. (2019). واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة والاعلان. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5(5), 35-53. doi: 10.21608/mktc.2019.151193
. "واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة والاعلان". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5, 5, 2019, 35-53. doi: 10.21608/mktc.2019.151193
. (2019). 'واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة والاعلان', المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5(5), pp. 35-53. doi: 10.21608/mktc.2019.151193
. واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة والاعلان. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 2019; 5(5): 35-53. doi: 10.21608/mktc.2019.151193
واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة والاعلان
عندما سُئل العالم المشهور ألبرت آينشتاين لماذا يبدي اهتمامًا بالمستقبل قال: " ببساطة, لأننا ذاهبون إلى هناک", غير أنَّ المشکلة التاريخية في التعامل مع المستقبل هي في القدرة على معرفته، فالحاضر شاخص بيننا، والماضي عرفناه وخبرنا وقائعه، لکن المستقبل يمثل المساحة الزمنية المجهولة تمامًا ([1]) . لذا يعتبر الاهتمام بالمستقبل شيئًا مميزًا أو سمة بشرية ظهرت منذ فجر التاريخ, وبهذا کان للفلاسفة والمؤرخين دورٌ کبيرٌ في الماضي في الإعلاء من شأن التفکير بالمستقبل بصورة مباشرة وغير مباشرة, حيث کان يُحيَّ التنبؤ بالمستقبل ويصفه بأنه أسمى الفنون, وبهذا اهتم البشر دائما بالمستقبل, وکان ذلک ظاهر بوضوح في کل الحضارات القديمة حيث سعت بهذا إلى تطوير وسائل وأساليب التنبؤ بالمستقبليات. وتعتبر الدراسات المستقبلية محاولة لاستکشاف المستقبل وفق الأهداف والخطط, وهي ليست نتاجا للتقدم العلمي الحديث بل هي جزء من الثقافة البشرية وتفسيرًا للعملية المستقبلية وبهذا اتضحت الدراسات المستقبلية على أنها نستند على عدد من الأسس وأنها أکثر جدل وإثارة وترکيز على الأهمية الحاسمة للبدائل, کما أصبحت الدراسات المستقبلية تشکل علمًا وجهدًا علميًا منظمًا لتوضيح التحديات الحالية والمستقبلية, وميدانًا من ميادين المعرفة يزداد الاهتمام بها في الدول المتقدمة وتشهد بذلک تطورات متلاحقة في مناهجها وأساليبها وتطبيقاتها حتى صارت لها مکانة مرموقة بين سائر ميادين المعرفة, ولم يعد ثمة حرج في الإشارة إلى هذا الميدان باعتباره علمًا من العلوم الاجتماعية . ومن دون شک فإنَّ علم المستقبليات يحاول وصف المستقبل ورسمه وتحديده بواسطة الحاضر ويهتم ببناء الأسس الفکرية المستندة بشکل لا جدال فيه إلى المعطيات العلمية لتمکنه من الاستحکام والتثبيت من معلوماته التي تخص الظاهرة المراد استشرافها .
(1) وليد عبد الحي : مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي , الطبعة الأولى (أبو ظبي , مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , 2007م) , ص7 .
نقاط رئيسية
1) تفسير الماضي وتوجيه الحاضر، فالماضي له تأثير على الحاضر وعلى المستقبل، وإن کثيرًا من الأمور تتوقف على کيفية قراءة وإعادة قراءة الماضي .
2) تقديم الأفکار والمقترحات التي تساعد المجتمع على التکيف مع المتغيرات الاقتصادية والتکنولوجية والاجتماعية السريعة، حيث تحاول رسم صور للمجتمع من حيث القيم الاجتماعية والعادات التي من الممکن إهمالها أو إدماجها في ثقافة المجتمع، وکذلک النظم والاتجاهات السياسية المتوقع حدوثها في المستقبل، ومدى تأثيرها على النظم التعليمية السائدة في المجتمع في المستقبل .
3) توفير القاعدة المعرفية التي تلزم لصياغة الاستراتيجيات ورسم الخطط، فکل عمل تخطيطي جاد غالبًا ما يکون مسبوقًا بنوع ما وبقدر ما من العمل الاستشرافي، کطرح بدائل أولية مثلًا لمعدلات مختلفة للنمو.
4) توفير إطار زمني طويل المدى لما قد يُتخذ من قرارات اليوم، ومن ثم العمل لا على هَدي الماضي ولا بأسلوب تدبير العيش يومًا بيوم، أو معالجة الأزمات ومواجهتها بعد أن تکون قد وقعت؛ بل العمل وفق نظرة طويلة المدى وبأفق زمني طويل نسبيًا .
5) فحص مجموعة متنوعة من المتتاليات أو المترتبات "إذًا ... عندئذٍ"، وهذا الهدف يضعنا غالبًا في مجال توليد السيناريو أو أسلوب مباراة المحاکاة، أي استکشاف مجموعة من النواتج التي قد تکون ذات تأثير علينا وعلى مستقبلنا .
6) إعادة اکتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا, واکتشاف مسارات جديدة يُـمکن أن تحقق تنمية شاملة وسريعة ومتواصلة .
7) مساعدة الأفراد على الحياة في عالم متغير، وذلک عن طريق توفير خبرات سابقة، حتى لا يأتي المستقبل صدمة، وإحداث التوازن بين متطلبات الحاضر في مواجهة تلک الخاصة بالمستقبل .
عندما سُئل العالم المشهور ألبرت آينشتاين لماذا يبدي اهتمامًا بالمستقبل قال: " ببساطة, لأننا ذاهبون إلى هناک", غير أنَّ المشکلة التاريخية في التعامل مع المستقبل هي في القدرة على معرفته، فالحاضر شاخص بيننا، والماضي عرفناه وخبرنا وقائعه، لکن المستقبل يمثل المساحة الزمنية المجهولة تمامًا ([1]) .
لذا يعتبر الاهتمام بالمستقبل شيئًا مميزًا أو سمة بشرية ظهرت منذ فجر التاريخ, وبهذا کان للفلاسفة والمؤرخين دورٌ کبيرٌ في الماضي في الإعلاء من شأن التفکير بالمستقبل بصورة مباشرة وغير مباشرة, حيث کان يُحيَّ التنبؤ بالمستقبل ويصفه بأنه أسمى الفنون, وبهذا اهتم البشر دائما بالمستقبل, وکان ذلک ظاهر بوضوح في کل الحضارات القديمة حيث سعت بهذا إلى تطوير وسائل وأساليب التنبؤ بالمستقبليات.
وتعتبر الدراسات المستقبلية محاولة لاستکشاف المستقبل وفق الأهداف والخطط, وهي ليست نتاجا للتقدم العلمي الحديث بل هي جزء من الثقافة البشرية وتفسيرًا للعملية المستقبلية وبهذا اتضحت الدراسات المستقبلية على أنها نستند على عدد من الأسس وأنها أکثر جدل وإثارة وترکيز على الأهمية الحاسمة للبدائل, کما أصبحت الدراسات المستقبلية تشکل علمًا وجهدًا علميًا منظمًا لتوضيح التحديات الحالية والمستقبلية, وميدانًا من ميادين المعرفة يزداد الاهتمام بها في الدول المتقدمة وتشهد بذلک تطورات متلاحقة في مناهجها وأساليبها وتطبيقاتها حتى صارت لها مکانة مرموقة بين سائر ميادين المعرفة, ولم يعد ثمة حرج في الإشارة إلى هذا الميدان باعتباره علمًا من العلوم الاجتماعية .
ومن دون شک فإنَّ علم المستقبليات يحاول وصف المستقبل ورسمه وتحديده بواسطة الحاضر ويهتم ببناء الأسس الفکرية المستندة بشکل لا جدال فيه إلى المعطيات العلمية لتمکنه من الاستحکام والتثبيت من معلوماته التي تخص الظاهرة المراد استشرافها .
إنَّ الدراسات المستقبلية تحمل صفة العلم بسبب اعتمادها على مناهج علمية مهمة في التحليل واستخدامها للأدوات العلمية مثل الاستنتاج والتحليل والمقارنة والمنطق, ويضاف لذلک الالتزام بالموضوعية ووجود غاية التي تسعى إليها تلک الدراسات إضافة إلى استخدام وسائل المعرفة ([2]) .
ويتناول هذا البحث تعريف الدراسات المستقبلية وأهدافها وأهميتها في مجال العلاقات.
أ: تعريف الدراسات المستقبلية:
المعنى اللُّغوي للاستشراف، يحمل في مضمونه معاني النظر إلى الشيء البعيد، ومحاولة التعرف عليه، واتخاذ السُّبل التي توصل إلى ذلک بدقة کالصعود إلى مکان مرتفع يُتيح فرصة أکبر للاســتطـــلاع ([3]), وفي لــــسان العـــــرب: "وقبل الشيء وأقـــبل: ضـــد دَبَــــر وأَدْبَرَ وقبلت المکــان: استقبلته " ([4]) .
ونظرًا لحداثة الاهتمام بالعمل المستقبلي نسبيًا, وعلى الأخص في الدول النامية فإن من الأهمية بمکان, الإشارة إلى أهم المفاهيم والمصطلحات المستخدمة, أو ذات العلاقة بالاستشراف والدراسات المستقبلية, وتتباين المفاهيم المستخدمة للإشارة إلى الدراسات المستقبلية, وأهمها:
1) علم المستقبلFuturology :
وظهر في الولايات المتحدة عام 1944 على يد السياسي الالماني أوسيب فلختايم لإدانة المارکسية، وهو مشتق من الکلمة اللاتينية Futurms التي تعني المستقبل، الکلمة اليونانية "Logos" التي تعني العلم([5]). فعلم المستقبل Futurology ارتبط تاريخيًا بالتبشير بمستقبل التکنولوجيا وتأثيرها الحاسم في تحديد صورة المستقبل بالنسبة للعالم ککل، وهو يعني التبشير الجزئي ببعض جوانب المستقبل([6]), وأصبح مصطلح قديم يستخدم فقط في إطار فکاهي أو للهجوم عليه([7]).
2) الدراسات المستقبلية Futures Studies:
وهو الأکثر انتشارًا في العالم بعد توجيه انتقادات حادة إلى مصطلح علم المستقبل لالتزامه بالطابع البراغماتي التکنولوجي الأمريکي وإهمال الجوانب الاجتماعية، وکذا عدم تحقيقه لشروط العلم بترکيزه على المعرفة فقط([8]), فالدراسات المستقبلية هي جهد علمي منظم لدراسة صياغة مجموعة تنبؤات مشروطة تشمل المعالم الرئيسية للأوضاع مجتمع أو أکثر عبر مرحلة زمنية مقبلة([9])، وهي الدراسة المنظمة للمستقبلات المحتملة، الممکنة، والمرغوبة ([10]) .
- المستقبل الممکن Possible future : يُعبر عن البدائل الممکن وقوعها .
- المستقبل المحتمل Probable future : يُعبر عن البدائل المحتمل وقوعها بشدة , أو تلک المرجح حدوثها .
- المستقبل المرغوب Desirable future : يُعبر عن البدائل المفضل وقوعها ([11]) .
3) المستقبلات البديلة Alternative future:
يُعد من جانب الکثيرين المفهوم المحوري للدراسات المستقبلية, ويفترض هذا المفهوم أن الأفراد أو الجماعات ليسوا مقيدين بمسار محدد بذاته إلى مستقبل واحد, وأنه باستخدام قدراتهم على التنبؤ وصنع القرار يمکن أن تتوافر لهم الإرادة الحرة للاختيار من بين تشکيلة واسعة من المسارات والاختيارات المستقبلية ([12]) .
4) الاستشراف The Foresight:
وهو مفهوم واسع الانتشار في الکتابات الانجلو- أمريکية، وينتظر التغيير ثم يتحرک بعدها کرد فعل، واستباق التغييرPreactivity هو ما يقود کل المداخل في الدراسات المستقبلية، التنبؤ ،Forecasting بناء السيناريو، والرؤية Foresight([13]), وهناک من يرى أن هذا المصطلح ظهر في ثمانينيات القرن العشرين و يستخدم بشکل واسع حاليًا لتطوير التوجه الاستراتيجي ([14]).
وقد تعددت المصطلحات عند العرب للدلالة على دراسة المستقبل، إلا أن مصطلحات استشراف المستقبل، المستقبلية، وعلوم المستقبل أکثر انتشارا من غيرها، وإن کان المصطلح الأول هو الأکثر تداولا في الأدبيات العربية ويفضله البعض لما يحمله من دلالة عريقة في اللغة العربية([15])، وهو يعني تحديد النظر إلى الشيء بشکل يجعل الناظر أقوى على إدراکه واستبيانه کأن يبسط الکف فوق الحاجب کالمستظل من الشمس أو ينظر إليه من شرفة أو مکان مرتفع أو يمد عنقه أو يسدد بصره نحوه([16]). فمعنى الاستشراف في اللغة يدور حول العلو، والمجد والحسب، والاستقبال، فالشين والراء والفاء أصل يدل على علو وارتفاع، والاستشراف لا يعني ضمان وقوع المستقبل بقدر ما يعطي قراءات تساعد في التحسب والتوقع، ويستند إلى طرق محسوبة ونظريات لها بعدها الرقمي، لنظرية الاحتمالات، التنبؤات الإحصائية ([17]) .
