الحملات الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفة الشباب بمضمونها

1. دراسة حجم تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي.
2. التعرف على أکثر مصادر الحصول على المعلومات الصحية لدى الشباب.
3. تحديد حجم متابعة الشباب للحملات الصحية عينة الدراسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

4. قياس مستوى معرفة الشباب بمضامين الحملات الصحية لوزارة الصحة والسکان المصرية. وتأثير اختلاف العوامل الديموغرافية على مستوى المعرفة بالحملة.

1. التعرف على مدى استفادتهم منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على تغييرها لسلوکياتهم.
2. التعرف على مدى ثقة الشباب في المعلومات المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
3. دراسة مستوى معرفة الشباب بالحملات التالية( فيروس کورونا المستجد، الکشف عن الأمراض المزمنة، وريد ووريدة)

الحملات الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفة الشباب بمضمونها

 

مروة محمد غانم الديب

جامعة المنصورة ـکلية الآداب

 قسم الاعلام شعبة الصحافة

 

 

المقدمة

تعد الصحة مطلب أساسيًا وهدفًا استراتيجيًا تسعى دول العالم، ومنظماته، وأفراده، إلى بلوغه، وتعمل جاهدة إلى تحقيقه، من أجل حياة صحية سليمة للکل؛ تحاول دراستنا في هذا الإطار معرفة مدى تعرض الشباب للحملات الصحية بشبکات التواصل الاجتماعي، ودراسة مدى نجاح هذه الحملات في استقطاب الشباب للمشارکة فيها.

والتعرف على أهم الحملات التي تقوم بها وزارة الصحة والسکان، ومدى الاستفادة المحققة منها، وصولاً للأهداف المحددة، بإعتبار أن الصحة جزء لا يتجزأ من التنمية الإجتماعية الشاملة، وعنصراً فعالاً لايمکن إغفاله عند التخطيط لبلوغها، وقد اکتسبت مواقع التواصل الإجتماعي أهمية کبيرة في هذا المجال بصفتها وسيلة اتصال لها جمهورها العريض، ولها رسالة تقوم بها تجاه المجتمع.

الدراسات السابقة

فيما يلي عرض لبعض الدراسات السابقة التي أجريت لموضوع الدراسة وهي مما استطاعت الباحثة أن تحصل عليها:

دراسة Sui & Zhang (2021) ⁽[1]⁾ بعنوان "محددات المصداقية للمعلومات الصحية"

تهدف هذه الدراسة إلى استکشاف طريقة فعالة لتصحيح المعلومات الخاطئة الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي والقضاء على آثارها السلبية، حيث أن تصديق الجمهور للمعلومات المضللة يؤدي إلى عواقب أکثر خطورة من الجهل التام. خاصة وأن المعلومات مضللة تکون غير مقصودة وتُنشر بثقة، وعادة ما لا تکون لها نية واضحة لتحقيق الربح وراءها، واستخدمت الدراسة نموذجاً نظرياً للمحددات الموجهة نحو المصداقية التي تواجه المعلومات المضللة القائمة على نموذج الاحتمالية. واعتمدت الدراسة على أداة الاستبيان الالکتروني لجمع البيانات من 415 مبحوث وکان معظم المجيبين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى:

يمکن تحسين المصداقية المتصورة لمواجهة المعلومات الخاطئة عن طريق تحسين نوعية المعلومات ومصدر المعلومات.

الإعلانات المفرطة والمعلومات الصحية المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تجعل من الصعب على المستخدمين تحديد ما إذا کانت المعلومات صحيحة أو خاطئة.

يميل الأفراد أکثر إلى تصديق المعلومات من مصدر موثوق به للغاية بدلاً من مصدر ذي موثوقية منخفضة.

بعد تلقي معلومات جديدة، يقوم الناس على الفور بتقييم ما إذا کانت متوافقة مع منطق الحقائق والمعتقدات المعرفية الأخرى.

دراسة حسام فايز عبدالحي (2020) ⁽[2]⁾ بعنوان " اعتماد طلبة الجامعات على وسائل الإعلام الجدید فی استقاء المعلومات والأخبار عن جائحة کورونا کوفید 19 وعلاقته بالاندماج الأکادیمی لدیهم"

هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة اعتماد طلبة الجامعات على وسائل الإعلام الجديـد في اسـتقاء المعلومـات والأخبار عن جائحة کورونا کوفيد ١٩ .والتعـرف علـى أکثـر وسـائل الإعـلام الجديـد التـي يتـابع مـن خلالهـا طـلاب الجامعـات أخبـار جائحة کورونا. واستخدم الباحث منهج المسح الميـداني لعينة عشوائية من طلبة الجامعات المصرية بلغ عددها 450 طالب وطالبة. وطبق الباحث اسـتمارة اسـتبيان إلکترونية کأداة لجمع البيانات وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:

تصدر مواقع التواصل الاجتماعي مقدمة الوسائل التي استقى منها أفراد العينة معلومـاتهم عـن جائحـة کورونـا کوفيـد ١٩، فيما جاءت الصحف الإلکترونيـة في الترتيـب الأخير.

کشفت النتائج إدراک طلبة الجامعات قيمة وأهمية مصادر المعلومات التـي يسـتقون منهـا معلوماتهم، وقدرتهم على التمييز فيما بينها؛ حيـث تصـدرت المواقـع الإلکترونية الإخبارية ومواقع الراديو والتلفزيون التفاعلي والصحف الإلکترونية ترتيب الوسائل التـي يثقـون فيمـا تقدمه من معلومات عن جائحة کورونا، فيما جاءت مواقع التواصل الاجتماعي في الترتيـب الأخير.

وجود فروق دالة إحصائيًا في درجة متابعة جائحة کورونا عبر وسـائل الإعـلام الجديـد لصـالح الـذکور.

دراسة طارق الصعيدي (2020) ⁽[3]⁾ بعنوان "اعتماد الشباب على صحافة الموبایل ودورها فی التوعیة الصحیة بجائحة کورونا فی مصر"

هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى اعتماد الشباب المصري على صحافة الموبایل وتأثیراته على التوعیة الصحیة بجائحة کورونا، ومعرفة العلاقة بین حجم الاعتماد على صحافة الموبایل ومستوى التوعیة الصحیة المکتسب، ودلالة الفروق فی الاعتماد ومستوى التوعیة الصحیة وفقًا للمتغیرات الديموغرافية (النوع- الإقامة– الدخل– مستوى التعلیم)، واستخدمت الدراسة منهج المسح الإعلامي لعینة من الشباب المصری قدرها 500 مفردة، تم اختیارها بطریقة عشوائیة متعددة المراحل من محافظات مصر، واستخدم الاستبانة کأداة لجمع البیانات.

وتوصلت الدراسة عدة نتائج من أهمها:

• ارتفاع اعتماد الشباب المصری على صحافة الموبایل کمصدر ثری للمعلومات والاتصالات خاصة أثناء جائحة کورونا، وارتفاع الاعتماد على شبکة الإنترنت ومتصفحات الموبایل بصفة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي بالأخص الفیسبوک وتویتر و واتس آب.
• أتت أهم أسباب الاعتماد على صحافة الموبایل في ( سرعة وفوریة نقل الأخبار والمعلومات، سهولة الاستخدام وقلة التکالیف، تتیح أشکالًا متعددة للمعلومات نصوصًا وصورًا ورسومًا وفیدیو، إمکانیة التأکد من المصداقیة)
•  ارتفاع حجم التأثیرات المعرفیة والوجدانیة والسلوکیة نتیجة المتابعة لأنواع صحافة الموبایل، وارتفاع مستوى الوعي الصحي تجاه جائحة کورونا. 

کما أثبتت الدراسة وجود علاقة دالة إحصائیًا بین اعتماد الشباب على صحافة الموبایل ومستوى التوعیة الصحیة بجائحة کورونا، وکشفت عن العلاقة الإیجابیة بین حجم التأثیرات وبین مستوى التوعیة الصحیة.

دراسة مرتضى الأمين وخالد عبدالحفيظ (2020) ⁽[4]⁾ بعنوان " وسائل التواصل االجتماعي وتعزيز الوعي الصحي للوقاية من فيروس کورونا المستجد COVID19 "

سعت الدراسة للکشف عن إسهامات شبکات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع السوداني للوقاية من فيروس کورونا، والتعرف على مصدر رسائل صفحة فيسبوک بالموقع الرسمي لوزارة الصحة السودانية، واعتمدت الدراسة على المنهج الکيفي، وشملت عينة الدراسة حصر شامل لکل الرسائل في صفحة فيسبوک بالموقع الرسمي لوزارة الصحة السودانية لمدة سبعة أيام تبدأ من يوم 8 /4 / 2020 وهي فترة تصاعد جائحة کورونا في السودان.

واعتمدت الدراسة على الملاحظة المضبوطة کأداة أکثر دقة لجمع البيانات من العينة المحددة، حيث تعين وصف وتسجيل محتوى ومضمون الرسائل عن فيروس کورونا المستجد COVID19 على صفحة فيسبوک بالموقع الرسمي لوزارة الصحة السودانية، وکشفت نتائج الدراسة عن مايلي:

اهتمام صفحة فيسبوک بموقع الوزارة بتعزيز الوعي الصحي بنشر الأخبار المستمرة عن فيروس کورونا، وکذلک نشر رسائل التوعية الصحية بمختلف أشکالها وباستخدام أساليب متنوعة والإعتماد على مصادر مختلفة.

