. (2019). التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانوي وانعکاساتها على السلوک الاجتماعي. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5(5), 107-126. doi: 10.21608/mktc.2019.151205
. "التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانوي وانعکاساتها على السلوک الاجتماعي". المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5, 5, 2019, 107-126. doi: 10.21608/mktc.2019.151205
. (2019). 'التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانوي وانعکاساتها على السلوک الاجتماعي', المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 5(5), pp. 107-126. doi: 10.21608/mktc.2019.151205
. التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانوي وانعکاساتها على السلوک الاجتماعي. المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال, 2019; 5(5): 107-126. doi: 10.21608/mktc.2019.151205
التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانوي وانعکاساتها على السلوک الاجتماعي
التربية الإعلامية ذات أثر ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية، وقليل من المدارس تهتم بتقديم خدمات التربية الإعلامية على الصعيد المدرسي رغم الأهمية القصوى لها في تشکيل الذات أو إعادة تشکيلها، ويتميز العصر الحاضر بکثافة العناصر الثقافية وسرعة تفاقمها وانتشارها وتداخلها وشدة تأثيرها إلى درجة لا يمکن معها مجاراتها ومتابعتها، إلا إن التربية الإعلامية يمکنها أن تساعد المربين على ضبط هذه التأثيرات وترشيدها وبلورتها في إطار يخدم الأهداف المنشودة. فالتعليم والإعلام يهدفان إلى تغيير في السلوک وذلک بالتأثير على الطلاب ومساعدتهم على التکيف مع متطلبات الحياة، فالتعليم والإعلام عمليات تفاهم واتصال، فالتفاهم عملية اجتماعية تساعد على تنظيم التفاعل بين الناس وتعاطفهم في تبادل الآراء. وتوفر التربية الإعلامية مساحة کبيرة من الفرص المواتية لمعالجة المشکلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في المدرسة کمشکلة الأمية الحضارية، والأمية التکنولوجية، والأمية السياسية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين، وعدم الألفة، والتحيزية والاستغراق في المحلية وغيرها.
نقاط رئيسية
تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية الإعلام التربوي الذي هو ضرورة تربوية لايجوز تجاهلها في سلم تخطيط الأولويات، کما أنه مظهر من مظاهر تفاعل الإعلام مع التربية بفاعلية وإيجابية مما يساهم في إعداد الفکر الواعي التي تنشدها العملية التربوية للمشارکة في بناء مستقبل أفضل، وأيضاً في ظل التراکم القوي والمؤثر للمضامين الإعلامية وکل الرسائل المُقدمة أصبح من الضروري وجود التربية الإعلامية لتوعيتهم وتحصينهم من تلک الشوائب الضارة الهدامة، لذلک تکمن أهمية الدراسة الحالية في أنها تتناول واقع الإعلام التربوي في المدارس الثانوية وانعکاس ذلک على السلوک الاجتماعي للطالب.
التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانويوانعکاساتها على السلوک الاجتماعي
الباحثة / عبير حسين أبوالحسن
باحث ماجستير – قسم الإعلام - کلية الأداب
جامعة جنوب الوادى
المقدمة
التربية الإعلامية ذات أثر ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية، وقليل من المدارس تهتم بتقديم خدمات التربية الإعلامية على الصعيد المدرسي رغم الأهمية القصوى لها في تشکيل الذات أو إعادة تشکيلها، ويتميز العصر الحاضر بکثافة العناصر الثقافية وسرعة تفاقمها وانتشارها وتداخلها وشدة تأثيرها إلى درجة لا يمکن معها مجاراتها ومتابعتها، إلا إن التربية الإعلامية يمکنها أن تساعد المربين على ضبط هذه التأثيرات وترشيدها وبلورتها في إطار يخدم الأهداف المنشودة.
فالتعليم والإعلام يهدفان إلى تغيير في السلوک وذلک بالتأثير على الطلاب ومساعدتهم على التکيف مع متطلبات الحياة، فالتعليم والإعلام عمليات تفاهم واتصال، فالتفاهم عملية اجتماعية تساعد على تنظيم التفاعل بين الناس وتعاطفهم في تبادل الآراء.
وتوفر التربية الإعلامية مساحة کبيرة من الفرص المواتية لمعالجة المشکلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في المدرسة کمشکلة الأمية الحضارية، والأمية التکنولوجية، والأمية السياسية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين، وعدم الألفة، والتحيزية والاستغراق في المحلية وغيرها.
مشکلة الدراسة:
نظراً لقلة الدراسات التي تناولت دور التربية الإعلامية في التأثير على السلوک الاجتماعي للطلاب، فإن مشکلة الدراسة تتبلور في رصد الواقع الفعلي للتربية الإعلامية في المدارس الحکومية والخاصة بمرحلة التعليم الثانوي بمحافظة البحر الأحمر، وانعکاس الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل المدارس على السلوک الاجتماعي لطلاب الدراسة.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية الإعلام التربوي الذي هو ضرورة تربوية لايجوز تجاهلها في سلم تخطيط الأولويات، کما أنه مظهر من مظاهر تفاعل الإعلام مع التربية بفاعلية وإيجابية مما يساهم في إعداد الفکر الواعي التي تنشدها العملية التربوية للمشارکة في بناء مستقبل أفضل، وأيضاً في ظل التراکم القوي والمؤثر للمضامين الإعلامية وکل الرسائل المُقدمة أصبح من الضروري وجود التربية الإعلامية لتوعيتهم وتحصينهم من تلک الشوائب الضارة الهدامة، لذلک تکمن أهمية الدراسة الحالية في أنها تتناول واقع الإعلام التربوي في المدارس الثانوية وانعکاس ذلک على السلوک الاجتماعي للطالب.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1) التعرف على أکثر الأنشطة الإعلامية التي تمارس في المدارس الحکومية والخاصة بمرحلة التعليم الثانوي في محافظة البحر الأحمر، من وجهة نظر الطلاب والمتخصصين.
2) الکشف عن الفوائد التي تعود على الطلاب من الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل مدارسهم في کلاً من (الإذاعة المدرسية – الصحافة المدرسية – المحاضرات والندوات – التواصل مع الأسرة والمجتمع المحلي).
3) التعرف على مدى تأثير الأنشطة الإعلامیة على السلوک الإجتماعي للطلاب عينة الدراسة.
4) تحديد أهم المقومات التي يجب توافرها في القائم بتدريب الأنشطة الإعلامية داخل المدارس.