وبعد مراجعة تعريفات الدراسات المستقبلية يتضح أنه لا يوجد إجماع على تعريف موحد؛ لانعدام الوعي بتاريخها البحثي ([18])، وتعدد تصورات هذه الدراسات، ووجود بعض الالتباسات بينها وبين اليوتيوبيا والتخطيط والتنبؤ ([19]). والمصطلح الأکثر انتشارًا في العالم هو الدراسات المستقبلية Futures Studies وظهر في الولايات المتحدة، ويراه البعض أصدق المصطلحات دلالة عليها؛ فکلمة (الدراسات أو الدراسة) تُـفيد جهدًا مبذولًا، وکلمة (المستقبلية) تعني أنها تستهدف جزء من المستقبل بدراسة العوامل المؤثرة فيه([20])، يليه مصطلح الرؤية المستقبلية La Prospective وطرحه الفيلسوف في الفرنسي برجيهGaston Berger وزميله جوفينيل في منتصف خمسينيات القرن العشرين کبديل لعلم المستقبل([21]) ومفهوم الرؤية المستقبلية لا ينتظر التغيير ولکنه يهدف للاستباق والسيطرة لإحداث التغيير المرغوب Proactivily، بوسائل التخطيط الاستراتيجي([22]) .
ب: أهداف الدراسات المستقبلية:
محاولة استشراف المستقبل تهدف إلى التمکن من السيطرة عليه، وصناعة عالم أفضل يعيش فيه الإنسان، کما أنها تهدف إلى مساعدة صانعي القرار على اتخاذ قرارات وسياسات رشيدة، فليس الهدف منها هو الإنباء عن المستقبل، بمعنى تقديم تنبؤات غير شرطية وغير احتمالية بالأحداث المستقبلية. وبشکل أکثر تحديدًا يمکن القول أن الدراسات المستقبلية تساعدنا على صنع مستقبل أفضل، من خلال ما تحققه لنا من أهداف, أهمها([23]):
1) تفسير الماضي وتوجيه الحاضر، فالماضي له تأثير على الحاضر وعلى المستقبل، وإن کثيرًا من الأمور تتوقف على کيفية قراءة وإعادة قراءة الماضي .
2) تقديم الأفکار والمقترحات التي تساعد المجتمع على التکيف مع المتغيرات الاقتصادية والتکنولوجية والاجتماعية السريعة، حيث تحاول رسم صور للمجتمع من حيث القيم الاجتماعية والعادات التي من الممکن إهمالها أو إدماجها في ثقافة المجتمع، وکذلک النظم والاتجاهات السياسية المتوقع حدوثها في المستقبل، ومدى تأثيرها على النظم التعليمية السائدة في المجتمع في المستقبل .
3) توفير القاعدة المعرفية التي تلزم لصياغة الاستراتيجيات ورسم الخطط، فکل عمل تخطيطي جاد غالبًا ما يکون مسبوقًا بنوع ما وبقدر ما من العمل الاستشرافي، کطرح بدائل أولية مثلًا لمعدلات مختلفة للنمو.
4) توفير إطار زمني طويل المدى لما قد يُتخذ من قرارات اليوم، ومن ثم العمل لا على هَدي الماضي ولا بأسلوب تدبير العيش يومًا بيوم، أو معالجة الأزمات ومواجهتها بعد أن تکون قد وقعت؛ بل العمل وفق نظرة طويلة المدى وبأفق زمني طويل نسبيًا .
5) فحص مجموعة متنوعة من المتتاليات أو المترتبات "إذًا ... عندئذٍ"، وهذا الهدف يضعنا غالبًا في مجال توليد السيناريو أو أسلوب مباراة المحاکاة، أي استکشاف مجموعة من النواتج التي قد تکون ذات تأثير علينا وعلى مستقبلنا .
6) إعادة اکتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا, واکتشاف مسارات جديدة يُـمکن أن تحقق تنمية شاملة وسريعة ومتواصلة .
7) مساعدة الأفراد على الحياة في عالم متغير، وذلک عن طريق توفير خبرات سابقة، حتى لا يأتي المستقبل صدمة، وإحداث التوازن بين متطلبات الحاضر في مواجهة تلک الخاصة بالمستقبل .
ومن هنا تکتسب الدراسات المستقبلية طابعها الخاص وأهدافها النوعية داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية. فهذه الدراسات لا تهدف إلى التنبؤ بالمستقبل أو تقديم نبوءات غير مشروطة وغير احتمالية بالأحداث المستقبلية؛ بل تقدم فهمًا احتماليًا ومشروطًا للمستقبل، لذا تتعدد السيناريوهات التي يقدمها الاستشراف. کما لا تهدف إلى وضع الخطط والاستراتيجيات، وإن کانت تفيد في توفير القاعدة المعرفية اللازمة لرسم الخطط وصياغة الاستراتيجيات، کما تفيد في اکتشاف المشکلات قبل وقوعها والتهيؤ لمواجهة التغيرات الحادثة في المستقبل، بالإضافة إلى ذلک تساعد الدراسات المستقبلية في اکتشاف مواردنا وطاقاتنا، وبلورة الخيارات الممکنة والمتاحة وترشيد عملية المفاضلة بينها ([24]) .
فالدراسات المستقبلية عملية ممنهجة تخضع للأساليب العلمية، تقدم عدة صور للمستقبل وفق قاعدة علمية وبيانات وإحصاءات، تهدف إلى تحديد العوامل الحاکمة في تشکيل المستقبل، وکيفية التدخل لتوجيه تلک العوامل لتحقيق أهداف منشودة تم وضعها سلفًا، والاستعداد للمستقبل بما يحمله من مخاطر.
أهمية الدراسات المستقبلية:
أصبح استشراف المستقبل في عالم اليوم ضرورة ملحة في جميع الأمور وعلى کافة المستويات؛ فبعد أن کان صناع القرار يتعاملون مع قضايا محلية أو إقليمية، اکتسبت مشکلات اليوم طابعًا أکثر عالمية وأبعد مدى وباتت أسبابها معقدة أو مرتبطة فيما بينها([25]) ولأن السمة المميزة للعصر الحالي هي التغير السريع والمضطر، فإنه يتوجب علي البشرية الاستعداد له ومواجهته بجهد جماعي علمي يستشرف هذه التغيرات وما تنذر به من تحديات([26])، کما توجب على المنظمات والکيانات المختلفة التعرف على الاتجاهات المستقبلية وتغيرات السوق للبقاء والاستمرار([27]), ويري ألفين توفلر في کتابه صدمة المستقبل أننا سنواجه مصاعب متزايدة في فهم المشکلات إذا لم نستعن بالمستقبل کأداة للفهم ولتوضيح ما يمکن أن نفعله([28])، والرجل العصري لا ينظر للماضي ببساطة ولکنه يراه في ضوء معناه بالنسبة للحاضر والمستقبل([29]). وزادت أهمية دراسة المستقبل بسبب ما يواجه عالم اليوم من مشاکل معقدة ومتشابکة([30]). فالبحث المستقبلي يشکل عماد تطوير وتنمية المجتمع الحديث، وبرسم سياسات مستقبلية مرغوبة للتنمية في کافه المجالات والميادين ([31]) .
فالدراسات المستقبلية تساعد في صنع مستقبل أفضل بفضل ما تؤمنه من منافع متعددة أهمها :
1) تنمية وتطوير الوعي للاهتمام بالمستقبل، وتحريک العقل العملي والفکر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل والنفسي العام، وتقدم رؤية طويلة المدى ومعارف متعلقة بها لأوجه متعددة للمستقبل([32]) .
2) استباق الازمات ومنع حدوثها والمساعدة في عمليات صنع القرار، والإسهام في تقدم العلم والفکر.
7) استثمار التراث الإسلامي في الدراسات التي تستند لحداثة وأصالة على مستوى الأفکار والمشاريع ([35]) .
أنماط الدراسات المستقبلية:
أولا: الضوابط المنهجية للدراسات المستقبلية:
رغم أن الدراسات المستقبلية مجال لا يمکن أن يتصف بأنه علمي (لأن هدفه، وهو المستقبل لم يتواجد بعد) إلا أن هناک الکثير من المناهج البالغة التطور تحت تصرف هذه الدراسات، کما أن بإمکانها أن تکون مفيدة لمجالات علمية أخرى, ورغم أن الدراسات المستقبلية تتشارک الکثير من الخصائص المتشابهة للفن، کما تفعل مع العلم، فإنها في الأساس علم، فعلى عکس الفنانين فإن باحثي الدراسات المستقبلية مقيدون بالسعي وراء الحقيقة کما العلماء، واذا کانت تأکيداتهم في جزء منها قائمة على حدس إضافي تتداخل فيه التنبؤات، فانهم قد يجدوا قاعدة لتأکيداتهم في المنطق العقلاني والموضوعي، والذي يشابه- إن لم يکن مطابقا- التفکير العلمي([36]). فاستشراف المستقبل ليس تنبؤ بالغيب بل هو علم له مقوماته وفنونه([37])، فالمستقبل هو ما لم يحدث بعد فهو مجال الممکن والاحتمالات والاحلام ،الخطط، والمشروعات ([38]) .
وعملية التنبؤ العلمي بالمستقبل ليست لعبة حظ، فهي تعتمد حاليًا على جمع الحقائق والمعلومات وتحليلها وتصنيفها، والاعتماد المکثف على الکمبيوتر، فالعالم المستقبل يقدم الى الکمبيوتر کافة المؤشرات والمواقف والاتجاهات التي تکون غالبا شذرات من المعلومات المتناثرة والغامضة، ثم يقوم بتحليل النتائج التي يقدمها الکمبيوتر ويحاول أن يستنيط من ذلک الاتجاه الذي تسير وفقه الأمور([39]). وهناک عدة مکونات لعملية الرؤية المستقبلية يتمثل اهمها في :تقييم وفهم الماضي، التنبؤ بمجالات المستقبل، دراسة المستقبلات البديلة، وضع رؤية للمستقبل، ابتکار المستقبل، تأسيس أو تنظيم البحث المستقبلي ([40]). وعملية التنبؤ تبدأ بجمع الحقائق والمعلومات وتحليلها وتصنيفها، طرح افتراضات منطقية مترابطة([41])، تکوين رؤية تخيلية، نشر صور محددة للمستقبل، تقييم هذه الرؤى کصور مرغوبة أو مرغوبا عنها، وأخيرًا القيام بأعمال معينة لإيجاد هذه الصور في الواقع أو لمنع حدوثها ([42]) .
ورغم الاهتمام المتزايد بالدراسات المستقبلية فانه لازالت علم حديثة العهد لم يستکمل بعد اطره النظرية والمنهجية([43])؛ فالخطاب الاستشرافي احتمالي بالضرورة يتضمن تعيين الحرجة للمستقبل وحساب الفرص والمأزق المستقبلية في ضوء القيود والإمکانات القائمة والاحتمالية ([44])وثمة مجموعة من الخصائص المنهجية المرغوب توافرها في الدراسات المستقبلية الجيدة من أبرزها:
1) الشمول والنظرة الکلية للأمور ومراعاة التعقيد Complexity: في سياق منهجي عابر للتخصصات، حيث يجرى التعقيد في کافة مظاهر الحياه ابتداء بالإنسان نفسه، فالفيزياء وحدها- مثلا -لا تستطيع توضيح مسارات الأشياء من خلال قوانينها فقط، ووجود هذا التعقيد في حد ذاته يجعل التناول السببي للعلاقات الظواهر فيما بينهم حذرا، وهو يدعم بشدة ظهور أحداث وعلاقات جديدة يتطلب التفريق فيها بين العلة والمعلول جهدا ليس باليسير([45]).
2) القراءة الجيدة للماضي: باتجاهات مضادة للاتجاه العام السائد؛ حيث أنه کثيرا ما تشکل الأخيرة مفاتيح جيدة لفهم الاتجاهات المحتملة في المستقبل، وتفيد في معرفة تجارب الآخرين وخبراتهم.
3) الحيادية في التعرف على کل البدائل، وتحليل الادعاءات وتداعياتها، وفق معايير متفق عليها سلفاً.
4) عمل الفريق المتفاهم والمتعاون وأن يقوم بوضع الخطة أکثر من شخص لضمان زيادة نسب النجاح ([46]) .
5) استخدام قائمة بأنواعها المعلومات المتعلقة بمهمة التنبؤ ومشکلته ومراحل التنبؤ التي سيمر بها .
6) دراسة البيانات في شکل رسومات توضيحية أفضل من الجداول عند القيام بإصدار الأحکام التنبؤية .
7) المزج بين الأساليب الکيفية والکمية واستخدام أکثر من طريقة لتقليل التحيز وعدم الثبات في القياس ([47]) .
8) عدم صلاحية الاعتماد على أسلوب العينات في انتقاد المصادر وجمع البيانات؛ فبيانات البحوث المستقبلية عادة ما تستخدم للعرض الصادق لحرکة المتغيرات وتطورها .
9) يجب أن تقوم العملية على خطوات منهجية منتظمة, وأن يتم توثيقها ليستطيع الآخرون تتبعها, وأن يتم توفير أدوات الحکم بصدق التنبؤ والثقة في النتائج المستقبلية .