ارتفاع نسبة التفاعل ومشارکة الأخبار الخاصة بعدد الإصابات بفيروس کورونا.

بعض الأخبار بصفحة فيسبوک على موقع وزارة الصحة السودانية جاءت مدعومة بالصور مما يعزز من مصداقيتها.

أوضحت الدراسة القصور في التفاعل والمشارکة من جانب المستخدمين للرسائل المصورة التي تنشر بصفحة الفيسبوک على موقع وزارة الصحة السودانية، مما يکشف ضعف فاعلية الصورة الثابتة في زيادة الوعي الصحي للمواطنين.

اهتمام صفحة فيسبوک على موقع وزارة الصحة السودانية بنشر رسائل التوعية الصحية لأغلب فئات المجتمع. واستخدام الفيديو بصفحة الفيسبوک على موقع وزارة الصحة السودانية في حدود ضيقة وتم استخدام الغناء الشعبي والروبوت لنشر رسائل التوعية الصحية.

بعض رسائل التوعية الصحية المنشورة على الصفحة للوقاية من فيروس کورونا، تقوم بتقديمها کوادر صحية متخصصة، والبعض الآخر تشارک فيه شخصيات من عامة المجتمع لها اهتمامات بالتوعية الصحية.

دراسـة جـاد عويـدات (٢٠٢٠) ⁽[5]⁾ " تفاعل الشباب الجامعي مع طرق الوقایة من فیروس کورونا عبـر فـیسبوک "

سعت الدراسة للتعرف على تفاعـل المبحـوثين مـع طـرق الوقايـة مـن فيروس کورونا المستجد COVID19 عبـــر صفحتي قناة "المملکة الأردنية"، وقناة "France24 "عربي"، واستخدم الباحث المنهج الوصفي بأسلوب المسح بالعينة کأداة لجمع البيانات، وتکونت العينة الميـدانية مـن400 طالب مـن جامعتي "القاهرة - المنيا" مـن متــابعي طرق الوقاية من "فيروس کورونا" عبر صفحتي قناة "المملکة الأردنية"، و" 24 France "عربي، وتوصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:

• وجـود فـروق دالـة بـين أشکال تفاعل المبحوثين مـع طرق الوقـاية مـن فيروس کورونا المستجد COVID19 بصفحتي قناة "المملکة الأردنية،" و " 24 France "لصالح صفحة قناة " 24France
• وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين متابعة المبحوثين لأساليب الوقاية من فيروس کورونا المستجد COVID19 على صفحات قناة "المملکة الأردنية" ، و France24 "العربية" ودرجة الإستفادة منها.
• الوسائط التفاعلية لها تأثير کبير في تشکيل الاتجاهات نحو طرق الوقاية من فيروس کورونا.

دراسة)Toan Luu Duc 2020)⁽[6]⁾ بعنوان" إدراک مخـــاطر کوفيـــد 19"

هدفت الدراسة إلى التعـرف علـى دور العوامل الاقتصـادية والاجتماعية ومواقـــع التواصـل الاجتمـــاعي في إدراک مخـــاطر کوفيـــد19, وتوصلت الدراسة إلى هناک عوامل لها تأثير إيجابي على تصور المخاطر المتعلقة بفيروس کوفيد19 من بينها (المنطقة الجغرافية، وأنماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي)، کما أشارت النتائج إلى أن منطقة جنوب فيتنام أکثر إدراکًا لمخاطر فيروس کوفيد 19، مـن شـمال فيتنـام، کمـا أوضـحت أنـه کلمــا زاد اســتخدام مواقــع التواصــل الاجتمــاعي زاد إدراک الفيتنــاميين لمخــاطر فيــروس کوفيد19.

دراسة داليا عثمان (2019) ⁽[7]⁾ بعنوان " اتجاهات المرأة المصریة نحو استخدام الإعلام الرقمي في المجال الصحي "

هدفت الدراسة إلى التعرف على أکثر مصادر المعلومات الصحية الرقمية تأثيراً على تشکيل الوعي الصحي للمرأة المصرية. والکشف عن مدى وجود علاقة بين استخدام المرأة المصرية لمصادر المعلومات الصحية الرقمية ومستوى وعيها الصحي، واستخدمت الباحثة في هذه الدراسة منهج المسح بالعينة حيث تم اختيار عينة عمدية من السيدات والفتيات المصريات من مستخدمي وسائل الاعلام الرقمية اللاتي يتعرضن للمضمون الصحي عبر وسائل الاعلام الرقمي، حيث کان إجمإلى العينة 266 سيدة، وتم تطبيق الإستبيان کأداة لجمع البيانات.

 وأظهرت نتائج الدراسة:

• · أن مواقع التواصل الإجتماعى جاءت في المرتبة الأولى من حيث الوقت المنقضي في التعامل مع العالم الرقمي.
• · جاءت أهم الموضوعات والمضامين الصحية التي تجذب المبحوثات عينة الدراسة عند متابعة وسائل الاعلام الرقمي (مواضيع السمنة والنحافة) في المرتبة الأولى يليها (أساليب الحياة الصحية والتغذية السليمة( يليها (حملات التوعية ضد الأمراض والکشف المبکر عنها).
• · جاءت أهم أسباب فعالية استخدام وسائل الإعلام الرقمية في المجال الصحي سهولة وسرعة الاستخدام يليها تقديم المعلومات بشکل مبسط ثم تقديم الخدمات التفاعلية داخل المواقع الصحية.
• · توجد علاقة ارتباطية بين متابعة المبحوثات للموضوعات والقضايا الصحية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ومدى استفادتهن من المضمون الصحي الرقمي.

حدود الاستفادة من الدراسات السابقة

• · ساعدت الباحثة في تحديد وبلورة مشکلة البحث ووضع تساؤلات وفروض الدراسة الحالية، وتحديد الإطار النظري.
• · استفادت الدراسة الحالية من تلک الدراسات في تعريف مفاهيم الدراسة واختيار بعض أدوات جمع البيانات ومقارنة النتائج.
• · بناء واختيار أدوات جمع البيانات، وهي استمارة استبيان تتناول تعرض الشباب لمواقع التواصل الإجتماعي ومدى معرفتهم بمضمون الحملات الصحية لوزارة الصحة والسکان المصرية.

مشکلة الدراسة

إن الحملات الاعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعد تحولاً في تصميم وصناعة الحملة الاعلامية وتضيف لها العديد من المزايا، لتصبح حملات اعلامية مختلفة ولديها من التقنيات والمقومات ما يجعلها متميزة وفريدة من نوعها.

وتعتبر مواقع التواصل الإجتماعي من الوسائل الاعلامية التي بمقدورها- بما تتيحه هذه الوسائل من إمکانات للتواصل والسرعة في إيصال المعلومة- تخصيص فضاءات لهذا المجال خاصة ومع استخدام الشباب لها بشکل يومي.

حيث کشفت الدراسات العلمية الحديثة أن الشباب من عمر ١٨ – ٣٤ عاماً يقضون مع وسائل الإعلام الإجتماعي مثل "فيسبوک وتويتر ويوتيوب" وقتاً أکثر أربع مرات من قضائهم مع وسائل الإعلام التقليدي من صحف وإذاعات وتلفزة مجتمعة.^([8])

لذلک ونظراً لأهمية الدور التوعوي والوقائي لهذه المواقع؛ تأتي هذه الدراسة لتقديم رؤية تحليلة للحملات الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبرها أداة توعوية تسهم في إحداث تغير في مستوى معرفة الشباب بمضون الحملات الصحية وذلک ضمن نظريتي ثراء الوسيلة والتماس المعلومات.

وعليه وانطلاقًا مما سبق نطرح الإشکالية التالية:

ما مدى تعرض الشباب للحملات الصحية بشبکات التواصل الإجتماعي وأثر ذلک على سلوکياتهم ومعرفتهم بمضمونها؟ وإلى أي مدى نجحت هذه الحملات في جذب الشباب للمشارکة فيها؟

أهمية الدراسة

تعد دراسة مواقع التواصل الإجتماعي وأثرها على الشباب الجامعي من الدراسات التي لها أهميتها الخاصة في ظل التسارع المتزايد في معدلات استخدام هذه الشبکات، وتنبع أهمية الدراسة من کونها تتعرض لوصف أهم وظائف وسائل الإعلام وهي الإرشاد والتوعية، وبالتالي يمکن سرد أهمية الدراسة بالشکل الآتي:

1. تعتبر هذه الدراسة العلمية الأولى في الحملات الصحية في مصر التي تطبق نظريتي ثراء الوسيلة والتماس المعلومات.
2. الکشف عن علاقة الشباب بوسائل التواصل الاجتماعي ومدى استفادتهم منها في تحسين مستوى ثقافتهم الصحية.
3. معرفة مدى إقبال الشباب على التفاعل مع الحملات الصحية التي تنظمها وزارة الصحة والسکان.

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالية للتعرف على الدور الذي تقوم به حملات وزارة الصحة والسکان المصرية في نشر الوعي الصحي لدى الشباب عبر مواقع التواصل الإجتماعي وينبع من هذا الهدف بعض الأهداف الفرعية على النحو التالي:

1. دراسة حجم تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي.
2. التعرف على أکثر مصادر الحصول على المعلومات الصحية لدى الشباب.
3. تحديد حجم متابعة الشباب للحملات الصحية عينة الدراسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

4. قياس مستوى معرفة الشباب بمضامين الحملات الصحية لوزارة الصحة والسکان المصرية. وتأثير اختلاف العوامل الديموغرافية على مستوى المعرفة بالحملة.

