، ثم تمتع صفات الشرکة بالعمومیة والشمولیة حتى تضمن العلاقات العامة تأثیر أکبر أو حتى تضمن إدارة العلاقات العامة ومن ثم الشرکة بوجود انتشار أوسع وتأثیر أکبر، کذلک اعتماد هذه القیم على الجانب الإنسانی ویرى الباحث أنَّ هذا الأمر فی غایة الأهمیة کما سوف یأتی ذکره لاحقًا, أیضًا ضرورة وجود برامج مخصصة تعمل العلاقات العامة على تطبیقها هذه البرامج تتضمن جودة فی الإنتاجیة ومصداقیة فی الأداء وقدرة صحیحة على التنفیذ الجید.
المبحث الثالث
إدارة العلاقات العامة فی شرکة نفط الکویت
أولا: نبذة عن شرکة نفط الکویت:
تأسست شرکة نفط الکویت المحدودة فی عام 1934م، من قبل شرکة النفط الانجلیزیة الإیرانیة المعروفة الآن باسم شرکة البترول البریطانیة(BP)وشرکة غالف للزیت التی تعرف الآن باسم شرکة شیفرون. وشملت أنشطة الشرکة منذ تأسیسها عملیات التنقیب، والمسوحات البریة، والبحریة، وحفر الآبار التجریبیة، وتطویر الآبار المنتجة، بالإضافة إلى التنقیب عن النفط الخام والغاز الطبیعی.
وفى عام 1938 تم العثور على النفط بکمیات تجاریة فی حقل برقان. وفی شهر یونیو من عام 1946 دشن أمیر دولة الکویت الراحل صاحب السمو الشیخ أحمد الجابر الصباح تصدیر الکویت لأول شحنة من النفط الخام. وبعد فترة وجیزة، تم تطویر حقول جدیدة، وتم توسیع مرافق التصدیر، مما أدى إلى بناء الرصیفین الشمالی والجنوبی، والجزیرة الاصطناعیة، ومرسى عائم مفرد, وفی عام 1975 أصبحت شرکة نفط الکویت مملوکة للحکومة الکویتیة بنسبة 100٪ ، فی حین تأسست مؤسسة البترول الکویتیة عام 1980 لتنضوی تحتها جمیع شرکات النفط المملوکة للدولة.
وفی عام 2005 تم اکتشاف النفط الخام الخفیف الممتاز فی حقل الصابریة, وکان اکتشاف النفط الخامAPI 52 حسب مواصفات معهد البترول الأمریکی بمثابة قفزة نوعیة بالنسبة لقدرات الاستکشاف فی الشرکة.
وفی عام 2006 تم اکتشاف الغاز فی مکامن العصر الجوراسی العمیق فی الرحیة ومطربة وأم نقه وحقول أخرى فی جمیع أنحاء الکویت, وحققت هذه الاکتشافات حلم الکویت منذ زمن طویل بأن تصبح مکتفیة ذاتیًا فی مجال الغاز الذى یمکن استخدامه لتولید الطاقة.
فی عام 2011، نجحت الشرکة فی تحقیق هدفها المتمثل فی تخفیض حرق الغاز إلى ما یقرب من 1٪. بالمقارنة مع مستویات حرق الغاز التی سجلت 17٪ قبل بضع سنوات، مما شکل إنجازًا کبیرًا لشرکة نفط الکویت.
وشرکة نفط الکویت تمثل دعامة الاقتصاد الکویتی، وهی إحدى أکبر شرکات النفط العالمیة وقد احتلت دولة الکویت مکانة مرموقة فی أسواق النفط العالمیة بفضل سیاستها الأکثر دینامیکیة وفاعلیة، وبذلک فهی تکتسب عوائد قیاسیة للدولة مکنتها من تنفیذ برامجها التنمویة على طریق تقدم وتطور دولة الکویت على جمیع الأصعدة.
استراتیجیة الشرکة2040 :
رسالة قطاع الاستکشاف والإنتاج (المحلی): نعمل على تعظیم قیمة الموارد الهیدروکربونیة فی دولة الکویت من خلال عملیات الاستکشاف والتطویر والإنتاج لضمان تحقیق الاستدامة.
رؤیة قطاع الاستکشاف والإنتاج (المحلی): تحقیق مکانة رائدة عالمیاً فی مجال الاستکشاف والإنتاج للنفط والغاز مشهود لها بالتمیز.