10) تحديد المدى الزمني للتنبؤ, حيث ترتبط دقة الاستدلال بهذا المدى وابتعاده أو اقترابه من تاريخ العمل المنهجي, فکلما زاد المدى الزمني تأثر مستوى اليقين في الحکم
وحيث أن کل الأشياء قد يکون لها مستقبل, فإن موضوع الدراسات المستقبلية صعب التحديد, کما أن موضوعات الدراسة المحتملة متعددة بتنوع البيئات المختلفة, لذا فإن حقل المستقبليات بالضرورة يتحاوز التخصصات, ويتشارک فيه کل من الموضوعات المتنوعة والخبرات المدروسة في الحقول العديدة المختلفة ([49]), ويقترح جوديت 6 طرق وبرامج للمساعدة في الاستشراف وهي: ورش العمل, برنامج ميک ماک Micmacللتحليل البنائي للنظام, برنامج ماک تور Mactorلتحديد الفاعلين, برنامج مورفول Morpholلرصد المجال بالتحليل المورفولوجي, برنامج سمک بروب اکسبرت Smic Prob - Expertلتقليل عدم اليقين بمقابلات مع الخبراء, وبرنامج ملتي بول Multipol لتقييم واختيار الاختيارات الاستراتيجية ([50])
ثانيا: أنماط الدراسات المستقبلية:
باحثو الدراسات المستقبلية غالبا ما يکررون الدعوة ليس فقط للتعرف والبحث عن المستقبلات الممکنة ولکن أيضًا للمساعدة في عمل الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع هذه المستقبلات([51])، وهناک طرق مختلفة للنظر إلى المستقبل، فيمکن النظر الى المستقبل من منظور استقرائي، يتناول الماضي والحاضر ويستقرئ منهما المستقبل، ويمکن النظر إلى المستقبل الذي يعتبر من وجهة نظر الحاضر مدينة فاضلة أو يوتوبيا, ويمکن أيضًا البحث في الحاضر عن مؤشرات لتحقيق الأهداف المأمولة أو إحباط الأمور التي يخشى من وقوعها([52]), وهناک الکثير من التصنيفات للدراسات المستقبلية يمکن التمييز بين أربعة أنماط أساسية للدراسات المستقبلية من حيث طبيعتها ومصداقيتها ودرجة الثقة فيها, وهذه الأنماط هي:
1) النمط الحدسي:
يقوم هذا النمط على الخبرة الذاتية للباحث الذي يجري الدراسة المستقبلية، ويعتقد البعض أن هذا النمط ينتمي إلى العمل الفني أکثر منه إلى العمل العلمي، حيث يفتقر إلى القاعدة الموضوعية من البيانات والملاحظات التي يمکن بالاعتماد عليها تقويم التنبؤات التي يتوصل إليها الباحث تقويمًا علميًا، ولذلک يوصف هذا النمط بالذاتية التي تقوم على الرؤية الحدسية التي تعکس ذاتية الفرد وخبراته الخاصة، کما يقوم هذا النمط على محاولة التعرف على التفاعلات والتشابکات التي تؤدي إلى صورة معينة يتوقعها الباحث سلفًا دون أن يدعي إثباتها، وهنا تبرز العوامل الذاتية؛ فالحدس ليس إلهامًا ولکنه تقدير يراه بعض الناس الذين ينشغلون بهموم مجتمعهم، ويُسلِّمون علميًا ببعض الأفکار والنظريات التي يمکن أن تلخص وتعبر عن مصالح محددة ([53]) .
2) النمط الاستطلاعي:
يعتمد هذا النمط على استطلاع مستقبل علاقات قامت في الماضي، حيث يتم التعبير الصريح عن کيفية إجراء هذا الاستطلاع، وهذا المدخل تم استخدامه بعد الحرب العالمية الثانية اعتمادًا على تحليل البيانات واتجاهات التغير، وبالاستعانة بأساليب التحليل الرياضية والاحصائية، والحسابات، وتحليل النظم، والنماذج، وبحوث العمليات، والأسلوب المورفولوجي([54]). وهذا النمط يبدأ من الماضي والحاضر الذي ترسمه قاعدة کبيرة من المعلومات والبيانات عن حرکة الظاهرة والعلاقات بين عناصرها وبينها وبين غيرها من الظواهر ونتائج هذه العلاقات، وبناء عليها يصوغ افتراضات حول النتائج المستقبلية، وتحديد صلاحيتها من خلال حقائق ومعطيات الماضي والحاضر معًا([55]). وقد يبدو هذا النمط أکثر موضوعية من النمط الحدسي لاعتماده على البيانات الامبيريقية([56])؛ ولکن يصعب عزل البحث عن ذاتية الباحث في هذا النمط أيضا؛ فالباحث ينتقي المعطيات التي تُسهم في صياغة الافتراضات نفسها، ولذا يتوقف نجاح هذا النوع على مدى تجرد الباحث وتوظيف آليات تُسهم في ضبط اختيار وانتقاء الحقائق والمعطيات و تقرير صلاحية التوقعات ([57]) . وبذلک فهو يهدف إلى استکشاف صورة المستقبل المتوقع أو المحتمل أو الممکن تحقيقه، لکن في ضوء افتراضات معينة يضعها الباحث من البداية، وفي ضوء قاعدة موضوعية من البيانات ذات الطابع الکمي أساسًا، أي أنه نمط يتحقق فيه قدر کبير من الموضوعية([58]) .
3) النمط الاستهدافي أو المعياري:
يعتبر هذا النمط تطويرًا للنمط الحدسي المستمد من الخبرة والتحليل والبصيرة، وينطلق النمط المعياري من ذاتية الباحث لکنه يتجاوزها مستفيدًا بشتى الإضافات المنهجية التي استحدثتها العلوم التطبيقية والرياضية مع عدم إغفال أهمية الخبرات والاستبصارات، ويتميز هذا النمط بالتدخل الواعي من أجل تغيير المسارات المستقبلية للظواهر المدروسة في ضوء أهداف وأحکام محددة سلفًا، وبذلک تبدأ خطواته المنهجية من المستقبل بتحديد أهداف معينة ثم العودة إلى الحاضر مع تحديد الإجراءات والسياسات الکفيلة بتحقيق تلک الأهداف في المستقبل ([59]) .
ويتصل هذا النوع باليوتوبيا (المجتمعات المرجوة) وهو ملئ بالقيم الرفيعة وهو طريقة لتجنب الواقع([60])، وإذا کانت بدايات الخيال العلمي تعود لليوتوبيا، فإن الخيال العلمي يختلف عن اليوتوبيا والفنتازيا، فهو يلتزم بالقوانين العلمية، والمنطق العملي، کما أن الخيال هو حجر الزاوية في النشاط الانساني؛ فهو الذي مکن الإنسان من غزو الفضاء، استکشافه، فهمه، ومحاولة السيطرة عليه([61]), و يؤمن کل من بل ومرکليWendell Bell & Oliver Markley بقدرة الدراسات المستقبلية على إحداث تغيير اجتماعي إيجابي ([62]) .
ففي الخمسين عامًا الأخيرة تحولت دراسة المستقبل من التنبؤ إلى تشکيل المستقبلات البديلة لتکوين المستقبلات المرغوبة([63])وهناک من يرى أن المهمة الرئيسية للدراسات المستقبلية هي أن تسهل للأفراد والجماعات تکوين، وتنفيذ، وإعادة تصور مستقبلاتهم المرغوبة لتوجيه التخطيط الاستراتيجي الذى يحدد عملية صناعة القرار([64]). ويرتبط الوعى المستقبلي بالتفکير الأخلاقي وبصنع القرار بطريقة وثيقة؛ حيث يحدد ما هو مفضل ضمن شروط مجموعة من الأخلاقيات([65]). والحقيقة أن هذه الأفکار ليست جديدة ويمکن تتبعها في آراء أرسطو Aristole ، کما يرفض برجيهGaston Berger، وبلوند Maurice Blondel رؤية المستقبل کمجال يمکن توقعه فقط، ويرون المستقبل کحقل يمکن بناؤه باستخدام المواد والضوابط من الماضي، فالمستقبل لا يمکن التنبؤ به بل يتم إعداده وتجهيزه، بل إن برجيه يذهب إلى أبعد من ذلک بتبني اتجاه الرؤية ProspectiveLa فيرى المستقبل سبب لوجود الحاضر([66]). وينقل هذا التصور عملية الاستشراف من کونها آلية جامدة تعتمد طرقًا حسابية فقط إلى فضاء أوسع، يلتقي فيه المنطق الرياضي مع الأفق الحدسي وهو ما يشکل نوعًا من الاتساق الطبيعي للإنسان([67]) .
4) نمط الأنساق الکلية:
يرکز هذا النمط على مجمل المتغيرات والمتشابکات في إطار موحد يجمع بين النمطين السابقين في شکل تغذية مرتدة، تعتمد على التفاعل المتبادل بينهما، حيث لا تهمل ماضي الظاهرة المدروسة ولا تتجاهل الأسباب الموضوعية التي سوف تفرض نفسها لتغيير المسارات المستقبلية لها، کما يستفيد هذا النمط من مزايا النمطين السابقين، أي يجمع بين البحوث الاستطلاعية التي تستند إلى البيانات والحقائق الموضوعية، وبين البحوث المعيارية التي تولي أهمية خاصة للقدرات الإبداعية والتخيل والاستبصار، ويمثل هذا النمط خطوة متقدمة في المسار المنهجي للبحوث المستقبلية المعاصرة ([68]) .
فإذا کانت المقاربة الاستطلاعية امتدادية غير مبدعة، والاستهدافية قد تجنح إلى الخيال المفرط، فإن کلتا المقاربتين تشوش صورة المستقبل، ما دفع لالتماس مقاربة ثالثة مرکب منهما تعظم مزايا کل منهما وتتلاشى عيوبه، وهي المقاربة المرکبة([69])أو ما يُطلق عليه مدخل الرؤية الاستراتيجية وهو المستوى الذي ينظر فيه الأفراد إلى المستقبل على أنه مشروع سيغير الواقع وفقًا لمؤشرات محددة، مع الأخذ في الاعتبار البيانات الامبيريقية لاتجاهات الماضي وظروف الحــاضــر([70]) .
وتجمع هذه الطريقة کل مزايا الطرق المختلفة؛ فهي لا تغفل معطيات الماضي والحاضر، وکذا تسمح بتوظيف الحدس والإبداع، والفارق بينها وبين المقاربة المعيارية أن المعيارية تسعى للأمثل وإن لم ينطلق من الحاضر ([71]). ويمثل المدخل التکاملي خطوة متقدمة في المسار المنهجي للبحوث المستقبلية المعاصرة([72])، فرؤية الإنسان للمستقبل يجب أن تنبني على أکثر من معرفة أو تخيل ما سيکون، فيجب أن تنبني أيضًا على الإحساس بماذا ينبغي أن يکون ([73]). فالأساليب المتکاملة لبحوث المستقبليات توفر خيارات أغنى من الدراسات التقليدية، وتمکن من الفحص العميق لإيجاد محرکات التغيير، الاستراتيجيات والبيئات والميسرة، والمسالک التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف، مع وضع التطورات الخارجية في الاعتبار([74]). وبالمزج بين الواقع والخيال يستطيع الانسان ان يخطط للمستقبل بالاختيار بين عدد من البدائل والاحتمالات، ويمکنه بعد النظر هذا من تجنب الکوارث کما يمکنه من أن يکسب مزيدًا من وقت الفراغ والراحة ([75]) .
ومن الملاحظ على الرغم من وجود بعض الاختلافات المنهجية بين تلک الأنماط ـ تتفاوت في درجة اعتمادها على الذاتية، لکن في نفس الوقت لا يمکن أن يخلو أيًا منها من تلک الصفة؛ حتى النمط الاستطلاعي الذي يعتمد على البيانات، ويستکشف الآثار المستقبلية المحتملة والقائمة على افتراضات معينة، قد لا تخلو تلک الافتراضات من التأثر بمواقف الباحث الذاتية تجاه القضية المدروسة وکذلک توجهاته الايدلوجية والقومية، کما أنه لا يمکن ترجيح کفة نمط على الآخرين؛ فلکل منهما مزاياه وخطواته، مع اعتبار أن نمط الأنساق الکلية يجمع بين مزايا الأنماط السابقة له.
المراجع
وليد عبد الحي : مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي , الطبعة الأولى (أبو ظبي , مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , 2007م) , ص7 .
شيماء نقاز (2017م): الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة قاصدي مرباح , کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , الجزائر , ص3 .
خالد بن إبراهيم العواد مستقبل التعليم في المملکة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف, (الرياض: وزارة المعارف، مرکز التطوير
التربوي , 1998م) ص .
ابن منظور : لسان العرب , الطبعة الثالثة (دار صادر , بيروت , 1414ه) , ج11 ص537 .
Bell , Wendell , Foundations of future studies , op. cit., p:69 .
عواطف عبد الرحمن: الدراسات المستقبلية " الإشکالات والآفاق , مرجع سابق , ص14 : 15 .
ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص49 : 50 .
سالم الخوالدة وآخرون : تصورات أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحکومية لمستقبل الحياة على کوکب الأرض حتى 2020م, مجلة جامعة دمشق , المجلد: 25 , عدد: 3 : 4 , 2009 , ص215 .
10.دراسة حول رصد وتحليل بعض التنبؤات العالمية وانعکاساتها المستقبلية على دولة الکويت , مرجع سابق , ص8 .
Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p 1457 .
11.أمنية الجمل : مرجع سابق , ص29 : 31 .
12.مالک عبد الله المهدي: ماهية مفهوم ودلالات الدراسات المستقبلية , في: ملتقى الرؤى المستقبلية العربية والشراکات الدولية (السودان , الخرطوم 3 : 5 فبراير , 2013) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , کلية العلوم الاستراتيجية , ص4 : 5 .
13.علي عبد الرازق جلبي: مرجع سابق , ص118 .