1. التعرف على مدى استفادتهم منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على تغييرها لسلوکياتهم.
2. التعرف على مدى ثقة الشباب في المعلومات المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
3. دراسة مستوى معرفة الشباب بالحملات التالية( فيروس کورونا المستجد، الکشف عن الأمراض المزمنة، وريد ووريدة)

تساؤلات الدراسة

تستهدفالدراسةالإجابةعلىالتساؤلات الآتية

1. ما أکثر المواقع التي يفضلها الشباب في متابعة الحملات الصحية وماهو الوقت المفضل لمتابعتها؟
2. ما أکثر وسائل الاعلام التي ييفضلها الشباب في الحصول على المعلومة الصحية؟
3. ما مستوى معرفة الشباب المستخدم لمواقع التواصل بمضمون الحملات الصحية؟
4. ما مدى ثقة الشباب في المعلومات الصحية المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
5. ما مستوى معرفة الشباب بالحملات التالية( فيروس کورونا المستجد، الکشف عن الأمراض المزمنة، وريد ووريدة) ومامدى مشارکتهم بها؟
6. ما معوقات نجاح الحملات الصحية القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

فروض الدراسة:

1. توجد علاقة ارتباطيه بين کثافة تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفتهم بمضمون الحملات الصحية.
2. توجد علاقة ارتباطيه بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي واتجاهاتهم نحو الحملات الصحية.
3. توجد علاقة ارتباطيه بين ثقة الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والتماس المعلومات منها.

منهج الدراسة:

اعتمدت الباحثة على منهج المسح بالعينة کأحد الأساليب الوصفية القادرة على دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة الظاهرة بهدف الحصول على معلومات وافية ودقيقة عنها، فهذا المنهج يعد الرئيسي لدراسة جمهور وسائل الإعلام، فهو يساعد في التعرف على اتجاهات المبحوثين وآرائهم ومشاعرهم في الموضوعات والقضايا ذات الطابع الجماهيري، وکذلک المسوح التي تستهدف دراسة تأثيرات برامج إذاعية أو تلفزيونية معينة وغيره من الوسائل الإعلامية على الجمهور.

ويعتبر المنهج المسحي من أبرز المناهج المستخدمة في البحث الاعلامي للحصول على البيانات والمعلومات التي تستهدف الظاهرة العلمية ذاتها، ويعرف هذا المنهج بأنه مجموعة الظواهر موضوع البحث تضم عدد من المفردات المکونة لمجتمع البحث، ولمدة زمنية کافية بهدف تکوين القاعدة الأساسية من البيانات والمعلومات في مجال تخصص معين ومعالجتها. ^([9])

جدول رقم (1) متغيرات الدراسة

مجتمع وعينة الدراسة الميدانية:

ويتمثل في مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من فئة الشباب الفترة العمرية من 18 إلى 35، وهي عينة حصصية عمدية من الذکور والإناث والبالغ عددهم 400 مبحوث ممن يتعرضون للمضامين الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مع الأخذ في الاعتبار مراعاة تمثيل الذکور والإناث والمستويات التعليمية والاجتماعية والفئات العمرية المختلفة.

وتم تعبئة استمارات الاستبيان أونلاين خلال شهر يناير 2021 بمتابعة مباشرة مع الباحثة.

مفاهيم الدراسة

التعرض:

لغوياً (أظهر الشيء و أراه إياه) أما في اللغة اللاتينية ما معنى کلمة (التعرض) بيان الشيء عن طريق القراءة والکتابة من خلال عرض منظم ومقنع للأفکار، أما مفهوم التعرض الاعلامي في قاموس المصطلحات الاعلامية "فهو ما يصدر عن الفرد من عرض للحقائق والوقائع وقد يکون هذا العرض واضحًا أو ضمنيًا أو غامضًا وبذلک فإن المصطلح يعني الشرح والبيان والتفسير وتعني أيضًا المکان المعد للعرض".^([10])

إجرائيًا: تقصد الباحثة بها متابعة الشباب لما يعرض عبر مواقع التواصل الإجتماعي من حملات صحية لوزارة الصحة والسکان المصرية.

مواقع التواصل:

اصطلاحًا: هي صفحات الويب التي يمکن أن تسهل التفاعل النشط بين الأعضاء المشترکين في هذه الشبکة الاجتماعية الموجودة بالفعل على الانترنت، وتهدف إلى توفير مختلف وسائل الاهتمام التي من شأنها أن تساعد على التفاعل بين الأعضاء بعضهم ببعض ويمکن أن تشمل هذه المميزات المراسلة الفورية، الفيديو، الدردشة، تبادل الملفات، مجموعات المناقشة، البريد الإلکتروني المدونات.^([11])

إجرائيًا: هي شبکات اجتماعية تفاعلية تييح التواصل بين مستخدميها في أي وقت يشاؤون وفي أي مکان في العالم، وأبرز شبکات التواصل الإجتماعى -الفيس بوک وتويتر ويوتيوب-.

الحملات الصحية:

الحملة اصطلاحًا: هي مجموعة من الجهود المکثفة والمستمرة لفترة من الوقت للنشر المستمر بکافة الوسائل لطرح ومناقشة ومتابعة موضوع معين، لتحقيق هدف ما وتستمر من عدة أسابيع إلى عدة سنوات.^([12])

إجرائيًا: هي جهد منظم ومخطط يسعى إلى إقناع الجمهور بقبول أو تعديل أو الابتعاد عن بعض الأفکار أو السلوکيات أو الاتجاهات التي تتطلب التغيير، بهدف تقليل الأمراض المنتشرة في المجتمع، وبالإعتماد على أساليب إستمالة مؤثرة.

الإطار النظري للدراسة

نموذج المعتقد الصحي  Health Belief Model

يعد هذا النموذج هو الأول في مجال نظريات السلوک الصحي ، وينسب هذا النموذج لکل من روزينستوک (Rosenstock) وبيکر (Becker)حيث يعد نموذجًا لتغيير السلوک الصحي  بناءعلى تدخل معرفي وذلک من خلال البحث في العوامل التي تجعل الأفراد يقدمون أو يحجمون عن الاستجابة للحملات الصحية.^[13]

وترکز العناصر الرئيسية لنموذج المعتقد الصحي على المعتقدات الفردية حول الظروف الصحية، والتي تتنبأ بالسلوکيات الفردية المتعلقة بالصحة. يحدد النموذج العوامل الرئيسية التي تؤثر على السلوک الصحي على أنها تهديد متصور للفرد للمرض (التعرض المتصور) ، والاعتقاد بالعواقب (الشدة المتصورة) ، والفوائد الإيجابية المحتملة (الفوائد المتصورة) .^[14]

ونظرًا لأهمية النموذج فقد تمت الإستعانة به من قبل العاملين في مجال الاتصال الاجتماعي من أجل الحصول على بعض التفسيرات لسلوکيات الأفراد وفهم طبيعة الاختلاف في سلوکياتهم، وکذلک التعرف على أهم الأسباب والعوامل التي تدفع الأفراد إلى ذلک، ومن ثم العمل على إعداد البرامج الاجتماعية والحملات الصحية الوقائية المتضمنة والمعتمدة على أساليب استمالات معينة کالتخويف والإثارة والقلق بهدف إقناع الأفراد لترک العادات والسلوکيات الغير صحية التي قد تعرضهم للخطر.^[15]

وفقًا لنموذج المعتقد الصحي، فإن معرفة الفرد تحدد درجة ممارسته للسلوک الصحي، ويمکن أن تتحق المعرفة من خلال عاملين هما:

          أ‌-          الدرجة التي يدرک بها الفرد أنه معرض على المستوى الشخصي للتهديد الصحي أي تکون شدة المرض وخطورته مرتفعين.

       ب‌-       إدراک الفرد بأن ممارسات صحية معينة ستکون فعالة في التقليل من هذا التهديد، أي تکون الفوائد المتوقعة من ممارسة السلوک الوقائي معتبرة وأکبر من العوائق.

لذلک فکلما توفرت قناعة لدى الفرد حول استعداده لمرض معين وتعرضه لخطر الإصابة به، کلما أقبل على ممارسة سلوکيات وقائية ضد هذا المرض.

بالتالي فإن نموذج المعتقد الصحي يمکن تطبيقه في ثلاث حالات متمثلة في:

تحفيز المرضى على الامتثال لبرنامج علاجي معين.

تحفيز المرضى على الاستفادة من خدمة طبية معينة.