قیم الاستراتیجیة لقطاع الاستکشاف والإنتاج:
· الابتکار: تطویر واحتضان أفکار وطرق ومناهج متجددة لمواجهة التحدیات بما یُسهم فی خلق القیمة المضافة .
· الالتزامبالصحة والسلامة والبیئة والأمن:الحفاظ على البیئة وضمان السلامة والأمن وتوفیر محیط عمل صحی حیثما تعمل مؤسسة البترول الکویتیة.
الأهداف الاستراتیجیة لقطاع الاستکشاف والإنتاج (المحلی):
· السعی إلى مستوى التمیّز العالمی فی العملیات التشغیلیة:تحقیق مستوى تمیز عالمی فی العملیات التشغیلیة للوصول لأقصى ربحیة لقطاع الاستکشاف والإنتاج.
· تحسین إدارة المحفظة:الاستغلال الأمثل للموارد المالیة فی سبیل تحقیق الاستراتیجیة وتعظیم العوائد الاستثماریة لکل نوع من أنواع الموارد الهیدروکربونیة.
· تحقیق طاقة إنتاجیة مستدامة من النفط الخام:ضمان تلبیة الطلب الحالی والمستقبلی من النفط الخام من خلال تحقیق طاقة إنتاجیة مستدامة فی دولة الکویت، بما فی ذلک الإنتاج من المنطقة المقسومة.
· تحقیق طاقة إنتاجیة مستدامة من الغاز غیر المصاحب:ضمان تلبیة الطلب الحالی والمستقبلی من الغاز غیر المصاحب من خلال تحقیق طاقة إنتاجیة مستدامة من الغاز غیر المصاحب فی دولة الکویت، بما فی ذلک الإنتاج من المنطقة المقسومة.
· تعویض الاحتیاطیات لاستدامة الإنتاج:تعویض الکمیات المنتجة من الموارد الهیدروکربونیة عن طریق تحسین عامل الاستخلاص للموارد النفطیة قید التطویر بالإضافة إلى استکشاف احتیاطیات جدیدة.
· تسهیل نقل التقنیات والإمکانات:ضمان وجود سبل وأساسات الحصول على أحدث التقنیات ونقلها من وإلى الشرکات التابعة لمؤسسة البترول الکویتیة وتعزیز الفرص التی تدعم تنمیة الإمکانات الکویتیة.
· إدارة التواصل مع الشرکاء بفاعلیة وکفاءة لتلبیة الطلب على الطاقة فی الکویت:تأمین توفّر الطاقة بکفاءة لدولة الکویت وذلک من خلال المحافظة على تحقیق التوافق الراسخ مع الجهات المعنیة ذات الصلة کالجهات الحکومیة وشرکاء المناطق المقسومة ومقدمی الخدمات والموردین([54]) .
(3)عبد الباری إبراهیم درة، نبیل خلیف المجالی:العلاقات العامة فی القرن الحادی والعشرین: النظریة والممارسة، (عمان: دار وائل للنشر والتوزیع , 2010) , ص31 .
(4)رضاهاشمحمدی:إدارةالعلاقاتالعامةوالبروتوکولات , الطبعة الأولى (عمان , دار الرایة للنشر , 2011م) , ص23 .
(1)Karlberg, M.,(1996), " Remembering the Public in Public Relations Research: From Theoretical to Operational Symmetry", Journal of Public Relations Research, Vol.8, No.4, pp.263-266.
(2) Cheney, G. & Christensen, L., (2001)," Public Relations as Contested Terrain:A critical Response, in Handbook of Public Relations, (London: Sage Publication), p.167.
(3)Hanpongpondh, P., op.cit, p.2.
(1) www.oxforddictionaries.com
(2) Mitchell, A.C., op.cit, p.24.
(1) Petersone, B.,(2007), "Integrated Approach to Development Communication: A Public Relations Framework for Social Change", Paper Presented at The Annual Meeting of The International Communication Association, p.7.
(2) Servaes, J.,(2008), "Communication for Development and Social Change", (London: Sage Publications), p.16.
(3) Pal, M., & Duttta, M .J, (2007), " Engaging Worldviews, Cultures and Structures Through Dialogue: The Culture Centered Approach of Public Relations", Paper Presented to The Annual Meeting of The NCA Annual Convention, p.11.
(4)Petersone, B., op.cit, p.10 .
(1) Serini, S. A.,(1999), " Public Relations Work: The Organizational and Professional Context for Social Construction of Reality, , UnpublishedPHD, University of Iowa, p.123.