14.عاصم محمد حسين: استشراف المستقبل من منظور إسلامي , مداخل أساسية (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد18 , 2015 ) , ص17 : 18 .
18.ضياء الدين زاهر: الدراسات المستقبلية مفاهيم دراسات تطبيقات، مرکز الکتاب للنشر والمرکز العربي للتعليم والتنمية، القاهرة، 2004, ص 56. وانظر:
19.فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي : مرجع سابق، ص : 28-29.
20.محمد ماهر محمود الجمال: مستقبل التعليم العربي باستخدام مدخل tip، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، کلية التربية جامعة المنيا، العدد2، المجلد (17) , 2003، ص 189.
21.محمد عبد الحميد إبراهيم: الاتجاهات المعاصرة في دراسة المستقبل رؤية سوسيولوجية، مجلة شؤون اجتماعية، العدد (85) ، 2005م , ص 110.
22.أبو هنطش عبد المجيد أحمد , مرجع سابق , ص3: 4 .
23.محمد إبراهيم منصور: توطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية : الأهمية والصعوبات والشروط (مکتبة الإسکندرية وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 20 , 2016م) , ص26 .
25.ألفين توفلر : صدمة المستقبل : المتغيرات في عالم الغد , ترجمة: محمد علي ناصف , الطبعة الثانية (القاهرة , الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية , 1990م) , ص4 .
26.راجي عنايت : المستقبل بين الشرق والغرب , الطبعة الثانية (القاهرة , دار الشروق , 1987م) , ص10 : 13 .
27.رفيق المصري : خيار الدولتين : الفلسطينية والإسرائيلية والسيناريوهات البديلة , مجلة دراسات مستقبلية فلسطينية , 2014 (فلسطين , جامعة القدس المفتوحة , مرکز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي , 2014م) , ص5 .
28. Kadlubek, Sabine, et.al.,Futures Studies methods for Knowledge management , in academic research, In : Janowicz, Krzysztof, et.al. ,Knowledge engineering and Knowledge management, 19 lnternational Conference (Sweden:Linkoping,Springer) Nov 24-28,2014,p:201.
31.رحيم الساعدي : المستقبل في الفکر اليوناني والإسلامي : مدخل إلى علم الدراسات المستقبلية , ج1 , (بغداد , دار الفراهيدي , 2011م) , ص28 .
32.ويندل بل : الدراسات المستقبلية وفلسفة العلم الحديث , ترجمة: أمنية الجمل ومحمد العربي (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 19 , 2016م) , ص39 .
33.محمد الرجراجي بريش , المدخل إلى علوم المستقبل , مجلة الهدى , (المغرب , الرباط )عدد: 21 , 1989م , ص42 .
34. Adam,Barbara, Has the future already happened? ,In:Future matters :futures Known, created and minded, An International Confidence (U.K:Cardiff University ) , sep, 4-6,2006,p:1
35.راجي عنايت , مرجع سابق , ص15 .
36. Dator, Jim,Alternative future at the Manoa school, Journal of Futures Studies, 14 (2),2009,pp: 2 : 3 .
37.راشد الدوراري, وآخرون , وثيقة منهجية حول الدراسات الاستشرافية ) تونس , وزارة التربية , المرکز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية , قسم البحوث الاستشرافية والمقارنة , أکتوبر , 2011) , ص3 .
38.عواطف عبد الرحمن: بحوث في الصحافة المعاصرة, مرجع سابق , ص319 : 320 .
39.محمود عبد الفضيل: مرجع سابق , ص51 : 52 .
40.عاصم محمد حسين , مرجع سابق , ص23 : 24 .
41.إبراهيم العيسوي: مرجع سابق , ص12 : 14 .
42. Harvey, Nigel , improving Judgemement in forecasting, In: Armstrong, Scott, (Ed.,) principles of forecasting: a Handbook of researchers and practitioners (USA: New york, Kluwer Academic publishers, 2002) p: 59 : 65 .
43.محمد عبد الحميد: البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص268.
44.ويندل بل: مرجع سابق , ص41 .
45.إلينورا باربييري ماسيني, الدراسات المستقبلية والاتجاهات نحو التوحد والاختلاف , ترجمة: محمد جلال عباس , المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية (مصر: اليونسکو) عدد: 137 , أغسطس 1993 , ص3 .
46.فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي: مرجع سابق، ص 51.
47.علي عبد الرزاق جلبي , مرجع سابق , ص127 .
48.نسمة فايق کمال: العوامل المؤثرة على مستقبل الصحافة الرياضية المتخصصة في مصر خلال الفترة من 2011 حتى 2021 , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة القاهرة , کلية الإعلام, 2014 ) , ص35 .
49.أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 .
50.محمد عبد الحميد , البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص269 .
51.محمد صالح نبيه: المستقبليات والتعليم، سلسلة موسوعة التعليم في عصر العولمة رقم (1) ، دار الکتاب المصري، القاهرة , 2002م ، ص 12.
52.خالد قدري إبراهيم: تجويد التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية في ضوء الدراسات المستقبلية، المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة، 2000, ص 50 .
53.إلينورا باربييري ماسيني, مرجع سابق , ص4 .
54.شاکر عبد الحميد: الخيال من الکهف إلى الواقع الافتراضي , سلسلة عالم المعرفة , عدد: 360 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 2009) , ص252 : 254 .
55. Kicker, Darrell, op. cit., p: 161 : 174
56. Inayatullah, Sohail, op. cit., p: 37 .
57. Dator, Jim, What future studies is, and is not, p: 1, Available at: www. Futures. Hawaii. edu, retrieved at: 24 – 8 – 2016 .
58.توم لومباردو , قيمة الوعي بالمستقبل, في: سينثيا ج. واجنر (محرر) , الاستشراف والابتکار والاستراتيجية , ترجمة صباح صديق الدملوجي (بيروت , مرکز دراسات الوحدة العربية , 2009م) , ص441 .
61.أميل فهمي شنودة: فعالية الدراسات المستقبلية في التنبؤ للتخطيط الاستراتيجي وجودته في التعليم العالي، المؤتمر السنوي العربي الخامس الدولي الثاني، "الاتجاهات الحديثة في تطوير الأداء المؤسسي والاکاديمي في مؤسسات التعليم العالي النوعي في مصر والعالم العربي، الفترة من 14-15، 2010 ,کلية التربية النوعية بالمنصورة ، ص 10 .
62.ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص54 .
63.أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 : 25 .
64.عبد الباسط عبد المعطي: الدراسات المستقبلية : المتطلبات والجدوى العلمية والمجتمعية , مرجع سابق , ص59 : 76 .
65.وائل محمد إسماعيل , مرجع سابق , ص78 .
66.ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتکاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات , مرجع سابق , ص510 : 511 .
67.جون ج. تايلور, عقول المستقبل, ترجمة لطفي فطيم, سلسلة عالم المعرفة, عدد: 92 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 1985م ) .
(1) وليد عبد الحي : مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي , الطبعة الأولى (أبو ظبي , مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , 2007م) , ص7 .
1-شيماء نقاز (2017م): الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة قاصدي مرباح , کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , الجزائر , ص3 .
2-خالد بن إبراهيم العواد مستقبل التعليم في المملکة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف, (الرياض: وزارة المعارف، مرکز التطوير
التربوي , 1998م) ص .
3-ابن منظور : لسان العرب , الطبعة الثالثة (دار صادر , بيروت , 1414ه) , ج11 ص537 .
Bell , Wendell , Foundations of future studies , op. cit., p:69 .(4
1- عواطف عبد الرحمن: الدراسات المستقبلية " الإشکالات والآفاق , مرجع سابق , ص14 : 15 .
2- Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p: 1428 .
3- ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص49 : 50 .
4- سالم الخوالدة وآخرون : تصورات أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحکومية لمستقبل الحياة على کوکب الأرض حتى 2020م, مجلة جامعة دمشق , المجلد: 25 , عدد: 3 : 4 , 2009 , ص215 .
5- Inayatullah, Sohail, Futures studies: theories and Methods (spain: Madrid , BBVA,2013, p: 37 .
6-دراسة حول رصد وتحليل بعض التنبؤات العالمية وانعکاساتها المستقبلية على دولة الکويت , مرجع سابق , ص8 .
7-نفس المرجع السابق , ص9 .
1-Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p 1457 .
2- أمنية الجمل : مرجع سابق , ص29 : 31 .
3- مالک عبد الله المهدي: ماهية مفهوم ودلالات الدراسات المستقبلية , في: ملتقى الرؤى المستقبلية العربية والشراکات الدولية (السودان , الخرطوم 3 : 5 فبراير , 2013) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , کلية العلوم الاستراتيجية , ص4 : 5 .
3- ضياء الدين زاهر: الدراسات المستقبلية مفاهيم دراسات تطبيقات، مرکز الکتاب للنشر والمرکز العربي للتعليم والتنمية، القاهرة، 2004, ص 56. وانظر:
_ فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي : مرجع سابق، ص : 28-29.
_ محمد ماهر محمود الجمال: مستقبل التعليم العربي باستخدام مدخل tip، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، کلية التربية جامعة المنيا، العدد2، المجلد (17) , 2003، ص 189.
(1) محمد عبد الحميد إبراهيم: الاتجاهات المعاصرة في دراسة المستقبل رؤية سوسيولوجية، مجلة شؤون اجتماعية، العدد (85) ، 2005م , ص 110.
1- أبو هنطش عبد المجيد أحمد , مرجع سابق , ص3: 4 .
2- محمد إبراهيم منصور: توطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية : الأهمية والصعوبات والشروط (مکتبة الإسکندرية وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 20 , 2016م) , ص26 .
4- ألفين توفلر : صدمة المستقبل : المتغيرات في عالم الغد , ترجمة: محمد علي ناصف , الطبعة الثانية (القاهرة , الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية , 1990م) , ص4 .
5-Bell,Wendell &Mau, James (Ed. ,) Sociology of the future:Theory,case,and annotated Bibliography, 3th ed., (USA:New York, Russel SAGE foundation, 1973) p:7 .
6- راجي عنايت : المستقبل بين الشرق والغرب , الطبعة الثانية (القاهرة , دار الشروق , 1987م) , ص10 : 13 .
7- رفيق المصري : خيار الدولتين : الفلسطينية والإسرائيلية والسيناريوهات البديلة , مجلة دراسات مستقبلية فلسطينية , 2014 (فلسطين , جامعة القدس المفتوحة , مرکز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي , 2014م) , ص5 .
8-Kadlubek, Sabine, et.al.,Futures Studies methods for Knowledge management , in academic research, In : Janowicz, Krzysztof, et.al. ,Knowledge engineering and Knowledge management, 19 lnternational Conference (Sweden:Linkoping,Springer) Nov 24-28,2014,p:201.
3- رحيم الساعدي : المستقبل في الفکر اليوناني والإسلامي : مدخل إلى علم الدراسات المستقبلية , ج1 , (بغداد , دار الفراهيدي , 2011م) , ص28 .
1- ويندل بل : الدراسات المستقبلية وفلسفة العلم الحديث , ترجمة: أمنية الجمل ومحمد العربي (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 19 , 2016م) , ص39 .
2- محمد الرجراجي بريش , المدخل إلى علوم المستقبل , مجلة الهدى , (المغرب , الرباط )عدد: 21 , 1989م , ص42 .
(3) Adam,Barbara, Has the future already happened? ,In:Future matters :futures Known, created and minded, An International Confidence (U.K:Cardiff University ) , sep, 4-6,2006,p:1
(4) راجي عنايت , مرجع سابق , ص15 .
5-Dator, Jim,Alternative future at the Manoa school, Journal of Futures Studies, 14 (2),2009,pp: 2 : 3 .
6- راشد الدوراري, وآخرون , وثيقة منهجية حول الدراسات الاستشرافية ) تونس , وزارة التربية , المرکز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية , قسم البحوث الاستشرافية والمقارنة , أکتوبر , 2011) , ص3 .
8- عواطف عبد الرحمن: بحوث في الصحافة المعاصرة, مرجع سابق , ص319 : 320 .
9- محمود عبد الفضيل: مرجع سابق , ص51 : 52 .
1- عاصم محمد حسين , مرجع سابق , ص23 : 24 .
2- إبراهيم العيسوي: مرجع سابق , ص12 : 14 .
3-Harvey, Nigel , improving Judgemement in forecasting, In: Armstrong, Scott, (Ed.,) principles of forecasting: a Handbook of researchers and practitioners (USA: New york, Kluwer Academic publishers, 2002) p: 59 : 65 .
1- محمد عبد الحميد: البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص268.
2- ويندل بل: مرجع سابق , ص41 .
3-Michel, Godet, Creating futures: scenario planning as strategic management tool, op. cit., p: vii .
Wheerl, Wright, op. Cit., p:27 .4-
5-إلينورا باربييري ماسيني, الدراسات المستقبلية والاتجاهات نحو التوحد والاختلاف , ترجمة: محمد جلال عباس , المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية (مصر: اليونسکو) عدد: 137 , أغسطس 1993 , ص3 .
1- فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي: مرجع سابق، ص 51.
2- علي عبد الرزاق جلبي , مرجع سابق , ص127 .
3- نسمة فايق کمال: العوامل المؤثرة على مستقبل الصحافة الرياضية المتخصصة في مصر خلال الفترة من 2011 حتى 2021 , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة القاهرة , کلية الإعلام, 2014 ) , ص35 .
4-أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 .