التحفيز على الاعتماد الطوعي لسلوکات معينة (الحد من التدخين، الکشف عن الأراض المزمنة، فحص الدم بصفة دورية…)^[16]

مدخل ثراء الوسيلة الاعلامية Media Richness Theory

تستخدم هذه النظرية لدراسة معايير الاختيار بين الوسائل الإعلامية التکنولوجية بحسب درجة ثرائها المعلوماتي، وتوضح أن فعالية الاتصال معتمدة على القدر الذي تستخدم به الوسيلة، وترکز بشکل أکبر على الأشکال التفاعلية للإتصال في إتجاهين بين القائم بالإتصال والجمهور المستقبل للرسالة.^([17])

ويعرف Daft & lengee ثراء الوسيلة بأنه قدرة هذه الوسيلة على حمل المعلومات، أي قدرتها على نقل المعلومات وسعة حمل الرموز للأفراد الذين يقومون بالعملية الاتصالية.^([18])

فرضيات النظرية:

طبقًا للنظرية فإن الوسائل الإعلامية التي توفر رجع صدى تکون أکثر ثراءً، فکلما قل الغموض کلما کان الاتصال الفعال أکثر حدوثاً، فثراء المعلومات يقوم بتخفيض درجة الغموض وإيجاد مساحة من المعاني المشترکة بإستخدام وسيلة اتصالية معينة.

 وتفترض هذه النظرية فرضين أساسين هما:

الفرض الأول: أن الوسائل التکنولوجية تمتلک قدراً کبيراً من المعلومات، فضلاً عن تنوع المضمون المقدم من خلالها، وبالتالي تستطيع هذه الوسائل التغلب على الغموض والشک الذي ينتاب الکثير من الأفراد عند التعرض لها.

 الفرض الثاني: هناک أربعة معايير أساسية لترتيب ثراء الوسيلة مرتبة من الأعلى إلى الأقل من حيث درجة الثراء وهي: (سرعة رد الفعل، قدرتها على نقل الإشارات المختلفة بإستخدام تقنيات تکنولوجية حديثة - مثل: الوسائط المتعددة- والترکيز الشخصي على الوسيلة، واستخدام اللغة الطبيعية). ^([19])

الثراء الاعلامي في بنية مواقع التواصل الاجتماعي:

إن تطبيق "نظرية الثراء الإعلامي" على وسائل الإعلام الجديدة (Media New) والتي تستند على خدمات ال(online) يمکن أن يکون إما غنيًا أو ضعيفًا، وذلک وفقًا لاستخدام صاحب الرسالة فمثلاً يمکن استخدام المحادثة الصوتية کوسيلة إعلامية غنية في حالة الرسائل الملتبسة على الفهم، کما أن دافع المتصل أو صاحب الرسالة يؤدي دوراً في اختيار الوسيلة فإذا کان الدافع إيجابياً سيعتمد على وسيلة أکثر ثراءً مثل المحادثة الصوتية، أما إذا کان الدافع سلبياً، حيث سيعتمد على وسيلة أقل ثراءً وأضعف مثل الرسائل النصية.

وقد أکدت الدراسات السابقة التي طبقت نظرية الثراء الإعلامي، أنه يمکن دراسة الخصائص الموضوعية للوسيلة من حيث مدى الثراء الذي تتمتع به بالرغم من أن جوهر النظرية يعتمد على ذاتية المستخدمين في الطريقة التي يختارون بها الوسيلة ويستفيدون من خصائصها مميزاتها.

وتجدر الإشارة إلى أن فکرة (رجع الصدى) التي تشير لها نظرية الثراء الإعلامي موجودة في هذه مواقع التواصل الإجتماعي بشدة، أکثر من وسائل الإعلام التقليدية حيث تعتمد هذه المواقع على التفاعلية والعلاقة بين المستخدمين بشکل کبير؛ وذلک وفقاً لتحليل أنماط مشاهدتهم واختياراتهم السابقة للمحتوى الذي يرغبون في مشاهدته، بالإضافة إلى رجع الصدى عن هذا المحتوى المقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشکل عام.^([20])

نظرية إلتماس المعلومات Information Seeking Theory

تعرف عملية التماس المعلومات بأنها "تلک العملية التي يقوم من خلالها الفرد ببذل جهد متعمد للتغيير من حالته المعرفية، وذلک من خلال بذل المزيد من الجهد والوقت لتطوير معرفته حول موضوع ما"، وقد تتم عملية التماس المعلومات من خلال الإنضمام لمجموعة، حيث يساعد أفراد المجموعة على الإفادة من خبرات بعضهم البعض والتعاون فيما يتعلق بإکتساب المعلومات، وتتأثر عملية التماس المعلومات بالعديد من العوامل على المستويين الفردي والجمعي، ويشتمل المستوى الفردي على الإتجاهات والمرکز الاجتماعي والعوامل الديموغرافية، بينما يشتمل المستوى الجمعي على نمط الإتصال والإنفتاح على المجموعة وتأثير السياق على سلوک الفرد في عملية الإلتماس. ^([21])

وتقوم نظرية التماس المعلومات على دراسة سلوک الفرد في بحثه عن المعلومات من مصادر الاتصال المختلفة، والتعرف على العوامل التي تؤثر في هذا السلوک، والدوافع التي تؤدي بالأفراد للوصول لتلک المعلومات، ومدى الرضا أوعدم الرضا عنها وبالتالي فإن هذه النظرية تستهدف متلقي الاتصال بدلاً من القائم بالاتصال أو الرسالة الاعلامية.^([22])

 فرضيات النظرية:

 أولاً:  تفترض هذه النظرية وجود حوافز ومنبهات تؤدي إلى سعي الفرد للحصول على معلومات لمواجهة مشکلة ما أو مقارنتها بما لديه من قيم ومعارف سابقة ترتبط بالمواقف التي تؤثر عليه، ويراعي الفرض قيود الوقت ومحدوديته ومدى توافر معلومات سابقة عن الموضوع.

ثانياً: وفي ما يتعلق بنوع المعلومات التي يبحث عنها الفرد، فقد يستخدم ما أطلق عليه "دوتهيو وتبتون"  استراتيجية البحث المجازف التي تعتمد على مصدر معين أو إتباع الفرد ما يستطيع جمعه من معلومات ثم يتم تضييق هذه المعلومات وتحليلها وربطها بالخبرة السابقة للفرد.

 ثالثاً: تعتمد النظرية على تحديد أنواع مصادر المعلومات الرسمية مثل الکتب والخبراء، والمصادر الغير رسمية مثل الأقران والجماعات المرجعية، کما تشتمل النظرية على تحديد نقطة يکتفي عندها الفرد في التماس المعلومات الکافية لتساعده في القيام بسلوک معين.^([23])

مدى ملائمة النظرية للدراسة الحالية:

يعد الانترنت مورد هام للأفراد الذين يسعون للحصول على المعلومات الصحية لأغراض متنوعة، بما في ذلک التعرف على أعراض جديدة أو التشخيص، وخيارات العلاج، والأدوية، على سبيل المثال، لقد ثبت أن البحث عن المعلومات الصحية مرتبط بالمکاسب في المعرفة وکذلک سلوکيات نمط الحياة الصحية.^([24])

فمن بين الأشخاص العشرة الذين تمت مقابلتهم، استخدم ثمانية في الغالب الانترنت في أبحاثهم الصحية. وأفادت التقارير بأن فوائد التکنولوجيا الجديدة هي "سهولة الاستخدام" و "إمکانية الوصول"، في حين أن العوائق تمثلت "حجم المعلومات الزائدة" ومدى موثوقية المعلومات عبر الإنترنت.^([25])

ويمکن اعتبار سلوک الفرد في البحث عن المعلومات الصحية على أنه عملية جمع معرفة ناتجة عن استفسار أو حاجة صحية.

 ويمکن القول أن البحث عن المعلومات هو جهد واعي للحصول على معلومات استجابة لبعض الحاجة أو لسد فجوة في المعرفة، وعادة ما يعتبر أن نوع المعلومات اللازمة وسياق الحاجة إليها هو ما يحدد الطريقة التي يتم بها الحصول على المعلومات.^([26])

وتختلف الأسباب التي تم تحديدها لالتماس المعلومات الصحية لدى الجمهور. ويشير Lambert  و Loiselle إلى أن المجالات الرئيسية الثلاثة وراء التماس المعلومات الصحية هي: التعامل مع المرض؛ المشارکة في القرارات الطبية ؛ والصحة الوقائية. وفي کثير من الأحيان، يبحث الأفراد عن معلومات صحية تخص الآخرين مثل: الأقارب والأصدقاء.

وربط کلاً من Houston  و Allison الحالة الصحية للمستخدمين بأسباب البحث عن المعلومات الصحية واختيار أدوات البحث واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ^([27])

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التوعية الصحية

إن الأحوال الصحية في أي مجتمع ترتبط بمقاييس مختلفة منها عن البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وجميع هذه المقاييس تؤدي في النهاية إلى تحديد وضعية المستوى الصحي في المجتمع، وتقاس هذه المستويات الصحية بأنوع مختلفة من المقاييس المقارنة، منها: معدلات المواليد والوفيات ومتوسط العمر التقريبي ومدى إنتشار الأمراض الوبائية.

فإذا إجتمعت هذه النتائج وکانت سلبية فإنها تدل على تأخر المجتمع والعکس صحيح، وحتى تستطيع أي دولة تحقيق السلامة الصحية الراقية يجب عليها أولاً البحث عن أسباب التدهور ثم محاولة محاربتها والقضاء عليها سواء بالتوعية أو بالمعالجة الفعلية.

لذلک فإنه يمکن عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثارة وعي الجمهور عن طريق الحملات الاعلامية التي تستهدف تکثيف المعرفة لتعديل السلوک، وزيادة المعلومات المرسلة للتأثير على القطاعات المستهدفة من الجمهور، ودعم الرسائل الاعلامية بالاتصالات الشخصية.