5) الکشف عن الاستراتيجيات التي يجب الاهتمام بها في الأنشطة الإعلامية من وجهة نظر المتخصصين.
6) الکشف عن المعوقات والمشکلات التي تواجه التربية الإعلامية من وجهة نظر الطلاب والمتخصصين.
7) الوصول إلى الحلول التى يمکن من خلالها تطوير التربية الإعلامية بالمدارس.
الإطار النظري:
أولاً: التربية الإعلامية في المدارس:
مفهوم التربية الإعلامية:
تعتمد التربية الإعلامية على الاتصال اعتماداًکلياً من أجل تحقيق أهداف إعلامية تربوية بناءً على مُعطيات ما يُقدم لخدمة الطالبوإعطائه کماً من المعلومات والمهارات للتعامل مع الإعلام وما يبثه من رسائل مختلفةذات مضامين ظاهرة أو خفية)1(.
والتربية الإعلاميةمصطلح مرکب من کلمتين هما: التربية والإعلام، فهو ترجمة للکلمة الإنجليزيةMedia Education ويعني التربية الإعلامية أو التعليم الإعلامي، وهناک منيرىأنها ترجمة للمصطلحالانجليزي Media Literacy وهو ما يسمي بمحو الأمية الإعلامية)2(.
ووفقاً لهذا المفهوم فإن العناصر الأساسية للتربية الإعلامية يمکن أن تتمثل في:
1) الوعي بتأثير تلک الوسائل على المجتمع ودفع أفراده لاتخاذ مواقف معينة من التجارب التي يمرون بها.
2) فهم عملية الاتصال الجماهيري فهماً واعياً وشاملاً مبنياً على التربية الإعلامية بمقوماتهاالمختلفة.
3) استخدام أساليب واستراتيجيات مناسبة؛ لتفسير المضامين الإعلامية وتنقيحها.
4) مراعاة الجوانب الجمالية عند فهم وتقدير تلک المضامين، في ضوء ما يتمتع به الأفراد من تذوق.
5) الفهم العميق للمعاني الخفية التي تحتويها الرسالة الإعلامية، وترجمة المناسب منها في حياتنا اليومية.
وفي ضوء ما سبق يمکن للباحثة تعريف التربية الإعلامية بأنها: "جميع الجهود والأنشطةالإعلامية الواعية والهادفة التي تساعد في تعليم فنون الإعلام في المؤسسات التعليمية المختلفة، وتنمية الحس الإعلامي لدى الطلاب في مراحلهم المتقدمة بما يؤدي إلى تکوين حس نقدي صحيح يجعلهم يستطيعون اختيار الرسائل الاتصالية في المستقبل بفهم ووعي".
نشأة التربية الإعلامية وتطورها:
بداية التربية الإعلامية ترجع إلى النصف الأول من القرن العشرين, عندما اقترح کل من (ليفيس وطومسون) عام 1933م تعليم الشباب کيفية التمييز بين الثقافتين العليا والشعبية في بريطانيا خلال الخمسينيات, وظهر مفهوم التربية الإعلامية في الولايات المتحدة؛ ليواکب زيادة تأثير وسائل الإعلام مثل الراديو والتلفاز على حياة الناس وبخاصةً في مجال التعليم(3).
ومنذ ستينيات القرن الماضي, ظهر مفهوم التربية الإعلامية في النظريات والمناقشات حول وسائل الإعلام بهدف تنمية الثقافة والوعي الإعلامي.
وخلال السنوات الأربعين الماضية, تطورت التربية الإعلامية من اهتمام هامشي إلى حرکة عالمية، وسرعان ما تم تضمين التعليم والتعلم حول وسائل الإعلام في مناهج التدريس بالجامعات في الکثير من دول العالم، وأصبحت التربية الإعلامية مقترنة بالتساؤل: "ما الذي يتعلمه الناس وبخاصةً الشباب والمراهقين والأطفال من وسائل الإعلام؟"(4).
ومع الدخول في عصر الإنترنت, أصبح الشباب يعيشون في عالم التواصل الاجتماعي والثقافي والفکري, ويقضون الکثير من الوقت في التعامل مع وسائل الإعلام، وأصبحت القيم والعلاقات الإجتماعية تتأثر بدرجة کبيرة بالإعلام)5(.
أسس الإعلام التربوي ومنطلقاته:
يستند الإعلام التربوي إلى عدد من الأسس والمنطلقات أهمها ما يلي)6(:
1) الإلتزام بالإسلام وتصوراته الکاملة للکون والإنسان والحياة، والمحافظة على عقيدة الأمة، والإيمان بأن الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان، وتجنب وسائل الإعلام کل ما يناقض شريعة الإسلام.
2) الارتباط الوثيق بتراث الأمة الإسلامية وتاريخها وحضارتها، والإفادة من سير أسلافنا العظماء، وآثارنا التاريخية.
3) تعميق عاطفة الولاء للوطن، من خلال التعريف برسالته، وخصائصه ومکتسباته، وتوعية المواطن بدوره في نهضة الوطن وتقدمه، والمحافظة على ثرواته ومنجزاته.
4) الترکيز على أرکان العملية التعليمية في الرسالة الإعلامية (المدرسة - المنهج - المعلم - الطالب وولي الأمر) والمساهمة في التعريف بأدوارها في العملية التعليمية، وواجباتها وحقوقها وطرح مشکلاتها ومعالجتها إعلامياً.
5) التأکيد على أن اللغة العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، لذا ينبغي الإلتزام بها لغة للتربية الإعلامية.
6) الإلتزام بالموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات، وتقدير شرف الکلمة ووجوب صيانتها من العبث.
7) التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب، والمشارکة فيه وتوجيهها بما يعود على المجتمع خاصة، والإنسانية عامة بالخير والتقدم.
- التعلمالذاتي(التعلمالشخصي)والتعلممدى الحياة: إنالتربيةالإعلامية تضع البذرة الأساسية والخطوة الأولى للمتعلم.
أهداف الإعلام التربوي في المدارس:
وهي الأهداف التي يمکن تحقيقها من خلال الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل المدرسة، باعتبارها مؤسسة تربوية رسمية، کالإذاعة والصحافة والمسرح المدرسي، والاحتفالات، والمعارض المختلفة، ويمکن حصر هذه الأهداف فيما يلي)8(:
1) تنمية مشاعر الانتماء للوطن لدى الطلبة والمعلمين.