5- محمد عبد الحميد , البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص269 .
1- محمد صالح نبيه: المستقبليات والتعليم، سلسلة موسوعة التعليم في عصر العولمة رقم (1) ، دار الکتاب المصري، القاهرة , 2002م ، ص 12.
2- خالد قدري إبراهيم: تجويد التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية في ضوء الدراسات المستقبلية، المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة، 2000, ص 50 .
3- إلينورا باربييري ماسيني, مرجع سابق , ص4 .
4- شاکر عبد الحميد: الخيال من الکهف إلى الواقع الافتراضي , سلسلة عالم المعرفة , عدد: 360 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 2009) , ص252 : 254 .
5-Kicker, Darrell, op. cit., p: 161 : 174
6-Inayatullah, Sohail, op. cit., p: 37 .
1- Dator, Jim, What future studies is, and is not, p: 1, Available at: www. Futures. Hawaii. edu, retrieved at: 24 – 8 – 2016 .
2- توم لومباردو , قيمة الوعي بالمستقبل, في: سينثيا ج. واجنر (محرر) , الاستشراف والابتکار والاستراتيجية , ترجمة صباح صديق الدملوجي (بيروت , مرکز دراسات الوحدة العربية , 2009م) , ص441 .
5- أميل فهمي شنودة: فعالية الدراسات المستقبلية في التنبؤ للتخطيط الاستراتيجي وجودته في التعليم العالي، المؤتمر السنوي العربي الخامس الدولي الثاني، "الاتجاهات الحديثة في تطوير الأداء المؤسسي والاکاديمي في مؤسسات التعليم العالي النوعي في مصر والعالم العربي، الفترة من 14-15، 2010 ,کلية التربية النوعية بالمنصورة ، ص 10 .
1- ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص54 .
2- أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 : 25 .
3- عبد الباسط عبد المعطي: الدراسات المستقبلية : المتطلبات والجدوى العلمية والمجتمعية , مرجع سابق , ص59 : 76 .
4- وائل محمد إسماعيل , مرجع سابق , ص78 .
5-Ogilvy, Jame, op. Cit., p:5 .
6- ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتکاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات , مرجع سابق , ص510 : 511 .
7 -جون ج. تايلور, عقول المستقبل, ترجمة لطفي فطيم, سلسلة عالم المعرفة, عدد: 92 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 1985م ) .
المراجع
واقع الدراسات المستقبلية في العلاقات العامة
الباحث / محمــد عامــر محمد العجمي
باحث ماجستير – قسم الإعلام - کلية الأداب
جامعة جنوب الوادى
مقدمة :
عندما سُئل العالم المشهور ألبرت آينشتاين لماذا يبدي اهتمامًا بالمستقبل قال: " ببساطة, لأننا ذاهبون إلى هناک", غير أنَّ المشکلة التاريخية في التعامل مع المستقبل هي في القدرة على معرفته، فالحاضر شاخص بيننا، والماضي عرفناه وخبرنا وقائعه، لکن المستقبل يمثل المساحة الزمنية المجهولة تمامًا ([1]) .
لذا يعتبر الاهتمام بالمستقبل شيئًا مميزًا أو سمة بشرية ظهرت منذ فجر التاريخ, وبهذا کان للفلاسفة والمؤرخين دورٌ کبيرٌ في الماضي في الإعلاء من شأن التفکير بالمستقبل بصورة مباشرة وغير مباشرة, حيث کان يُحيَّ التنبؤ بالمستقبل ويصفه بأنه أسمى الفنون, وبهذا اهتم البشر دائما بالمستقبل, وکان ذلک ظاهر بوضوح في کل الحضارات القديمة حيث سعت بهذا إلى تطوير وسائل وأساليب التنبؤ بالمستقبليات.
وتعتبر الدراسات المستقبلية محاولة لاستکشاف المستقبل وفق الأهداف والخطط, وهي ليست نتاجا للتقدم العلمي الحديث بل هي جزء من الثقافة البشرية وتفسيرًا للعملية المستقبلية وبهذا اتضحت الدراسات المستقبلية على أنها نستند على عدد من الأسس وأنها أکثر جدل وإثارة وترکيز على الأهمية الحاسمة للبدائل, کما أصبحت الدراسات المستقبلية تشکل علمًا وجهدًا علميًا منظمًا لتوضيح التحديات الحالية والمستقبلية, وميدانًا من ميادين المعرفة يزداد الاهتمام بها في الدول المتقدمة وتشهد بذلک تطورات متلاحقة في مناهجها وأساليبها وتطبيقاتها حتى صارت لها مکانة مرموقة بين سائر ميادين المعرفة, ولم يعد ثمة حرج في الإشارة إلى هذا الميدان باعتباره علمًا من العلوم الاجتماعية .
ومن دون شک فإنَّ علم المستقبليات يحاول وصف المستقبل ورسمه وتحديده بواسطة الحاضر ويهتم ببناء الأسس الفکرية المستندة بشکل لا جدال فيه إلى المعطيات العلمية لتمکنه من الاستحکام والتثبيت من معلوماته التي تخص الظاهرة المراد استشرافها .
إنَّ الدراسات المستقبلية تحمل صفة العلم بسبب اعتمادها على مناهج علمية مهمة في التحليل واستخدامها للأدوات العلمية مثل الاستنتاج والتحليل والمقارنة والمنطق, ويضاف لذلک الالتزام بالموضوعية ووجود غاية التي تسعى إليها تلک الدراسات إضافة إلى استخدام وسائل المعرفة ([2]) .
ويتناول هذا البحث تعريف الدراسات المستقبلية وأهدافها وأهميتها في مجال العلاقات.
أ: تعريف الدراسات المستقبلية:
المعنى اللُّغوي للاستشراف، يحمل في مضمونه معاني النظر إلى الشيء البعيد، ومحاولة التعرف عليه، واتخاذ السُّبل التي توصل إلى ذلک بدقة کالصعود إلى مکان مرتفع يُتيح فرصة أکبر للاســتطـــلاع ([3]), وفي لــــسان العـــــرب: "وقبل الشيء وأقـــبل: ضـــد دَبَــــر وأَدْبَرَ وقبلت المکــان: استقبلته " ([4]) .
ونظرًا لحداثة الاهتمام بالعمل المستقبلي نسبيًا, وعلى الأخص في الدول النامية فإن من الأهمية بمکان, الإشارة إلى أهم المفاهيم والمصطلحات المستخدمة, أو ذات العلاقة بالاستشراف والدراسات المستقبلية, وتتباين المفاهيم المستخدمة للإشارة إلى الدراسات المستقبلية, وأهمها:
1) علم المستقبلFuturology :
وظهر في الولايات المتحدة عام 1944 على يد السياسي الالماني أوسيب فلختايم لإدانة المارکسية، وهو مشتق من الکلمة اللاتينية Futurms التي تعني المستقبل، الکلمة اليونانية "Logos" التي تعني العلم([5]). فعلم المستقبل Futurology ارتبط تاريخيًا بالتبشير بمستقبل التکنولوجيا وتأثيرها الحاسم في تحديد صورة المستقبل بالنسبة للعالم ککل، وهو يعني التبشير الجزئي ببعض جوانب المستقبل([6]), وأصبح مصطلح قديم يستخدم فقط في إطار فکاهي أو للهجوم عليه([7]).
2) الدراسات المستقبلية Futures Studies:
وهو الأکثر انتشارًا في العالم بعد توجيه انتقادات حادة إلى مصطلح علم المستقبل لالتزامه بالطابع البراغماتي التکنولوجي الأمريکي وإهمال الجوانب الاجتماعية، وکذا عدم تحقيقه لشروط العلم بترکيزه على المعرفة فقط([8]), فالدراسات المستقبلية هي جهد علمي منظم لدراسة صياغة مجموعة تنبؤات مشروطة تشمل المعالم الرئيسية للأوضاع مجتمع أو أکثر عبر مرحلة زمنية مقبلة([9])، وهي الدراسة المنظمة للمستقبلات المحتملة، الممکنة، والمرغوبة ([10]) .
- المستقبل الممکن Possible future : يُعبر عن البدائل الممکن وقوعها .
- المستقبل المحتمل Probable future : يُعبر عن البدائل المحتمل وقوعها بشدة , أو تلک المرجح حدوثها .
- المستقبل المرغوب Desirable future : يُعبر عن البدائل المفضل وقوعها ([11]) .
3) المستقبلات البديلة Alternative future:
يُعد من جانب الکثيرين المفهوم المحوري للدراسات المستقبلية, ويفترض هذا المفهوم أن الأفراد أو الجماعات ليسوا مقيدين بمسار محدد بذاته إلى مستقبل واحد, وأنه باستخدام قدراتهم على التنبؤ وصنع القرار يمکن أن تتوافر لهم الإرادة الحرة للاختيار من بين تشکيلة واسعة من المسارات والاختيارات المستقبلية ([12]) .
4) الاستشراف The Foresight:
وهو مفهوم واسع الانتشار في الکتابات الانجلو- أمريکية، وينتظر التغيير ثم يتحرک بعدها کرد فعل، واستباق التغييرPreactivity هو ما يقود کل المداخل في الدراسات المستقبلية، التنبؤ ،Forecasting بناء السيناريو، والرؤية Foresight([13]), وهناک من يرى أن هذا المصطلح ظهر في ثمانينيات القرن العشرين و يستخدم بشکل واسع حاليًا لتطوير التوجه الاستراتيجي ([14]).
وقد تعددت المصطلحات عند العرب للدلالة على دراسة المستقبل، إلا أن مصطلحات استشراف المستقبل، المستقبلية، وعلوم المستقبل أکثر انتشارا من غيرها، وإن کان المصطلح الأول هو الأکثر تداولا في الأدبيات العربية ويفضله البعض لما يحمله من دلالة عريقة في اللغة العربية([15])، وهو يعني تحديد النظر إلى الشيء بشکل يجعل الناظر أقوى على إدراکه واستبيانه کأن يبسط الکف فوق الحاجب کالمستظل من الشمس أو ينظر إليه من شرفة أو مکان مرتفع أو يمد عنقه أو يسدد بصره نحوه([16]). فمعنى الاستشراف في اللغة يدور حول العلو، والمجد والحسب، والاستقبال، فالشين والراء والفاء أصل يدل على علو وارتفاع، والاستشراف لا يعني ضمان وقوع المستقبل بقدر ما يعطي قراءات تساعد في التحسب والتوقع، ويستند إلى طرق محسوبة ونظريات لها بعدها الرقمي، لنظرية الاحتمالات، التنبؤات الإحصائية ([17]) .
وبعد مراجعة تعريفات الدراسات المستقبلية يتضح أنه لا يوجد إجماع على تعريف موحد؛ لانعدام الوعي بتاريخها البحثي ([18])، وتعدد تصورات هذه الدراسات، ووجود بعض الالتباسات بينها وبين اليوتيوبيا والتخطيط والتنبؤ ([19]). والمصطلح الأکثر انتشارًا في العالم هو الدراسات المستقبلية Futures Studies وظهر في الولايات المتحدة، ويراه البعض أصدق المصطلحات دلالة عليها؛ فکلمة (الدراسات أو الدراسة) تُـفيد جهدًا مبذولًا، وکلمة (المستقبلية) تعني أنها تستهدف جزء من المستقبل بدراسة العوامل المؤثرة فيه([20])، يليه مصطلح الرؤية المستقبلية La Prospective وطرحه الفيلسوف في الفرنسي برجيهGaston Berger وزميله جوفينيل في منتصف خمسينيات القرن العشرين کبديل لعلم المستقبل([21]) ومفهوم الرؤية المستقبلية لا ينتظر التغيير ولکنه يهدف للاستباق والسيطرة لإحداث التغيير المرغوب Proactivily، بوسائل التخطيط الاستراتيجي([22]) .
ب: أهداف الدراسات المستقبلية:
محاولة استشراف المستقبل تهدف إلى التمکن من السيطرة عليه، وصناعة عالم أفضل يعيش فيه الإنسان، کما أنها تهدف إلى مساعدة صانعي القرار على اتخاذ قرارات وسياسات رشيدة، فليس الهدف منها هو الإنباء عن المستقبل، بمعنى تقديم تنبؤات غير شرطية وغير احتمالية بالأحداث المستقبلية. وبشکل أکثر تحديدًا يمکن القول أن الدراسات المستقبلية تساعدنا على صنع مستقبل أفضل، من خلال ما تحققه لنا من أهداف, أهمها([23]):
1) تفسير الماضي وتوجيه الحاضر، فالماضي له تأثير على الحاضر وعلى المستقبل، وإن کثيرًا من الأمور تتوقف على کيفية قراءة وإعادة قراءة الماضي .
2) تقديم الأفکار والمقترحات التي تساعد المجتمع على التکيف مع المتغيرات الاقتصادية والتکنولوجية والاجتماعية السريعة، حيث تحاول رسم صور للمجتمع من حيث القيم الاجتماعية والعادات التي من الممکن إهمالها أو إدماجها في ثقافة المجتمع، وکذلک النظم والاتجاهات السياسية المتوقع حدوثها في المستقبل، ومدى تأثيرها على النظم التعليمية السائدة في المجتمع في المستقبل .
3) توفير القاعدة المعرفية التي تلزم لصياغة الاستراتيجيات ورسم الخطط، فکل عمل تخطيطي جاد غالبًا ما يکون مسبوقًا بنوع ما وبقدر ما من العمل الاستشرافي، کطرح بدائل أولية مثلًا لمعدلات مختلفة للنمو.