کذلک الاستمرار في عرض الرسائل في وسائل الاتصال، عندها يصبح الجمهور مهتمًا بتکوين صورة ذهنية عن طريق المعلومات والأفکار، وفي المقابل تسعى الجهة القائمة بالاتصال إلى تکوين صورة ذهنية لربط الموضوع بمصالح الجمهور وتطلعاته. 

وعلى المستوى الأکاديمي تسعى الجهات التعليمية من خلال مواقع شبکات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوک المعنية لإعلام الطلاب، وتنظيمهم وتوعيتهم، والتواصل معهم وفيما بينهم، عبر الاتصال الشخصي المباشر بالملف الشخصي للطرف الآخر، بتوفير المعلومات مباشرة إلى طالب واحد أو مجموعة من الطلاب في وقت واحد. ويمکن تعديل الوظائف المتباينة لهذه الشبکات، اعتمادًا على المؤسسة التابعين لها أو احتياجات الطلاب. ([28])

التواصلفيحالةالأزماتالصحية

عند حدوث أزمة صحية، يجب تقييم خطورة الأحداث وتحديد أولويات للتعامل مع الأزمة، ومن أهمها تأمين صحة السکان بتفعيل استراتيجية للتواصل بقصد التفاعل بشکل أفضل مع مستوى إدراکهم لعوامل الإختطار والانضباط للتوصيات الصحية.

وتکتسب ثقة المواطنين بالإعتماد على المبادئ الأساسية التالية :

توقيت الإعلان عن الأزمة، والإستباق في تقديم المعلومة من أجل شد انتباه الجمهور.

الشفافية في التبليغ عن المعلومات العلمية والتي تکون سهلة الإستيعاب ومتمّمة بآخر المعطيات المتاحة.

الإستماع إلى الجمهور واستيعاب وجهات نظرهم، ومعارضاتهم للإجراءات، وکذلک الإجابة على مخاوفهم ولو کانت غير عقلانية.([29])

إن التواصل الصحي الفعال Effective Health Communication نادرًا ما يتحقق باستخدام طريقة واحدة بمفردها، وإنما يتوقف النجاح والتواصل الصحي على مدى الجمع بين طريقتين وأسلوبين أو أکثر من بين مجموعات متنوعة من الطرق والوسائل التحقيق الفرص التثقيفية. وقد يختلف اختيار الوسائل بين الاتجاهين باختلاف نوع التثقيف المراد إحداثه. والمجموعات المراد النفاذ إليها.

لذلک فالتثقيف الصحي يقوم على استخدام الأنواع المختلفة من أساليب وطرق ووسائل حيث لا تنفصل الأهداف المراد تخصيصها بل تتکامل وتنشط کل منهما بتفاعلها مع الوسيلة الأخرى. ([30])

مزايا تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي في الرعاية الصحية

توفر وسائل التواصل الاجتماعي بعض المساعدات لمستخدميها في التواصل الصحي من خلال:

• · زيادة إمکانية الحصول على المعلومات الصحية بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين. حيث قدرتها على توجيه الرسائل نحو مناطق جغرافية محددة أومجموعات ديموغرافية يصعب الوصول إليها، مثل أولئک الذين يُعرف أن لديهم وعي منخفض نسبياً بالأعراض المصاحبة لبعض الأمراض أو حواجز أکثر تعقيداً تحول أمام الوصول إلى الفحص الإکلينيکي.^([31])
• · تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة الصحة العامة وتأثيرها الإيجابي على صنع السياسات الصحية.^([32])
• · تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتلقيه عند الحاجة.
• · استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية من قبل العاملين في مجال الصحة، يخدم المنظمة الصحة العامل بها، مما يحسن تقديم خدماتها للمرضى.
  • · خلق نوع من المسافات بين الطبيب والمريض لمتابعة حالته عن بعد حين تسمح حالته بذلک.^([33]) باعتبار التواصل الجيد بين المرضى والاختصاصيين الصحيين مطلب ضروري للحصول على رعاية صحية عالية الجودة.
  • · وقد أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي فرصًا جيدة في هذا المجال، وزادت من إمکانية تواصل المستخدمين إلکترونياً للحصول على متابعة نتائج الفحوصات الطبية، وطرح الأسئلة، وجمع المعلومات قبل زيارة الطبيب، وتحديد مواعيد، وإرسال رسائل تذکيرية، وتجديد الوصفات الطبية. ^([34])
  • · القدرة على الدمج بين وسائط وأشکال الاتصال المتعددة (على سبيل المثال، الصوت والفيديو والنص والرسومات).
  • · ومن الأمثلة على هذا الاستخدام الناجح لوسائل التواصل الاجتماعي: سلسلة ألعاب الفيديو التي صممت لتحسين السلوکيات الصحية للأطفال والمراهقين نحو علاج الربو، والرسائل النصية المرسلة لهم لتحسين التزامهم بالأدوية، أو البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة تشخيص التهاب الکبدC، أو الجمع بين خدمات التواصل الاجتماعي مع ميزات أخرى مثل خاصية عداد الخطى التي تحث مستخدمها على الحرکة والمشي.^([35])
    • · إن استخدام الشبکات الاجتماعية يعيد الشعور بالانتماء إلى المجتمع ويذکّر المستخدمين بأن کل مشارکة منهم مهمة. وهي تساعد أيضًا على إنشاء ثقافة تفاعلية بين الناس.^([36])

فيصبح المرضى بذلک مشارکين نشطين في عملية الرعاية الصحية، حيث يشير الباحثون إلى أنه من خلال وضع المريض في مرکز عملية التشخيص/العلاج، يکون الاتصال أکثر انفتاحًا ويوفر مجال أکبر للتغذية المرتدة .^([37])

قيود استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل الصحي

إن السبب الرئيسي لمحدودية المعلومات الصحية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي هو افتقارها للثقة وانخفاض مصداقيتها، فغالبًا ما يکون الأشخاص الذين ينشرون هذه المعلومات الصحية غير معروفين أو يتم التعرف عليهم بمعلومات محدودة فقط، مما يشکل تحديًا لمستخدميها عند التحقق من صحة هذه المعلومات.

على سبيل المثال نُشرت بعض الأفکار الخاطئة على موقع تويتر حثت النيجريين على شرب کميات کبيرة من المياه المالحة کوسيلة لمکافحة فيروس إيبولا، وربما أدى ذلک إلى وفاة شخصين ودخول أکثر من 12شخصًا إلى المستشفى. وبالتالي، يخشى العديد من المتخصصين في المجال الصحي من أن استخدام تلک المواقع من قبل المرضى لأهداف تتعلق بالمعرفة الصحية غالباً ما يساهم في نشر معلومات خاطئة فيما بينهم.⁽[38]⁾

کما أن بعض المؤسسات الصحية أو الأخصائيين الصحيين قد لايستخدمون في کثير من الأحيان مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع مرضاهم، حيث قد يکون ذلک رادعًا للمرضى الذين يزورون الأخصائيين الصحيين.⁽[39]⁾

استراتيجية الإعلام الصحي

يستطيع الإعلام الصحي أن يحقق نجاحًا عندما يتم التخطيط له بصورة صحيحة وذلک من خلال وضع استراتيجية شاملة فلابد من وجود أبحاث وأهداف واضحة، ولکي تصبح الجهود التي تبذل في مجال الإعلام الصحي فعالة لابد من اتخاذ الخطوات الأتية :^([40])

تحديد المشکلة

لمعرفة المشاکل الصحية الشائعة لابد أن يقوم الإعلامي الجيد بدور المراقب، ليراقب تکرار هذه المشاکل، وإلى أي مدى تکون خطورتها على المجتمع، وما يشعر الناس به من قلق إزائها، وإلى أي مدى تصل علاقتها بالمشاکل الأخرى، وعملية معالجة المشکلات لابد أن تتم بطريقة واقعية، فقبل أن تقدم للناس توجيهًا صحيًا من الضروري الأخذ بالحسبان ظروفهم الحياتية، فلا بد أن يکون البديل الجيد الذي تطرحه لحل المشکلات، متوفرًا وسهل التطبيق، لکي لايؤخذ علی المعلومات والنصائح الطبية أنها تنصب في اتجاه الأحاديث الجاهزة التي تکون بعيدة عن الواقع لذلک ينفر منها الجمهور ولا تحقق الهدف.

وترى الباحثة أن تحديد قضية هامة في إطار قضايا الصحة العامة التي يمکن معالجتها بفعالية من خلال الحملة ماهي خطوة أولى حاسمة. فيجب أن تکون هناک مشکلة صحية هامة بالفعل ينبغي معالجتها، ويجب أن تکون هذه القضية تشکل أضرار کبيرة على فئات الجمهور.

• ·     تحديد الجمهور

يمکن الوسائل الإعلام أن تصل إلى جمهور متعدد مختلف في فئاته العمرية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والمهنية، لذلک لابد من تحديد الفئات المستهدفة، وقد أثبتت العديد من التجارب إن الاتصال لا يکون مؤثرًا وفعالاً إلا بعد تحديد الوقت اللازم والجمهور المستهدف.

وترى الباحثة أنه اختيار فئات مستهدفة محددة ومجزأة بشکل جيد بحيث يکونوا أکثر عرضة للمخاطر بسبب التهديدات الصحية للقضية المختارة يساعد في إنجاح الحملة بشکل ملحوظ.