2) المشارکة في غرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطلاب بالقيم والتعاليم الإسلامية.
3) تنمية السلوک الإبداعي لدى الطالب، من خلال تنمية قدرته على التخيل، بمصاحبة الأنشطة المختلفة التي تقدم له عبر برامج الإعلام التربوي.
4) تطوير قدرة الطلاب على الاستنتاج بشکل يسمح لهم باتخاذ القرارات التي تتلاءم مع المعايير الأخلاقية المتضمنة في المجتمع المدرسي، وذلک من خلال مضمون الرسائل الإعلامية المختلفة التي تقدم لهم عبر الأنشطة الإعلامية المدرسية.
5) ترسيخ المناهج الدراسية، وتوضيحها بشکل تطبيقي مبسط، بعيداً عن أسلوب التلقين الذي لا يزال معمولاً به، بل ويشکل أسلوباً رئيسياً من أساليب التدريس في کثير من المدارس، على الرغم من أنه لم يعد يلقى ترحيباً بين صفوف الطلاب.
6) تبني قضايا ومشکلات التربية والتربويين والطلاب ومعالجتها إعلامياً.
7) دعم التکامل التربوي القائم بين البيت والمدرسة، من خلال إيجاد وسائل اتصال فعالة تنقل وجهات النظر بين الطرفين، فصحيفة المدرسة التي تدخل منازل الطلاب تساهم في نقل وجهة نظر الطلاب والمدرسين إلى الأهل، مما يساعد في دفع العملية التعليمية إلى الأمام.
8) التنسيق بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الإعلامية سعياً لتحقيق التکامل في الأهداف والبرامج والأنشطة.
9) إيجاد قنوات إعلامية للتعليم المستمر والتعليم عن بعد، وتعليم ذوي الحاجات الخاصة.
10) تدعيم الأنشطة المدرسيـة المختلفة، والمشارکة فيـها، ونقدها وتقـييمها، مما يعطيـها دفعاً کبـيراً، ويجعلها عاملاً أساسياً من عوامل نجاح العملية التعليمية ذاتها، وليس مجرد إشغال لوقت الفراغ.
المعاييرالتيتقومعليهاالتربيةالاعلامية:
تختلفمعاييروأسسالتربيةالإعلاميةمنباحثإلى آخر،وقدحدد"جيمسبوتر")9( خمسة معايير أساسيةللتربية الإعلاميةتتمثل،فيمايلي:
· التربيةالإعلاميةسلسلةمتصلةوليستفئة.
· التربيةالإعلاميةتحتاجإلىتطويرمستمر.
· التربيةالإعلامية متعددةالأبعاد.
· التربيةالإعلاميةتهدفإلىإعطائنا سيطرة أکبر على تفسيراتنا.
· التربية الأعلامية تتطلب بناء أبنية معرفية قوية.
مزايا التربية الإعلامية المدرسية:
تحقق التربية الإعلامية المدرسية العديد من المزايا للطلبة ويمکن تحديد أبرزها فيما يلي)10(:
1) تعويد الطلبة على التعايش مع التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والتکنولوجي الذي تمليه التطورات السريعة في الأفکار والقيم والرؤى والتقنيات والأدوات والوسائل.
2) إعداد الطلبة للتعايش مع الآخرين، والتفاهم مع الغير، وإدراک وفهم القضايا المحلية والإقليمية الدولية.
3) مساعدة الطلبة على تفسير الأمور واستيعابها والمشارکة في حل المشکلات، وعلى امتلاک المهارات والقدرات التحليلية.
4) تزويد الطلبة بعدد من المکتسبات في إطار التعبئة الجماهيرية لمواجهة الحدث الطارئ أو الحدث المستمر، والقدرة على المواجهة عوضاً عن الخوف والاستسلام أو الإنعزال أو الرفض لمجرد الرفض أو الإکتفاء بمجرد تبرير المسائل والأمور أو إسقاط التهم على الغير أو نسب المسألة أو القضية لسبب واحد بعينه دون غيره.
5) مساعدة الطلبة على إدراک مواقعهم عند الآخرين سواء کان هؤلاء الآخرون في الداخل أم في الخارج فتکون التربية الإعلامية المدرسية بذلک وسيلة جوهرية لتصحيح المفاهيم التي تکتنز بعوامل الفرقة والإختلاف والتمايز المذموم والصور الإنطباعية والصور المضادة.
6) مساعدة الطلبة على فهم حقوقهم وواجباتهم وحقوق الغير وواجباتهم، علاوة على فهم العديد من المفاهيم الدارجة مثل مفهوم الشورى مقابل الديمقراطية، ومفهوم حقوق الإنسان، ومفهوم حقوق المرأة، ومفهوم الحرية ومفهوم الأقليات، ومفهوم الخصوصية وغيرها.
7) مساعدة الطلبة على إدراک مغازي العولمة وماهيتها وسبل التفاعل معها، وأخطارها، وطرائق تنقيتها وحسن توظيفها لخدمة الفرد والجماعة، وعلاقة العولمة بالثقافة، وماهية المشروعات الثقافية الکبرى کمفهوم الشرق أوسطية، ومفهوم الشرکات الدولية عابرة القارات، ومفهوم التعددية السياسية، ومفهوم اتفاقية الجات، ومفهوم الخصخصة، ومفهوم حوار الأديان، والحوار الحضاري، ومفهوم التغريب، ومفهوم التغير القيمي، ومفهوم توطين التقنية.
8) مساعدة الطلبة على التخلص من کثير من المشکلات النفسية والثقافية والاجتماعية وإعادة فهم الأمور بطريقة صحيحة ذات نزعة عصرية، بل إن التربية الإعلامية المدرسية يمکن أن تساعد على حل مشکلات کبرى مثل مشکلة الأمية الحضارية والأمية التکنولوجية أمية السياسية ونحوها.
9) تعويد الطلبة على حب المکتبة المدرسية وحب الکتاب، والرغبة في القراءة، لکونها وسيلة للتوعية والتثقيف والعلاج.
10) مساعدة الطلبة على فهم الثقافة المجتمعية والثقافة العالمية، وربط المواد الدراسية بالأحداث والوقائع الحقيقية.
11) إعداد برامج إعلامية لشرائح الأطفال والشباب في سن التعليم العام تعبر عن حاجاتهم، وتشبع مطالبهم، وترقى بأذواقهم وتصحح أفکارهم، وتنظم أمور حياتهم.