4) توفير إطار زمني طويل المدى لما قد يُتخذ من قرارات اليوم، ومن ثم العمل لا على هَدي الماضي ولا بأسلوب تدبير العيش يومًا بيوم، أو معالجة الأزمات ومواجهتها بعد أن تکون قد وقعت؛ بل العمل وفق نظرة طويلة المدى وبأفق زمني طويل نسبيًا .
5) فحص مجموعة متنوعة من المتتاليات أو المترتبات "إذًا ... عندئذٍ"، وهذا الهدف يضعنا غالبًا في مجال توليد السيناريو أو أسلوب مباراة المحاکاة، أي استکشاف مجموعة من النواتج التي قد تکون ذات تأثير علينا وعلى مستقبلنا .
6) إعادة اکتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا, واکتشاف مسارات جديدة يُـمکن أن تحقق تنمية شاملة وسريعة ومتواصلة .
7) مساعدة الأفراد على الحياة في عالم متغير، وذلک عن طريق توفير خبرات سابقة، حتى لا يأتي المستقبل صدمة، وإحداث التوازن بين متطلبات الحاضر في مواجهة تلک الخاصة بالمستقبل .
ومن هنا تکتسب الدراسات المستقبلية طابعها الخاص وأهدافها النوعية داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية. فهذه الدراسات لا تهدف إلى التنبؤ بالمستقبل أو تقديم نبوءات غير مشروطة وغير احتمالية بالأحداث المستقبلية؛ بل تقدم فهمًا احتماليًا ومشروطًا للمستقبل، لذا تتعدد السيناريوهات التي يقدمها الاستشراف. کما لا تهدف إلى وضع الخطط والاستراتيجيات، وإن کانت تفيد في توفير القاعدة المعرفية اللازمة لرسم الخطط وصياغة الاستراتيجيات، کما تفيد في اکتشاف المشکلات قبل وقوعها والتهيؤ لمواجهة التغيرات الحادثة في المستقبل، بالإضافة إلى ذلک تساعد الدراسات المستقبلية في اکتشاف مواردنا وطاقاتنا، وبلورة الخيارات الممکنة والمتاحة وترشيد عملية المفاضلة بينها ([24]) .
فالدراسات المستقبلية عملية ممنهجة تخضع للأساليب العلمية، تقدم عدة صور للمستقبل وفق قاعدة علمية وبيانات وإحصاءات، تهدف إلى تحديد العوامل الحاکمة في تشکيل المستقبل، وکيفية التدخل لتوجيه تلک العوامل لتحقيق أهداف منشودة تم وضعها سلفًا، والاستعداد للمستقبل بما يحمله من مخاطر.
أهمية الدراسات المستقبلية:
أصبح استشراف المستقبل في عالم اليوم ضرورة ملحة في جميع الأمور وعلى کافة المستويات؛ فبعد أن کان صناع القرار يتعاملون مع قضايا محلية أو إقليمية، اکتسبت مشکلات اليوم طابعًا أکثر عالمية وأبعد مدى وباتت أسبابها معقدة أو مرتبطة فيما بينها([25]) ولأن السمة المميزة للعصر الحالي هي التغير السريع والمضطر، فإنه يتوجب علي البشرية الاستعداد له ومواجهته بجهد جماعي علمي يستشرف هذه التغيرات وما تنذر به من تحديات([26])، کما توجب على المنظمات والکيانات المختلفة التعرف على الاتجاهات المستقبلية وتغيرات السوق للبقاء والاستمرار([27]), ويري ألفين توفلر في کتابه صدمة المستقبل أننا سنواجه مصاعب متزايدة في فهم المشکلات إذا لم نستعن بالمستقبل کأداة للفهم ولتوضيح ما يمکن أن نفعله([28])، والرجل العصري لا ينظر للماضي ببساطة ولکنه يراه في ضوء معناه بالنسبة للحاضر والمستقبل([29]). وزادت أهمية دراسة المستقبل بسبب ما يواجه عالم اليوم من مشاکل معقدة ومتشابکة([30]). فالبحث المستقبلي يشکل عماد تطوير وتنمية المجتمع الحديث، وبرسم سياسات مستقبلية مرغوبة للتنمية في کافه المجالات والميادين ([31]) .
فالدراسات المستقبلية تساعد في صنع مستقبل أفضل بفضل ما تؤمنه من منافع متعددة أهمها :
1) تنمية وتطوير الوعي للاهتمام بالمستقبل، وتحريک العقل العملي والفکر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل والنفسي العام، وتقدم رؤية طويلة المدى ومعارف متعلقة بها لأوجه متعددة للمستقبل([32]) .
2) استباق الازمات ومنع حدوثها والمساعدة في عمليات صنع القرار، والإسهام في تقدم العلم والفکر.
7) استثمار التراث الإسلامي في الدراسات التي تستند لحداثة وأصالة على مستوى الأفکار والمشاريع ([35]) .
أنماط الدراسات المستقبلية:
أولا: الضوابط المنهجية للدراسات المستقبلية:
رغم أن الدراسات المستقبلية مجال لا يمکن أن يتصف بأنه علمي (لأن هدفه، وهو المستقبل لم يتواجد بعد) إلا أن هناک الکثير من المناهج البالغة التطور تحت تصرف هذه الدراسات، کما أن بإمکانها أن تکون مفيدة لمجالات علمية أخرى, ورغم أن الدراسات المستقبلية تتشارک الکثير من الخصائص المتشابهة للفن، کما تفعل مع العلم، فإنها في الأساس علم، فعلى عکس الفنانين فإن باحثي الدراسات المستقبلية مقيدون بالسعي وراء الحقيقة کما العلماء، واذا کانت تأکيداتهم في جزء منها قائمة على حدس إضافي تتداخل فيه التنبؤات، فانهم قد يجدوا قاعدة لتأکيداتهم في المنطق العقلاني والموضوعي، والذي يشابه- إن لم يکن مطابقا- التفکير العلمي([36]). فاستشراف المستقبل ليس تنبؤ بالغيب بل هو علم له مقوماته وفنونه([37])، فالمستقبل هو ما لم يحدث بعد فهو مجال الممکن والاحتمالات والاحلام ،الخطط، والمشروعات ([38]) .
وعملية التنبؤ العلمي بالمستقبل ليست لعبة حظ، فهي تعتمد حاليًا على جمع الحقائق والمعلومات وتحليلها وتصنيفها، والاعتماد المکثف على الکمبيوتر، فالعالم المستقبل يقدم الى الکمبيوتر کافة المؤشرات والمواقف والاتجاهات التي تکون غالبا شذرات من المعلومات المتناثرة والغامضة، ثم يقوم بتحليل النتائج التي يقدمها الکمبيوتر ويحاول أن يستنيط من ذلک الاتجاه الذي تسير وفقه الأمور([39]). وهناک عدة مکونات لعملية الرؤية المستقبلية يتمثل اهمها في :تقييم وفهم الماضي، التنبؤ بمجالات المستقبل، دراسة المستقبلات البديلة، وضع رؤية للمستقبل، ابتکار المستقبل، تأسيس أو تنظيم البحث المستقبلي ([40]). وعملية التنبؤ تبدأ بجمع الحقائق والمعلومات وتحليلها وتصنيفها، طرح افتراضات منطقية مترابطة([41])، تکوين رؤية تخيلية، نشر صور محددة للمستقبل، تقييم هذه الرؤى کصور مرغوبة أو مرغوبا عنها، وأخيرًا القيام بأعمال معينة لإيجاد هذه الصور في الواقع أو لمنع حدوثها ([42]) .
ورغم الاهتمام المتزايد بالدراسات المستقبلية فانه لازالت علم حديثة العهد لم يستکمل بعد اطره النظرية والمنهجية([43])؛ فالخطاب الاستشرافي احتمالي بالضرورة يتضمن تعيين الحرجة للمستقبل وحساب الفرص والمأزق المستقبلية في ضوء القيود والإمکانات القائمة والاحتمالية ([44])وثمة مجموعة من الخصائص المنهجية المرغوب توافرها في الدراسات المستقبلية الجيدة من أبرزها:
1) الشمول والنظرة الکلية للأمور ومراعاة التعقيد Complexity: في سياق منهجي عابر للتخصصات، حيث يجرى التعقيد في کافة مظاهر الحياه ابتداء بالإنسان نفسه، فالفيزياء وحدها- مثلا -لا تستطيع توضيح مسارات الأشياء من خلال قوانينها فقط، ووجود هذا التعقيد في حد ذاته يجعل التناول السببي للعلاقات الظواهر فيما بينهم حذرا، وهو يدعم بشدة ظهور أحداث وعلاقات جديدة يتطلب التفريق فيها بين العلة والمعلول جهدا ليس باليسير([45]).
2) القراءة الجيدة للماضي: باتجاهات مضادة للاتجاه العام السائد؛ حيث أنه کثيرا ما تشکل الأخيرة مفاتيح جيدة لفهم الاتجاهات المحتملة في المستقبل، وتفيد في معرفة تجارب الآخرين وخبراتهم.
3) الحيادية في التعرف على کل البدائل، وتحليل الادعاءات وتداعياتها، وفق معايير متفق عليها سلفاً.
4) عمل الفريق المتفاهم والمتعاون وأن يقوم بوضع الخطة أکثر من شخص لضمان زيادة نسب النجاح ([46]) .
5) استخدام قائمة بأنواعها المعلومات المتعلقة بمهمة التنبؤ ومشکلته ومراحل التنبؤ التي سيمر بها .
6) دراسة البيانات في شکل رسومات توضيحية أفضل من الجداول عند القيام بإصدار الأحکام التنبؤية .
7) المزج بين الأساليب الکيفية والکمية واستخدام أکثر من طريقة لتقليل التحيز وعدم الثبات في القياس ([47]) .
8) عدم صلاحية الاعتماد على أسلوب العينات في انتقاد المصادر وجمع البيانات؛ فبيانات البحوث المستقبلية عادة ما تستخدم للعرض الصادق لحرکة المتغيرات وتطورها .
9) يجب أن تقوم العملية على خطوات منهجية منتظمة, وأن يتم توثيقها ليستطيع الآخرون تتبعها, وأن يتم توفير أدوات الحکم بصدق التنبؤ والثقة في النتائج المستقبلية .
10) تحديد المدى الزمني للتنبؤ, حيث ترتبط دقة الاستدلال بهذا المدى وابتعاده أو اقترابه من تاريخ العمل المنهجي, فکلما زاد المدى الزمني تأثر مستوى اليقين في الحکم
وحيث أن کل الأشياء قد يکون لها مستقبل, فإن موضوع الدراسات المستقبلية صعب التحديد, کما أن موضوعات الدراسة المحتملة متعددة بتنوع البيئات المختلفة, لذا فإن حقل المستقبليات بالضرورة يتحاوز التخصصات, ويتشارک فيه کل من الموضوعات المتنوعة والخبرات المدروسة في الحقول العديدة المختلفة ([49]), ويقترح جوديت 6 طرق وبرامج للمساعدة في الاستشراف وهي: ورش العمل, برنامج ميک ماک Micmacللتحليل البنائي للنظام, برنامج ماک تور Mactorلتحديد الفاعلين, برنامج مورفول Morpholلرصد المجال بالتحليل المورفولوجي, برنامج سمک بروب اکسبرت Smic Prob - Expertلتقليل عدم اليقين بمقابلات مع الخبراء, وبرنامج ملتي بول Multipol لتقييم واختيار الاختيارات الاستراتيجية ([50])
ثانيا: أنماط الدراسات المستقبلية:
باحثو الدراسات المستقبلية غالبا ما يکررون الدعوة ليس فقط للتعرف والبحث عن المستقبلات الممکنة ولکن أيضًا للمساعدة في عمل الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع هذه المستقبلات([51])، وهناک طرق مختلفة للنظر إلى المستقبل، فيمکن النظر الى المستقبل من منظور استقرائي، يتناول الماضي والحاضر ويستقرئ منهما المستقبل، ويمکن النظر إلى المستقبل الذي يعتبر من وجهة نظر الحاضر مدينة فاضلة أو يوتوبيا, ويمکن أيضًا البحث في الحاضر عن مؤشرات لتحقيق الأهداف المأمولة أو إحباط الأمور التي يخشى من وقوعها([52]), وهناک الکثير من التصنيفات للدراسات المستقبلية يمکن التمييز بين أربعة أنماط أساسية للدراسات المستقبلية من حيث طبيعتها ومصداقيتها ودرجة الثقة فيها, وهذه الأنماط هي:
1) النمط الحدسي:
يقوم هذا النمط على الخبرة الذاتية للباحث الذي يجري الدراسة المستقبلية، ويعتقد البعض أن هذا النمط ينتمي إلى العمل الفني أکثر منه إلى العمل العلمي، حيث يفتقر إلى القاعدة الموضوعية من البيانات والملاحظات التي يمکن بالاعتماد عليها تقويم التنبؤات التي يتوصل إليها الباحث تقويمًا علميًا، ولذلک يوصف هذا النمط بالذاتية التي تقوم على الرؤية الحدسية التي تعکس ذاتية الفرد وخبراته الخاصة، کما يقوم هذا النمط على محاولة التعرف على التفاعلات والتشابکات التي تؤدي إلى صورة معينة يتوقعها الباحث سلفًا دون أن يدعي إثباتها، وهنا تبرز العوامل الذاتية؛ فالحدس ليس إلهامًا ولکنه تقدير يراه بعض الناس الذين ينشغلون بهموم مجتمعهم، ويُسلِّمون علميًا ببعض الأفکار والنظريات التي يمکن أن تلخص وتعبر عن مصالح محددة ([53]) .