• ·     اجراء التقييم:يعتبر التقييم أساس مهم لابد أن يؤخذ بالحسبان، وتأتي أهميته بعد التعرف على الجمهور وتحديد اتجاهاته، ويساعد التقييم في توفير الوقت والجهد والمال والتأکد مسبقاً من أن المواد سهلة الفهم وستتلقى استقبال جماهيرية.

ويقول باتريک ريمنجتن، مؤلف کتاب "التواصل الصحي العامة على نحو فعال"، إن التقييم السليم والصحيح لأهداف الحملة هو المفتاح الريئسي في الحصول على تغيير سلوکي مستدام".^([41])

تحديد الوسيلة

إن أسلوب استخدام الوسيلة الإعلامية واختيارها المناسب هو الذي يؤدي إلى إیجاد أرضية مشترکة للاتصال الفعال بين الناس، فإن التأثير الفعال لکل وسيلة يختلف عن الأخرى.

إعداد الرسالة

تعد الرسالة من أهم عناصر العملية الاعلامية؛ إذ تتضمن الأفکار والمفاهيم والأحاسيس والمهارات والاتجاهات التي يرغب المرسل في إشراک المستقبل فيها، وتتميز الرسائل الصحية عن بقية الأنواع الأخرى بأنها تحمل مضمونًا يعالج جانبًا من جوانب الحياة من خلال إسهامه بتحفيز الجمهور المستهدف لتقبل عمليات التوعية الصحية، وخلق اتجاهات، ومواقف إيجابية حيالها فضلاً عن خلق شعور الحاجات جديدة يمکن أن تنبثق من العادات القائمة والسلوک السائد بشرط ألا تتعارض الآراء الجديدة مع المعتقدات السابقة تعارضًا حاد يولد نوعًا من الرفض ومن ثم فشل الرسالة الصحية.

ومن الملاحظ أنه قد يکون للرسائل التي تثير المشاعر الإيجابية تأثير أکبر مع الفئة المستهدفة من تلک التي تثير المشاعر السلبية مثل الخوف. أما الجانب الآخر من عرض الرسائل هو مصادر المعلومات ومصداقيتها واتساقها يجب على الحملة اختيار متحدثين ومنظمات موثوق بها توازن بين الثقة والخبرة مما يزيد من فرصة قبول الرسالة.

على سبيل المثال قد يسعى المخططون للتعاون مع الشرکات التي تستفيد من التوصية الغذائية کشرکات الحبوب الغذائية والألياف الصحية والمطاعم لوضع علامة على الخيارات الصحية في قائمة الطعام. ^([42])

التوقيت

عملية استثمار الوقت المناسب لبث الرسالة البيئية المناسبة أمر مهم لنجاح الرسالة الصحية فضلاً عن عملية اختيار الوقت الذي يتناسب مع الفئة المستهدفة ومکان وجودها وساعة بث الرسالة، فإذا أهملنا التوقيت فإن الرسالة تفشل لأنها قد لا تجد متلقي يتعرض إليها.

الحملات الصحية العامة:

حملات الصحة العامة هي نوع محدد من التواصل الاجتماعي التي تکاد تکون في کل مکان. وهي مصممة للحث على إحداث تغييرات طويلة الأجل في المعرفة والمواقف والسلوکيات، وأحيانًا السياسة الصحية العامة. على سبيل المثال، قد تشجع الحملات الناس على تطعيم أطفالهم، أو الحد من استخدام المبيدات الحشرية، أو القيادة دون إرسال رسائل نصية، أو زيادة التمارين الرياضية المنتظمة، أو تقليل حرق نفايات الفناء في الأيام ذات الضباب الدخاني العالي، أو معرفة ما يجب القيام به في حالة نشوب الحريق، أو کيفية التعامل مع الطعام الخام بأمان.([43])

وتقوم حملات الصحة العامة على مقاومة التهديدات الصحية الوشيکة واعتماد سلوکيات تعزز الصحة الجيدة للجمهور المستهدف بتطبيق مجموعة واسعة من استراتيجيات وأنشطة الاتصال التي يشارک فيها الأخصائيون الأعلاميين بهدف زيادة الوعي العام حول القضايا الصحية الهامة.

على سبيل المثال، غالباً ما تشجع حملات الصحة العامة على اعتماد أنماط حياة صحية تشمل ممارسة الرياضة واتباع أنظمة غذائية وتجنب الکحول والمخدرات؛ والتشجيع على الفحص المبکر في بعض الأمراض لتقليل الضرر.

وتهدف هذه الحملات إلى التأثير على المعرفة العامة والمواقف والسلوکيات، ومع ذلک فإن تحقيق هذه الأهداف والتأثير على الجمهور ليس بالأمر البسيط.

لذلک يجب على مخططي الحملات استخدام رسائل مصممة بعناية تتناسب مع اهتمامات وقدرات الجمهور الذي تم تصميم هذه الرسائل من أجلهم، ويجب عليهم نقل الرسائل عبر قنوات الاتصال التي يثق بها الجمهور المستهدف ويمکنه الوصول إليها بسهولة.([44])

ولتکون الحملة الصحية ناجحة لابد أن يُأخذ في الاعتبار المتغيرات الصحية الفسيولوجية، والعوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الصحة بصفة عامة. وتشمل السلوک الفردي والشبکات الأسرية والمجتمعية والاجتماعية؛ ظروف المعيشة والعمل؛ والدولة والظروف الوطنية والعالمية. ويعتمد حجم الحملة ونطاقها على نطاق المشکلة التي يتم معالجتها. فالحملات التي تسعى إلى تغيير السلوک على الصعيد الوطني -على سبيل المثال- تحتاج إلى معالجة مستويات سيکولوجية أعلى من تلک التي تعمل على معالجة مشکلة صحية عامة خاصة بمدينة أو بلدة معينة. ^([45])

الحملات الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في کثير من الأحيان تدعم صفحات من مواقع التواصل الاجتماعي حملات قومية. حيث أن فعاليتها في نشر الأخبار والمعلومات حول القضايا ومساعدة الجمهور على تلبية احتياجاتهم، يوفر لهذه المواقع أداة جيدة لتنظيم الحملات. ومن خلال تنظيم المواقع الشبکية للجهود، فإنها تشجع على رفع مستوى الثقافة الصحية، وتزيد من مشارکة الجمهور فيها سواء لنشر الوعي أو التعلم. ([46])

ويمکن من خلال عملية التسجيل والاشتراک على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال - الفيسبوک - ، تخصيص المستخدمين المتهمين بالصفحات الصحية عبر هذه المواقع برسائل خاصة بهم. وهذا يسمح لهم بالشعور بصلة بالحملة وفهم کيف ستعمل الحملة على مساعدته.

ولذا تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل المهمة التي وظفتها وزارة الصحة في حملة "خليک في بيتک "للوصول إلى الجمهور المستهدف وهم المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لجذب اهتمامهم بالقضايا والمواضيع المتعلقة بالتوعية الصحية ومحاولة مشارکتهم في عملية النقاش والحوار، بالإضافة إلى ذلک فإن استخدام الحملة هذه الوسائل لبث رسائلها وفيديوهاتها التوعوية ومتابعة احصائيات المرضى والمتعافين أتاحت فرصة للتواصل اليومي بين الحملة وجماهيرها والتي من شأنها أن تسهم في خلق الوعي والإدراک بالقواعد والإجراءات الاحترازية المتبعة.([47])

الحملات الإعلامية في وسائل الاعلام الجماهيرية

على الرغم من أن البث التلفزيوني يعد شکلًا فعالًا من الحملات الاعلامية، إلا أن عائق التکلفة يحد من فعاليته، مما جعل مخططي الحملات يتجهون نحو مواقع التواصل الاجتماعي التي تتسم بانخفاض التکلفة أضافة إلى القدرة على الوصول إلى الفئات المستهدفة (الشباب) التي قد تکون أقل احتمالاً للتواصل بشکل متکرر مع التلفزيون. کما أن تمويل الحملات في وسائل الإعلام المختلفة محدود نسبياً، مما قلل من فعالية تنفيذ البرامج بسبب التکلفة فهي أحد العوامل التي تؤثر على فعالية الشکل الإعلامي المستخدم لتنفيذ الحملة. ([48])

ومثال ذلک إطلاق وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميرکية حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2009، حيث وُجِهت الحملة من مراکز مکافحة الأمراض والوقاية للتوعية حول مرض H1N1، کان الهدف من الحملة تزويد الجمهور بمصادر معلومات موثوقة في الوقت المناسب حول الوباء المتطور بإستمرار وقتذاک. وقامت مراکز مکافحة الأمراض بتحديث وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها بإستمرار لمعرفة کيفية استجابة الجمهور للحملة ومواجهة العديد من المفاهيم الخاطئة التي انتشرت سريعاً وإعادة إرسال الرسائل المنقحة على الفور. وفيما بعد أعُتبر هذا النهج فعالاً في الاتصالات الصحية العمومية الحيوية. ([49])

وأصبحت الإشارات الاجتماعية أو الآثار الرقمية التي يترکها جمهور الحملات مؤشرات شائعة على وصول الحملات للجمهور المستهدف والوعي بها. على سبيل المثال، فإن عدد زيارات صفحات الحملة على فيسبوک، وعدد الإعجابات والتعليقات على المنشورات الخاصة بها تقيس انطباعات ذلک التأثير. وفي هذه الحالة، لم تعد الرسائل التي تم إنشاؤها في الجمهور مکونًا من مکونات رسائل الحملات فحسب، بل أيضًا مؤشرات لتقييم تأثيرات الحملات. ([50])