12) مساعدة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات ومن يقع في حکمهم على اکتساب الثقافة التربوية التي توجه عملهم وتجعلهم قادرين على معرفة اتجاهات أبنائهم وبناتهم وطلبتهم في کل ما من شأنه رعاية وتربية النشء.
13) تعزيز الانتقاء الثقافي الصحيح من البرامج الإعلامية الترفيهية والثقافية، مع العمل على إکساب الطلبة مهارات النقد والتحليل وحل المشکلات.
14) تنمية مهارات الطلبة القرائية والکتابية والتحليليلة والإدراکية والنقدية، والمساعدة في تنشئتهم اجتماعياً بشکل سليم.
15) تحصين الطلبة من المؤثرات الثقافية والحضارية الضارة بالقيم والمعتقدات وبالثقافة المحلية.
16) تدريب الطلاب والطالبات على آليات البحث عن المعلومات وسبل تصنيفها وتنظيمها وتحليلها والخروج بالنتائج وإصدار الأحکام حول هذه النتائج.
17) تدريب الطلاب على التفکير العلمي من خلال تعزيز مفاهيم الإصغاء والموضوعية، وتوزيع الأدوار، والتشويق، وطرائق المنافسة والحوار، وطرح الأسئلة المثيرة، وإعطاء الطلبة الفرصة الکافية للتعبير عن الذات وعن الآراء الخاصة، وعلى سبل صياغة العبارات والألفاظ الدقيقة التي تدل على الموضوع بصورة مباشرة.
18) مشارکة الطلاب في تخطيط الأنشطة والبرامج الإعلامية المختلفة سواء بطريقة فردية أم بطريقة جماعية.
19) توفير تقنيات متنوعة لمصادر التعلم ورقية وإليکترونية لمساعدة الطلبة علي الفهم والاستيعاب والتمکن والإبداع.
معوقات التربية الإعلامية المدرسية:
بالرغم من اعتراف جميع القائمين على التربية بأهمية التربية الإعلامية المدرسية، إلا أن الواقع يطالعنا ببعض المشکلات التي تحول دون تحقيق فاعلية هذه التربية، ومن أبرز هذه المعوقات ما يلي)11(:
1) عدم الإيمان الحقيقي بقيمة النشاطات المدرسية وأهميتها النظرة السلبية لأولياء الأمور نحوها.
2) عدم قدرة المعلمين على تنظيم النشاط المدرسي تنظيماً منهجياً يؤدي إلى تحقيق أهدافه.
3) عدم توافر الوقت اللازم في المنهج المدرسي لممارسة النشاط.
4) نظام الامتحانات، والاهتمام بها، مما يساهم بنصيب وافر في تقليص النشاط المدرسي، ووضعها من الناحية العملية على هامش الأهمية، بل خارج حدود الهامش أحياناً.
5) عدم توافر المعلم الکفء الذي يستطيع توظيف واستثمار تکنولوجيا الإعلام لأغراض تربوية.
6) التباين الشديد بين الثقافة المدرسية والثقافة التي تروجها وسائل الإعلام.
7) في ظل تقدم وسائل الاتصال وازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية التي تنقل البرامج التليفزيونية على مدارس الساعة صار من الصعب تنسيق الجهود بين التربويين والإعلاميين أجل بث برامج مخطط لها بعناية لتنمية قدرات الطفل العربي المسلم في إطار ثوابت الهوية الإسلامية العربية.
1) ضعف أو سوء الإدراک الاجتماعي: يقصد به صعوبة إدراک وتفسير المواقف الاجتماعية مع الأخوة والوالدين والأقارب داخل الأسرة، ومع الزملاء والأقران والمعلمين في الصف والمدرسة نتيجة عدم النضج الاجتماعي الذي يرجع إلى عدم استفادتهم من التنشئة الاجتماعية، أو سوء تقديمها، ولذا نجدهم يأتون بتصرفات غير ملائمة وغير مقبولة.
2) سوء التقدير والحکم: يقصد به الافتقار إلى القدرة على الحکم على ما يجري في المواقف الاجتماعية بسبب قصور المعلومات الشخصية عن تلک المواقف من حيث ابعادها، والعلاقات الاجتماعية القائمة بين الأفراد في إطارها، والأهداف التي ترنو إلى تحقيقها، ومن ثم نجدهم يفشلون في الحکم عليها والإلمام بمضمون الأمر الذي يؤدي بهم إلى سلوکيات خارجة عن أهداف الجماعة.
3) صعوبة استقبال مشاعر الآخرين: يقصد به صعوبة إدراک مشاعر الآخرين داخل الجماعة المدرسية أو الأسرية، وعدم تقدير الحالة النفسية للآخرين، أو عدم الإلمام بالمناخ الاجتماعي السائد، ولذلک نجد تصرفاتهم تلاقي رفضاً من الأقران والآباء والمعلمين.
4) صعوبة تکوين الصداقات: حيث ينزعون إلى الوحدة، ويميلون إلى العزلة، ويفضلون قضاء أوقات فراغهم أو أداء مهامهم أو ممارسة هواياتهم بمفردهم بسبب الفشل في تکوين الصداقات.
5) مشکلات وصعوبات في إقامة العلاقات الأسرية: سواء مع الأخوة أم الوالدين أو الأقارب، بسبب سوء إدراکهم للمواقف الاجتماعية وعدم حساسيتهم لها والافتقار إلى الحکم السليم عليها.
6) الصعوبات الاجتماعية في المواقف المدرسية: تتمثل فيما يلي:
· مقاطعة الآخرين "زملاء ومعلمين" في مواقف الدراسة والنشاط.
· عدم مشارکة الآخرين في المواقف التي تتطلب مشارکة فعالة.
· عدم الالتزام بالدور الاجتماعي المکلف به، وتجاوز مقتضياته وواجباته.
· تخطي الآخرين وتجاوزهم دون مراعاة لحقوقهم.
المـــراجــــع
(1) محمد حمدان (2004م)، العلاقة بين الإعلام والتربية في الوطن العربي: أية إشکاليات؟ أي مستقبل؟، ورقة مقدمة إلى ندوة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، خلال الفترة 51-71 إبريل.
- حارب، سعيد عبدالله (2003)، التحديات التي تواجه التربية في ضوء المتغيرات العالمية المعاصرة، محاضرة ألقيت بتکليف من مکتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض: مکتب التربية العربي لدول الخليج.