2) النمط الاستطلاعي:
يعتمد هذا النمط على استطلاع مستقبل علاقات قامت في الماضي، حيث يتم التعبير الصريح عن کيفية إجراء هذا الاستطلاع، وهذا المدخل تم استخدامه بعد الحرب العالمية الثانية اعتمادًا على تحليل البيانات واتجاهات التغير، وبالاستعانة بأساليب التحليل الرياضية والاحصائية، والحسابات، وتحليل النظم، والنماذج، وبحوث العمليات، والأسلوب المورفولوجي([54]). وهذا النمط يبدأ من الماضي والحاضر الذي ترسمه قاعدة کبيرة من المعلومات والبيانات عن حرکة الظاهرة والعلاقات بين عناصرها وبينها وبين غيرها من الظواهر ونتائج هذه العلاقات، وبناء عليها يصوغ افتراضات حول النتائج المستقبلية، وتحديد صلاحيتها من خلال حقائق ومعطيات الماضي والحاضر معًا([55]). وقد يبدو هذا النمط أکثر موضوعية من النمط الحدسي لاعتماده على البيانات الامبيريقية([56])؛ ولکن يصعب عزل البحث عن ذاتية الباحث في هذا النمط أيضا؛ فالباحث ينتقي المعطيات التي تُسهم في صياغة الافتراضات نفسها، ولذا يتوقف نجاح هذا النوع على مدى تجرد الباحث وتوظيف آليات تُسهم في ضبط اختيار وانتقاء الحقائق والمعطيات و تقرير صلاحية التوقعات ([57]) . وبذلک فهو يهدف إلى استکشاف صورة المستقبل المتوقع أو المحتمل أو الممکن تحقيقه، لکن في ضوء افتراضات معينة يضعها الباحث من البداية، وفي ضوء قاعدة موضوعية من البيانات ذات الطابع الکمي أساسًا، أي أنه نمط يتحقق فيه قدر کبير من الموضوعية([58]) .
3) النمط الاستهدافي أو المعياري:
يعتبر هذا النمط تطويرًا للنمط الحدسي المستمد من الخبرة والتحليل والبصيرة، وينطلق النمط المعياري من ذاتية الباحث لکنه يتجاوزها مستفيدًا بشتى الإضافات المنهجية التي استحدثتها العلوم التطبيقية والرياضية مع عدم إغفال أهمية الخبرات والاستبصارات، ويتميز هذا النمط بالتدخل الواعي من أجل تغيير المسارات المستقبلية للظواهر المدروسة في ضوء أهداف وأحکام محددة سلفًا، وبذلک تبدأ خطواته المنهجية من المستقبل بتحديد أهداف معينة ثم العودة إلى الحاضر مع تحديد الإجراءات والسياسات الکفيلة بتحقيق تلک الأهداف في المستقبل ([59]) .
ويتصل هذا النوع باليوتوبيا (المجتمعات المرجوة) وهو ملئ بالقيم الرفيعة وهو طريقة لتجنب الواقع([60])، وإذا کانت بدايات الخيال العلمي تعود لليوتوبيا، فإن الخيال العلمي يختلف عن اليوتوبيا والفنتازيا، فهو يلتزم بالقوانين العلمية، والمنطق العملي، کما أن الخيال هو حجر الزاوية في النشاط الانساني؛ فهو الذي مکن الإنسان من غزو الفضاء، استکشافه، فهمه، ومحاولة السيطرة عليه([61]), و يؤمن کل من بل ومرکليWendell Bell & Oliver Markley بقدرة الدراسات المستقبلية على إحداث تغيير اجتماعي إيجابي ([62]) .
ففي الخمسين عامًا الأخيرة تحولت دراسة المستقبل من التنبؤ إلى تشکيل المستقبلات البديلة لتکوين المستقبلات المرغوبة([63])وهناک من يرى أن المهمة الرئيسية للدراسات المستقبلية هي أن تسهل للأفراد والجماعات تکوين، وتنفيذ، وإعادة تصور مستقبلاتهم المرغوبة لتوجيه التخطيط الاستراتيجي الذى يحدد عملية صناعة القرار([64]). ويرتبط الوعى المستقبلي بالتفکير الأخلاقي وبصنع القرار بطريقة وثيقة؛ حيث يحدد ما هو مفضل ضمن شروط مجموعة من الأخلاقيات([65]). والحقيقة أن هذه الأفکار ليست جديدة ويمکن تتبعها في آراء أرسطو Aristole ، کما يرفض برجيهGaston Berger، وبلوند Maurice Blondel رؤية المستقبل کمجال يمکن توقعه فقط، ويرون المستقبل کحقل يمکن بناؤه باستخدام المواد والضوابط من الماضي، فالمستقبل لا يمکن التنبؤ به بل يتم إعداده وتجهيزه، بل إن برجيه يذهب إلى أبعد من ذلک بتبني اتجاه الرؤية ProspectiveLa فيرى المستقبل سبب لوجود الحاضر([66]). وينقل هذا التصور عملية الاستشراف من کونها آلية جامدة تعتمد طرقًا حسابية فقط إلى فضاء أوسع، يلتقي فيه المنطق الرياضي مع الأفق الحدسي وهو ما يشکل نوعًا من الاتساق الطبيعي للإنسان([67]) .
4) نمط الأنساق الکلية:
يرکز هذا النمط على مجمل المتغيرات والمتشابکات في إطار موحد يجمع بين النمطين السابقين في شکل تغذية مرتدة، تعتمد على التفاعل المتبادل بينهما، حيث لا تهمل ماضي الظاهرة المدروسة ولا تتجاهل الأسباب الموضوعية التي سوف تفرض نفسها لتغيير المسارات المستقبلية لها، کما يستفيد هذا النمط من مزايا النمطين السابقين، أي يجمع بين البحوث الاستطلاعية التي تستند إلى البيانات والحقائق الموضوعية، وبين البحوث المعيارية التي تولي أهمية خاصة للقدرات الإبداعية والتخيل والاستبصار، ويمثل هذا النمط خطوة متقدمة في المسار المنهجي للبحوث المستقبلية المعاصرة ([68]) .
فإذا کانت المقاربة الاستطلاعية امتدادية غير مبدعة، والاستهدافية قد تجنح إلى الخيال المفرط، فإن کلتا المقاربتين تشوش صورة المستقبل، ما دفع لالتماس مقاربة ثالثة مرکب منهما تعظم مزايا کل منهما وتتلاشى عيوبه، وهي المقاربة المرکبة([69])أو ما يُطلق عليه مدخل الرؤية الاستراتيجية وهو المستوى الذي ينظر فيه الأفراد إلى المستقبل على أنه مشروع سيغير الواقع وفقًا لمؤشرات محددة، مع الأخذ في الاعتبار البيانات الامبيريقية لاتجاهات الماضي وظروف الحــاضــر([70]) .
وتجمع هذه الطريقة کل مزايا الطرق المختلفة؛ فهي لا تغفل معطيات الماضي والحاضر، وکذا تسمح بتوظيف الحدس والإبداع، والفارق بينها وبين المقاربة المعيارية أن المعيارية تسعى للأمثل وإن لم ينطلق من الحاضر ([71]). ويمثل المدخل التکاملي خطوة متقدمة في المسار المنهجي للبحوث المستقبلية المعاصرة([72])، فرؤية الإنسان للمستقبل يجب أن تنبني على أکثر من معرفة أو تخيل ما سيکون، فيجب أن تنبني أيضًا على الإحساس بماذا ينبغي أن يکون ([73]). فالأساليب المتکاملة لبحوث المستقبليات توفر خيارات أغنى من الدراسات التقليدية، وتمکن من الفحص العميق لإيجاد محرکات التغيير، الاستراتيجيات والبيئات والميسرة، والمسالک التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف، مع وضع التطورات الخارجية في الاعتبار([74]). وبالمزج بين الواقع والخيال يستطيع الانسان ان يخطط للمستقبل بالاختيار بين عدد من البدائل والاحتمالات، ويمکنه بعد النظر هذا من تجنب الکوارث کما يمکنه من أن يکسب مزيدًا من وقت الفراغ والراحة ([75]) .
ومن الملاحظ على الرغم من وجود بعض الاختلافات المنهجية بين تلک الأنماط ـ تتفاوت في درجة اعتمادها على الذاتية، لکن في نفس الوقت لا يمکن أن يخلو أيًا منها من تلک الصفة؛ حتى النمط الاستطلاعي الذي يعتمد على البيانات، ويستکشف الآثار المستقبلية المحتملة والقائمة على افتراضات معينة، قد لا تخلو تلک الافتراضات من التأثر بمواقف الباحث الذاتية تجاه القضية المدروسة وکذلک توجهاته الايدلوجية والقومية، کما أنه لا يمکن ترجيح کفة نمط على الآخرين؛ فلکل منهما مزاياه وخطواته، مع اعتبار أن نمط الأنساق الکلية يجمع بين مزايا الأنماط السابقة له.
المراجع
وليد عبد الحي : مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي , الطبعة الأولى (أبو ظبي , مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , 2007م) , ص7 .
شيماء نقاز (2017م): الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة قاصدي مرباح , کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , الجزائر , ص3 .
خالد بن إبراهيم العواد مستقبل التعليم في المملکة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف, (الرياض: وزارة المعارف، مرکز التطوير
التربوي , 1998م) ص .
ابن منظور : لسان العرب , الطبعة الثالثة (دار صادر , بيروت , 1414ه) , ج11 ص537 .
Bell , Wendell , Foundations of future studies , op. cit., p:69 .
عواطف عبد الرحمن: الدراسات المستقبلية " الإشکالات والآفاق , مرجع سابق , ص14 : 15 .
ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص49 : 50 .
سالم الخوالدة وآخرون : تصورات أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحکومية لمستقبل الحياة على کوکب الأرض حتى 2020م, مجلة جامعة دمشق , المجلد: 25 , عدد: 3 : 4 , 2009 , ص215 .
10.دراسة حول رصد وتحليل بعض التنبؤات العالمية وانعکاساتها المستقبلية على دولة الکويت , مرجع سابق , ص8 .
Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p 1457 .
11.أمنية الجمل : مرجع سابق , ص29 : 31 .
12.مالک عبد الله المهدي: ماهية مفهوم ودلالات الدراسات المستقبلية , في: ملتقى الرؤى المستقبلية العربية والشراکات الدولية (السودان , الخرطوم 3 : 5 فبراير , 2013) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , کلية العلوم الاستراتيجية , ص4 : 5 .
13.علي عبد الرازق جلبي: مرجع سابق , ص118 .
14.عاصم محمد حسين: استشراف المستقبل من منظور إسلامي , مداخل أساسية (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد18 , 2015 ) , ص17 : 18 .
18.ضياء الدين زاهر: الدراسات المستقبلية مفاهيم دراسات تطبيقات، مرکز الکتاب للنشر والمرکز العربي للتعليم والتنمية، القاهرة، 2004, ص 56. وانظر:
19.فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي : مرجع سابق، ص : 28-29.
20.محمد ماهر محمود الجمال: مستقبل التعليم العربي باستخدام مدخل tip، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، کلية التربية جامعة المنيا، العدد2، المجلد (17) , 2003، ص 189.
21.محمد عبد الحميد إبراهيم: الاتجاهات المعاصرة في دراسة المستقبل رؤية سوسيولوجية، مجلة شؤون اجتماعية، العدد (85) ، 2005م , ص 110.
22.أبو هنطش عبد المجيد أحمد , مرجع سابق , ص3: 4 .
23.محمد إبراهيم منصور: توطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية : الأهمية والصعوبات والشروط (مکتبة الإسکندرية وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 20 , 2016م) , ص26 .
25.ألفين توفلر : صدمة المستقبل : المتغيرات في عالم الغد , ترجمة: محمد علي ناصف , الطبعة الثانية (القاهرة , الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية , 1990م) , ص4 .
26.راجي عنايت : المستقبل بين الشرق والغرب , الطبعة الثانية (القاهرة , دار الشروق , 1987م) , ص10 : 13 .
27.رفيق المصري : خيار الدولتين : الفلسطينية والإسرائيلية والسيناريوهات البديلة , مجلة دراسات مستقبلية فلسطينية , 2014 (فلسطين , جامعة القدس المفتوحة , مرکز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي , 2014م) , ص5 .
28. Kadlubek, Sabine, et.al.,Futures Studies methods for Knowledge management , in academic research, In : Janowicz, Krzysztof, et.al. ,Knowledge engineering and Knowledge management, 19 lnternational Conference (Sweden:Linkoping,Springer) Nov 24-28,2014,p:201.
31.رحيم الساعدي : المستقبل في الفکر اليوناني والإسلامي : مدخل إلى علم الدراسات المستقبلية , ج1 , (بغداد , دار الفراهيدي , 2011م) , ص28 .
32.ويندل بل : الدراسات المستقبلية وفلسفة العلم الحديث , ترجمة: أمنية الجمل ومحمد العربي (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 19 , 2016م) , ص39 .
33.محمد الرجراجي بريش , المدخل إلى علوم المستقبل , مجلة الهدى , (المغرب , الرباط )عدد: 21 , 1989م , ص42 .
34. Adam,Barbara, Has the future already happened? ,In:Future matters :futures Known, created and minded, An International Confidence (U.K:Cardiff University ) , sep, 4-6,2006,p:1
35.راجي عنايت , مرجع سابق , ص15 .