نتائجالدراسة

1. ويحتل موقع فيسبوک المرتبة الأولى في المواقع التي يفضلها الشباب، يليه موقع تويتر، ثم انستجرام، وفي المرتبة الرابعة موقع يوتيوب، وأخيراً يأتي موقع لينکد ان في المرتبة الخامسة نسبة 51.1% من المبحوثين يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي في المعتاد يومياً، ويقضي 56.6% من أفراد العينة في تصفح هذه المواقع ثلاث ساعات فأکثر.
2. جاءت مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمة المصادر التي تعتمد عليها عينة الدراسة في  الحصول على المعلومات الصحية بنسبة 62.6%، تليها الإعلانات التليفزيونية بنسبة 53.8%، ثم تليها البرامج التليفزيونية بنسبة 53.3%، يليها حصولهم على المعلومات من الأهل والأصدقاء بنسبة 47%، تليها الملصقات وإعلانات الطرق بنسبة 41.8%، في حين لم يذکر أفراد العينة إعلانات الراديو والبرامج الاذاعية کأحد المصادر المتاحة للحصول على معلومات صحية منهما.
3. جاءت حملة کورونا في الترتيب الأول من حيث کونها أکثر الحملات التي إهتم المبحوثون من عينة الدراسة بمتابعتها وذلک لأنها الأعلى تأثيرًا بحسب استطلاعات الرأي العام باعتبارها أکبر حملة إعلانية صحية توعوية ظهرت خلال عام 2020 بعد تفشي الفيروس تلتها حملة الکشف عن الأمراض المزمنة والکشف المبکر عن الإعتلال الکلوي ثم في المرتبة الثالثة جاءت حملة وريد ووريدة.
4. أن مستوى معرفة أفراد العينة بحملة فيروس کورونا المستجد COVID19 حيث کانت 74% من أفراد العينة على مستوى معرفة متعمقة بمضامين الحملة و17.5% کانت مستوى معرفتهم متوسطة بينما نسبة 8.5% منهم کانت معرفتهم سطحية.
5. ارتفاع مستوى معرفة الشباب بحملة حملة الکشف عن الأمراض المزمنة والکشف المبکر عن الإعتلال الکلوي حيث کانت 56.6% من أفراد العينة على مستوى معرفة متعمقة بمضامين الحملة و 27.6% کانت مستوى معرفتهم متوسطة بينما نسبة 15.8% منهم کانت معرفتهم سطحية.
6. مستوى معرفة أفراد العينة بمضامين حملة وريد ووريدة بلغت 29% معرفة متعمقة بينما کان 27.9% منهم على مستوى معرفة متوسطة. في حين شکل ما نسبته 43.2% منهم کانت معرفتهم سطحية.
7. أشار 68% من عينة الدراسة أن متابعتهم للحملات الصحية غيرت من سلوکهم الشخصي، بينما أجاب 32% منهم أنها لم تغير من سلوکهم الشخصي.
8. أتت الأسباب التي يراها المبحوثين في قدرة الحملات على مساعدتهم في تغيير سلوکهم الشخصي، في قدرتها على تقديم معلومات مفيدة وواضحة بنسبة 76.3% ، کما يعتبرونها حملات جذابة ولفتت انتباههم لها بنسبة 42.6%، وکذلک عرضها لحالات مصابة لإثبات مصداقيتها بنسبة 41.8%، في حين نجد انها نجحت في إثارتها لدافع للمشارکة الاجتماعية لدى المبحوثين بنسبة 17.7%.
9. أوضح المبحوثين أن عدم قدرة الحملات على مساعدتهم في تغيير سلوکهم الشخصي، کانت بسبب أنهم يعتقدون بأنها مملة ولا تلفت انتباههم بنسبة 58.1% ، کما يعتبرها 37.6%  لا تقدم الکثير من المعلومات، في حين أجاب 30.8% من المبحوثين ان أساليب عرض الحملة تقلل من القدرة على تذکر محتواها.

10. تتباين درجة ثقة المبحوثين بالمعلومات الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي فجاءت نسبة من يثقون بها 48.6%، بينما کانت نسبة 44.8% منهم يثقون إلى حد ما، ونسبة 6.6% لا يثقون بها.

11. جاءت عزله الفرد وعدم اهتمامه بقضايا المجتمع الصحية کأحد أبرز المعوقات التي حدت من نجاح الحملات الصحية من الوصول لأهدافها .

نتائجاختبارفروضالدراسة:

جدول رقم ( 2) يوضح العلاقة بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفتهم بمضمون الحملات الصحية

تشير نتائج المعاملات الاحصائية إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفتهم بمضمون الحملات الصحية، حيث کانت قيمة معامل بيرسون 0.275 وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوى 0.000

وعلى هذا يمکن القول بثبوت صحة الفرض القائل بوجود علاقه ارتباطيه علاقه ارتباطيه بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي ومستوى معرفتهم بمضمون الحملات الصحية.

الفرضالثاني:

جدول رقم ( 3) يوضح العلاقة بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي واتجاهاتهم نحو الحملات الصحية

تشير نتائج المعاملات الاحصائية إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي واتجاهاتهم نحو الحملات الصحية، حيث کانت قيمة معامل بيرسون 0.492 وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوى 0.001

وعلى هذا يمکن القول بثبوت صحة الفرض القائل بوجود علاقه ارتباطيه علاقه ارتباطيه بين تعرض الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي واتجاهاتهم نحو الحملات الصحية.

الفرضالثالث:

جدول رقم ( 4) يوضح العلاقة بين ثقة الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والتماس المعلومات منها

تشير نتائج المعاملات الاحصائية إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً بين مدى ثقة الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والتماس المعلومات منها، حيث کانت قيمة معامل بيرسون 0.361 وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوى 0.001

وعلى هذا يمکن القول بثبوت صحة الفرض القائل بوجود علاقه ارتباطيه ذات دلالة احصائية بين ثقة الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والتماس المعلومات منها لصالح درجة الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي.

خاتمة

ومن خلال ما تطرقت إليه الدراسة يتضح التأثير الذي تحدثه مواقع التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع في زيادة المعرفة الصحية، ومن هذا المنطلق  يأتي الدور على الجهات المسؤولة لاستغلال هذه المواقع في إعطاء الأفراد وظيفة توعوية لهم ولذويهم ولأصداقئهم، وبالتالي خلق إعلام شبکي صحي متخصص يعمل مع الوسائل الإعلامية الأخرى، بدافع نشر الوعي الصحي وتعزيز المعرفة الصحية والذي يساهم  بدوره في تقليص أعداد المرضى والمراجعين للمستشفيات والمراکز الطبية والتخفيف من الضغط المتزايد على الأطباء الاختصاصيين والمراکز الصحية المختلفة.

 ويأتي دور مواقع التواصل الاجتماعي في تيسير ذلک سواء عبر الحسابات الخاصة أو عبر الصفحات والمجموعات ومن خلال أساليب وطرق التفاعل المختلفة التي توفرها هذه المواقع، وفي صورة حملات اعلامية توعوية بهدف إبراز المضامين التي تخص الصحة وکل ما يتعلق بها من حيث النشاطات التي يمارسها والغذا ء والعادات السلبية المتوازنة في المجتمع.

حيث أصبحت هذه الحملات من أهم العمليات التي يجب أن تطبق في المجتمع، وبالرغم من أهميتها إلا أن هذه الحملات تبقى رهينة المحتويات والمضامين الصحية التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي،

ولذلک فإن دراسة فعالية مواقع التواصل الاجتماعي بشکل عام وفعالية رسائل الحملات الصحية التي تخدم الصحة العامة للفرد والمجتمع على وجه الخصوص مسألة تتطلب العناية الکبيرة بمجموعة من المحددات، انطلاقاً من الاهتمام بکيفية إعداد وتخطيط هذه الحملات والاهتمام بطبيعة رسائها، وصولاً إلى ضرورة دراسة الجمهور المستهدف الي يمثل الهدف النهائي لأي عمل إعلامي توعوي وهو ما سعينا إليه في دراستنا الحالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