- محمد علي العياد (2008)، الأعلام التربوي: مفهومه، تعريفه، علاقته بالعلوم الأخرى، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، ص 33.
- Divina Frau-Meigs (2007), Media Education. A Kit for Teachers, Students, Parents and Professionals, Paris: UNESCO, P. 47.
(15) Suresh Kanekar & Shariffa M. Merchant (2001), Helping Norms in Relation to Religious Affiliation, The Journal of Social Psychology, 141(5), Pp. 617- 626.
(16) صدام راتب دراوشه وآخرون (2017)، السلوک الاجتماعي الأيجابي لدى عينة من المجتمع الاردني في ضوء بعض المتغيرات الديمغرافية، مجلة جامعة المدينة العالمية (مجمع)، 21، ماليويا.
- Kimberly A. Schonert-Reichl & Others (2011), Promoting Children’s Prosocial Behaviors in School: Impact of the “Roots of Empathy” Program on the Social and Emotional Competence of School-Aged Children, School Mental Health, 4(1), Pp. 1 -21.
- يوسف أبو حميدان (٢٠٠٣). تعديل السلوک النظرية والتطبيق، عمان: دار المدى للنشر والتوزيع،ص ٧٢.
- فاطيمة بن خليفة (٢٠١٦)، صعوبات التعلم والمهارات الاجتماعية، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد ١٨، مرکز جيل البحث العلمي، الجزائر، ص ٣٧ - ٥٠.
المراجع
التربية الإعلامية بالمدارس الحکومية والخاصة بمراحل التعليم الثانويوانعکاساتها على السلوک الاجتماعي
الباحثة / عبير حسين أبوالحسن
باحث ماجستير – قسم الإعلام - کلية الأداب
جامعة جنوب الوادى
المقدمة
التربية الإعلامية ذات أثر ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية، وقليل من المدارس تهتم بتقديم خدمات التربية الإعلامية على الصعيد المدرسي رغم الأهمية القصوى لها في تشکيل الذات أو إعادة تشکيلها، ويتميز العصر الحاضر بکثافة العناصر الثقافية وسرعة تفاقمها وانتشارها وتداخلها وشدة تأثيرها إلى درجة لا يمکن معها مجاراتها ومتابعتها، إلا إن التربية الإعلامية يمکنها أن تساعد المربين على ضبط هذه التأثيرات وترشيدها وبلورتها في إطار يخدم الأهداف المنشودة.
فالتعليم والإعلام يهدفان إلى تغيير في السلوک وذلک بالتأثير على الطلاب ومساعدتهم على التکيف مع متطلبات الحياة، فالتعليم والإعلام عمليات تفاهم واتصال، فالتفاهم عملية اجتماعية تساعد على تنظيم التفاعل بين الناس وتعاطفهم في تبادل الآراء.
وتوفر التربية الإعلامية مساحة کبيرة من الفرص المواتية لمعالجة المشکلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب في المدرسة کمشکلة الأمية الحضارية، والأمية التکنولوجية، والأمية السياسية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين، وعدم الألفة، والتحيزية والاستغراق في المحلية وغيرها.
مشکلة الدراسة:
نظراً لقلة الدراسات التي تناولت دور التربية الإعلامية في التأثير على السلوک الاجتماعي للطلاب، فإن مشکلة الدراسة تتبلور في رصد الواقع الفعلي للتربية الإعلامية في المدارس الحکومية والخاصة بمرحلة التعليم الثانوي بمحافظة البحر الأحمر، وانعکاس الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل المدارس على السلوک الاجتماعي لطلاب الدراسة.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية الإعلام التربوي الذي هو ضرورة تربوية لايجوز تجاهلها في سلم تخطيط الأولويات، کما أنه مظهر من مظاهر تفاعل الإعلام مع التربية بفاعلية وإيجابية مما يساهم في إعداد الفکر الواعي التي تنشدها العملية التربوية للمشارکة في بناء مستقبل أفضل، وأيضاً في ظل التراکم القوي والمؤثر للمضامين الإعلامية وکل الرسائل المُقدمة أصبح من الضروري وجود التربية الإعلامية لتوعيتهم وتحصينهم من تلک الشوائب الضارة الهدامة، لذلک تکمن أهمية الدراسة الحالية في أنها تتناول واقع الإعلام التربوي في المدارس الثانوية وانعکاس ذلک على السلوک الاجتماعي للطالب.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1) التعرف على أکثر الأنشطة الإعلامية التي تمارس في المدارس الحکومية والخاصة بمرحلة التعليم الثانوي في محافظة البحر الأحمر، من وجهة نظر الطلاب والمتخصصين.
2) الکشف عن الفوائد التي تعود على الطلاب من الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل مدارسهم في کلاً من (الإذاعة المدرسية – الصحافة المدرسية – المحاضرات والندوات – التواصل مع الأسرة والمجتمع المحلي).
3) التعرف على مدى تأثير الأنشطة الإعلامیة على السلوک الإجتماعي للطلاب عينة الدراسة.
4) تحديد أهم المقومات التي يجب توافرها في القائم بتدريب الأنشطة الإعلامية داخل المدارس.
5) الکشف عن الاستراتيجيات التي يجب الاهتمام بها في الأنشطة الإعلامية من وجهة نظر المتخصصين.
6) الکشف عن المعوقات والمشکلات التي تواجه التربية الإعلامية من وجهة نظر الطلاب والمتخصصين.
7) الوصول إلى الحلول التى يمکن من خلالها تطوير التربية الإعلامية بالمدارس.
الإطار النظري:
أولاً: التربية الإعلامية في المدارس:
مفهوم التربية الإعلامية:
تعتمد التربية الإعلامية على الاتصال اعتماداًکلياً من أجل تحقيق أهداف إعلامية تربوية بناءً على مُعطيات ما يُقدم لخدمة الطالبوإعطائه کماً من المعلومات والمهارات للتعامل مع الإعلام وما يبثه من رسائل مختلفةذات مضامين ظاهرة أو خفية)1(.
والتربية الإعلاميةمصطلح مرکب من کلمتين هما: التربية والإعلام، فهو ترجمة للکلمة الإنجليزيةMedia Education ويعني التربية الإعلامية أو التعليم الإعلامي، وهناک منيرىأنها ترجمة للمصطلحالانجليزي Media Literacy وهو ما يسمي بمحو الأمية الإعلامية)2(.