36. Dator, Jim,Alternative future at the Manoa school, Journal of Futures Studies, 14 (2),2009,pp: 2 : 3 .
37.راشد الدوراري, وآخرون , وثيقة منهجية حول الدراسات الاستشرافية ) تونس , وزارة التربية , المرکز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية , قسم البحوث الاستشرافية والمقارنة , أکتوبر , 2011) , ص3 .
38.عواطف عبد الرحمن: بحوث في الصحافة المعاصرة, مرجع سابق , ص319 : 320 .
39.محمود عبد الفضيل: مرجع سابق , ص51 : 52 .
40.عاصم محمد حسين , مرجع سابق , ص23 : 24 .
41.إبراهيم العيسوي: مرجع سابق , ص12 : 14 .
42. Harvey, Nigel , improving Judgemement in forecasting, In: Armstrong, Scott, (Ed.,) principles of forecasting: a Handbook of researchers and practitioners (USA: New york, Kluwer Academic publishers, 2002) p: 59 : 65 .
43.محمد عبد الحميد: البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص268.
44.ويندل بل: مرجع سابق , ص41 .
45.إلينورا باربييري ماسيني, الدراسات المستقبلية والاتجاهات نحو التوحد والاختلاف , ترجمة: محمد جلال عباس , المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية (مصر: اليونسکو) عدد: 137 , أغسطس 1993 , ص3 .
46.فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي: مرجع سابق، ص 51.
47.علي عبد الرزاق جلبي , مرجع سابق , ص127 .
48.نسمة فايق کمال: العوامل المؤثرة على مستقبل الصحافة الرياضية المتخصصة في مصر خلال الفترة من 2011 حتى 2021 , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة القاهرة , کلية الإعلام, 2014 ) , ص35 .
49.أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 .
50.محمد عبد الحميد , البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص269 .
51.محمد صالح نبيه: المستقبليات والتعليم، سلسلة موسوعة التعليم في عصر العولمة رقم (1) ، دار الکتاب المصري، القاهرة , 2002م ، ص 12.
52.خالد قدري إبراهيم: تجويد التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية في ضوء الدراسات المستقبلية، المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة، 2000, ص 50 .
53.إلينورا باربييري ماسيني, مرجع سابق , ص4 .
54.شاکر عبد الحميد: الخيال من الکهف إلى الواقع الافتراضي , سلسلة عالم المعرفة , عدد: 360 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 2009) , ص252 : 254 .
55. Kicker, Darrell, op. cit., p: 161 : 174
56. Inayatullah, Sohail, op. cit., p: 37 .
57. Dator, Jim, What future studies is, and is not, p: 1, Available at: www. Futures. Hawaii. edu, retrieved at: 24 – 8 – 2016 .
58.توم لومباردو , قيمة الوعي بالمستقبل, في: سينثيا ج. واجنر (محرر) , الاستشراف والابتکار والاستراتيجية , ترجمة صباح صديق الدملوجي (بيروت , مرکز دراسات الوحدة العربية , 2009م) , ص441 .
61.أميل فهمي شنودة: فعالية الدراسات المستقبلية في التنبؤ للتخطيط الاستراتيجي وجودته في التعليم العالي، المؤتمر السنوي العربي الخامس الدولي الثاني، "الاتجاهات الحديثة في تطوير الأداء المؤسسي والاکاديمي في مؤسسات التعليم العالي النوعي في مصر والعالم العربي، الفترة من 14-15، 2010 ,کلية التربية النوعية بالمنصورة ، ص 10 .
62.ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص54 .
63.أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 : 25 .
64.عبد الباسط عبد المعطي: الدراسات المستقبلية : المتطلبات والجدوى العلمية والمجتمعية , مرجع سابق , ص59 : 76 .
65.وائل محمد إسماعيل , مرجع سابق , ص78 .
66.ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتکاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات , مرجع سابق , ص510 : 511 .
67.جون ج. تايلور, عقول المستقبل, ترجمة لطفي فطيم, سلسلة عالم المعرفة, عدد: 92 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 1985م ) .
(1) وليد عبد الحي : مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي , الطبعة الأولى (أبو ظبي , مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , 2007م) , ص7 .
1-شيماء نقاز (2017م): الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة قاصدي مرباح , کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية , الجزائر , ص3 .
2-خالد بن إبراهيم العواد مستقبل التعليم في المملکة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف, (الرياض: وزارة المعارف، مرکز التطوير
التربوي , 1998م) ص .
3-ابن منظور : لسان العرب , الطبعة الثالثة (دار صادر , بيروت , 1414ه) , ج11 ص537 .
Bell , Wendell , Foundations of future studies , op. cit., p:69 .(4
1- عواطف عبد الرحمن: الدراسات المستقبلية " الإشکالات والآفاق , مرجع سابق , ص14 : 15 .
2- Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p: 1428 .
3- ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص49 : 50 .
4- سالم الخوالدة وآخرون : تصورات أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحکومية لمستقبل الحياة على کوکب الأرض حتى 2020م, مجلة جامعة دمشق , المجلد: 25 , عدد: 3 : 4 , 2009 , ص215 .
5- Inayatullah, Sohail, Futures studies: theories and Methods (spain: Madrid , BBVA,2013, p: 37 .
6-دراسة حول رصد وتحليل بعض التنبؤات العالمية وانعکاساتها المستقبلية على دولة الکويت , مرجع سابق , ص8 .
7-نفس المرجع السابق , ص9 .
1-Coates, Joseph, the future of foresight – A US perspective, Technological Forecasting & Social Chang, 77 (2010) p 1457 .
2- أمنية الجمل : مرجع سابق , ص29 : 31 .
3- مالک عبد الله المهدي: ماهية مفهوم ودلالات الدراسات المستقبلية , في: ملتقى الرؤى المستقبلية العربية والشراکات الدولية (السودان , الخرطوم 3 : 5 فبراير , 2013) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , کلية العلوم الاستراتيجية , ص4 : 5 .
3- ضياء الدين زاهر: الدراسات المستقبلية مفاهيم دراسات تطبيقات، مرکز الکتاب للنشر والمرکز العربي للتعليم والتنمية، القاهرة، 2004, ص 56. وانظر:
_ فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي : مرجع سابق، ص : 28-29.
_ محمد ماهر محمود الجمال: مستقبل التعليم العربي باستخدام مدخل tip، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، کلية التربية جامعة المنيا، العدد2، المجلد (17) , 2003، ص 189.
(1) محمد عبد الحميد إبراهيم: الاتجاهات المعاصرة في دراسة المستقبل رؤية سوسيولوجية، مجلة شؤون اجتماعية، العدد (85) ، 2005م , ص 110.
1- أبو هنطش عبد المجيد أحمد , مرجع سابق , ص3: 4 .
2- محمد إبراهيم منصور: توطين الدراسات المستقبلية في الثقافة العربية : الأهمية والصعوبات والشروط (مکتبة الإسکندرية وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 20 , 2016م) , ص26 .
4- ألفين توفلر : صدمة المستقبل : المتغيرات في عالم الغد , ترجمة: محمد علي ناصف , الطبعة الثانية (القاهرة , الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية , 1990م) , ص4 .
5-Bell,Wendell &Mau, James (Ed. ,) Sociology of the future:Theory,case,and annotated Bibliography, 3th ed., (USA:New York, Russel SAGE foundation, 1973) p:7 .
6- راجي عنايت : المستقبل بين الشرق والغرب , الطبعة الثانية (القاهرة , دار الشروق , 1987م) , ص10 : 13 .
7- رفيق المصري : خيار الدولتين : الفلسطينية والإسرائيلية والسيناريوهات البديلة , مجلة دراسات مستقبلية فلسطينية , 2014 (فلسطين , جامعة القدس المفتوحة , مرکز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي , 2014م) , ص5 .
8-Kadlubek, Sabine, et.al.,Futures Studies methods for Knowledge management , in academic research, In : Janowicz, Krzysztof, et.al. ,Knowledge engineering and Knowledge management, 19 lnternational Conference (Sweden:Linkoping,Springer) Nov 24-28,2014,p:201.
3- رحيم الساعدي : المستقبل في الفکر اليوناني والإسلامي : مدخل إلى علم الدراسات المستقبلية , ج1 , (بغداد , دار الفراهيدي , 2011م) , ص28 .
1- ويندل بل : الدراسات المستقبلية وفلسفة العلم الحديث , ترجمة: أمنية الجمل ومحمد العربي (مکتبة الإسکندرية , وحدة الدراسات المستقبلية , سلسلة أوراق , عدد: 19 , 2016م) , ص39 .
2- محمد الرجراجي بريش , المدخل إلى علوم المستقبل , مجلة الهدى , (المغرب , الرباط )عدد: 21 , 1989م , ص42 .
(3) Adam,Barbara, Has the future already happened? ,In:Future matters :futures Known, created and minded, An International Confidence (U.K:Cardiff University ) , sep, 4-6,2006,p:1
(4) راجي عنايت , مرجع سابق , ص15 .
5-Dator, Jim,Alternative future at the Manoa school, Journal of Futures Studies, 14 (2),2009,pp: 2 : 3 .
6- راشد الدوراري, وآخرون , وثيقة منهجية حول الدراسات الاستشرافية ) تونس , وزارة التربية , المرکز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية , قسم البحوث الاستشرافية والمقارنة , أکتوبر , 2011) , ص3 .
8- عواطف عبد الرحمن: بحوث في الصحافة المعاصرة, مرجع سابق , ص319 : 320 .
9- محمود عبد الفضيل: مرجع سابق , ص51 : 52 .
1- عاصم محمد حسين , مرجع سابق , ص23 : 24 .
2- إبراهيم العيسوي: مرجع سابق , ص12 : 14 .
3-Harvey, Nigel , improving Judgemement in forecasting, In: Armstrong, Scott, (Ed.,) principles of forecasting: a Handbook of researchers and practitioners (USA: New york, Kluwer Academic publishers, 2002) p: 59 : 65 .
1- محمد عبد الحميد: البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص268.
2- ويندل بل: مرجع سابق , ص41 .
3-Michel, Godet, Creating futures: scenario planning as strategic management tool, op. cit., p: vii .
Wheerl, Wright, op. Cit., p:27 .4-
5-إلينورا باربييري ماسيني, الدراسات المستقبلية والاتجاهات نحو التوحد والاختلاف , ترجمة: محمد جلال عباس , المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية (مصر: اليونسکو) عدد: 137 , أغسطس 1993 , ص3 .
1- فاروق عبده فليه، أحمد عبد الفتاح الزکي: مرجع سابق، ص 51.
2- علي عبد الرزاق جلبي , مرجع سابق , ص127 .
3- نسمة فايق کمال: العوامل المؤثرة على مستقبل الصحافة الرياضية المتخصصة في مصر خلال الفترة من 2011 حتى 2021 , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة القاهرة , کلية الإعلام, 2014 ) , ص35 .
4-أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 .
5- محمد عبد الحميد , البحث العلمي في الدراسات الإعلامية , مرجع سابق , ص269 .
1- محمد صالح نبيه: المستقبليات والتعليم، سلسلة موسوعة التعليم في عصر العولمة رقم (1) ، دار الکتاب المصري، القاهرة , 2002م ، ص 12.
2- خالد قدري إبراهيم: تجويد التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية في ضوء الدراسات المستقبلية، المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة، 2000, ص 50 .
3- إلينورا باربييري ماسيني, مرجع سابق , ص4 .
4- شاکر عبد الحميد: الخيال من الکهف إلى الواقع الافتراضي , سلسلة عالم المعرفة , عدد: 360 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 2009) , ص252 : 254 .
5-Kicker, Darrell, op. cit., p: 161 : 174
6-Inayatullah, Sohail, op. cit., p: 37 .
1- Dator, Jim, What future studies is, and is not, p: 1, Available at: www. Futures. Hawaii. edu, retrieved at: 24 – 8 – 2016 .
2- توم لومباردو , قيمة الوعي بالمستقبل, في: سينثيا ج. واجنر (محرر) , الاستشراف والابتکار والاستراتيجية , ترجمة صباح صديق الدملوجي (بيروت , مرکز دراسات الوحدة العربية , 2009م) , ص441 .
5- أميل فهمي شنودة: فعالية الدراسات المستقبلية في التنبؤ للتخطيط الاستراتيجي وجودته في التعليم العالي، المؤتمر السنوي العربي الخامس الدولي الثاني، "الاتجاهات الحديثة في تطوير الأداء المؤسسي والاکاديمي في مؤسسات التعليم العالي النوعي في مصر والعالم العربي، الفترة من 14-15، 2010 ,کلية التربية النوعية بالمنصورة ، ص 10 .
1- ضياء الدين زاهر: مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم – أساليب – تطبيقات , مرجع سابق , ص54 .
2- أمنية الجميل , مرجع سابق , ص24 : 25 .
3- عبد الباسط عبد المعطي: الدراسات المستقبلية : المتطلبات والجدوى العلمية والمجتمعية , مرجع سابق , ص59 : 76 .
4- وائل محمد إسماعيل , مرجع سابق , ص78 .
5-Ogilvy, Jame, op. Cit., p:5 .
6- ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتکاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات , مرجع سابق , ص510 : 511 .
7 -جون ج. تايلور, عقول المستقبل, ترجمة لطفي فطيم, سلسلة عالم المعرفة, عدد: 92 (الکويت , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , 1985م ) .