المراجع العربية

• أماني رضا عبد المقصود (2020)، التجربة الترفيهية عبر منصات خدمة الفيديو الرقمية العربية: دراسة تطبيقية في ضوء نظرية الثراء الإعلامي، مجلة البحوث الإعلامية، کلية الإعلام، جامعة الأزهر، العدد 55 ، الجزء1، أکتوبر2020.
• جاد عویدات (٢٠٢٠)، تفاعل الشباب الجامعي مع طرق الوقایة من فیروس کورونا عبـر فـیس بوک "دارسـة میدانیـة لمستخدمي صفحتي قناة "المملکة الأردنیة"، وقناة "فرانس ٢٤ ,"مجلة الدراسات الإعلامیة، بـرلین: المرکـز العربي الـدیمقراطي، عدد 11 ، مايو 2020.
• حسام فايز عبدالحي (2020)، اعتماد طلبة الجامعات على وسائل الإعلام الجدید فی إستقاء المعلومات والأخبار عن جائحة کورونا کوفید 19 وعلاقته بالإندماج الأکادیمی لدیهم، مجلة البحوث الإعلامية، کلية الإعلام، جامعة الأزهر، المقالة 10، المجلد 54، جزء 4 (جائحة کورونا( .
• حسن مکاوي، ليلى السيد (2012) الاتصال ونظرياته المعاصرة، ط10، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.
• حسنين شفيق(2013), نظريات الإعلام وتطبيقاتها في دراسات الإعلام الجديد، ط1،القاهرة: دار فکر وفن للنشر.
• حسين عمر الهاروشي (2017)، التعرض لوسائل الإعلام الرياضي ودوره في العوامل النفسية والأداء الرياضي، ط1، الجزائر: شرکة دار الأکاديميون للنشر والتوزيع.
• خالد غسان (2012), ثورة الشبکات الاجتماعية، ط1، دمشق: دار النفائس للنشر والتوزيع.
• داليا عثمان (2019)، اتجاهات المرأة المصریة نحو استخدام الإعلام الرقمي فی المجال الصحي، مجلة البحوث الإعلامية، کلية الإعلام ، جامعة الأزهر، المقالة 8، المجلد 18، العدد 3.
• رفعت عارف الضبع (2017) الحملات الإعلامية، ط1، القاهرة: المکتب المصري للمطبوعات.
• دربال کريمة (2018)، دور الحملات الإعلامية التوعوية في نشر ثقافة الکشف المبکرعن سرطان الثدي، رسالة ماجستير، الجزائر، جامعة الدکتور مولاي الطاهر، کلية العلوم الإجتماعية والإنسانية، قسم الإعلام والإتصال.
• سعد المشهداني (2017)، مناهج البحث الإعلامي، ط1، دولة الإمارات العربية المتحدة: دار الکتاب الجامعي، جامعة تکريت، کلية الآداب.
• ·        طارق الصعيدي (2020)، اعتماد الشباب على صحافة الموبایل ودورها فی التوعیة الصحیة بجائحة کورونا فی مصر، مجلة البحوث الإعلامية، کلية الإعلام، جامعة الأزهر، المقالة 3، المجلد 54، جزء 4 (جائحة کورونا(.
• عايدة فضل الشعراوي (2006)، الإعلان والعلاقات العامة دراسة مقارنة، ط1، بيروت, الدار الجامعية.
• عبدالغني الدغيمر، حنان فضل الله وآخرون (2016)، التواصل في حالة الأزمات الصحية: مدخل للمفاهيم الأساسية، المؤتمر الوطني الثالث للجمعية المغربية للتواصل الصحي، الجمعية المغربية للتواصل الصحي، کلية الطب والصيدلة بفاس 4-5 يونيو 2016،المجلة الصحية المغربية، العدد14.
• عصام السعيد(2014)،استخدامات  شبکات التواصل الاجتماعي بجامعة بورسعيد  في دعم خدمات الإرشاد الجامعي رؤية مستقبلية, مجلة کلية التربية، جامعة المنصورة، مجلد 87، جزء 1.
• علي حجازي (2017) الحملات الإعلامية وفن مخاطبة الجمهور،ط1،عمان: دار المعتز للنشر والتوزيع.
• غادة البطريق (2020)، إلتماس الشباب الجامعي للمعلومات عن رؤية 2030 للمملکة العربية السعودية من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وعلاقته بمستوى إدراکهم لها،مجلة البحوث الإعلامية، کلية الإعلام، جامعة الأزهر، العدد55، الجزء 4، أکتوبر2020.
• القرني علي بن شويل (2011)، الإعلامالجديد:منالصحافةالتقليديةالىالإعلامالإجتماعي وصحافةالمواطن، ط1، الرياض: مطابع هلا شرکة توزيع الجريسي.
• مازن جبار (2018)، دور مواقع التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام العراقي نحو المشارکة السياسية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإسکندرية ، کلية الآداب، قسم الإجتماع.
• محسن الکناني، أحمد مهدي (2017)، التلفزيون وتعزيز الوعي الصحي، ط2، عمان: دار أمجد للنشر والتوزيع.
• محمد شعيب (٢٠١٤)، الإدارة المعاصرة: لخدمات الإسکان ومکافحة العدوى والتدريب والتثقيف الصحي. ط١، القاهرة: دار النشر للجامعات.
• ·        مرتضى البشير الأمين، خالد عبدالحفيظ محمد (٢٠٢٠) وسائل التواصل االجتماعي وتعزيز الوعي الصحي للوقاية من فيروس کورونا المستجد COVID19 "دراسة على صفحة الفيسبوک بالموقع الرسمي لوزارة الصحة السودانية"، مجلة الدراسات الإعلامیة. بـرلین: المرکـز العربـي الـدیمقراطي،عدد 11 لشهر مايو 2020 .
• ·        نوال إسماعيل (2018)، الأسس والقواعد الدولية لمنهجية الإعلام، ط1، القاهرة: دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع.

المراجع الأجنبية

• Allom, V., Jongenelis, M., Slevin, T., Keightley, S., Phillips, F., Beasley, S., & Pettigrew, S. (2018). Comparing the Cost-Effectiveness of Campaigns Delivered via Various Combinations of Television and Online Media. Frontiers in public health, 6, 83. https://doi.org/10.3389/fpubh.2018.00083
• Bünzli, Fabienne & Eppler, Martin J. (2018) Strategizing for social change in nonprofit contexts: A typology of communication approaches in public communication campaigns. Nonprofit Management and Leadership.
• Carter, M. (2014). How Twitter may have helped Nigeria contain Ebola. BMJ: British Medical Journal (Online), 349
• Case, D. O. (2012). Looking for information. A survey of research on information Seeking, Needs, and Behaviour (Part 1).
• Houston, T. K., & Allison, J. J. (2002). Users of Internet health information: differences by health status. Journal of medical Internet research, 4(2), e7.
• Kaushal, A., Kassianos, A.P., Sheringham, J., Waller, J., & Wagner, C.V. (2020). Use of social media for cancer prevention and early diagnosis: scoping review protocol. BMJ Open, 10.
• Kim, S. (2009). Content analysis of cancer blog posts. Journal of the Medical Library Association: JMLA, 97(4), 260
• Mekawie, Nermeen Magdi. (2013). Factors affecting adoption of eHealth in Egypt. Thesis (Ph.D.). ID:uk.bl.ethos.588185.P50-53 
• Mekawie, Nermeen Magdi. (2013). Factors affecting adoption of eHealth in Egypt. Thesis (Ph.D.). ID:uk.bl.ethos.588185.P50-53 
• Miller, L. M. S., & Bell, R. A. (2012). Online Health Information Seeking: The Influence of Age, Information Trustworthiness, and Search Challenges. Journal of Aging and Health, 24(3), 525–541. https://doi.org/10.1177/0898264311428167
• MPH@GW, the online MPH program from the Milken Institute School of Public Health at the George Washington University
• Mukherjee, A. and Bawden, D. (2012), "Health information seeking in the information society. Health Info" Libr J, 29: 242-246. doi:10.1111/j.1471-1842.2012.00997.x
• Naseri Boori Abadi, T., & Sheikhtaheri, A. (2015). Social Media and Health Care: Necessity of Facing Their Challenges. Iranian journal of public health, 44(4), 596–597.
• "Public Health Campaigns ." Encyclopedia of Communication and Information . . Retrieved May 23, 2020 from Encyclopedia.com: https://www.encyclopedia.com/media/encyclopedias-almanacs-transcripts-and-maps/public-health-campaignsRupert, D. J., Moultrie, R.
• R., Read, J. G., Amoozegar, J. B., Bornkessel, A. S., O'Donoghue, A. C., & Sullivan, H. W. (2014). Perceived healthcare provider reactions to patient and caregiver use of online health communities. Patient education and counseling, 96(3), 320–326. https://doi.org/10.1016/j.pec.2014.05.015
• Shi, J., Poorisat, T., & Salmon, C. T. (2018). op . cit
• Smyser, J. D. (2013). Health communication and social media: A case study of the california tobacco control program's "toxic butts" campaign (Order No. 3608460). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (1494825145). Retrieved from https://search.proquest.com/docview/1494825145?accountid=178282
• Snyder, L. B. (2007). Health Communication Campaigns and Their Impact on Behavior. Journal of Nutrition Education and Behavior, 39(2 SUPPL.). https://doi.org/10.1016/j.jneb.2006.09.004
• Sui, Y., & Zhang, B. (2021). Determinants of the Perceived Credibility of Rebuttals Concerning Health Misinformation. International Journal of Environmental Research and Public Health, 18(3), 1345.‏
• Toan Luu Duc (2020) : The COVID-19 risk perception: A survey on socioeconomics - and media Attention, , Economics Bulletin, Volume 40, Issue 1,2020, pp. 758-764
• Zuure, F. R., Davidovich, U., Coutinho, R. A., Kok, G., Hoebe, C. J., van den Hoek, A., Jansen, P. L., van Leeuwen-Gilbert, P., Verheuvel, N. C., Weegink, C. J., & Prins, M. (2011). Using mass media and the Internet as tools to diagnose hepatitis C infections in the general population. American journal of preventive medicine, 40(3), 345–352. https://doi.org/10.1016/j.amepre.2010.11.019

 

 

 

 

عدد المشاهدات للمقالة: 4,780

تنزیل PDF: 1,003