ووفقاً لهذا المفهوم فإن العناصر الأساسية للتربية الإعلامية يمکن أن تتمثل في:
1) الوعي بتأثير تلک الوسائل على المجتمع ودفع أفراده لاتخاذ مواقف معينة من التجارب التي يمرون بها.
2) فهم عملية الاتصال الجماهيري فهماً واعياً وشاملاً مبنياً على التربية الإعلامية بمقوماتهاالمختلفة.
3) استخدام أساليب واستراتيجيات مناسبة؛ لتفسير المضامين الإعلامية وتنقيحها.
4) مراعاة الجوانب الجمالية عند فهم وتقدير تلک المضامين، في ضوء ما يتمتع به الأفراد من تذوق.
5) الفهم العميق للمعاني الخفية التي تحتويها الرسالة الإعلامية، وترجمة المناسب منها في حياتنا اليومية.
وفي ضوء ما سبق يمکن للباحثة تعريف التربية الإعلامية بأنها: "جميع الجهود والأنشطةالإعلامية الواعية والهادفة التي تساعد في تعليم فنون الإعلام في المؤسسات التعليمية المختلفة، وتنمية الحس الإعلامي لدى الطلاب في مراحلهم المتقدمة بما يؤدي إلى تکوين حس نقدي صحيح يجعلهم يستطيعون اختيار الرسائل الاتصالية في المستقبل بفهم ووعي".
نشأة التربية الإعلامية وتطورها:
بداية التربية الإعلامية ترجع إلى النصف الأول من القرن العشرين, عندما اقترح کل من (ليفيس وطومسون) عام 1933م تعليم الشباب کيفية التمييز بين الثقافتين العليا والشعبية في بريطانيا خلال الخمسينيات, وظهر مفهوم التربية الإعلامية في الولايات المتحدة؛ ليواکب زيادة تأثير وسائل الإعلام مثل الراديو والتلفاز على حياة الناس وبخاصةً في مجال التعليم(3).
ومنذ ستينيات القرن الماضي, ظهر مفهوم التربية الإعلامية في النظريات والمناقشات حول وسائل الإعلام بهدف تنمية الثقافة والوعي الإعلامي.
وخلال السنوات الأربعين الماضية, تطورت التربية الإعلامية من اهتمام هامشي إلى حرکة عالمية، وسرعان ما تم تضمين التعليم والتعلم حول وسائل الإعلام في مناهج التدريس بالجامعات في الکثير من دول العالم، وأصبحت التربية الإعلامية مقترنة بالتساؤل: "ما الذي يتعلمه الناس وبخاصةً الشباب والمراهقين والأطفال من وسائل الإعلام؟"(4).
ومع الدخول في عصر الإنترنت, أصبح الشباب يعيشون في عالم التواصل الاجتماعي والثقافي والفکري, ويقضون الکثير من الوقت في التعامل مع وسائل الإعلام، وأصبحت القيم والعلاقات الإجتماعية تتأثر بدرجة کبيرة بالإعلام)5(.
أسس الإعلام التربوي ومنطلقاته:
يستند الإعلام التربوي إلى عدد من الأسس والمنطلقات أهمها ما يلي)6(:
1) الإلتزام بالإسلام وتصوراته الکاملة للکون والإنسان والحياة، والمحافظة على عقيدة الأمة، والإيمان بأن الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان، وتجنب وسائل الإعلام کل ما يناقض شريعة الإسلام.
2) الارتباط الوثيق بتراث الأمة الإسلامية وتاريخها وحضارتها، والإفادة من سير أسلافنا العظماء، وآثارنا التاريخية.
3) تعميق عاطفة الولاء للوطن، من خلال التعريف برسالته، وخصائصه ومکتسباته، وتوعية المواطن بدوره في نهضة الوطن وتقدمه، والمحافظة على ثرواته ومنجزاته.
4) الترکيز على أرکان العملية التعليمية في الرسالة الإعلامية (المدرسة - المنهج - المعلم - الطالب وولي الأمر) والمساهمة في التعريف بأدوارها في العملية التعليمية، وواجباتها وحقوقها وطرح مشکلاتها ومعالجتها إعلامياً.
5) التأکيد على أن اللغة العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، لذا ينبغي الإلتزام بها لغة للتربية الإعلامية.
6) الإلتزام بالموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات، وتقدير شرف الکلمة ووجوب صيانتها من العبث.
7) التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب، والمشارکة فيه وتوجيهها بما يعود على المجتمع خاصة، والإنسانية عامة بالخير والتقدم.
- التعلمالذاتي(التعلمالشخصي)والتعلممدى الحياة: إنالتربيةالإعلامية تضع البذرة الأساسية والخطوة الأولى للمتعلم.
أهداف الإعلام التربوي في المدارس:
وهي الأهداف التي يمکن تحقيقها من خلال الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل المدرسة، باعتبارها مؤسسة تربوية رسمية، کالإذاعة والصحافة والمسرح المدرسي، والاحتفالات، والمعارض المختلفة، ويمکن حصر هذه الأهداف فيما يلي)8(:
1) تنمية مشاعر الانتماء للوطن لدى الطلبة والمعلمين.
2) المشارکة في غرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطلاب بالقيم والتعاليم الإسلامية.
3) تنمية السلوک الإبداعي لدى الطالب، من خلال تنمية قدرته على التخيل، بمصاحبة الأنشطة المختلفة التي تقدم له عبر برامج الإعلام التربوي.
4) تطوير قدرة الطلاب على الاستنتاج بشکل يسمح لهم باتخاذ القرارات التي تتلاءم مع المعايير الأخلاقية المتضمنة في المجتمع المدرسي، وذلک من خلال مضمون الرسائل الإعلامية المختلفة التي تقدم لهم عبر الأنشطة الإعلامية المدرسية.
5) ترسيخ المناهج الدراسية، وتوضيحها بشکل تطبيقي مبسط، بعيداً عن أسلوب التلقين الذي لا يزال معمولاً به، بل ويشکل أسلوباً رئيسياً من أساليب التدريس في کثير من المدارس، على الرغم من أنه لم يعد يلقى ترحيباً بين صفوف الطلاب.
6) تبني قضايا ومشکلات التربية والتربويين والطلاب ومعالجتها إعلامياً.
7) دعم التکامل التربوي القائم بين البيت والمدرسة، من خلال إيجاد وسائل اتصال فعالة تنقل وجهات النظر بين الطرفين، فصحيفة المدرسة التي تدخل منازل الطلاب تساهم في نقل وجهة نظر الطلاب والمدرسين إلى الأهل، مما يساعد في دفع العملية التعليمية إلى الأمام.