(1) Friedman, T. L., (2002) "The Lexus and the Olive Tree", Understanding Globalization", New York: Anchor, p. 20.
(2)علی عجوة ,الأسس العلمیة للعلاقات العامة , الطبعة الرابعة ( القاهرة , عالم الکتب , 2000م) , ص255 .
(3)عبد الرازق الدلیمی , الهندسة البشریة والعلاقات العامة هندسة القبول والرضا , (عمان , دار وائل للنشر والتوزیع , 2011م) , ص51 .
(4)Harrison , Shirley (2000) public Relation : An introduction , 2nd ed , (London : Business Press , Thomson Learning) page 2 .
(1)عبد المحیی محمود صالح , جلال الدین عبد الخالق: "العلاقات العامة والإعلام فی الخدمة الاجتماعیة" , (القاهرة , دار المعرفة الجامعیة , 2004م) , ص50 .
(2)صفوت محمد العالم: "فنون العلاقات العامة" , (القاهرة , دار الهانی للطباعة , 2002) , ص10 .
(1)بشیر العلاق: "العلاقات العامة فی الأزمات" , (الأردن , عمان , دار الیازوردی , 2009 ) , ص19 .
(2)حمدی عبد الحارس: "العلاقات العامة من منظور الخدمة الاجتماعیة", (الإسکندریة , المکتب الجامعی الحدیث , 2010م) , ص5 .
(3)علی عجوة: "العلاقات العامة والصورة الذهنیة" , القاهرة , عالم الکتاب , 2002م) , ص9 .
(1)الشهابی وآخرون , (1997م)
(1)(الخاجة1998، ص65- 133)
(1)(الطماوی، 116,2003)
(2)(یوسف 2003،ص11)
(3)(عبدالله 1991،ص97) .
(1)(یوسف ، 37,2003)
(2)(أحمد سید مصطفى ، 39,1996)
(1)(أبو إدریس ، 67,1998)
(2)(الدلیمی ، 223,2011)
(3) (Dennis L. 1998 . P6)
(4)(معوض ، 318,2000)
(1) Judd, L., (1987), "Role Relationships Using Research and Organizations Types", Public Relations Review, Vol.13, No.2, pp. 52-59.
(2) Dozier, D., Grunig, L. A., & Grunig, J. E., (1995), " Managers Guide to Excellence in Public Relations and Communication Management", ( Hillsdale: Lawrence Erlbaum), p.37.
(3) Plowman, K.D., (1998), "Power in Conflict for Public Relations", Journal of Public Relations Research, Vol.10, No.4, pp.237-261.
(4) Dozier, D.M., & Lauzen, M.M., (1992), " The Missing Link: The Public Relations Manager Role as Mediator of Organizational Environments and Power Consequences for The Function", Journal of Public Relations Research, Vol.4, No.4, pp.205-220.
(1) Clemon, D.C., op.cit , p. 47.
(2) Liu, B.F., & Horsley, J.S., (2007), " The Government Communication Decision Wheel: Toward a Public Relations Model for the Public Sector", Journal of Public Relations Research, Vol.19, No.4, pp.377-393.
(3)التقریر الرابع عشر للجنة الشؤون المالیة والاقتصادیة عن مشروع قانون بشأن الخطة الإنمائیة الخمسیة للسنوات (2009/2010- 2013/2014)، مجلس الامة ، دولة الکویت ، مرجع سابق ، ص 8.
(1) وائل صادق ، (2009) ، " دور العلاقات العامة فی تحفیز الطاقات الکامنة لدى العاملین بالمؤسسات : بعض المصانع والمستشفیات فی منطقة التل نموذجاً " ، الأکادیمیة السوریة الدولیة ،www.sia-sy.net .
)2)Petersen, B.K., Martin, H.J., (1996), "CEO Perception of Investor Relations As A Public Relations Function: An Exploratory Study", Journal of Public Relations Research, Vol. 8, No. 3, pp. 173-209.
(1)محمد القحطانی : الاتصالات الإداریة , (جدة , دار الشروق , بدون تاریخ) .
(1)سمیر محمد حسین : العلاقات العامة , مرجع سابق , ص315 .
(2)نفس المرجع السابق , ص55 : 56 .
(1)عبد السلام أبو قحف : هندسة الإعلان والعلاقات العامة (القاهرة , مکتبة ومطبعة الإشعاع الفنیة , 2001م) , ص45 .
(2)سمیر محمد حسین : العلاقات العامة , مرجع سابق , ص109 , 116 .