8) التنسيق بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الإعلامية سعياً لتحقيق التکامل في الأهداف والبرامج والأنشطة.
9) إيجاد قنوات إعلامية للتعليم المستمر والتعليم عن بعد، وتعليم ذوي الحاجات الخاصة.
10) تدعيم الأنشطة المدرسيـة المختلفة، والمشارکة فيـها، ونقدها وتقـييمها، مما يعطيـها دفعاً کبـيراً، ويجعلها عاملاً أساسياً من عوامل نجاح العملية التعليمية ذاتها، وليس مجرد إشغال لوقت الفراغ.
المعاييرالتيتقومعليهاالتربيةالاعلامية:
تختلفمعاييروأسسالتربيةالإعلاميةمنباحثإلى آخر،وقدحدد"جيمسبوتر")9( خمسة معايير أساسيةللتربية الإعلاميةتتمثل،فيمايلي:
· التربيةالإعلاميةسلسلةمتصلةوليستفئة.
· التربيةالإعلاميةتحتاجإلىتطويرمستمر.
· التربيةالإعلامية متعددةالأبعاد.
· التربيةالإعلاميةتهدفإلىإعطائنا سيطرة أکبر على تفسيراتنا.
· التربية الأعلامية تتطلب بناء أبنية معرفية قوية.
مزايا التربية الإعلامية المدرسية:
تحقق التربية الإعلامية المدرسية العديد من المزايا للطلبة ويمکن تحديد أبرزها فيما يلي)10(:
1) تعويد الطلبة على التعايش مع التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والتکنولوجي الذي تمليه التطورات السريعة في الأفکار والقيم والرؤى والتقنيات والأدوات والوسائل.
2) إعداد الطلبة للتعايش مع الآخرين، والتفاهم مع الغير، وإدراک وفهم القضايا المحلية والإقليمية الدولية.
3) مساعدة الطلبة على تفسير الأمور واستيعابها والمشارکة في حل المشکلات، وعلى امتلاک المهارات والقدرات التحليلية.
4) تزويد الطلبة بعدد من المکتسبات في إطار التعبئة الجماهيرية لمواجهة الحدث الطارئ أو الحدث المستمر، والقدرة على المواجهة عوضاً عن الخوف والاستسلام أو الإنعزال أو الرفض لمجرد الرفض أو الإکتفاء بمجرد تبرير المسائل والأمور أو إسقاط التهم على الغير أو نسب المسألة أو القضية لسبب واحد بعينه دون غيره.
5) مساعدة الطلبة على إدراک مواقعهم عند الآخرين سواء کان هؤلاء الآخرون في الداخل أم في الخارج فتکون التربية الإعلامية المدرسية بذلک وسيلة جوهرية لتصحيح المفاهيم التي تکتنز بعوامل الفرقة والإختلاف والتمايز المذموم والصور الإنطباعية والصور المضادة.
6) مساعدة الطلبة على فهم حقوقهم وواجباتهم وحقوق الغير وواجباتهم، علاوة على فهم العديد من المفاهيم الدارجة مثل مفهوم الشورى مقابل الديمقراطية، ومفهوم حقوق الإنسان، ومفهوم حقوق المرأة، ومفهوم الحرية ومفهوم الأقليات، ومفهوم الخصوصية وغيرها.
7) مساعدة الطلبة على إدراک مغازي العولمة وماهيتها وسبل التفاعل معها، وأخطارها، وطرائق تنقيتها وحسن توظيفها لخدمة الفرد والجماعة، وعلاقة العولمة بالثقافة، وماهية المشروعات الثقافية الکبرى کمفهوم الشرق أوسطية، ومفهوم الشرکات الدولية عابرة القارات، ومفهوم التعددية السياسية، ومفهوم اتفاقية الجات، ومفهوم الخصخصة، ومفهوم حوار الأديان، والحوار الحضاري، ومفهوم التغريب، ومفهوم التغير القيمي، ومفهوم توطين التقنية.
8) مساعدة الطلبة على التخلص من کثير من المشکلات النفسية والثقافية والاجتماعية وإعادة فهم الأمور بطريقة صحيحة ذات نزعة عصرية، بل إن التربية الإعلامية المدرسية يمکن أن تساعد على حل مشکلات کبرى مثل مشکلة الأمية الحضارية والأمية التکنولوجية أمية السياسية ونحوها.
9) تعويد الطلبة على حب المکتبة المدرسية وحب الکتاب، والرغبة في القراءة، لکونها وسيلة للتوعية والتثقيف والعلاج.
10) مساعدة الطلبة على فهم الثقافة المجتمعية والثقافة العالمية، وربط المواد الدراسية بالأحداث والوقائع الحقيقية.
11) إعداد برامج إعلامية لشرائح الأطفال والشباب في سن التعليم العام تعبر عن حاجاتهم، وتشبع مطالبهم، وترقى بأذواقهم وتصحح أفکارهم، وتنظم أمور حياتهم.
12) مساعدة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات ومن يقع في حکمهم على اکتساب الثقافة التربوية التي توجه عملهم وتجعلهم قادرين على معرفة اتجاهات أبنائهم وبناتهم وطلبتهم في کل ما من شأنه رعاية وتربية النشء.
13) تعزيز الانتقاء الثقافي الصحيح من البرامج الإعلامية الترفيهية والثقافية، مع العمل على إکساب الطلبة مهارات النقد والتحليل وحل المشکلات.
14) تنمية مهارات الطلبة القرائية والکتابية والتحليليلة والإدراکية والنقدية، والمساعدة في تنشئتهم اجتماعياً بشکل سليم.
15) تحصين الطلبة من المؤثرات الثقافية والحضارية الضارة بالقيم والمعتقدات وبالثقافة المحلية.
16) تدريب الطلاب والطالبات على آليات البحث عن المعلومات وسبل تصنيفها وتنظيمها وتحليلها والخروج بالنتائج وإصدار الأحکام حول هذه النتائج.
17) تدريب الطلاب على التفکير العلمي من خلال تعزيز مفاهيم الإصغاء والموضوعية، وتوزيع الأدوار، والتشويق، وطرائق المنافسة والحوار، وطرح الأسئلة المثيرة، وإعطاء الطلبة الفرصة الکافية للتعبير عن الذات وعن الآراء الخاصة، وعلى سبل صياغة العبارات والألفاظ الدقيقة التي تدل على الموضوع بصورة مباشرة.
18) مشارکة الطلاب في تخطيط الأنشطة والبرامج الإعلامية المختلفة سواء بطريقة فردية أم بطريقة جماعية.
19) توفير تقنيات متنوعة لمصادر التعلم ورقية وإليکترونية لمساعدة الطلبة علي الفهم والاستيعاب والتمکن والإبداع.
معوقات التربية الإعلامية المدرسية:
بالرغم من اعتراف جميع القائمين على التربية بأهمية التربية الإعلامية المدرسية، إلا أن الواقع يطالعنا ببعض المشکلات التي تحول دون تحقيق فاعلية هذه التربية، ومن أبرز هذه المعوقات ما يلي)11(:
1) عدم الإيمان الحقيقي بقيمة النشاطات المدرسية وأهميتها النظرة السلبية لأولياء الأمور نحوها.
2) عدم قدرة المعلمين على تنظيم النشاط المدرسي تنظيماً منهجياً يؤدي إلى تحقيق أهدافه.
3) عدم توافر الوقت اللازم في المنهج المدرسي لممارسة النشاط.
4) نظام الامتحانات، والاهتمام بها، مما يساهم بنصيب وافر في تقليص النشاط المدرسي، ووضعها من الناحية العملية على هامش الأهمية، بل خارج حدود الهامش أحياناً.
5) عدم توافر المعلم الکفء الذي يستطيع توظيف واستثمار تکنولوجيا الإعلام لأغراض تربوية.
6) التباين الشديد بين الثقافة المدرسية والثقافة التي تروجها وسائل الإعلام.
7) في ظل تقدم وسائل الاتصال وازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية التي تنقل البرامج التليفزيونية على مدارس الساعة صار من الصعب تنسيق الجهود بين التربويين والإعلاميين أجل بث برامج مخطط لها بعناية لتنمية قدرات الطفل العربي المسلم في إطار ثوابت الهوية الإسلامية العربية.
1) ضعف أو سوء الإدراک الاجتماعي: يقصد به صعوبة إدراک وتفسير المواقف الاجتماعية مع الأخوة والوالدين والأقارب داخل الأسرة، ومع الزملاء والأقران والمعلمين في الصف والمدرسة نتيجة عدم النضج الاجتماعي الذي يرجع إلى عدم استفادتهم من التنشئة الاجتماعية، أو سوء تقديمها، ولذا نجدهم يأتون بتصرفات غير ملائمة وغير مقبولة.
2) سوء التقدير والحکم: يقصد به الافتقار إلى القدرة على الحکم على ما يجري في المواقف الاجتماعية بسبب قصور المعلومات الشخصية عن تلک المواقف من حيث ابعادها، والعلاقات الاجتماعية القائمة بين الأفراد في إطارها، والأهداف التي ترنو إلى تحقيقها، ومن ثم نجدهم يفشلون في الحکم عليها والإلمام بمضمون الأمر الذي يؤدي بهم إلى سلوکيات خارجة عن أهداف الجماعة.
3) صعوبة استقبال مشاعر الآخرين: يقصد به صعوبة إدراک مشاعر الآخرين داخل الجماعة المدرسية أو الأسرية، وعدم تقدير الحالة النفسية للآخرين، أو عدم الإلمام بالمناخ الاجتماعي السائد، ولذلک نجد تصرفاتهم تلاقي رفضاً من الأقران والآباء والمعلمين.
4) صعوبة تکوين الصداقات: حيث ينزعون إلى الوحدة، ويميلون إلى العزلة، ويفضلون قضاء أوقات فراغهم أو أداء مهامهم أو ممارسة هواياتهم بمفردهم بسبب الفشل في تکوين الصداقات.
5) مشکلات وصعوبات في إقامة العلاقات الأسرية: سواء مع الأخوة أم الوالدين أو الأقارب، بسبب سوء إدراکهم للمواقف الاجتماعية وعدم حساسيتهم لها والافتقار إلى الحکم السليم عليها.
6) الصعوبات الاجتماعية في المواقف المدرسية: تتمثل فيما يلي:
· مقاطعة الآخرين "زملاء ومعلمين" في مواقف الدراسة والنشاط.
· عدم مشارکة الآخرين في المواقف التي تتطلب مشارکة فعالة.
· عدم الالتزام بالدور الاجتماعي المکلف به، وتجاوز مقتضياته وواجباته.
· تخطي الآخرين وتجاوزهم دون مراعاة لحقوقهم.
المـــراجــــع
(1) محمد حمدان (2004م)، العلاقة بين الإعلام والتربية في الوطن العربي: أية إشکاليات؟ أي مستقبل؟، ورقة مقدمة إلى ندوة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، خلال الفترة 51-71 إبريل.
- حارب، سعيد عبدالله (2003)، التحديات التي تواجه التربية في ضوء المتغيرات العالمية المعاصرة، محاضرة ألقيت بتکليف من مکتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض: مکتب التربية العربي لدول الخليج.
- محمد علي العياد (2008)، الأعلام التربوي: مفهومه، تعريفه، علاقته بالعلوم الأخرى، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، ص 33.
- Divina Frau-Meigs (2007), Media Education. A Kit for Teachers, Students, Parents and Professionals, Paris: UNESCO, P. 47.
(15) Suresh Kanekar & Shariffa M. Merchant (2001), Helping Norms in Relation to Religious Affiliation, The Journal of Social Psychology, 141(5), Pp. 617- 626.
(16) صدام راتب دراوشه وآخرون (2017)، السلوک الاجتماعي الأيجابي لدى عينة من المجتمع الاردني في ضوء بعض المتغيرات الديمغرافية، مجلة جامعة المدينة العالمية (مجمع)، 21، ماليويا.
- Kimberly A. Schonert-Reichl & Others (2011), Promoting Children’s Prosocial Behaviors in School: Impact of the “Roots of Empathy” Program on the Social and Emotional Competence of School-Aged Children, School Mental Health, 4(1), Pp. 1 -21.
- يوسف أبو حميدان (٢٠٠٣). تعديل السلوک النظرية والتطبيق، عمان: دار المدى للنشر والتوزيع،ص ٧٢.
- فاطيمة بن خليفة (٢٠١٦)، صعوبات التعلم والمهارات الاجتماعية، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد ١٨، مرکز جيل البحث العلمي، الجزائر، ص ٣٧ - ٥٠.